التهاب الأذن الوسطى | لماذا يشد صغيري أذنه؟

إنه طفلي الصغير يصرخ كثيرًا ولا شيء سوى البكاء طوال الوقت وحرارته مرتفعة، ذهبت به للطبيب وبعد فحص أخبرني أنه يعاني التهاب الأذن الوسطى، ووصف له بعض الأدوية، وحدد لنا موعد أخر بعد 10 أيام ليطمئن عليه. 

أخبرني أنه لا داعي للقلق إذ إن الالتهاب ليس حادًا مع الالتزام بالأدوية سوف تتحسن حالته من دون أي مضاعفات. 

عند عودتي إلى المنزل قررت معرفة المزيد عن هذا الالتهاب الذي أصاب صغيري لكي أكون على دراية بكامل تفاصيله وبدأت البحث. 

ما هو التهاب الأذن الوسطى؟ 

هو نوع مؤلم من عدوى بكتيرية أو فيروسية للأذن، وينتج عن التهاب الجزء المملوء بالهواء خلف طبلة الأذن الذي يحتوي على عظام الأذن الصغيرة المهتزة ويعرف بالأذن الوسطى، وهو أكثر شيوعًا في الأطفال، إذ يعاني أكثر من 80% من الأطفال نوبة واحدة على الأقل منه حتى بلوغهم سن الثالثة، ويمكن أن يؤثر على البالغين. 

أنواع التهاب الأذن الوسطى

هناك ثلاث أنواع من التهاب الأذن الوسطى

الحاد: تحدث العدوى بشكل مفاجئ مسببة التورم والاحمرار، ويصبح السائل والمخاط محاصرين داخل الأذن، مما يتسبب في إصابة الطفل بالحمى وألم الأذن وتكون عادةً لفترة قصيرة.

المصحوب بالرشح: يحدث عادة بعد الالتهاب الحاد إذ يتراكم السائل الذي يفرز من الغشاء المخاطي الملتهب في الأذن الوسطى بعد زوال العدوى الأولية، ويشعر الطفل بالامتلاء في الأذن مما قد يؤثر على السمع.

المزمن: يبقى السائل فيها لفترة طويلة أو يعود مرارًا وتكرارًا وكلما طالت مدة بقاء السائل في الأذن أصبح السائل أكثر لزوجة، بالرغم من عدم وجود عدوى. وهذا يؤدي إلى صعوبة محاربة العدوى الجديدة وقد يؤثر على سمع الطفل.

ما هي الأعراض؟

هناك العديد من الأعراض ويمكن أن يظهر أكثر من عرض مصاحبًا للالتهاب، كما أن كل طفل يعاني أعراض مختلفة وتشمل تلك الأعراض:

قد تتشابه أعراض عدد من الحالات المرضية مع أعراض التهاب الأذن الوسطى، لذا يجب استشارة طبيب طفلك من أجل التشخيص.

بروتوكول علاج التهاب الأذن الوسطى 

هناك عدة طرق لعلاج التهابات الأذن الوسطى و يعتمد اختيار طريقة العلاج على: 

وتشمل طرق العلاج ما يلي: 

1-طريقة الانتظار والترقب

عادةً ما تتحسن أعراض التهابات الأذن خلال يومين وتختفي معظم الالتهابات من تلقاء نفسها في غضون أسبوع إلى أسبوعين دون الحاجة إلى الأدوية. لذا هذا الاختيار الأول في حالات:

2-التحكم في الألم

 وتشمل هذه الطريقة ما يلي:

مثل اسيتامينوفين (تايلينول) أو إيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي) لتخفيف الألم. يجب استخدام الأدوية حسب التوجيهات على الملصق وتوخي الحذر عند إعطاء الأسبرين للأطفال أو المراهقين.

يمكن استخدامها لتخفيف الألم مادام أن طبلة الأذن لا تحوي ثقب أو تمزق.

3-العلاج بالمضادات الحيوية

قد يوصي الطبيب باستخدام مضاد حيوي في الحالات التالية:

ويجب التأكد من استخدام المضاد الحيوي حسب التوجيهات حتى بعد تحسن الأعراض. إذ يمكن أن يؤدي عدم تناول الدواء بالجرعة المحددة إلى تكرار العدوى ومقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. 

4-أنابيب الأذن

قد يوصي الطبيب بإجراء تصريف السوائل من الأذن الوسطى وذلك إذا كان طفلك يعاني عدوى متكررة (التهاب مزمن) أو تراكم السوائل المستمر في الأذن بعد زوال العدوى.

خلال إجراء جراحي يسمى بضعُ الطبلة يثقب الجراح ثقب صغير في طبلة الأذن يُمكِّنه من شفط السوائل من الأذن الوسطى، وذلك بوضع أنبوب صغير (أنبوب فغر الطبلة) من البلاستيك أو المعدن في الثقب للمساعدة في تهوية الأذن الوسطى ومنع تراكم المزيد من السوائل.

تبقى أنابيب الأذن لمدة ستة أشهر إلى عام ثم تسقط من تلقاءِ نفسها صممت أنابيب أخرى للبقاء لفترة أطول وقد تحتاج إلى إزالتها جراحيًا.

تُغلق طبلة الأذن عادةً مرة أخرى بعد سقوط الأنبوب أو إزالته. 

ما هي المضاعفات المحتملة لالتهاب الأذن الوسطى؟ 

لا يتسبب التهاب الأذن إلى مضاعفات طويلة الأمد ولكن يمكن أن تؤدي التهابات الأذن الوسطى التي تحدث مرارًا وتكرارًا إلى مضاعفات خطيرة منها:

1.ضعف السمع

 يعد فقدان السمع المتقطع أمرًا شائعًا مع عدوى الأذن، وهو عادةً ما يتحسن بعد زوال العدوى، ولكن قد تؤدي التهابات الأذن المتكررة أو وجود سائل في الأذن الوسطى إلى فقدان السمع الدائم.

2.تأخر الكلام أو النمو

 إذا كان من يعاني ضعف مؤقت أو دائم للسمع رضيع أو طفل صغير فقد يواجه تأخر في الكلام والمهارات الاجتماعية والنمائية.

3.انتشار العدوى

 يمكن أن تنتشر العدوى التي لا تستجيب جيدًا للعلاج إلى الأنسجة المجاورة، ويمكن أن تؤدي إلى تلف العظام وتكوين أكياس مليئة بالصديد. 

ولكن نادرًا ما ينتشر إلى أنسجة أخرى في الجمجمة والأغشية المحيطة بالدماغ (التهاب السحايا).

4.تمزق طبلة الأذن

تلتئم معظم تمزقات طبلة الأذن في غضون 72 ساعة ولكن في بعض الحالات يلزم إجراء جراحة لإصلاحها. 

5.تضخم اللوزتين وتضخم اللحمية

 قد يؤدي الالتهاب المتكرر إلى تضخم وتورم اللوزتين واللحمية وقد نضطر مع تكرار التورم إلى استئصال اللوزتين.

الوقاية من التهاب الأذن الوسطى 

لا يمكن منعها ولكن هناك بعض الطرق التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة وتشمل:

علاقة حساسية الأنف بالتهاب الأذن الوسطى 

يعد انسداد قناة النفير (Eustachian tube) سبب في التهاب الأذن الوسطى المصحوب بالرشح. مؤخرًا، تم توثيق أن التهاب الأنف التحسسي يحث على انسداد قناة النفير. لذا عند تشخيص التهاب الأنف التحسسي لدى طفل مصاب بالتهاب في الأذن الوسطى حاد أو مزمن، يجب اعتبار الحساسية عامل خطر آخر لتطور الإصابة بها مصحوبًا بالرشح.

وهنا علمت مدى خطورة الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى إذا أهملت العلاج أو تعليمات الطبيب.

المصدر
www.mayoclinic.orgwww.nhsinform.scotwww.healthline.comwww.hopkinsmedicine.orgwww.healthline.comwww.stanfordchildrens.org
Exit mobile version