هل أجريت يومًا عملية جراحية، أو زرت يومًا صديقًا بعد عملية جراحية كبرى. ربما تساءلت عن الأنبوب (الدرنقة) الخارج من هذا الجرح، وما أهميته. هل شعرت بالخوف بسبب وجود الدرنقة، وتساءلت عن أهميتها، وهل تستحق هذا الألم المصاحب لوجودها.
فما هي الدرنقة؟
الدرنقة، أو أنبوب التصريف الجراحي: (بالإنجليزية:Drainage tube)، هو أنبوب مرن من البلاستيك يوضع داخل الجسم لتصريف السوائل، أو القيح في مكان معين من الجسم.
وما هي استخداماتها؟
للدرنقة استخدامات عدة وتعتمد في العادة على الغرض المراد منها كالتالي.
- تفرغ التجمعات الصديدية أو السوائل الموجودة في الجسم حول عضو معين مما قد يؤثر على وظيفته، كتجمع السوائل والدماء حول الرئة، أو الغشاء البلوري، أو البريتوني كوجود الاستسقاء في البطن.
- تُستخدم للغرض الوقائي، كاستخدامها بعد العمليات الجراحية، وخاصة الكبرى منها، والولادات القيصرية؛ إذ تتجمع السوائل داخل الجسم حول الجرح بعد العملية مما يجعله عرضة لحدوث تلوث، أو التهاب. وتستخدم الدرنقة الجراحية أو أنبوب التصريف الجراحي لتصريف السائل أو القيح من الجرح.
- و تستخدم أحيانًا كعلاج تكميلي لتسهيل وظيفة عضو معين، لتعويض المريض وخاصة المراحل الأخيرة من المرض، كاستخدامها في عمليات الإخراج في المراحل المتأخرة لسرطان القولون، أو كوسيلة لإطعام مرضى ملازمي الفراش، وكبار السن.
مميزات الدرنقة الجراحية
- تعمل على تصريف السوائل المُتجمعة في الجسم حول الجروح.
- تساعد على منع حدوث التهاب في منطقة الجرح أو تصريف أي قيح داخل الجرح.
- تساعد على سرعة التئام الجروح بعد العمليات الكبرى.
- تستخدم أحيانًا مع الأشعة التداخلية في بعض العمليات الصغرى كعمليات تفريغ الخراج.
عيوبها
- إحساس بالإزعاج وعدم الراحة ودرجة بسيطة من الألم.
- ميل أنابيب التصريف إلى الانسداد، ويؤدي ذلك لحبس السوائل داخل الجروح، مما قد يؤدي بدوره إلى العدوى الالتهاب؛ بالتالي يجب بذل جهود لصيانتها والتأكد من تمام عملها.
- التسريب، أحد العيوب المتكررة مما يؤدي إلى ابتلال الشاش المغطي للجرح والحاجة إلى العناية المتكررة بالجرح. ويعد التسريب أحد علامات انسداد الدرنقة.
أنواعها
منها أنواع متنوعة تعتمد على طريقة عملها أو تكوينها.
- ذات الطرف المفتوح.
وهي قطعة من القماش مُعدلة، بها تعرجات تلف على شكل اسطواني ثم توضع داخل الجرح، ويترك طرفها الآخر مفتوح وتغطى بالشاش المغطي للجرح. وتستخدم لفترات قصيرة في الجروح الصغيرة والمتوسطة الحجم؛ لتساعده على الالتئام.
- ذات الطرف المغلق.
وهي نوعان رئيسيان يعتمدان على طريقة عملها، فمنها من يحدث قوة شفط بسيطة تساعد على تصريف السوائل من الجسم بكفاءة أكبر. أما النوع الآخر يصرف السوائل الفائضة بشكل تلقائي.
ما هي أشهر أنواع الدرانق الجراحية استخدامًا؟
- درنقة تصريف جاكسون براد
هي أنبوبة بلاستيكية يُدخل طرفها في الجسم، ويحتوي الطرف الآخر على انتفاخ يستخدم لشفط السوائل من داخل الجسم عن طريق هذا الأنبوب. ومن الممكن تثبيته في الجسم عن طريق غرز جراحية لمنع حركته.ويثبت الجزء المنتفخ الذي يخزن السوائل المشفوطة من الجرح في ملابسك بواسطة دبوس أمان لمنع انزلاقه ويمنع حدوث شد على غرز تثبيت الدرنقة.
- درنقة تصريف بن روز
هي من النوع المفتوح (مفتوحة الطرفين). يثبت أحد الطرفين داخل الجرح بغرز جراحية في الجلد، والطرف الآخر تحت الشاش المغطي للجرح.
- درنقة تصريف رديفاك Redivac
هي أنبوب صرف من البلاستيك يُوضع طرفه الأول داخل الجسم، ويوصل الطرف الآخر في جهاز تفريغ كبير الحجم نسبيًا يُضغط لضمه وتفريغه من الهواء؛ ليقدم قوة شفط تمتص السوائل بكفاءة.
- درنقة تصريف بجتيل
هي أنبوبة رفيعة مرنة، تأخذ الشكل الحلزوني، وتستخدم في تصريف السوائل من الأعضاء ذات التجويف الواحد، والضغط السالب، كتجويف الصدر والغشاء البلوري. وهي ذاتية التثبيت لا تحتاج إلى غرز جراحية، وترتبط نهايتها بكيس لجمع السائل.
الدرنقة والولادة القيصرية
تُعد الولادة القيصرية أكثر العمليات الجراحية انتشارًا وعكس ما قد يتخيل البعض؛ فالقيصرية عملية جراحية كبرى كغيرها من العمليات الجراحية، يمكن أن يتبعها بعض المضاعفات وتحتاج لنفس الرعاية والاهتمام.
وقد يحتاج الجراح أحيانًا، لترك أنبوب التصريف الجراحي بعد القيصرية (خاصة في حالات الولادة القيصرية المتكررة، أو ارتفاع ضغط الدم مصاحب للحمل، أو في حالات السمنة المفرطة وتراكم دهون البطن).
تعمل على تصريف السوائل المتجمعة في الجسم وسرعة التئام جرح القيصرية. فجسم المرأة، في مدّة الحمل يكون محتقن بالسوائل، وتدفق الدم؛ وذلك لوصول أكبر قدر ممكن من الدورة الدموية للجنين ومساعدته على النمو.
كيفية العناية بالدرنقة الجراحية خاصة بعد الولادة القيصرية.
الدرنقة هي عين حارسة بعد الجراحة، من خلالها يطمئن الطبيب على حالة الجرح، و الحالة العامة للجراحة. ويحدد الطبيب من كمية السائل ولونه احتمالية حدوث أي مضاعفات والتنبؤ بها بشكل مبكر. ومن الضروري العناية بها والحفاظ عليها كما ينبغي.
- يركب أنبوب التصريف من فتحة خارجية أو من فتحة الجرح نفسه، وتكون تحت الشاش المغطي للجرح، وتثبت في الأغلب بغرز جراحية بسيطة.
- من المهم الحفاظ على نظافة وثبات الدرنقة و الشاش المغطي لها و للجرح و؛ وذلك لمنع خروجها من موضعها المناسب.
- عند تركيب الدرنقة من الطبيعي أن يكون السائل باللون الأحمر، ويُتابَع المريض من حيث لون وكمية السائل.
- يجب العناية بها وعدم شدها من الجلد وتثبيتها بالملابس أسفل موضع الجراحة.
- يجب التأكد من أنها في وضع الشفط دائمًا إذا كانت من النوع المزود بخاصية الشفط.
- في حال خروج المريض للمنزل بالدرنقة، قد ينصح الطبيب بتفريغ محتواها كلما امتلأت وتسجيل الكمية المفرغة؛ ليحدد هل يزيلها أو تبقى لعدة أيام أخرى.
- إذا لوحظ أن وعاء الجمع جاف أو الأنبوبة مسدودة يُبلغ الطبيب، وقد ينصح بخلع البالون وتسليك أنبوبة التصريف بسرنجة، فلا تقلق هذا إجراء بسيط.
- قد ينصحك الطبيب بالضغط بشكل دوري على الأنبوب البلاستيكي، لمنع التجلط وانسداد الدرنقة.
- يزيلها الطبيب في الأسبوع الأول أو الثاني على الأكثر من العملية بعدما يقل التجميع فيها < ٥٠ ملليلتر في ٢٤ ساعة.
- يفضل عدم وصول الماء للجرح أو الدرنقة إلا بعد استشارة الطبيب؛ فجفاف الجرح ونظافته شرط أساسي لحسن التئامه.
مضاعفات تركيب الدرنقة
تابع حالة الدرنقة والجرح بشكل دوري لتجنب المضاعفات وهناك بعض العلامات التي يجب ملاحظتها وسرعة إبلاغ الطبيب في حالة وجودها.
- حدوث ارتفاع في درجة الحرارة أو درجة حرارة الجرح.
- الرعشة المصاحبة لارتفاع درجة حرارة المريض.
- احمرار أو تورم في منطقة الجرح.
- تسريب الدرنقة فهو أحد علامات انسدادها.
- خروج الصديد أو سائل ذو رائحة كريهة من الجرح.
وأخيرًا يزيلها الطبيب أو ممرضة مدربة وهي عملية بسيط ويشترط حدوثها في ظروف ملائمة مع مراعاة شروط السلامة والتعقيم.
الدرنقة مصممة لتُنزع بسهولة وهي عملية غير مؤلمة يصاحبها شعور بالانزعاج يعقبه شعور بالراحة والحرية.
نرجو أن نكون قد قدمنا لك في هذا المقال ما تحتاج معرفته عن الدرنقة، أو أنبوب التصريف الجراحي، و نجحنا في الإجابة عما قد يخطر في بالك حول الدرنقة الجراحية.
ولا تنسى ففي النهاية الدرنقة هي عين طبيبك الحارسة وليست شبح ما بعد الجراحة.
2
أنا عملت عملية كبرى لاستئصال الثدي والغدد الابطية وقد استمر أنبوب الصرف الجراحي(الدرنقة) لمدة ٤٨يوما والسوائل الخارجة تسجل مابين (٩٠-٨٠) يوميا وحينها طلب الجراح الذي عمل العملية رفعه لانه لأيمكن بقاءه اكثر من ذلل سيما يجب المباشرة بجلسات الإشعاع …سؤالي هل توجد اثار جانبية اومضاعفات عند رفعه والسوائل لاتزال بالخروج؟؟؟مع التقدير
السلام عليكم.
أولا حمد لله على سلامتك. أما بخصوص سؤالك فلا يوجد مضاعفات من رفع الدرنقة مع استمرار السائل، رفع الدرنقة يعتمد على كمية ولون السائل. وفي بعض العمليات، الكبرى خاصةً يستمر الجسم في افراز سوائل ردة فعل للعملية ولوجود الدرنقة، فيكون الأمثل رفعها في مثل هذه الحالات.
فلا توجد اثار جانبية من رفع الدرنقة في مثلا هذه الحالة.
بالتوفيق
هل للدرنقة أضرار بعد التئام الجرح؟
مادام حدث التئام سليم، فبإذن الله لا ضرر، أتم الله عليكم الصحة والعافية.
ما هو الوقت الأنسب لإزالة الدرنقة بعد العملية؟