“التهاب وتر العرقوب”… يا إلهي إنها المرة الثانية التي أُصاب به هذا العام، ذلك ما قاله لاعب كرة القدم بعد إصابته بالملعب وانتهاء الفحص الطبي، طمأنه الطبيب قائلًا “لا داعي للقلق فالأمر ليس شديد الْخَطَر، أنت فقط بحاجة لمعرفة المزيد عن وتر العرقوب لكي تتجنب الإصابة به، استلقي الآن على الفراش وارفع قدمك المصابة على الوسادة”.
رفع قدمه كما نصحه الطبيب وأمسك بهاتفه باحثًا خلال الإنترنت عن وتر العرقوب، أثار فضوله عنوان هذا المقال هو شبح مزعج فعلًا سأقرأ لأعرف المزيد.
ما هو وتر العرقوب؟
يقع وتر العرقوب خلف الكاحل فوق عظمة الكعب، ويربط عضلات ربلة الساق بعظمة الكعب.
ويُعرف كذلك بوتر أكيلس أو أخيل، وهو أطول وتر بجسم الإنسان، يساعدك وتر العرقوب على المشي والركض والقفز وأيضًا الوقوف على القدم.
وهو المسئول عن توجيه أصابع القدم تجاه الأرض وكذلك رفع قدميك عنها.
تتميز الأوتار بكونها قوية للغاية لكنها ليست مرنة بقدر قوتها، وهذا بالتأكيد ما يتميز به وتر العرقوب، ولهذا يتمدد وتر العرقوب مع حدوث استطالة به بقدر كبير قبل التهابه.
تشيع حالات التهاب وتر العرقوب بين الرياضيين لكنه قد يحدث أيضًا للأشخاص العاديين خلال الحياة اليومية المعتادة.
من المهم أن نعرف معنى التهاب وتر العرقوب وأسبابه والعوامل المؤثرة عليه لتجنب حدوثه كذلك علاجه بطريقة سليمة في حال الإصابة به.
معنى التهاب وتر العرقوب
يتعرض أغلب الأشخاص لالتهاب وتر العرقوب، وهو التهاب ينتج عنه ألم كالحرق أو تيبس بهذه المنطقة.
تتراوح شدة الألم من بسيط إلى متوسط، أما إذا تعرضت لألم شديد بهذه المنطقة فمن المحتمل أنك أصبت بتمزق في وتر العرقوب، وتحدث الإصابة بشكلين أساسيين هما:
أولًا: التهاب عند موضع اتصال الوتر بعظمة الكعب Insertional Achilles tendinitis
يصيب هذا الالتهاب الجزء السفلي من القدم بموضع اتصال الوتر بعظمة الكعب، أو موضع مروره بها، وقد يتطور الالتهاب للإصابة بنتوءات عظمية.
ثانيًا: التهاب بمنتصف وتر العرقوب Noninsertional Achilles tendinitis
يصيب هذا الالتهاب منتصف الوتر بعيدًا عن موضع اتصاله بعظمة الكعب، وفيه تتفكك الألياف بمنتصف الوتر وتنتفخ وتتضخم.
أسباب التهاب وتر العرقوب:
ثمة عوامل كثيرة مسؤولة عن التهاب وتر العرقوب مثل:
- ممارسة التمارين الزائدة أو المشي خصوصًا الرياضيين، حيث يسرعون ويبطئون بحركاتهم وكذلك يدورون حول محور.
مثل رياضة كرة القدم والكرة الطائرة وممارسة التمارين الرياضية.
- إصابات الإجهاد المتكررة وذلك عند الضغط على وتر العرقوب مرارًا وتكرارًا خلال ممارسة الأنشطة ذات التأثير الكبير.
- التهاب المفاصل الروماتويدي أو حدوث عدوى به أو الإثنين معًا.
- عوامل أخرى.
أشهر لاعبي كرة القدم المصابين بالتهاب أو قطع وتر أكيلس (العرقوب)
- محمود عبد الرحيم جنش لاعب كرة القدم بنادي الزمالك.
- أحمد فتحي لاعب النادي الأهلي سابقًا.
- جيلبيرتو اللاعب الأنجولي بفريق الأهلي سابقًا.
أعراض الالتهاب :
الألم أعلى عظمة الكعب من أهم وأكثر الأعراض وضوحًا، ولا سيما عند تمديد أو إطالة الوتر أو محاولة الوقوف على أصابع القدم.
يبدأ الالتهاب بألم محتمل يتحسن بمرور الوقت، وقد يزداد الأمر سُوءًا حسب درجة الإصابة.
أما في حالة تمزق وتر العرقوب نسمع بصوت طقطقة وقرقعة مزعجة، وقد يصاحبها تورم وكدمات.
ستجد أيضًا صعوبة في توجيه أصابع قدميك أو الضغط عليها عند محاولة المشي.
كذلك يكون نطاق الحركة محدودًا عند ثني القدم، مع الإحساس بدفء جلد منطقة العرقوب عند لمسه.
وبتطور الإصابة يتضخم الوتر وتظهر عُقيدات في نسيج المنطقة المتضررة من الإصابة.
تشخيص التهاب وتر العرقوب:
يُـشخص كثير من الأطباء التهاب وتر العرقوب خطئا بالتواء في الكاحل ولكن مع الفحص بعدة طرق يمكن الوصول للتشخيص الصحيح.
للتشخيص السليم يبدأ الطبيب بالكشف البدني على القدم والساق. وقد يطلب منك المشي أو الجري على قدميك ليحدد المشكلة الموجودة بالقدم الناتج عنها التهاب العرقوب.
يختبر الطبيب إصابة وتر العرقوب باختبار الضغط على الساق (calf squeeze test) إذ يستلقي المريض على بطنه على طاولة الكشف أو يجلس على ركبتيه على كرسي أو مَقْعَد.
ثم يضغط الطبيب برفق على عضلة ربلة الساق في القدم السليمة عندئذ يشد وتر العرقوب القدم وتتحرك وذلك لربط وتر العرقوب القدم بعضلة الساق.
يكرر الطبيب هذا الاختبار بالقدم المصابة، إذا كانت الإصابة تمزق بوتر العرقوب فلن تتحرك القدم، وذلك لقطع الاتصال بين عضلة ربلة الساق والقدم.
يختبر الطبيب أيضا حركة الكاحل، ويساعد في التشخيص فحوص التصوير بالأشعة السينية والرنين المغنطيسي لتحديد الأوتار المصابة وعلاجها.
علاج التهاب وتر العرقوب
يعتمد العلاج على تحديد مدة الإصابة ودرجة الضرر أو التلف بالوتر، فالإصابات المفاجئة البسيطة والمتوسطة تعالج من تلقاء نفسها، وإليك بعض النصائح التي تسرع من عملية الشفاء:
- تَجنُب الضغط بجسمك على القدم المصابة، واستخدم العكاز في أثناء المشي.
- ضع كمادات الثلج على قدمك بمكان الإصابة لمدة عشرين دقيقة للتقليل من الألم والتورم.
- الضغط على القدم بربطها بضمادة استخدم الضمادات الطبية المرنة بربطها حول أسفل الساق والكاحل لتقليل التورم.
- ارفع ساقك على وسادة عند الجلوس أو الاستلقاء للتقليل من التورم.
- ممارسة التمارين كتمارين التمديد أو الاستطالة وتمارين التقوية التي ينصحك بها الطبيب أو المعالج الفيزيائي.
- وضع رافع للكعب بالحذاء قد يوصي الطبيب بوضع نعل داخلي بالحذاء في أثناء مدّة التعافي، وذلك لتجنب تمدد وتر العرقوب مرة أخرى.
- تناول المسكنات المضادة للالتهاب، وذلك في حالة التورم أو الشعور بالألم يمكنك تناول المسكنات غير الاستيرودية (NSAIDS)، مثل الإيبوبروفين والنابروكسن. ولكن اتبع التعليمات بالنشرة الداخلية لتجنب الآثار الجانبية، واستشر الطبيب إذا زادت مدة العلاج عن 7-10 أيام.
مضاعفات الإصابة
قد تتطور الإصابة بوتر العرقوب إذا لم تشخص أو تعالج بطريقة سليمة، فيضعف الوتر أو يتمزق وهي إصابات مؤلمة للغاية، وقد يطيل ذلك مدة العلاج أو تزداد فرصة التدخل الجراحي لإصلاحه.
متى يخضع المصاب للتدخل الجراحي؟
تحتاج بعض الحالات إلى التدخل الجراحي إذا فشلت طرق العلاج التقليدية في إعادة وتر العرقوب إلى حالته الطبيعية، ويختار جراح القدم والكاحل أفضل الحلول المتاحة لإصلاح الوتر وإعادته طبيعيًا.
تعتمد الجراحة على عدة عوامل منها مدة الإصابة وشدتها، وكذلك عمر المريض ومستوى الأنشطة التي يمارسها.
وبذلك نكون قد تعرفنا إلى أسباب التهاب وتر العرقوب وأعراضه وعلاجه. فالأمر وإن كان بسيطًا لا يمكنك إهماله لأن تطورات الإصابة مزعجة، وتؤثر بشكل مباشر على حياتك اليومية.
فإذا كنت مصابًا به اتبع تعليمات العلاج. وإن شعرت بتدهور في حالتك فلا تتردد في الذهاب إلى طبيبك.
