تنمرت على أخي منذ عدة سنوات ونعته ضاحكًا بـ “دنجل” أحد شخصيات عالم ديزني، إذ كان وجهه منتفخًا للغاية جرّاءِ إصابته بالتهاب الغدة النكافية حينها، وتدور الأيام وها قد أصبحت أنا “دنجل” البيت بعد إصابتي بنفس المرض، وحقًا ليس الأمر مضحكًا البتة، بل هو مؤلمًا للغاية.
إليكم في هذا المقال أسباب التهاب الغدة النكافية وأعراضه، وكيفية علاجه والوقاية منه، كما سنتطرق إلى أورام الغدة النكافية وأعراضها وآلية علاجها.
أسباب التهاب الغدة النكافية
يُعد مرض التهاب الغدة النكافية مرض فيروسي شديد العدوى، يصيب الغدد اللعابية الموجودة على جانبي الوجه من الداخل بين الفك والأذن، وهي إحدى الغدد المسؤولة عن إفراز اللعاب خلال مضغ الطعام بالفم.
ويُعزى هذا الالتهاب إلى الإصابة بفيروس النكاف الذي ينتقل بسهولة من لعاب الشخص المريض إلى الآخرين عن طريق:
- العطس والسعال والتقبيل.
- التحدث عن مقربة مع المريض.
- مشاركة المريض الطعام والشراب.
- استخدام أدوات الطعام والشراب الخاصة بالمريض.
- عدم غسل اليدين بشكل صحيح بعد التعامل مع المريض.
أعراض التهاب الغدة النكافية
تظهر أعراض المرض في غضون أسبوعين من الإصابة بالفيروس، وغالبًا ما تكون الأعراض الأولية مشابهة لأعراض الإنفلونزا، مثل:
- الصداع والحمى.
- الإحساس بالغثيان وفقدان الشهية.
- الشعور بالإعياء والضعف.
- آلام في العضلات.
تبدأ بعد ذلك أعراض المرض الرئيسية في الظهور وتتمثل في التالي:
- تضخم الغدد اللعابية مما يؤدي إلى تورم وانتفاخ الوجه.
- الإحساس بالوجع الدائم على جانبي الوجه.
- صعوبة في البلع والكلام.
في بعض الأحيان قد يصاب الأشخاص بهذا الفيروس دون ظهور أي أعراض للمرض أو ظهور أعراض خفيفة للغاية.
مضاعفات الالتهاب
يُعد حدوث مضاعفات للإصابة بالتهاب الغدة النكافية أمر نادر الحدوث، لكنه وارد خاصةً لدى الأشخاص البالغين، وعند حدوثه لا بد من التعامل معه بجدية وحرص، واتباع تعليمات الطبيب وعدم التهاون في العلاج.
من أهم المضاعفات ما يلي:
- حدوث التهاب للبنكرياس مصحوبًا بآلام في البطن وغثيان وقيء.
- يُعد التهاب الخصيتين إحدى مضاعفات مرض النكاف لدى الرجال، ويسبب تورم أحد الخصيتين أو كلتيهما، ونادرًا ما يؤدي إلى الإصابة بالعقم، ويحدث لواحد من كل خمسة رجال مصابون بالنكاف.
- قد تصاب المرأة بالتهاب المبيضين جرّاءِ إصابتها بالنكاف، وإذا انتقلت العدوى إلى المرأة الحامل، فغالبًا ما يؤدي ذلك إلى الإجهاض خاصة في شهور الحمل الأولى.
- يُعد التهاب الدماغ من أخطر المضاعفات، ومن الممكن أن يؤدي إلى الموت، لكنه نادر الحدوث جدًا إذ يؤثر على حالة واحدة من بين 6000 حالة مصابة بالنكاف.
- نادرًا ما يحدث التهاب السحايا عندما ينتقل الفيروس بالدم ليصيب الأغشية الرقيقة المغلفة للجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي).
- إن فقدان السمع هو أندر المضاعفات على الإطلاق؛ إذ يؤثر على مصاب واحد من بين 15000 مصاب.
علاج التهاب الغدة النكافية
التهاب الغدة النكافية مرض فيروسي، لذلك لن تجدي المضادات الحيوية نفعًا معه، لكن لا بد من اتباع خطة علاجية منظمة للسيطرة على الأعراض ومنع حدوث المضاعفات، وتتمثل في التالي:
- الحصول على القسط الكافي من الراحة والنوم.
- شرب الكثير من السوائل، مع تجنب عصائر الفواكه لأنها تحفز إفراز اللعاب مما قد يسبب ألمًا.
- تناول الأطعمة اللينة التي لا تحتاج إلى الكثير من المضغ، لتجنب زيادة إفراز اللعاب وتخفيف الألم.
- الغرغرة بمحلول ملحي دافئ.
- استخدام الكمادات الباردة على أماكن الغدد المتورمة لتخفيف الألم.
- تناول خوافض الحرارة ومسكنات الألم، مثل: الأسيتامينوفين والإيبوبروفين.
كيفية الوقاية
إن أفضل سبل الوقاية من النكاف هو تلقي اللِقاح الخاص به، إذ يُكسب الجسم مناعة دائمة ضد الإصابة بالمرض، ويُعد ذلك اللقاح من اللِقاحات الإجبارية في مختلف البلدان.
يُعطى لِقاح النكاف للأطفال غالبًا مع لقاحات الحصبة والحصبة الألمانية على جرعتين، جرعة أولى من سن 12 إلى 18 شهر، وجرعة ثانية من سن 4 إلى 6 سنوات.
كذلك تجنب الاختلاط بالمصابين، وعدم مشاركتهم الطعام والشراب أو استخدام أدواتهم الشخصية، يقي من الإصابة بالمرض.
أورام الغدة النكافية
تمثل أورام (سرطانات) الغدة النكافية حوالي 70% من أورام الغدد اللعابية، وغالبًا ما تكون أورامًا حميدةً، لكن في بعض الأحيان قد تكون أورامًا خبيثةً.
تعد هذه الأورام الخبيثة نمو غير طبيعي للخلايا بداخل الغدة، ويظهر على هيئة تورم في الوجه أو الفك، وعادة ًيكون غير مؤلم.
ويسبب سرطان الغدة النكافية الأعراض التالية:
- الشعور بالحرقة أو الوخز في الوجه.
- ضعف في عضلات الوجه.
- فقدان القدرة على تحريك الوجه.
- الشعور بالخدر(التنميل) في الوجه.
- ظهور ورم أو كتلة في منطقة الفك.
- وجود صعوبة في فتح الفم وعملية البلع.
- تغييرات في الصوت.
وهناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، مثل:
- العلاج الإشعاعي: الخضوع للعلاج الإشعاعي لسرطانات سابقة في الرأس أو الرقبة من الممكن أن يزيد من خطر الإصابة.
- الجنس: فالذكور أكثر عرضة للإصابة به من الإناث.
- السن: تزيد معدلات الإصابة لدى كبار السن.
- العوامل الوراثية: قد تساهم العوامل الوراثية في زيادة خطر الإصابة، لكن أغلب المصابين به ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا السرطان.
- بعض المواد الكيميائية: التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل غبار سبائك النيكل وغبار السيليكا يزيد من خطر الإصابة.
كيفية التشخيص
يعتمد الطبيب على الفحوص التالية من أجل تشخيص الورم:
- الفحص الجسدي: يفحص الطبيب منطقة الوجه والرقبة والفك بحثًا عن أي تورم أو كتل، وإذ وُجد أي تورم في الغدد اللمفاوية، فهذا إشارة على وجود سرطان.
- الخزعة: سوف يوصي الطبيب بأخذ عينة من أنسجة الغدة باستخدام إبرة دقيقة خاصة بسحب السوائل والخلايا، وتُفحص العينة لتحديد نوع الورم.
- فحوص الأشعة الطبية: مثل إجراء الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي؛ لتحديد نوع الورم وحجمه ومدى انتشاره.
آلية العلاج
تعتمد خطة علاج الورم على الجراحة بشكل رئيسي، وقد يوصي الطبيب باستخدام العلاج الإشعاعي والكيميائي تبعًا لحالة الورم.
الجراحة
غالبًا ما تكون جراحة الغدة هي الخيار الأول في علاج الورم، وتتضمن إزالة الورم وبعض الأنسجة المحيطة به، أو إزالة الغدة النكافية بالكامل.
العلاج الإشعاعي
يعتمد على توجيه حزم قوية من الطاقة العالية إلى الورم لإبطاء نموه أو القضاء عليه بالكامل، وعادةً يُستخدم بعد إجراء الجراحة، وقد يكون خيارًا أوليًا عندما تصعب عملية الجراحة.
- العلاج الكيميائي
يعتمد على تناول المصاب لبعض أنواع الأدوية إما فمويًا أو حقنها وريديًا لقتل الخلايا السرطانية، وغالبًا ما يُستخدم مع العلاج الإشعاعي في سرطانات الغدة النكافية المتقدمة أو عندما ينتشر السرطان في أنحاء الجسم المختلفة.
وفي الختام- عزيزي القارئ- نأمل أن نكون قد وضعنا بين يديك أهم المعلومات عن التهاب الغدة النكافية وكيفية تجنب الإصابة به، لذا لا داعي من القلق منه، فقط تناول اللقاح الخاص به، واتبع جميع التعليمات الأخرى للوقاية منه.