العلاج بالتبريد (cryotherapy)، هو اتجاه جديد لعلاج عدة أمراض، يعتمد على تعريض الجسم لدرجة حرارة منخفضة لإيصال أنسجة الجسم لحالة التجمد ومن ثم ضمورها.
يرتبط في أذهان البعض بالكمادات الباردة فحسب، على الرغم من أن هناك منتجعات وعيادات صحية متخصصة في هذا النوع من العلاج.
يستخدم النيتروجين السائل، أو ثلج ثاني أكسيد الكربون أو ما يسمى بالثلج الجاف في العلاج بالتبريد.
نتعرف خلال المقال التالي إلى أشهر استخداماته.
استخدامات العلاج بالتبريد
في الآونة الأخيرة أُستخدم العلاج بالتبريد في علاج كثير من الأمراض مثل:
- السرطان
أبدى نتائجًا مُرضية في علاج الكثير من أنواع السرطان دون جراحة، مثل
سرطان البروستاتا، وسرطان العظام، وسرطان عنق الرحم، وسرطان الكبد، وسرطان الكبد.
- علاج بعض المشكلات العصبية والنفسية
- الأمراض الجلدية
- علاج زيادة الوزن وأمراض السمنة وتنسيق القوام
- علاج بعض التهابات الأعصاب
أثبت العلاج بالتبريد كفاءته في جميع الاستخدامات السابقة، ويفضل الكثير من الأطباء والمرضى اختياره وسيلةً مثاليةً للعلاج، إذ يتضمن العلاج عدة جلسات. يحددها الطبيب المعالج وفقًا لعدة عوامل أهمها الحالة الصحية العامة للمريض. إذ وجد للعلاج بالتبريد عدة فوائد.
فوائد العلاج بالتبريد
تعددت فوائده ليصبح بارقة أمل لأصحاب الأمراض المستعصية، فقد أُستخدم في علاج الآتي:
علاج السرطان
يلجأ إليه كثير من الأطباء في الآونة الأخيرة كحل بديل للتدخل الجراحي في حالات سرطان العظام، وسرطان الرحم، وسرطان البروستاتا.
كان علاج سرطان البروستاتا في الماضي يعتمد على الإزالة الجراحية لغدة البروستاتا، مما كان لهذه الجراحة آثارًا سلبية كثيرة.
لكن مع تقدم التكنولوجيا، واكتشاف طرق للعلاج حديثة، إذ ارتبط بعلاج سرطان البروستاتا بنتائج أعلى في العلاج وأقل في الآثار الجانبية. إذ يعتمد على تجميد أنسجة البروستاتا مما يتسبب في موت الخلايا السرطانية.
لكن هناك عدة اعتبارات يعتمد عليها اختيار الطبيب أيهما أفضل العلاج بالتبريد أم التدخل الجراحي؟
- لا ينصح به عند الرجال الذين سبق لهم إجراء جراحة سابقة في المستقيم أو الشرج.
- لا يمكن للمصابون بأورام كبيرة علاجهم بالتبريد دون إتلاف الأنسجة والأعضاء المحيطة مثل المثانة والمستقيم.
- إذا كان حجم الغدة صغيرًا لا يمكن تتبعه بمسار الموجات فوق الصوتية.
علاج بعض المشكلات العصبية والنفسية
علاج الصداع النصفي
أثبتت الدراسات الحديثة أنه يساعد على تخفيف آلام الصداع النصفي بتبريد أعصاب الرقبة. ذلك بوضع أكياس من الثلج تعمل على تبريد الأوعية الدموية المغذية للمخ، مما يخفف من آلام الصداع النصفي.
علاج ألزهايمر
هناك بعض الأبحاث الحديثة عن إيجابية العلاج بالتبريد في حالات ألزهايمر، إذ وجد الباحثون أن الحرارة المنخفضة لها نفس تأثير مضادات الاكتئاب المتوفرة في الأطعمة، كذلك تساهم البرودة في الحفاظ على خلايا المخ من التلف، وبذلك تقي من ألزهايمر والخرف.
تحسين الصحة النفسية
تساعد درجات الحرارة المنخفضة -التي يتعرض لها المريض خلال جلسات العلاج بالتبريد- على تحفيز إفراز هرمون الأدرينالين و الإندورفين، مما يساعد على تحسين الحالة المزاجية وتخفيف التوتر والقلق.
علاج الأمراض الجلدية
- تستخدم لتقليل حدة أعراض الاحمرار، والحكة، والإكزيما.
- علاج المشكلات الجلدية مثل: الزوائد الجلدية، والبقع الداكنة، والتهاب الجلد المثني (SeborrheIc Dermatitis)، والثآليل الفيروسي (Viral wart).
- إزالة السنطات التي تظهر نتيجة عدوى فيروسية، غالبًا تظهر في القدمين والكفين.
- تستخدم في مجال تجميل البشرة إذ تعمل على تنشيط البلازما، والأوعية الدموية في البشرة وإعطائها منظرًا حيويًا.
علاج أمراض السمنة وزيادة الوزن وتنسيق القوام
يبحث الكثير من الناس عن الرشاقة، ليس فقط من أجل التمتع بمظهر جميل ومتناسق، لكن للمساعدة على علاج معظم حالات أمراض المفاصل والعظام، وأمراض القلب، وكثير من الأمراض التي تعد السمنة وزيادة الوزن قاسمًا مشتركًا في أسبابها.
يجمد جراح التجميل الدهون، بالتالي يقل حجم الخلايا الدهنية، مما يعطي إحساسًا بفقد الوزن، وتغير مقاسات الملابس للأصغر.
علاج بعض التهابات الأعصاب
يظهر التهاب الأعصاب ملازمًا لبعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، والفشل الكلوي. يظهر في صورة ألم حارق في المنطقة التي يغذيها العصب، ولا يتأثر تأثيرًا كافيًا بمضادات الألم، مما يجعله مصدرًا لإزعاج المصابين به.
يتجه كثير من الأطباء للتدخل بالعلاج بالتبريد في حالات التهاب الأعصاب، إذ يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية مما يخفف من حدة الألم تحت تأثير موجة البرد الشديدة.
الأساليب المتبعة للعلاج بالتبريد
1- العلاج بالتبريد الخارجي
يستخدم في أغلب علاجات المشكلات الجلدية، إذ يرش الطبيب معامل التبريد على الجلد، ومع مرور الوقت تقشر هذه الزوائد مما يسمح بنمو طبقة جديدة سليمة من الجلد.
2- العلاج بالتبريد الداخلي
يستهدف علاج مشكلات صحية داخلية، بعمل شق بالجلد للوصول إلى الأماكن المستهدفة ذلك باستخدام أداة خاصة، يتخلص الجسم من الخلايا المجمدة بعمليات الأيض.
مخاطر وأضرار العلاج بالتبريد
يجب ألا يتجاوز الجلسة بضعة دقائق لأن طول فترة استخدامه يشكل خطرًا.
بالرغم من أن العلاج بالتبريد يُعد بديلًا آمنًا لعلاج الكثير من الأمراض، إلا أنه كغيره لديه بعض المخاطر والأضرار الجانبية أهمها:
- مضاعفات على البشرة
ظهور بعض الندبات، والبثور، والالتهابات، وفي بعض الأحيان فقد الخلايا الصبغية للجلد وتحول هذه المناطق إلى اللون الأبيض.
- مضاعفات على الأعصاب
يظهر تنميل، أو تهيج بالأعصاب أو تلفها، في بعض الحالات قد يصاحبها تورم واحمرار لون البشرة.
مضاعفات شائعة أخرى: يستدعي العلاج بالتبريد عمل فحوصات لمعدل الدهون في الدم، خاصةً تلك الحالات التي تستدعي العلاج بالتبريد الداخلي.
قد يؤدي ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم إلى زيادة نسبة الخطر على الكبد، إذ يعد الكبد واحدًا من أهم أجهزة الجسم المسؤولة عن طرد الخلايا المتجمدة.
العلاج بالتبريد لكامل الجسم
(Whole body cryotherapy_WBC) تستخدم هذه التقنية في علاج حالات الإكزيما، وحب الشباب، والتهاب المفاصل الروماتيزمي.
يعد العلاج بالتبريد لكامل الجسم أكثر تعقيدًا، وخلال هذه الجلسة يكون المريض مرتديًا ملابسه الداخلية فقط، ويسترخي داخل جهاز يُشبه الكبسولة، ويخضع إلى درجة حرارة منخفضة تصل إلى 170 درجة تحت الصفر.
ينصح بالتحرك داخل جهاز التبريد للحفاظ على تدفق الدم، كما ينصح أيضًا بعدم تناول المأكولات والمشروبات إلا بعد مرور 12 ساعة.
تستغرق مدة العلاج من أربع إلى خمس دقائق، وتمتاز أنها تنشط الدورة الدموية في الجسم، وتجعل الجسم محملًا بالأكسجين والأنزيمات الداخلية.
تستخدم في مراكز إعادة التأهيل والمراكز الرياضية، كما ينصح به بعد فترات الإجهاد الشديدة.
على الرغم من انتشار هذه التقنية انتشارًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، إلا أنه لم يثبت حتى الآن مدى أمانها لكامل الجسم، ولا ينصح به الأطباء.
ختامًا جميعنا يسعى للحفاظ على الصحة، ونسعى لتجربة أحدث التقنيات في عالم الطب الحديث لنتخلص من آلامنا، أو لعلاج أحد الأمراض المزمنة، لكن لكل مرض علاجه، العلاج بالتبريد ليس العصا السحرية التي تعالج كل ما نعانيه.