كنت أتقلب في فراشي، حينما سمعت أنين طفلي، توجهت إليه مسرعة، وجدته يرتعد كثيراً، يا إلهي!!! إنها السخونية.
لقد عاودته مرة أخرى، فماذا أفعل؟
عزيزتي الأم… لا تقلقي، فكل ما تريدين معرفته عن هذا الأمر، ستحمله سطوري القليلة القادمة، فهيا بنا نستعرضها سوياً.
سخونية الأطفال:
تُعرف سخونية الأطفال بأنها ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل عن المعدل الطبيعي لحرارة جسمه.
إذ تتراوح درجة حرارة جسم الأطفال الطبيعية ما بين 36.6 إلى 37.2 درجة مئوية، قد تختلف اختلافاً طفيفاً فيما بينهم.
ويعد ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل إشارة إلى تعرض جسمه لنوع من العدوى، لكن من الخطأ ربط خطورة العدوى بمعدل ارتفاع الحرارة.
ففي بعض الحالات قد تكون العدوى أكثر خطورة، على الرغم من وجود ارتفاع طفيف في الحرارة والعكس صحيح.
وارتفاع حرارة الجسم هي إحدى آليات عمل الجهاز المناعي للجسم ضد العدوى.
ما هي أسباب السخونية عند الأطفال؟
قد ترتفع درجة حرارة طفلك نظراً للأسباب الآتية:
- نزلات البرد.
- الالتهابات المعدية.
- التهاب الحلق، والأذن.
- التهابات الجلد، والكلى، والقولون.
- التطعيمات الروتينية للأطفال.
- قد تظهر الحرارة أيضاً كعرض جانبي لبعض الأدوية.
- و حاليا قد تكون السخونية عرضاً لفيروس كورونا.
- ربما ترتفع درجة حرارة الطفل في فترة التسنين.
- الأورام السرطانية قد يصاحبها ارتفاعاً للحرارة.
- الاضطرابات الهرمونية وبعض الأمراض المناعية قد تسبب ارتفاع الحرارة.
طرق قياس درجة حرارة الطفل:
يستخدم الترمومتر كوسيلة لقياس درجة الحرارة، وهو نوعان الزئبقي والديجيتال.
يعتمد معظم الأطباء حالياً في قياس الحرارة على الترمومتر الديجيتال، لأنه أكثر أماناً من الزئبقي.
هناك عدة طرق رئيسية يمكن بها قياس حرارة طفلك وتشمل:
- قياس الحرارة تحت الإبط، وعادة تقل نصف درجة عن درجة الحرارة الفعلية.
- وضع مقياس الحرارة من الفم.
- ترمومتر الحرارة عن طريق الأذن: وهو ترمومتر مصمم لذلك.
- قياس الحرارة من فتحة الشرج، وتظهر النتيجة زائدة نصف درجة عن درجة حرارة الجسم الفعلية.
متى يشكل ارتفاع الحرارة خطورة على طفلك؟
يعاني الكثير من الأطفال من السخونية فهو الأمر الأكثر شيوعاً بينهم، لكن حالة الطفل الصحية تختلف على حسب معدل الارتفاع في درجة حرارته.
فلا تقلقي عزيزتي الأم إذا ارتفعت حرارة طفلك، ارتفاعاً طفيفاً مع عدم وجود أعراض أخرى.
فقط سينتهي الأمر بإجرائك بعض الكمادات له مستخدمة ماء الصنبور وليس الماء البارد.
ولكنكِ قد تحتاجين للتوجه إلى مستشفى الحميات، أو أقرب طبيب لكِ، إذا كانت الحمى مجهولة السبب وخصوصاً في الحالات التالية:
- إذا كان عمر طفلك ثلاثة شهور أو أقل وحرارته 38 درجة مئوية.
- إن تراوح عمر طفلك ما بين ثلاثة شهور إلى ثلاث سنوات وكانت حرارته 39 درجة مئوية أو أعلى.
- إذا كان عمر طفلك أكثر من ثلاث سنوات وكانت حرارته أكثر من 39 درجة مئوية وتظهر عليه أي من الأعراض التالية:
- رعشة.
- عرق غزير.
- جفاف.
- فقدان الشهية.
- ضعف عام في الجسم.
- تسارع نبضات القلب.
- صداع شديد مع ألم في الحلق والرقبة.
- طفح جلدي دون سبب.
سينصحكِ طبيبك ببعض التعليمات المنزلية، والتي ستساعد في خفض درجة حرارة طفلك ومنها:
- شرب الماء والعصائر بكميات كبيرة لحماية طفلك من الجفاف.
- الاستحمام بالماء الفاتر.
- استعمال كمادات مبللة بماء فاتر، وليس بماء بارد.
- التخفيف من ملابس الطفل، وأغطيته.
وقد يلجأ طبيبك إلى صرف المزيد من الأدوية بناء على الأعراض المصاحبة لطفلك، وكذلك سبب ارتفاع الحرارة.
لا يعني استخدام خوافض الحرارة أن الأمر قد انتهى، إذ أنه لابد من معرفة السبب الرئيسي للحرارة.
فما هو أفضل خافض حرارة للأطفال؟
الباراسيتامول:
يعد الباراسيتامول أفضل خافض حرارة للأطفال فهو أكثرهم أماناً، لكن الجرعة الزائدة منه قد تكون ضارة بصحة طفلك.
جرعة الباراسيتامول:
الجرعة العلاجية لدواء الباراسيتامول للأطفال هي: 10 إلى 15 مجم/ كجم من وزن الجسم كل 4 إلى 6 ساعات يومياً.
الإيبوبروفين:
يستخدم الإيبوبروفين في علاج السخونية عند الأطفال بجرعة 10 مجم/ كجم من وزن الجسم كل 6 ساعات.
ويساهم بشكل كبير في خفض درجة الحرارة.
ولابد من استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول طفلك للدواء.
وأخيراً،
عزيزتي الأم… نعلم أن ارتفاع حرارة طفلك ليس أمراً هيناً، لكن لا داعي للقلق فقط عليكِ باتباع تعليمات طبيبك وستعبرين بطفلك إلى بر الأمان.