لا يزال الأسبرين يحتفظ بمكانة هامة بين الأدوية المسكنة والمضادة للالتهابات وكذلك الأدوية المضادة للجلطات بالرغم من مرور عديد من السنوات منذ بداية اكتشافه.
سنتحدث في هذا المقال عن عديد من المعلومات الهامة حول الأسبرين، ودواعي استخدامه، وأضراره، والتحذيرات الأخرى المتعلقة به.
خواص الأسبرين Aspirin الدوائية
يُعد الأسبرين أو كما يطلق عليه علميًا حمض الأسيتيل ساليسيليك acetyl salicylic acid هو أحد مضادات الالتهابات غير الاسترودية NSAIDs التي تعمل بتثبيط عمل بعض المواد في الجسم المسببة للألم، وارتفاع درجة الحرارة وكذلك الالتهابات.
لذا فإن الأسبرين يستخدم خافضًا للحرارة ومسكنًا فعالًا للآلام الخفيفة والمتوسطة، كما أن له دورًا في تخفيف بعض التورمات والالتهابات البسيطة التي تصيب الجسم.
كذلك فإن للأسبرين دورًا هامًا في المحافظة على سيولة الدم ومنع الجلطات لذا يلجأ بعض الأطباء إلى إعطاء المرضى الأسبرين لحماية القلب من التعرض لبعض المشكلات الناتجة عن الإصابة بالجلطات.
جرعات وتركيزات الأسبرين Aspirin
تختلف جرعة الأسبرين باختلاف الغرض من استخدامه وسن المريض وكذلك الحالة العامة للمريض.
ويمكن إعطاء فكرة عامة عن أهم الجرعات المعتادة من الأسبرين تبعًا للغرض من استخدامه للبالغين كالآتي:
في حالة الآلام البسيطة والمتوسطة
فإن الجرعة المعتادة من الدواء تكون 350- 650 مجم كل 4 ساعات أو 500 مجم كل 6 ساعات حسب شدة الأعراض.
في حالة الالتهابات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي
فإن الجرعات المعتادة من الأسبرين تكون 500 مجم كل 4-6 ساعات أو 650 مجم كل 4 ساعات
ويمكن أن تصل إلى 1000 مجم كل 4- 6 ساعات أو 1950 مجم مرتين يوميًا حسب تعليمات الطبيب.
للحماية من الجلطات
تكون الجرعة المعتادة من الدواء هى 75مجم أو 81 مجم ويمكن أن تزيد حتى 162مجم أو 325 مجم يوميًا حسب تعليمات الطبيب.
في حالة التعرض لأزمة قلبية مفاجئة
تُمضغ أقراص الأسبرين القابلة للمضغ بجرعة من 160- 325 مجم بمجرد الإحساس بأعراض هذه النوبة.
لحماية القلب
تكون الجرعة المعتادة من الدواء 75-100 مجم يوميًا.
فوائد الأسبرين
يستخدم الأسبرين مسكنًا في بعض الحالات المرضية المتوسطة والبسيطة وكذلك خافضًا للحرارة ومضادًا للالتهابات بالإضافة لدوره في ضبط معدل السيولة بالدم، ولكل استخدام جرعة محددة كما سبق وأشرنا.
ومن أهم دواعي استخدام الأسبرين
- بعض حالات الحمى.
- يساعد على حالة الذئبة الحمراء.
- علاج مساعد على بعض مشكلات القلب والأوعية الدموية مثل الجلطات والذبحات.
- الصداع.
- آلام الأسنان.
- التهابات المفاصل الروماتويدية.
- آلام العظام والعضلات.
- منع الجلطات.
- حماية القلب.
أضرار الأسبرين
مع هذه الفوائد الطبية الهامة لهذا الدواء، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية له التي تختلف شدتها واحتمالية حدوثها من شخص لآخر
ويمكن تقسيمها بشكل عام إلى:
آثار جانبية شائعة مثل:
- الإصابة بآلام في المعدة أو حرقة المعدة.
- الشعور بالرغبة في القيء والغثيان.
آثار جانبية غير شائعة وخطرة أحيانًا مثل:
- حدوث تحسس من الدواء يظهر في صورة طفح جلدي شديد مصحوبًا ببعض التورمات في الجسم خاصة في منطقة الوجه واللسان وقد يصل الأمر للشعور بالاختناق.
- اضطراب ضربات القلب.
- التنفس السريع.
- تغيرات بالجلد مثل تحول الجلد إلى جلد رطب وبارد.
- طنين بالأذن أو فقدان السمع.
- حدوث قرحة بالجهاز الهضمي خاصة المعدة وتظهر الأعراض غالبا في صورة القيء الدموي ونزول دم بالبراز.
- الشعور بدوار وفقدان القدرة على الاتزان.
- حدوث مشكلات بالكبد.
- الشعور بضعف عام.
- حدوث مشكلات بالكلى.
- تغير لون البول.
- حدوث صداع.
- حدوث مشكلات بالرؤية.
- اصفرار لون الجلد وبياض العين.
موانع استخدام الأسبرين
لا يستخدم الأسبرين في بعض الحالات الخاصة؛ لتجنب حدوث مشكلات صحية خطرة.
ومن هذه الحالات
- الأطفال خاصة لمن هم دون 12 عام، عند عدم وجود ضرورة ملحة.
- في حالة وجود حساسية مسبقة ضد الأسبرين أو أحد بدائله أو أحد مواده الفعالة أو غير الفعالة.
- في حالة وجود قرحة نزفية بالجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة.
الأسبرين في أثناء الحمل والرضاعة
أحيانا يلجأ الأطباء إلى وصف الأسبرين بجرعات صغيرة للحوامل لزيادة توصيل الدم للجنين، ومع ذلك لا يجب للحوامل تناول هذا الدواء إلا للضرورة وبناء على تعليمات الطبيب.
وفي حالة الرضاعة لا يُنصح بتناول الأسبرين حتى لا يؤثر في الرضيع من خلال مرور جزء منه إلى لبن الأم، لذا لا يوصف للمرضعات إلا عند الضرورة القصوى وتحت إشراف الطبيب.
التداخلات الدوائية
هناك بعض المستحضرات الطبية الأخرى التي يمكن أن تتفاعل مع الأسبرين مسببة نتائج غير مستحبة بل وخطرة أحيانا ومنها
- الليثيوم.
- بعض أدوية علاج الضغط.
- مضادات التجلط مثل الوارفارين.
- بعض مضادات الاكتئاب مثل السيتالوبرام والفلوكسيتين.
- الميثوتريكسات.
- ميفيبريستون mifepristone.
- acetazolamide الأسيتازولاميد.
- بعض الكورتيزونات مثل البريدنيزون prednisone.
- dichlorphenamide الدايكلورفيناميد.
- بعض مستحضرات الأعشاب الطبية مثل الجينكو-بيلوبا.
- مسكنات أخرى مثل الإيبوبروفين والكيتولاك.
- بعض الأمصال واللقاحات.
الأسبرين ومتلازمة راي Reye’s Syndrome
متلازمة راي هي أحد الحالات المرضية التي تحدث نتيجة تناول الأسبرين مع بعض حالات العدوى الفيروسية لدى الأطفال مثل الإنفلونزا أو اللقاحات مثل الجديري المائي أو بعدها مباشرة.
وتتسبب هذه الحالة في دمار الكبد والمخ في النهاية أحيانا.
وغالبًا ما تصيب هذه المتلازمة الأطفال ولكن من الممكن أن تحدث في أي سن أيضًا.
ومن أعراض متلازمة راي
- القيء المستمر.
- حدوث هياج أو سلوك عدواني غير مبرر.
- حدث ارتباك وخمول عام بالجسم.
- حدوث تشنجات.
- الدخول في غيبوبة
وغالبًا ما تحدث هذه الأعراض بالتتابع و في وقت قصير.
الأسبرين لعلاج أعراض كورونا
أصبحت جائحة الكورونا الشغل الشاغل لمعظم المختصين بالمجال الطبي في دول العالم منذ بداية اجتياحها أواخر عام 2019.
ومنذ ذلك الحين يحرص الأطباء على البحث عن أفضل البروتوكولات العلاجية؛ للتقليل من شدة أعراضها وتجنب مضاعفاتها الخطرة.
ولعل واحدًا من أخطر مضاعفات هذا المرض هو تسببه في حدوث جلطات في مختلف أنحاء الجسم مثل القلب والرئة وقد تؤدي إلى الوفاة.
لذا تُوصف بعض الأدوية المضادة للجلطات حسب حالة كل مريض ومنها الأسبرين للحماية من الإصابة بالجلطات المختلفة حتى بعد خروج الفيروس من الجسم ولفترة من الوقت يُحددها الأطباء.
تحذيرات عامة
هناك عدد من التحذيرات الهامة الواجب الانتباه لها قبل تناول هذا الدواء؛ لتحقيق أقصى استفادة منه وتجنب حدوث مضاعفات خطرة ومنها:
- يجب إخبار الطبيب في حالة وجود أي أمراض مزمنة مثل الكبد، والكلى، والقلب، والأمراض الوراثية والمناعية ومرض السكر وأمراض الجهاز الهضمي وغير ذلك.
- يجب إخبار الطبيب في حالة تناول أي أعشاب طبية أو فيتامينات أو أدوية أخرى لتجنب حدوث تداخلات دوائية.
- ينبغي إخبار الطبيب حال التعرض لأي عدوى فيروسية أو تناول لقاحات أو تطعيمات من مدة قريبة.
- الحرص التام عند إعطاء هذا الدواء للأطفال والمراهقين وأن يكون ذلك تحت إشراف طبي مباشر وعند الضرورة القصوى.
- يجب أخذ الحذر عند القيام بأي أنشطة تتطلب التركيز مثل القيادة وتشغيل الآلات الثقيلة خلال عمل هذا الدواء؛ لأنه من الممكن أن يسبب عدم الاتزان.
- إخبار الطبيب في حالة وجود أي حساسية مسبقة تجاه أي مادة طبيعية أو كيميائية.
- الالتزام بالجرعات المحددة من قبل الطبيب.
- يفضل تناول الدواء بعد الطعام للتقليل من آثاره الجانبية على المعدة.
- ينبغي إخبار الطبيب في حالة حدوث آثار جانبية خطرة على الفور أو استمرار الآثار الجانبية الخطرة.
أسماء بعض الأدوية المحتوية على الأسبرين
هناك العديد من الأدوية الموجودة في مصر تحتوي على تركيزات متنوعة من الأسبرين حسب الغرض من الاستخدام
ومن هذه الأدوية
- جوسبرين أقراص.
- أسبرين 81 أقراص.
- أسبوسيد أطفال أقراص.
- أسبرين بروتكت أقراص.
- ريفو أقراص.
- أسبوسيد 75 مجم أقراص.
إن عدم الحذر في تناول هذا الدواء واتباع التعليمات المتعلقة به، قد يحوله من دواء مفيد للصحة إلى مصدر للعديد من المشكلات والمضاعفات الصحية الخطرة.
اقرأ أيضًا
المسكنات | هذا الدواء فيه سم قاتل!