أمراض سوء التغذية | السغل و كواشيوركور والفرق بينهما

د.أسماء علي

هل تعلم عزيزي القارئ ما المقصود بالسغل وكواشيوركور؟ وما الفرق بينهما؟

فلا بد أنك لاحظت على التلفاز أو على وسائل التواصل الاجتماعي أطفال الدول النامية، ممن يعانون المجاعات ويبدو عليهم الضعف، لدرجة أن أصبحت ضلوعهم واضحة تحت الجلد. بسبب أمراض سوء التغذية وعدم توفر العناصر الغذائية.

يمكن أن تكون أمراض سوء التغذية سببًا مباشرًا في وفاة ٣٠٠٠٠ شخصًا سنويًا أغلبهم في البلدان النامية، كذلك تعد سببًا في ٥٠٪ من وفيات الأطفال.

لذا لنبدأ – قارئَنا العزيز- رحلتنا في هذا المقال عن كل ما يتعلق بالسغل وكواشيوركور.

ما السغل ( Marasmus)؟

يُعد أحد أخطر أشكال أمراض سوء التغذية ونقص الغذاء. ينتج بسبب نقص البروتين وأغلب العناصر الغذائية الهامة، وقلة السعرات الحرارية الناتجة من غذاء الشخص، عن السعرات الحرارية التي يحتاج إليها جسمه لتأدية عملياته الحيوية.

عدم توفر السعرات الحرارية المطلوبة، يؤدي إلى اعتماد الجسم على أنسجته للحصول على الطاقة.

يتسبب ذلك في فقد الجسم العضلات والدهون، ويتعرض للهزال.

يصاب كلًا من الأطفال والبالغين به، لكنه غالبًا يصاب به الأطفال في الدول النامية بسبب نقص الغذاء.

لا ينمو الطفل المصاب عادةً مثل باقي الأطفال في عمره، ويظهر أقل طولًا من أقرانه.

كذلك يفقد الجسم في هذه الحالة القدرة على القيام بوظائفه الطبيعية، أو محاربة الأمراض.

أسباب السغل

تتضمن أسباب السغل ما يلي:

يُعد عدم توفر الإمداد الغذائي الكافي والعناصر الغذائية، مثل: البروتين والكربوهيدرات وغيرها، السبب الرئيسي للإصابة، مما يُؤدي إلى الجوع المزمن.

 يعني زيادة استهلاك عنصر غذائي واحد بكثرة، وإهمال باقي العناصر الغذائية الأخرى، مثل: الخضروات، والبروتين.

 يمكن أن تعيق بعض المشكلات الصحية امتصاص العناصر الغذائية والاستفادة منها.

ملاحظة: كما ذكرنا تساهم التغذية الخاطئة والمشكلات الصحية في حدوث المرض.

لكن يجب أن نعلم أنهما لا يسببان السغل عادةً إلّا إذا ارتبط كلًا منهما مع نقص السعرات الحرارية المطلوبة.

عوامل الخطر

تعد نشأة الأطفال في الدول النامية من أهم عوامل الخطر للإصابة بالسغل؛ نظرًا لنقص الغذاء.

يعاني أطفال الدول النامية كذلك زيادة معدل نقص الوزن عند الولادة، وهذا يعطي فرصة أكبر للإصابة بأمراض سوء التغذية.

تتأثر الأمهات المرضعات كذلك في هذه البلاد، مما يؤدي إلى عدم توفر حليب الثدي الكافي لإطعام أطفالهن، فيؤثر على نمو الطفل.

إذ تُساعد التغذية الجيدة للأم في فترة الحمل، وبعد الولادة بعام على الوقاية من سوء التغذية.

يمكن أن تسبب بعض الأمراض الفيروسية، أو البكتيرية، أو الطفيلية انعدام شهية الطفل، وقلة تناول الغذاء.

أعراض السغل

تتراوح الأعراض من معتدلة إلى قوية تبعًا لدرجة سوء التغذية، من أهم الأعراض ما يلي:

مضاعفات السغل

تعد المضاعفات خطيرة جدًا على الرضع والأطفال الصغار؛ إذ يمكن أن تسبب تأخر النمو البدني والعقلي للطفل. كذلك توجد مضاعفات خطيرة إذا لم يعالج، من أهمها ما يلي:

تشخيص السغل

يستخدم الطبيب عادة القياسات لتحديد تأثّر نمو الطفل، وبالتالي الإصابة بالمرض مثل:

عندما تكون هذه القياسات أقل من المعدل الطبيعي للطفل السليم، يمكن أن يكون الطفل مصابًا بالسغل.

تُشير قلة حركة الطفل ونقص طاقته بجانب القياسات إلى الإصابة بالمرض. توجد كذلك بعض تحاليل الدم التي تستخدم في التشخيص، ولكن إصابة الطفل بالعدوى الشائعة، ربما تؤثر على نتائج فحص الدم.

علاج السغل

يُعد من الحالات الطبية الطارئة التي تتطلب العلاج الفوري.

قد يختلف العلاج ومدته تبعًا للحالة المرضية للشخص، والمرحلة التي وصل إليها.

يبدأ العلاج بتناول السعرات الحرارية في وجبات صغيرة، مع زيادتها ببطء لتهيئة الجسم.

يستخدم اللبن المجفف منزوع الدسم في العلاج الأولي غالبًا. يُضاف إليه الفيتامينات والمعادن والسكر، والزيوت النباتية، مثل: زيت السمسم لتوفير احتياجات الجسم من باقي العناصر الغذائية.

تتوفر أيضًا بعض المُغذيات الجاهزة للاستخدام المباشر.

تحتاج بعض الحالات إلى العناية المكثفة داخل المستشفى للتعامل مع الحالات الخطيرة، ومعالجة أو منع بعض المضاعفات، كما يلي:

إعادة نسبة الجلوكوز في الدم إلى مستواه الطبيعي من أولويات العلاج، إلا أنه يجب الحرص على التدرج؛ كي لا تحدث أي آثار جانبية. 

يعد تعويض الجسم بالسوائل والمعادن اللازمة عن طريق المحاليل المخصصة لذلك أولوية في العلاج.

تشيع العدوى غالبًا بين الأطفال المصابين بالسغل. لذلك إضافة المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية المناسبة من الأمور الضرورية، فعلاج المشكلات الصحية من أهم الخطوات لتسريع الشفاء.

يمكن أن يحتاج المريض إلى فترة أشهر ليُشفى تمامًا.

من أهم الوسائل العلاجية زيادة الوعي الصحي للأسرة بأهمية الغذاء، خاصةً الأم لأنها تُعد المفتاح الرئيسي لحل المشكلة.

متابعة الأطفال بعد الشفاء

لاحتمالية خطر حدوث ما يلي: 

الانتكاس

قد يحدث الانتكاس بعد فترة وجيزة من الشفاء، لذلك يزور الطفل المستشفى بعد أسبوع، وبعد أسبوعين، وبعد شهر.

في كل زيارة تُسجّل نتائج تقييم وزن الطفل، وطوله، وكذلك يجب الحرص على متابعة التطعيمات الأساسية طبقًا لدولته.

تقييم النمو العصبي للطفل

ينمو جهاز الطفل العصبي في أول عامين من حياته، لذا ربما يتأثر نموه بسبب سوء التغذية.

لذلك التقييم المنتظم لنمو الطفل العصبي مهم جدًا مثل: متابعة معدل نمو الرأس.

هناك مرض شائع أيضًا مرتبط بسوء التغذية يُعرف بكواشيوركور (Kwashiorkor)، فماذا يعني؟

كواشيوركور (Kwashiorkor)

يُعد شكلًا آخرًا من أشكال سوء التغذية، سببه الرئيسي نقص البروتين الحاد، والاعتماد الأساسي على الكربوهيدرات في الطعام.

كما هو الحال في السغل، فإن الكواشيوركور يشيع في البلدان النامية ذات الإمكانيات الغذائية المحدودة. يصيب الكواشيوركور الأطفال الأكبر سنًا من الأطفال الذين يصابون بالسغل.

أعراض كواشيوركور

من أهم الأعراض الرئيسية المميزة لكواشيوركور:

تورم الجسم، الذي عادةً ما يبدأ في الساقين، ثم يتوسع ليشمل باقي أجزاء الجسم.

تحدث أمراض الكبد في الكواشيوركور، لكنها نادرة في السغل.

تتشابه باقي الأعراض غالبًا مع السغل، مثل الآتي:

في الختام، عزيزي القارئ الضرر الناتج عن السغل وأمراض سوء التغذية، من الأمور التي تُحتم علينا زيادة الوعي الصحي بأهمية الغذاء، والتوازن بين العناصر الغذائية الهامة للجسم.

لنحمي أنفسنا ولتُبني أجسام أطفالنا دون وجود مشكلاتٍ صحيةٍ.

اقرأ أيضًا

الرضاعة الطبيعية

تغذية الرضع خلال السنة الأولى

تغذية الرضع

مراجع طبي د.احمد فوزي

المصدر
www.medicalnewstoday.comemedicine.medscape.comwww.healthgrades.comwww.ncbi.nlm.nih.gov/bookswww.healthline.com/healthwww.nhs.uk/conditions/kwashiorkor
Exit mobile version