التهاب الكبد الوبائي أ هو عدوى فيروسية تصيب الكبد بالالتهاب وتؤثر على وظائفه الحيوية، وهي عدوى غير مزمنة لكنها تؤثر على الجسم لأسابيع وشهور ويحتاج المريض للرعاية والراحة، فلا تستهن بها وتعرَّف معنا في هذا المقال إلى أعراض المرض وعلاجه وطرق الوقاية منه.
الكبد
من الغدد الهامة بالجسم، يقع في الجزء الأيمن العلوي من البطن، وهو عضو حيوي وهام في جسم الإنسان، وله العديد من الوظائف الهامة للجسم منها:
- تخليص الجسم من السموم.
- إفراز العصارة الصفراوية.
- تفعيل الإنزيمات.
- تخزين الجليكوجين والفيتامينات والمعادن.
- تصنيع بروتينات بلازما الدم مثل الألبومين وعوامل تخثر الدم.
- الأيض الغذائي للبروتينات والدهون والكربوهيدرات.
أسباب التهاب الكبد الوبائي أ
عدوى فيروسية يُسببها فيروس يُطلق عليه فيروس التهاب الكبدي الوبائي أ، وهو واحد من ضمن مجموعة من الفيروسات التي تصيب الكبد مثل: فيروس التهاب الكبد ب، وج، ود، وهـ.
كما هو الحال غالبًا في حالات العدوى الفيروسية، تنتشر العدوى بسهولة بين الأفراد، ولفهم طبيعة الفيروس والوقاية من الإصابة به علينا أن نعرف طريقة انتشاره.
المريض الحامل للفيروس يصير ناقل للعدوى بمجرد الإصابة ولمدة أسبوعين قبل ظهور الأعراض.
يظل المريض ناقل للعدوى لمدة أسبوع آخر بعد اختفاء الأعراض.
ينتقل فيروس التهاب الكبدي الوبائي أ عن طريق:
- شرب ماء ملوّث بالفيروس.
- تناول المحار غير المطهو المستخرج من المياه الملوثة.
- الاحتكاك المباشر بشخص مصاب بالفيروس.
- تناول الطعام المحضّر من قِبَل شخص مصاب بالفيروس، خاصة إذا كان لا يتبع شروط السلامة والنظافة الشخصية مثل غسل الأيدي باستمرار.
- ممارسة العلاقة الحميمة مع المصاب دون استخدام واقي.
العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة
- التعامل المباشر مع المرضى الحاملين للفيروس.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
- السفر إلى مناطق معروفة بانتشار الفيروس بها.
- العيش في مناطق لا تتوافر فيها المعايير والخدمات الصحية مثل شبكات الصرف الصحي، ففي مثل تلك البلاد تجد أن معظم الأطفال تحت سن العاشرة سبقت لهم الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV).
- العمل مع الأطفال في دور الرعاية والحضانات.
أعراض التهاب الكبد الوبائي أ
أحيانًا لا تظهر أعراض الإصابة على المريض نهائيًا خاصة الأطفال تحت عمر ال 6 سنوات.
لا تظهر الأعراض إلا بعد مرور عدة أسابيع على التعرُّض للفيروس.
تتلخص أعراض التهاب الكبد الوبائي أ فيما يلي:
- أعراض تشبه كثيرًا أعراض البرد مثل:
- الشعور بالضعف العام.
- الحمى.
- ألم المفاصل.
- الإحساس بالقيء والغثيان.
- ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن.
- تغير لون البول ليُصبح أغمق.
- تغير لون البراز ليُصبح أفتح.
- ارتفاع نسبة الصفراء: وهي من الأعراض الفاصلة في التشخيص حيث يصفّر لون الجلد ويتغير لون العينين (اصفرار بياض العين).
المضاعفات
لا يسبب فيروس التهاب الكبد الوبائي أ عادةً مضاعفات أو مرض مزمن في الكبد، وذلك عكس فيروسات الكبد الأخرى.
في حالات نادرة يتسبب الفيروس في حدوث فشل في وظائف الكبد، ويحدث ذلك فقط في حالة وجود تليفات سابقة في الكبد أو أمراض مزمنة أخرى به.
كيفية تشخيص التهاب الكبد الوبائي أ
يصعب تشخيص التهاب الكبدي الوبائي أ بشكل دقيق في معظم الحالات؛ ويرجع ذلك لتشابه الأعراض مع أعراض دور البرد العادي، وغياب الصفرة في كثير من الحالات.
لا يُشكل ذلك مشكلة كبيرة نظرًا لندرة المضاعفات المصاحبة لذلك الفيروس، حيث لا يُشكل غالبًا مشاكل مزمنة في الكبد.
الفحص السريري
يبدأ الطبيب بفحص المريض ومناقشة الأعراض، ولكن يصعُب من خلاله الجزم بالإصابة خاصةً إذا كانت الأعراض طفيفة.
تحاليل التهاب الكبد الوبائي أ (Anti HAV)
يلجأ الطبيب لتحليل الدم لتحديد مُسبّب المرض بدقة.
أولًا الكشف عن الأجسام المضادة التي يكونها الجسم ضد الفيروس
يوجد نوعان من الأجسام المضادة:
الغلوبيولين المناعي م (IgM)
- يظهر بعد الإصابة بأسبوعين أو ثلاثة.
- يُكتشف في الدم حتى قبل ظهور الأعراض.
- يظل في الدم لمدة 3 إلى 6 أشهر.
الغلوبيولين المناعي ج (IgG)
- ينتجه الجسم بعد أسبوعين أو ثلاثة من إنتاجه الغلوبيولين المناعي م.
- يظل في الجسم مدى الحياة.
ثانيًا تحليل (RT-PCR) أو تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي
يُستخدم تحليل (RT-PCR) للكشف عن الحمض النووي RNA للفيروس.
العلاج
لا يوجد دواء يقضي على فيروس التهاب الكبد الوبائي أ، ومثل أي عدوى فيروسية تستمر الأعراض لمدة محددة ثم تُشفى الحالة تلقائيًا.
في تلك الحالة قد تستمر الأعراض عدة أسابيع.
يتركز العلاج على تخفيف حدة الأعراض وتحسين حالة المريض
ينصح الأطباء المرضى بما يلي:
- الراحة قدر الإمكان لتجنب زيادة الشعور بالتعب والإرهاق.
- اعتماد نمط غذائي صحي، وعدم الاستسلام للشعور بفقدان الشهية.
- تقسيم الوجبات على مدار اليوم لوجبات صغيرة بدلًا من تناول وجبة كبيرة لتجنب الشعور بالغثيان.
- شرب الماء والعصائر لتجنب الجفاف بسبب القيء.
- تجنب المشروبات الكحولية تمامًا حتى لا تتسبب بضرر أكبر للكبد.
- لا تتناول أي دواء دون استشارة الطبيب حتى وإن كان خافض الحرارة مثل: باراسيتامول (Paracetamol) وكذلك أدوية مضادات القيء والغثيان حتى لا ترهق الكبد.
إليك بعض الأكلات لمرضى التهاب الكبد الوبائي أ
من الهام جدًا في مرحلة العلاج والنقاهة اتباع نظام غذائي صحي متوازن؛ لإمداد الجسم بالطاقة وتقوية جهاز المناعة.
- الحبوب الكاملة مثل:
حبوب القمح الكاملة والأرز البني والشوفان والذرة.
- الخضروات والفواكه لاحتوائها على الكثير من المعادن ومضادات الأكسدة التي تحمي الكبد من الضرر.
- البروتينات الصحية مثل:
الحليب ومنتجات الألبان قليلة الدسم والبقوليات والبيض واللحوم قليلة الدهن خاصة اللحوم البيضاء.
- الدهون الصحية مثل: زيت الزيتون وزيت الكانولا وزيت بذر الكتان.
ما هي مدة التعافي من فيروس التهاب الكبد الوبائي أ؟
تختلف فترة التعافي من فرد لآخر، وتتراوح ما بين عدة أسابيع لشهور.
من علامات التعافي من التهاب الكبد الوبائي هو شعور المريض بالتحسن وبدء استعادته لنشاطه، وغالبًا لا توجد أضرار دائمة في الكبد، كما يتمتع المريض بعد شفائه بمناعة مدى الحياة.
الوقاية
كما نقول دائمًا الوقاية خير من العلاج، لذلك نوضح لك عزيزي القارئ سبل الوقاية ومنع انتشار العدوى.
التطعيم
- إذا كنت مسافر أو تعيش في مناطق تنتشر فيها الإصابة بالعدوى عليك إذن أخذ التطعيم، فذلك أفضل سبل الوقاية.
- يُؤخذ التطعيم على مرحلتين يفصل بينهما من 6 إلى 12 شهرًا.
- يُفضل أخذ التطعيم قبل السفر بأسبوعين، لتعطي الفرصة لجسمك لبناء أجسام مضادة.
إذا كنت مصابًا تقع عليك مسئولية منع انتشار العدوى
- تجنب إعداد الطعام للآخرين.
- وتجنب مخالطة الأفراد المحيطين بك ومشاركتهم أدوات الطعام والمناشف.
- تجنب ممارسة العلاقة الحميمة.
إرشادات الوقاية
- اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، بعد استخدام الحمام أو تغيير الحفاضات.
- تناول الطعام من مطاعم مرخّصة، وتجنب طعام الشارع مجهول المصدر.
- تأكد من مصدر مياه الشرب، واحرص على شرب المياه المعدنية أو السابق غليها لقتل البكتيريا والفيروسات.
- اغسل الخضراوات والفواكه جيدًا قبل تناولها.
في الختام نريد أن نؤكد على ضرورة اتباع نمط حياة صحي من رياضة، ونظام غذائي متوازن، والابتعاد عن التوتر والضغط العصبي، والحرص على أخذ التطعيمات الدورية؛ لتستمتع بحياتك وتحافظ على صحتك.
اقرأ أيضًا
كيف تتخلص من مرض الكبد الدهني؟
تضخم الكبد | أسبابه وأعراضه
ارتفاع إنزيمات الكبد | الأسباب والعلاج
مراجعة طبية د.أسماء يونس