أمجد: إنها المرة الثالثة التي تتأكدين فيها من إغلاق الباب ألا يكفي ذلك؟ إنكِ حقًا أصبحت مصابةً باضطراب الوسواس القهري.
ليلى: توقف عن نعتي بذلك اللقب، كل هذا لأني أخاف عليكم، وأخشى دخول اللصوص إلى المنزل.
أمجد: تخافين علينا! ألا تدركين أن خوفك زائد عن الحد، وأصبح يسبب لنا العديد من المشكلات! أنسيت ذلك الضيف المتأخر الذي جاء إلى جيراننا الأسبوع الماضي، وظننتِ أنه لص، وأحدثتِ هرجًا صاخبًا في البناية، وسببتِ لنا الحرج معهم.
ليلي: هو من كان يتحسس في مشيه ولا يصدر صوتًا.
أمجد: ضيف يأتي في الساعة الواحدة صباحًا لظرف طارئ، أيفترض به أن ينادي في الميكروفون! بالطبع سيتحسس حتى لا يزعج أحدًا.
ليلي: صدقت. أمجد، هل أنا حقًا مريضة؟
ما هو اضطراب الوسواس القهري؟
أمجد: أنتِ لستِ مريضة يا عزيزتي، لكنكِ تعانين أحد اضطرابات القلق، إذ تساوركِ الشكوك والمخاوف إزاء مختلف الأشخاص والتصرفات.
ليلي: هكذا قلت لك إنني قلقة وخائفة عليكم.
أمجد: عزيزتي، ألم تسمعي كلمة اضطرابات! إن قلقكِ الزائد عن الحد وتلك الأفكار التي تعصف برأسكِ ليلًا ونهارًا ليس شيئًا طبيعيًا.
كم مرة اتصلت بي في طريق عودتي من العمل، من رفض ذهاب ابننا إلى رحلة المدرسة أكثر من مرة وهو في الثالثة عشر من عمره!
أتذكرين تلك الأمسية التي دعوتك فيها إلى العشاء في أحد المطاعم الفاخرة، ولم تقبلي تناول العشاء إلا بعد أن غير لك النادل الطبق 3 مرات!
ليلي: أتلومني لأني أخاف عليك وعلى ابننا وعلى صحتي؟!
أعراض اضطراب الوسواس القهري
أمجد: أنا ألومك فقط على فرط الخوف الذي يسبب لك القلق الزائد، كل تلك الأفعال الصادرة منك، مثل:
- التأكد من إغلاق الأبواب أكثر من مرة.
- الاتصال المتكرر علي دون الحاجة إلى شيء.
- الرغبة الدائمة في التنظيم والترتيب.
- الخوف من فقدان الأشياء.
- الاهتمام بأدق التفاصيل.
- الشك في نظافة كل من حولك.
- أفكار تشاؤمية وعدوانية.
ما هي إلا أعراض لهذا الاضطراب النفسي.
عزيزتي، لقد بتِ فريسةً لاضطراب الوسواس القهري، انظري إلى وجهك في المرآة، دائمًا يبدو عليكِ الإرهاق والتعب، وهذه الهالات السوداء التي تحيط بعينيكِ من قلة النوم والقلق المستمر والخوف غير المبرر، أصبحت تشبه عيون الباندا، على هذا النحو سوف تفقدين جمالك وصحتك.
ليلي: أتراني قبيحة، لم تعد تحبني، وسئمت مني وترغب في الابتعاد عني؟
أمجد: من قال ذلك الآن، كفاك تشاؤمًا وخوفًا، أنت زوجتي ورفيقة دربي وأم أبنائي، أنا أريدك دائمًا في أحسن حال، وأتمنى أن تستعيدي هدوءك وصحتك وجمالك يا عزيزتي.
ليلي: هل لك أن تساعدني لأتخطى ذلك؟
علاج اضطراب الوسواس القهري
أمجد: بالطبع، عزيزتي، سنتخطى ذلك معًا، لقد سألت أحد أصدقائي عن طبيب نفسي موثوق حتى يمكننا الذهاب إليه.
ليلي: ألا يكفي أن تساعدني أنت في ذلك؟
أمجد: بالطبع عزيزتي، سأقدم لك كل ما تحتاجين إليه من دعم وسند، لكن الطبيب هو من يستطيع أن يشخص حالتك ويحدد شدة الأعراض، وبناءً عليه يحدد لكِ آلية العلاج الصحيحة والفعالة.
فقد قرأت في أحد المقالات الطبية على موقع تمكين أن هناك عدة طرق للعلاج قد يستخدمها الطبيب معكِ، مثل:
- العلاج الدوائي ليساعدك على تجنب نوبات القلق والخوف.
- كذلك من الممكن أن يصف لكِ بعض الجلسات النفيسة لممارسة العلاج السلوكي المعرفي، إذ يساعدك ذلك على تخطي الأفكار الخاطئة والوساوس السلبية.
لماذا تجهمتِ هكذا، أرجوكِ لا تحزني، أعلم أن الفترة الماضية قد مررنا جميعًا بظروف وضغوطات عصبية شديدة، وأنتِ قد تحملتِ كثيرًا، حان الوقت لكي تستريحي وتجدي شخصًا يساعدك على تخطي آثار هذه الفترة.
أرجو منك الفترة القادمة أن تهتمي أكثر بصحتك وتتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا يحسن من حالتك.
عليكِ بتناول الفاكهة والخضروات لاحتوائها على مضادات الأكسدة التي تساعد على تقليل أعراض القلق، وتناولي الأسماك والمكسرات أيضًا، فإنها غنية بأوميجا-3 التي تساعد على تحسين وظائف الدماغ.
كذلك سأحضر لك كل أنواع الشيكولاتة التي تحبينها، ستساعد على رفع هرمون السيروتونين الذي يزيد من هدوءك وإحساسك بالسعادة.
فقط عديني أنك ستتبعين كل نصائحي حتى نحجز موعًدا مع الطبيب.
ليلى: أعدك يا زوجي العزيز، دمت لي سندًا يا رفيق دربي.
ليلي: ما هذا الصوت، أتظن أنه لص، سأذهب لأتفقد الباب مرة أخيرة!
أمجد: يا إلهي، يجب أن أسرع في الحجز مع الطبيب قبل أن تصيبني هذه المرأة بالجنون.