الأطفال الخدج | لماذا دخل طفلي الحضّانة؟

 في وحدة العناية المركزة الخاصة بالأطفال الخدج أو ما يعرف بالحضّانة، وقفت تراقب طفلها. كان يبدو مثل طائر صغير وقع من عشه، مغمض العينين دائمًا ولا يصدر منه صوت بكاء واضح، وجسده الصغير في برودة قطعة ثلج.

في هذا المقال نتعرف إلى مفهوم الأطفال الخدج والتحديات التي تواجههم.

من هم الأطفال الخدج

هم الأطفال الذين ولدوا مبكرًا قبل موعد الولادة الطبيعي. غالبًا ما يعاني الأطفال الخدج مشكلات طبية معقدة، تختلف حدتها ومضاعفاتها من طفل إلى آخر. وتزداد حدة المضاعفات وخطورتها عند ولادة الطفل في وقت أبكر.

تنقسم درجات الخداج اعتمادًا على وقت الولادة إلى أربع درجات:

1. الخداج المتأخر

يولد الطفل بين الأسبوع 34 والأسبوع 36 من الحمل وهو الأكثر شيوعًا. ويحظى الأطفال المولدون في هذه المرحلة بالنتائج الصحية نفسها، مثل أي طفل آخر لم يولد قبل الموعد الطبيعي.

ينصح الأطباء ببقاء الأطفال الخدج (في هذه المرحلة) في وحدة العناية المركزة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تحت الملاحظة.

2. الخداج المتوسط

وفيه تحدث الولادة بين الأسبوع 32 والأسبوع 34 من الحمل. تصل فرصة البقاء على قيد الحياة في هذه المرحلة إلى 95%. وتنخفض كذلك فرص وفاتهم خلال مدة الرضاعة والطفولة.

3. الخداج المبكر

يولد الطفل بعد الأسبوع 25 وقبل إكمال 32 أسبوعًا، تتراوح معدلات النجاة في هذه المرحلة من 80-90%.

يكون الأطفال المولودون بعد 28 أسبوعًا من الحمل عرضةً للإصابة بمشكلات صحية طويلة المدى بنسبة 10% فقط.

يولد الطفل قبل الأسبوع 25 من الحمل وهو المرحلة الأكثر خطورة، يتراوح معدل البقاء على قيد الحياة في هذه المرحلة بين 60-70%.

4. الخداج المبكر جدًا

عامةً، لا يعد الأطفال الذين يولدون مبكرًا جدًا قادرين على الحياة إلا بعد 24 أسبوعًا من الولادة.

المشكلات الصحية التي تواجه الأطفال الخدج

يعاني الأطفال الخدج مشكلات صحية أكثر من الأطفال المولودين في موعدهم الطبيعي.

يكمن التحدي الأول للطفل الخديج في الحفاظ على درجة حرارته، فهو يفقد الدفء سريعًا لعدم تطور طبقة الدهون في الجلد.

وقد يواجه المولود اضطرابات في الدماغ والقلب والعينين وأعضاء أخرى.

1.العدوى أو الإنتان الوليدي (neonatal sepsis)

يُصاب الأطفال الخدج بالعدوى بسهولة أكبر من الأطفال الطبيعيين لأن أجهزتهم المناعية لم تكتمل بعد.

يمكن أن تؤدي العدوى إلى تعفن الدم إذا كانت استجابة الجسم للعدوى شديدة.

2. الأنيميا أو فقر الدَّم

يحدث فقر الدم عندما لا يكون لدى الطفل ما يكفي من كرات الدم الحمراء السليمة، لحمل الأكسجين إلى باقي الجسم.

يتسبب فقر الدم في انخفاض مستوى الأكسجين والجلوكوز في دم الرضيع؛ مما يُصعب عمل أعضاء الجسم.

يعاني الأطفال الخدج في وحدات العناية المركزة فقر الدم لأنهم يخضعون لاختبارات دم بانتظام للتحقق من وضعهم الصحي.

3. النزف داخل البطيني (Intraventricular hemorrhage)

وهو نزيف يحدث داخل الفراغات المملوءة بالسوائل داخل الدماغ.

كلما كان الطفل خديجًا؛ زادت فرصة إصابته بالنزف داخل البطيني.

4. التهاب معوي قولوني ناخر (Necrotizing enterocolitis)

تعد الالتهابات المعوية حالةً شائعةً ولكنها شديدة الخطورة.

تتسبب الالتهابات المعوية في تلف نسيج الأمعاء أو موتها.

5. القناة الشريانية السالكة (Patent ductus arteriosus)

هي حالة قلبية تحدث عندما لا ينغلق وعاء دموي يسمى (القناة الشريانية) بشكلٍ صحيح.

تساعد القناة الشريانية الدم على الالتفاف حول رئتي الطفل قبل الولادة.

بمجرد ولادة الطفل وامتلاء رئتيه بالهواء لا تكون هناك حاجة للقناة الشريانية وعادةً ما تغلق من تلقاء نفسها بعد أيام قليلة من الولادة.

إذ لم تغلق بشكلٍ صحيح؛ قد يتسرب الكثير من الدم داخل الرئة مما يسبب مشكلات في القلب والتنفس.

6. اعتلال الشبكية الخداجي (Retinopathy of prematurity)

هو مرض يصيب عين الأطفال الخدج ويحدث عندما لا تتطور شبكية العين بشكلٍ كامل في الأسابيع التي تلي الولادة.

الشبكية هي النسيج العصبي الذي يبطن الجزء الخلفي من العين، وعادةً ما يصيب هذا الاعتلال كلتا العينين.

يعاني معظم الأطفال الخدج الاعتلال بدرجة طفيفة ولا يحتاجون إلى علاج، ولكن إذا كان الاعتلال حادًا فقد يعاني الأطفال صعوبة الرؤية أو العمى.

7. اليرقان (Newborn jaundice)

يحدث اليرقان (الصفراء) عندما لا يكتمل نمو كبد الطفل أو لا يؤدي وظيفته جيدًا.

وينتُج عن تراكم مادة البيليروبين في دم الطفل. ويتميز اليرقان باصفرار الجلد والجزء الأبيض من العين.

8.مشكلات تنفسية

غالبًا ما تكون رئتي الأطفال المولودون قبل الأسبوع 36 غير مكتملة، ولكن تختلف حالة الرئة من طفل إلى آخر.

إذا كانت الأم عُرضة للولادة المبكرة؛ فقد يصف لها الطبيب حقن الستيرويد (Steroid)، لتُسرع من نمو الرئة.

ترتبط الرئتين غير الناضجتين ببعض المضاعفات مثل:

هو انقطاع التنفس مدة من 15 إلى 20 ثانية أو أكثر وقد يتزامن مع بطء ضربات القلب.

هو مرض رئوي يصيب الأطفال الخدج وكذلك الأطفال الذين يخضعون للتنفس الصناعي.

إذا كان الطفل مصابًا بالضائقة التنفسية فإن رئتيه لا تستطيع إنتاج ما يكفي من مادة الفاعل السطحي (Surfactant).

وهو مادة زلقة تحافظ على الأكياس الهوائية الصغيرة في رئتي الطفل من الانهيار.

أنواع الدعم التنفسي للأطفال الخدج

تختلف أنواع الدعم التنفسي للمبتسرين في وحدات العناية المركزة اعتمادًا على مستوى المساعدة التي يحتاج إليها الطفل، وتشمل:

تُعد من أقل أشكال الدعم التنفسي وهي أنبوب بلاستيكي رفيع، يوصل الأكسجين مباشرةً إلى فتحات الأنف.

وتستخدم هذه التقنية مع الأطفال الذين يمكنهم التنفس بمفردهم، لكن يحتاجون إلى مزيد من تدفق الهواء.

وذلك لإبقاء الرئتين مفتوحتين أو للحفاظ على مستوى ثابت من الأكسجين في الدم.

يعمل هذا النوع من الدعم من خلال نفخ تدفق ثابت من الهواء إلى رئتي الطفل من خلال قناع أو قنية أنفية.

يكمن الهدف الرئيسي من هذه التقنية في الحفاظ على انتفاخ الرئتين بشكلٍ صحيح، ويستخدم فقط للأطفال الذين يمكنهم التنفس بمفردهم.

تستخدم التهوية الميكانيكية مع الأطفال الذين يعانون صعوبة شديدة في التنفس بمفردهم.

توفر أجهزة التنفس الصناعي مزيجًا من الهواء والأكسجين، الذي يُضخ عبر أنبوب في القصبة الهوائية ثم يُسحب إلى الخارج، مما يؤدي إلى تكرار التنفس الطبيعي.

الأطفال الخدج والرضاعة

يفرز ثدي أمهات الأطفال الخدج حليبًا مختلفًا في الأسابيع الأولى من الولادة، صُمم هذا الاختلاف لتلبية احتياجات الطفل المبتسر.

يحتوي الحليب المفرز في ثدي أم الطفل المبتسر على كميات أكبر من البروتين، والمعادن، والأملاح، وأنواع مختلفة من الدهون سهلة الهضم والامتصاص.

تساعد الدهون الموجودة في حليب الأم على اكتمال نمو الدماغ والأنسجة العصبية لدى الأطفال الخدج.

يُعد حليب الأم أسهل في الهضم من اللبن الصناعي. ويقلل فرص الإصابة بالالتهابات المعوية، كذلك يحتوي على تركيزات عالية من الأجسام المضادة التي تعزز المناعة.

لذلك عزيزتي الأم، حتى وإن كان طفلك لا يستطيع الرضاعة بعد؛ احرصي على شفط حليب الثدي للحفاظ على مخزون الحليب لديكِ.

يشترك الأطفال الخدج في بعض الصفات الشكلية والسلوكية ومنها:

مظهر خارجي يشبه الطائر

يبدو الأطفال المولودون بعد الأسبوع 34 من الحمل كنسخ أقل وزنًا من الأطفال حديثي الولادة.

لكن الأطفال المولودون في الأسبوع 32 أو أقل ليس لديهم ما يكفي من الدهون، ولذلك يبدون نحيفين بصدر أصغر وأرجل وأيدٍ قصيرة مثل الطيور.

بشرة رقيقة وزجاجية

يولد بعض الأطفال الخدج بجلدٍ رقيق وشفاف لأن حاجز الدهون الزائد لم يتشكل بعد؛ مما يسهل رؤية الأوعية الدموية تحت الجلد.

بشرة مُشعرة

قد يكون جلد الطفل مغطى بشعر صغير يسمى الزغب وعادةً ما يتساقط هذا الشعر قبل الولادة.

الخمول

يُعد خمول الطفل الخديج أمرًا طبيعيًا، يميل الأطفال الخدج إلى النوم أكثر من حديثي الولادة مدة تصل إلى 22 ساعة يوميًا.

صوت بكاء منخفض

يولد الأطفال المبتسرين بأجهزة تنفس غير ناضجة، لذلك يبدو صراخهم مثل الأنين.

ضعف الشهية

الأطفال المبتسرين لا يتمتعون بالنشاط العضلي والتناسق اللازم للامتصاص أو على الأقل لا يجيدون ذلك لمدة طويلة.

من المرجح أن يًدخل الطبيب أنبوب أنفي مَعِدي، ليتمكن الطفل من تلقي كميات صغيرة من اللبن الصناعي أو حليب الأم. كذلك يشكل خمول الطفل الخديج عائقًا أمام تغذيته.

ضعف المناعة العام

الأطفال الخدج أكثر عرضة للعدوى قبل وبعد الولادة، لذا تأكدي من نظافة يديك قبل لمس الطفل.

لسنوات طويلة درس الباحثون والأطباء إمكانية تجنب الولادة المبكرة وولادة طفل مبتسر، ومع ذلك لا يوجد علاجًا قطعيًا لتجنب الولادة المبكرة.

لذلك -عزيزتي- إذا كنتِ تخططين للحمل فعليكِ الحذر من أسباب الولادة المبكرة.

أسباب الولادة المبكرة

تحدث الولادة المبكرة قبل بداية الأسبوع 37 من الحمل. ويوجد كثير من العوامل قد تزيد من خطر الولادة المبكرة مثل:

أخيرًا، إنجاب طفل مبتسر قد يكون أمرًا مرهقًا على الوالدين، خاصةً عندما يقضون وقتًا طويلًا في وحدات العناية المركزة للمبتسرين.

لكن الخبر السار هو أن معظم الأطفال الخدج ينمون تمامًا مثل نظرائهم في فترة الحمل الكاملة.

اقرأ أيضًا

هرمون الحليب| بضع نانوجرامات تصنع المعجزات!

كيف أجعل طفلي استثنائيًا؟

مراحل نمو الجنين أثناء الحمل

المصدر
mayoclinic.orghealthychildren.orgmarchofdimes.orgwebmd.comverywellfamily.comwhattoexpect.comwww.ncbi.nlm.nih.gov
Exit mobile version