حلم الأمومة يراود كل فتاة منذ الصغر، الكثير من الفتيات والسيدات يحلمن بطفل يملأ حياتهم بهجة وسعادة.
عندما يحدث تأخرالحمل فتجد كثير من الناس يسيطر عليهم الكثير من القلق والخوف حيال هذا الأمر.
حلم الامومة أصبح الآن ليس بعيد المنال بعد التطورالتكنولوجي الذي يحدث في العالم.
وهناك كثير من التقنيات التي تستخدم اليوم من أجل حلم كل أم لم تنجب بعد.
في مقالنا سوف نسلط الضوء على أحد هذه التقنيات وهي عملية الحقن المجهري والأسباب وراء نجاحها وكيف نتجنب فشلها؟.
ما هوالحقن المجهري؟
تعرف العملية ب “Intracytoplasmic Sperm injection“ أحد التقنيات المستخدمة لعلاج تأخر الإنجاب، حيث تجمع الحيوانات المنوية من الرجل والبويضات من المرأة ويتم تلقيحها خارج الجسم، وبعد ذلك تجميدها زراعتها داخل رحم المرأة عندما يحدث الإخصاب.
لماذا يلجأ البعض إلى الحمل بالحقن المجهري
- ينصح بها الأطباء في حالات العقم عند الرجال كأحد أنواع التلقيح الاصطناعي، خاصةً عندما تكون هناك مشكلة في الحيوانات المنوية، مثل ضعف الحركة أو انخفاض عدد الحيوانات المنوية، أو أن الحيوانات المنوية غير قادرة على اختراق البويضة أو حدوث تشوهات في أشكال الحيوانات المنوية مما يعرقل عملية الإنجاب.
- انخفاض الخصوبة عند السيدات عند سن الأربعين.
- خلل في وظيفة المبايض وقناتي فالوب.
- سماكة بطانة الرحم.
- العقم غير مبرر.
تصل نسبة نجاح الحمل بالحقن المجهري إلى %60، مما يجعلها أكثر العمليات نجاحاً لذلك يلجأ إليها الكثير من الناس بعد محاولات عديدة لكثير من العلاجات المعتادة.
خطوات عملية الحقن المجهري
1- الخطوة الأولى
هي تجميع الحيوانات المنوية للرجل وعمل تحليل السائل المنوي لمعرفة عدد الحيوانات المنوية وسرعتها ونسبة التشوهات، أو إخراج الحيوانات المنوية جراحياً عن طريق عمل شق صغير في الخصية وذلك عند وجود انسداد يمنع خروج الحيوانات المنوية.
2-الخطوة الثانية
التي تشمل عدة مراحل مهمة جداً لنجاح عملية الحقن المجهري
2.1- تحفيز المبايض:
تستمرهذه العملية لمدة تتراوح ما بين 8 إلى 14 يوم حيث يتم إعطاء المرأة الحقن المنشطة الإنتاج العديد من البويضات عن طريق هرمونات الجونادوتروبين “Gonadotropins:FSH,LH،” والتي تنتج طبيعي من جسم المرأة.
بعد أسبوع من الحقن يتم عمل فحص مستويات الإستروجين في الدم والكشف عن نضج البويضات داخل الحويصلة عن طريق الأشعة فوق الصوتية.
في الأسبوع الثاني قد تتغير الجرعة الحقن قد تزيد أو تقل على حسب الحالة والاختبارات والأشعة.
يتم إعطاء المرأة جرعة من هرمون المحفز للغدة التناسلية المشيمية البشرية والمعروف ب
“ Human chorionic Gonadotropin“ لتحفيز البويضات على النضج.
2.2- استرجاع البويضات:
يتم استرجاع البويضات الناضجة عن طريق الشفط الحويصلي المعروف بـ” Follicular aspiration“.
إنه إجراء جراحي يتم بالتخدير، حيث يستخدم الطبيب الموجات فوق صوتية لتوجيه إبرة عبر المهبل ثم إلى المبيض وتنتهي عند الحويصلة لتقوم هذه الإبرة بسحب البويضات وكل السوائل التي حولها.
2.3- الإخصاب:
بعد سحب جميع البويضات الناضجة يتم وضعها وعاء زجاجي خاص حقن كل بويضة بحيوان منوي واحد وانتظارالإخصاب.
2.4- متابعة تطور الجنين:
بعد عملية الإخصاب تتم متابعة تطورالأجنة، وانقسامها عن طريق مناظير خاصة بها. يقوم عالم الأجنة بمتابعة الإنقسام والتأكد أنه يتم في مساره الصحيح وتستمر هذه المرحلة من 3 إلى 5 أيام بعد الإخصاب.
تستمر خلايا الجنين في الإنقسام إلى أن تصل الى مرحلة تسمى ” blastocyst stage” ، في اليوم الخامس أو السادس من الإخصاب لضمان نجاح عملية الحقن.
2.5- نقل الجنين داخل الرحم:
تتم عملية نقل الجنين داخل الرحم في دقائق معدودة، فهي لا تحتاج إلي جراحة أو تخدير. من المهم أن تكون المثانة ممتلئة لضمان رؤية بطانة الرحم بسهولة، وشرب كميات كبيرة من الماء قبل هذه العملية بحوالي من 30 إلى 40 دقيقة.
يقوم الطبيب بنقل الجنين عن طريق قسطرة من الوعاء الذي يحتوي علي الجنين إلى رحم الأم، حيث يقوم بدفع الجنين عن طريق السائل ومتابعة هذه العملية عن طريق الأشعة فوق صوتية.
لضمان نقل الجنين الذي لا يٌرى بالعين المجردة يقوم الطبيب بسحب القسطرة ببطء، وفحصها تحت المجهر للتأكد من إكمال العملية بنجاح.
3– الخطوة الثالثة:
3.1- اختبار الحمل : بعد أسبوغين من عملية نقل الجنين تقوم المرأة بعمل اختبار الحمل المنزلي فى البيت أو عمل فحص الحمل عن طريق الدم كل 48 ساعة للتأكد من سلامة الحمل واستمراره.
أسعار الحقن المجهري:
تختلف أسعار الحقن المجهري من مكان لآخر يرجع هذا الى الامكانيات المتوفرة في كل مكان. حيث تتراوح الأسعار ما بين 1500$ الى 2000$ في المستشفيات الحكومية أما في المراكز الأعلى إمكانيات وتقنيات إلى 12000$ إلى 15000$.
شروط نجاح الحقن المجهري:
- اختيار الطبيب الأكثر خبرة في عمليات الحقن المجهري ضمان نجاحها.
- عُمر المرأة كلما كانت المرأة أصغر سناً كلما كان المخزون البويضات أكبر ومتوفر بشكل طبيعي. مما يسهل من نجاح الحقن المجهري.
- إتمام عملية نقل الجنين فى مراحل متقدمة من التطور تسهل من نجاح العملية، وسهولة استمرار عملية الحمل.
- إتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والبعد عن التدخين والعادات الصحية غير سليمة يزيد من فرص نجاح العملية.
- إتباع تعليمات الطبيب قبل وبعد الحقن من أهم أسباب نجاح الحقن المجهري.
- التاريخ الإنجابي للمرأة ممكن يزيد من فرص نجاح العملية وخاصةً المرأة التي كان لها سابقة إنجاب بشكل طبيعي أوعن طريق الحقن المجهري.
أسباب فشل الحقن المجهري
يعود فشل الحقن المجهري إلى عدة أسباب أهمها:
1– تكرار عملية الولادة بالحقن المجهري: يٌعد تكرارعملية الولادة عن طريق الولادة عن طريق الحقن المجهري مرهق للأم وجسدها وكذلك الرحم، وفي معظم الأحيان تنتج عملية الحقن المجهري أكثر من جنين داخل الرحم. مما يعرض الأم لخطر الولادة المبكرة وانخفاض وزن الاجنة عند الولادة.
2- الإجهاض المتكرر بعد الحقن المجهري: يرجع إلى عُمرالمرأة فكلما زاد عمر المرأة عن 35 عاماً تزيد فرص الإجهاض لدينا عن السيدات الأصغر سناً.
3- متلازمة فرط تنبيه المبايض: يمكن أن يؤدي استخدام عقاقير الخصوبة عن طريق الحقن، مثل هرمون المحفز الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG)، إلى الإصابة بمتلازمة فرط تنبيه المبيض. حيث تصبح المبايض متورمة ومؤلمة.
4- مضاعفات عملية استرجاع البويضات: قد يؤدي استخدام إبرة شفط جمع البويضات إلى حدوث نزيف أوعدوى أوالمثانة أو الأوعية الدموية. ترتبط المخاطر أيضًا بالتخدير إذا تم استخدامه.
5- الضغط العصبي: يمكن أن يكون الحقن المجهري مستنزفًا ماليًا وجسديًا وعاطفيًا. عدم وجود الدعم المعنوي الكافي من الأسرة والزوج ممكن أن يؤدي إلى فشل عملية الحقن المجهري.
6- الحمل خارج الرحم: يحدث عادة أثناء الحقن المجهري ان البويضة المخصبة تعلق في قناة فالوب. ذلك يؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم والإجهاض المبكر.
وفى نهاية المقال يجب ان نلتزم بتعليمات الطبيب وأيضا اهتمام الأسرة وزيادة الدعم المعنوي والنفسي منها للأم خلال فترة تحضيرات العمل.