يمتلك كل إنسان كليتين على شكل حبة الفاصوليا تقع أسفل القفص الصدري على جانبي العمود الفقري، وتقوم الكليتان بتنظيف وتنقية الدم من الفضلات، والسموم، والسوائل الزائدة، وكذلك توازن ضغط الدم وأيضًا تحافظ على قوة العظام، وعندما لا تتمكن الكلى من أداء وظيفتها وفقدت ما يقرب من 85 % من قدرتها الوظيفية فلابد من البدء بالغسيل الكلوي أو عملية زراعة الكلى.
يستخدم غسيل الكلى منذ أربعينيات القرن الماضي؛ لعلاج مرضى الفشل الكلوي المزمن.
في هذا المقال سنأخذكم في جولة قصيرة للتعرف على ماهية الغسيل الكلوي وما هي أنواعه وأكثر المخاطر المرتبطة به.
الغسيل الكلوي Dialysis
يُعد علاجًا يتولى وظائف الكلى إذا توقفت عن أداء وظيفتها. يقوم غسيل الكلى بتصفية الدم، وتنقيته باستخدام آلة. كذلك يساعد على الحفاظ على توازن السوائل في الجسم ويتخلص من الفضلات.
يصيب الفشل الكلوي المزمن جميع الأعمار؛ لذا لا يوجد عمر معين لحدوثه ولكنه يعتمد بشكل رئيسي على مرحلة الفشل الكلوي للمريض. يكون غسيل الكلى ضرورة حياتية إذا كان المريض في المرحلة الأخيرة من الفشل الكلوي ومن ثم لا تستطيع الكُلية تأدية وظيفتها إلا بنسبة 10-15% فقط.
دون إجراء الغسيل تتراكم الفضلات والأملاح في الجسم مما قد يهدد الحياة.
أنواع الغسيل الكلوي
هناك ثلاثة أنواع منه:
- الغسيل الكلوي الدموي.
- الغسيل البريتوني.
- العلاج المستمر بالبدائل الكلوية CRRT.
الغسيل الكلوي الدموي
يعد الغسيل الدموي هو أكثر أنواع غسيل الكلى شيوعًا. في هذا النوع تستخدم كلية صناعية؛ لإزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الدم ثم يعاد الدم إلى الجسم مرة أخرى.
يجري الطبيب عملية بسيطة؛ لإنشاء نقطة دخول إلى الأوعية الدموية؛ وذلك لجعل الدم يتدفق إلى الكلية الصناعية ومنها إلى الجسم مرة أخرى.
يُجرى الغسيل الدموي ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 3-4 ساعات في كل مرة. ويكون في المشفى ويعتمد طول الجلسة على حجم الجسم وكمية النفايات الموجودة مع مراعاة الحالة الصحية للمريض.
الغسيل البريتوني
بينما يزيل الغسيل الدموي الشوائب عن طريق الدم يعمل الغسيل البريتوني عن طريق الانتشار.
يعتمد الغسيل البريتوني على قدرة الترشيح الطبيعية للغشاء البريتوني (الغشاء الداخلي للبطن) لتنقية الدم من الفضلات والسوائل الزائدة.
يُضخ سائل معقم غني بالمعادن والجلوكوز عبر أنبوب (قسطرة) في التجويف البريتوني. يُترك السائل في التجويف البطني من 6-12 ساعة، إذ يمكنه تنقية الدم ثم يُصرف ويتخلص المريض منه، ويُضخ سائل جديد للغشاء البريتوني بما يسمى بعملية التبادل.
يعد الغسيل البريتوني أقل كفاءة من غسيل الكلى الدموي إذ يستغرق وقت أطول بالرغم من أنه يزيل تقريبًا نفس الكمية من إجمالي النفايات والأملاح والماء. ومع ذلك فهو يمنح المريض الكثير من الحرية إذ يجرى بشكل أساسي في المنزل كما من الممكن أن يجريه المريض بنفسه.
هناك نوعان أساسيان للغسيل البريتوني:
الغسيل البريتوني المستمر المتنقل (CAPD): أو الغسيل اليدوي إذ يجري المريض هذا الغسيل وتغير السائل يدويًا دون استخدام آلة. ويبدل السائل كل 4-6 ساعات يوميًا.
الغسيل البريتوني المستمر (CCPD): وتستخدم آلة لتدوير السائل داخل وخارج البطن. غالبًا ما يحدث هذا الغسيل في أثناء النوم كما تحتاج مرافق لمساعدتك.
تأكد أن يغسل المرافق يده جيدًا قبل وبعد مساعدتك للوقاية من العدوى.
العلاج المستمر بالبدائل الكلوية CRRT
يستخدم هذا النوع بشكل رئيسي مع مرضى الفشل الكلوي الحاد في وحدة العناية المركزة (ICU). ويُعرف أيضًا باسم ترشيح الدم. ويستغرق من 12-24 ساعة يوميًا.
أضرار الغسيل الكلوي
في حين أن الغسيل الكلوي بأنواعه يساعد على إنقاذ حياة مريض الفشل الكلوي إلا أن له بعض الآثار الجانبية.
أضرار الغسيل الكلوي الدموي:
- انخفاض ضغط الدم.
- فقر الدم.
- تقلصات عضلية.
- صعوبة النوم.
- حكة.
- ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم.
- التهاب التامور (الغشاء المحيط بالقلب).
- تعفن الدم.
- تجرثم الدم.
- اضطراب نبضات القلب.
أضرار الغسيل البريتوني
يزيد خطر العدوى في الغسيل البريتوني حول موقع القسطرة في تجويف البطن، على سبيل المثال التهاب الصفاقة (الغشاء البريتوني) بعد زرع القسطرة.
تشمل الأضرار الأخرى:
- ضعف عضلات البطن.
- زيادة الوزن.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- فتق.
- حمى.
- ألم في المعدة.
أضرار غسيل الكلى بعلاج الاستبدال الكلوي المستمر CRRT
- العدوى.
- انخفاض حرارة الجسم.
- النزيف.
- تأخر الشفاء الكلوي.
- ضعف العظام.
- الحساسية المفرطة.
هل يحل الغسيل الكلوي محل الكلية الطبيعية؟
يساعد الغسيل الكلوي المرضى الذين فشلت كليتهم عن القيام بوظائفها لكن لا يكون بنفس كفاءة الكلى الطبيعية. لذا يحتاج مريض الفشل الكلوي إلى الانتباه إلى طبيعة الأكل وكميته ونسبة الأملاح فيه. كذلك لا يغني غسل الكلى عن الدواء لأنه لا يعد علاجًا للفشل الكلوي.
يمكن للعديد من الأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى العمل بشكل طبيعي، والعيش حياة طبيعية، والسفر إذا توفرت إمكانية الغسيل في الوجهة المسافر إليها.
عادة تجد النساء اللاتي يخضعن لغسل الكلى الصعوبة في الحمل. وإذا حملن قد يزيد ذلك من عدد جلسات الغسيل.
للغسيل الكلوي تأثيًرا كبيًرا على خصوبة الرجال ولكنه أقل تأثيرًا على خصوبة الإناث.
هل توجد بدائل للغسيل الكلوي؟
عملية غسيل الكلى مكلفة وتستهلك الكثير من الوقت لكنها ضرورية في حالة الفشل الكلوي الشديد.
إذا كانت هناك فرصة للاستغناء عنه قد يستبدله الطبيب بخيارات علاجية أخرى مثل:
- إدارة فقر الدم من خلال الحصول على حقنة أسبوعية من هرمون الإريثروبيوتين (erythrobiotin). وهو هرمون تفرزه الكلية السليمة ويساعد على إنتاج كرات الدم الحمراء.
- الحفاظ على ضغط الدم في مستواه الطبيعي يساعد في إبطاء تدهور الكلى لذا يجب الحرص على تناول كمية مناسبة من السوائل مع استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية خاصة الأدوية المضادة للالتهاب مثل إيبوبروفين.
- زراعة الكلى وهو خيار آخر أمام مريض الفشل الكلوي لكنه غير مناسب لجميع المرضى. وقد لا تكون مرشحًا جيدًا لزرع الكلى إذا كنت:
- مدخن.
- تعاني السمنة المفرطة.
- تتناول الكحوليات.
- تعاني مشكلات في الصحة العقلية.
توقف الغسيل الكلوي
إذا كنت مريض فشل كلوي في المرحلة الأخيرة فتوقف الغسيل الكلوي دون بديل كزرع الكلي -على سبيل المثال- يسبب تراكم الفضلات والسموم والسوائل في جسمك مما قد يهدد حياتك ويؤدي في النهاية إلى الموت.
قبل التوقف عن العلاج تحدث مع طبيبك عن السبب الذي يجعلك تترك هذا العلاج المنقذ لحياتك. إذا كنت تعاني الاكتئاب أو الخجل أو الإحباط قد ينصحك الطبيب بالمتابعة مع مختص للعلاج النفسي والعصبي الذي قد يعطيك مضادات الاكتئاب تتناسب مع حالتك.
يحق لك في أي وقت التوقف عن الغسيل الكلوي ولكن لا تنس أن هذا التوقف قد يسبب تدهور حالتك وقد يؤدي إلى الوفاة.
ختامًا عزيزي المريض، الغسيل الكلوي يعد أملًا لكل مرضى الفشل الكلوي لذا لا تفقد أملك وتمسك دائما بالحياة.