زحامٌ شديد وأصوات صاخبة، آثار دماء في كل مكان ولا صوت يعلو فوق صوت الأنين اقترب أكثر لأفهم الأمر، حادث كبير والمصابين كُثر، وهنا يتجلى دور الإسعافات الأولية.
هاك عجوز توقف قلبه وهناك فتاة عالقة بين الحُطام بحركات سريعة؛ يُنعش المُسعف قلب العجوز ويتنفس من جديد؛ تُحمل الفتاة وتُسحب قدمها بمهارة وتُجبَّر كسورها بحذر.
تصرُف حكيم يغير مجرى الأحداث؛ لذا انضم إلينا لنتعرف أكثر إلى الإسعافات الأولية؛ لعلك تكون يد المساعدة يومًا ما.
عدة الإسعافات الأولية
تُعرف الإسعافات الأولية بتقديم الدعم الطبي العاجل لشخص يعاني إصابة أو مرض مفاجئ، يساعده هذا الدعم على الحفاظ على حياة المُصاب حتى وصول المساعدة المهنية.
يساهم وجود عدة الإسعافات في سرعة وفاعلية الاستجابة لحالات الطوارئ، لذا حاول الاحتفاظ بها في مكان يسهل الوصول إليه في المنزل وفي السيارة، ولكن بعيدًا عن متناول الأطفال.
تختلف محتويات حقيبة الإسعافات على حسب مكان وجودها وكذلك على مدى تدريبك الطبي، على سبيل المثال تُستخدم حقيبة الإسعافات المنزلية في علاج الإصابات الطفيفة، مثل:
- الجروح.
- الحروق.
- الالتهابات.
- الكدمات.
- التحسُسات المفاجئة.
- الالتواءات.
بينما مجموعة الإسعافات المستخدمة خلال السفر يجب أن تكون أكثر شمولًا، لأن الصيدليات تكون غير متوفرة.
يجب أن تحتوي المجموعة عناصر تساعد على تخفيف أعراض الاضطرابات الشائعة مثل:
- الحُمى.
- التهاب الحلق.
- احتقان الأنف.
- السعال.
- مشكلات الجهاز الهضمي.
- الحساسية.
- الجروح البسيطة.
- الآلام المتوسطة.
أهم العناصر التي يجب أن تتوافر في حقيبة الإسعافات في المنزل والسفر تشمل:
- أشرطة لاصقة.
- شاش معقم.
- قطن معقم.
- رباط ضاغط.
- ضمادات لاصقة.
- قفازات فحص.
- مقص، وملقط نظيفان، ومخصصان للإسعافات فقط.
- ميزان لقياس الحرارة.
- محلول مطهر.
- بخاخ مخدر.
- لوسيون ملطف للجلد مثل كالامين لوسيون.
- أقراص مضادة للهيستامين للتعامل مع الحساسية والطفح الجلدي والحكة.
- مسكنات الألم.
- خافض حرارة.
- كريم مضاد حيوي للجروح البسيطة.
- كريمات الحروق.
- مضادات للحُموضة ولعسر الهضم.
- مُطهر معوي ومضاد للإسهال.
- دواء للسعال.
أنواع الإسعافات الأولية
تختلف أنواع الإسعافات الأولية باختلاف نوع الإصابة:
الإسعافات الأولية للجروح
طهر الجرح بالمحلول المُعقِم، يمكن تغطية الجروح الصغيرة بالضُمادة اللاصقة، بينما تحتاج الجروح الكبيرة إلى !ضمادة نظيفة من الشاش.
يجب لف الضُمادة بإحكام بما يكفي لتبقى في مكانها، ولكن انتبه أن تعيق تدفق الدَّم.
الإسعافات الأولية للإنعاش القلبي الرئوي
يمكنك مساعدة شخص ما فاقد الوعي باستخدام الإنعاش القلبي الرئوي، وإن لو لم تكن مُدربًا.
يساعد الإنعاش أن يبقى المريض على قيد الحياة حتى وصول المساعدة، يمكنك عمل الإنعاش الرئوي القلبي باستخدام اليدين فقط في خطوتين وهما:
- ضع كلتا يديك في منتصف صدر المصاب مع وضع يد فوق الأخرى.
- اضغط مباشرةً لأسفل؛ لضغط الصدر، بمعدل 100_120 ضغطة في الدقيقة.
إسعافات لدغات النحل
يمكن مساعدة الشخص الذي لدغته نحلة ولا تظهر عليه أعراض تحسسية دون مساعدة متخصص، أما إذا ظهرت أعراض تحسسية فاطلب المساعدة فورًا.
إسعافات نزيف الأنف
لمساعدة شخص يعاني نزيف الأنف، اطلب منه الجلوس وإمالة رأسه إلى الأمام، ثم اضغط على جانبي أنفه جيدًا.
الإسعافات الأولية لضربة الشمس
يمكن أن يؤدي الإنهاك الحراري إلى ضربة شمس وهي حالة طبية طارئة يمكن أن تهدد الحياة.
إذا صادفت مصابًا بضربة شمس شجعه على الراحة في مكان بارد، وساعده على خفض حرارة جسمه بالكمادات الباردة. اطلب المساعدة فورًا إذا:
- ارتفعت الحرارة إلى 40 درجة مئوية.
- حدث تشوش ذهني وإغماء.
- حدث قئ وغثيان.
الإسعافات الأولية للحروق
لعلاج الحروق الطفيفة، ضع المنطقة المصابة تحت الماء البارد لمدة 15 دقيقة، تجنب وضع الثلج على الأنسجة المحترقة.
تساعد المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية على تخفيف الألم، ولتجنب العدوى استخدم كريم مضاد حيوي وغطِ الجرح بضُمادة شاش نظيفة.
اطلب الدعم فورًا، إذا كنت تشك في إصابة الضحية بحروق من الدرجة الثالثة.
إغاثة المرضى
إذا واجهت حالة طوارئ، فاتبع هذه الخطوات الأساسية لإغاثة المرضى وكذلك الحفاظ على سلامتك:
1. افحص المشهد بحثًا عن الخطر
تأكد جيدًا من خلو المكان تمامًا من أي شيء يمثل خطرًا على حياتك، مثل علامات النار أو الحطام المتساقط أو الأشخاص العنيفين.
إذا كانت سلامتك في خطر، ابتعد عن المنطقة فورًا واطلب المساعدة.
إذا كان المشهد آمنًا، اقترب من الشخص المريض أو المصاب، وقيم حالته العامة وافحص المؤشرات الحيوية، لا تحرك المُصاب إلا للضرورة القصوى؛ لتجنب خطر مضاعفة الكسور.
2. اطلب المساعدة الطبية، إذا لزم الأمر
إذا كنت تشك أن الشخص المريض أو المصاب يحتاج رعاية طبية طارئة، فأخبر شخصًا من المحيطين بالاتصال بالرقم المحلي لخدمات الطوارئ الطبية.
إذا كنت بمفردك، اتصل بنفسك.
3. توفير الرعاية
حاول مساعدة المصاب أو المريض على قدر مهاراتك في الإسعافات الأولية.
لا تترك المُصاب أو المريض حتى وصول المساعدة المتخصصة، إذ لم يتعارض بقائك مع سلامتك الشخصية.
تعلم الإسعافات الأولية
تحدث الإصابات والحوادث حولنا دون سابق إنذار؛ لذا من الجيد أن يكون لدينا قدر من المعرفة الأساسية للتصرف في المواقف الحرجة.
تساعد تلك المعرفة الضحايا على منع تدهور الوضع الصحي للوصول المساعدة الطبية المتخصصة، وتُكتسب تلك المعرفة بالثقافة العامة ودورات تعلُم الإسعافات الأولية الموثوقة.
4 أسباب لأهمية تعلم الإسعافات الأولية
1- زيادة الأمان والسلامة
الوقاية هي جوهر التدريب على الإسعافات الأولية، فالوعي يجعل الناس أكثر حرصًا وأمانًا، وتعزز معرفتها الشعور بالأمان والرفاهية بين الناس.
2- إنقاذ حياة المصابين
يكون الشخص المدرب أكثر ثقة وسيطرة على أفعاله في أثناء وجوده في مواقف الصدمة.
3- تخفيف الألم
بعض الإصابات لا تتطلب الذهاب إلى غرفة الطوارئ، ويمكن أن يعالجها الشخص المدرب بالحلول البسيطة مثل وضع كيس ثلج أو تدليك بسيط.
4- منع تدهور الأوضاع
يعرف الشخص المدرب كيف يمنع الوضع من أن يصبح أسوأ، فهو سيقدم رعاية صحية مؤقتة تحافظ على حياة الضحية حتى وصول المساعدة المهنية.
نصائح مهمة عليك الانتباه لها
- راجع محتويات حقيبتك الإسعافية سنويًا؛ للتأكد من تاريخ الصلاحية.
- تعتمد محتويات حقيبة الإسعافات الأولية على التاريخ المرضي للعائلة.
- ينبغي لك الإلمام باستخدامات كل العناصر الموجودة في حقيبة الإسعافات الأولية الخاصة بك،
- احرص على تعليم من حولك تلك الاستخدامات ربما تكون أنت المصاب يومًا ما.
- المطبخ هو أفضل مكان لحفظ حقيبة الإسعافات الأولية في المنزل؛ لأن معظم الأنشطة اليومية الخطرة تحدث فيه.
- ينبغي للجميع معرفة أرقام الطوارئ المحلية، فذلك يساعد على وصول المساعدة المتخصصة بشكل أسرع على سبيل المثال:
رقم الإسعاف المصرية 123.
رقم شرطة الطوارئ المصرية 122.