“النزيف المهبلي” مصطلح يدق في محتواه ناقوس الخطر؛ فعندما يسمع الطبيب هذه الشكوى يجول في خاطره أفكار كثيرة؛ منهن من تشكو اضطرابات في الدورة الشهرية، ومنهن من تعاني غزارة في كَمّيَّة الدَّم مع انتظام دورتها، وتقف السيدة في حَيْرَة من أمرها:
هل ما أشكو منه نزيفًا أم دمًا طبيعيًا؟
هل يُعرف النزيف بغزارة كَمّيَّة دَم الدورة أم اضطراب موعدها؟
هذا ما سوف نجيبك عنه سيدتي في الكلمات القادمة.
تعريف النزيف المهبلي | Vaginal Bleeding
يقصد به الدَّم الذي يخرج عن طريق المَهْبِل بعيدًا عن دَم الدورة الشهرية الطبيعية، ويظهر بصورٍ كثيرةٍ:
- الدَّم الذي تشكو منه السيدة في أوقات غير الدورة الشهرية.
- دَم الدورة الذي يستمر لأكثر من سبع أيام.
- نزول الدَّم بعد العَلاقة الزوجية.
- الدَّم الذي يحدث بعد انقطاع الطمث.
أسباب النزيف المهبلي
الأسباب المتعلقة بالنزيف المهبلي خلال الحمل
- إجهاض منذر: أي إن حملك سليم، ولكنك تحتاجين للمزيد من الراحة.
- إجهاض حتمي: أي إن هذا الحمل لم يكتب له الحياة، وإنهاء الحمل إنقاذ لكِ.
- حمل خارج الرحم: حملٌ في غير موضعه المكين وهو غير صالح للحياة وإنهاء الحمل في هذه الحالة قرار سليم.
- مشيمة منزاحة: حالةٌ تكون فيها المشيمة قريبة من عنق الرحم بسنتيمتراتٍ قليلة ويؤدي ذلك إلى حدوث نزيف مهبلي خلال الحمل.
أسباب أخرى محتملة بعيدًا عن الحمل
- تغيير وسيلة منع الحمل حديثًا أو استخدام اللولب.
- مشكلات الرحم: أورام رحمية، وتضخم بطانة الرحم.
- أمراض عنق الرحم: التهابات، وسرطان عنق الرحم.
- اضطرابات في المبيضين: أكياس على المبيض، ومتلازمة تكيسات المبيضين.
أسباب أخرى تؤثر على انتظام الدورة الشهرية
- مرض ارتفاع ضغط الدَّم.
- اضطرابات وظائف الغدة الدرقية.
- فقر الدَّم أو نقص الصفائح الدموية.
- توتر عصبي أو ضغوطات نفسية.
- تناول بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة لتخثر الدَّم والتاموكسفين.
الفحوص الطبية اللازمة للتشخيص
- اختبار الحمل بالدم هو التحليل الأول للسيدة المتزوجة التي تشكو نزيفًا غير طبيعيٍ؛ فمن الضروري استبعاد وجود الحمل أو مضاعفاته.
- قياس ضغط الدَّم والتأكد من عدم ارتفاعه، والذي يمثل عاملًا مؤثرًا من العوامل المؤدية لاضطرابات الدورة الشهرية.
- تحليل صورة دَم والتأكد من عدم وجود فقر الدَّم أو مشكلة بالصفائح الدموية.
- التأكد من سلامة وظائف الكبد ووظائف الكلى.
- تحليل وظائف الغدة الدرقية لأن اضطراباتها تؤثر على طبيعة الدورة الشهرية.
- أشعة تليفزيونية على الرحم والمبيضين وتشخيص الأسباب العضوية الخاصة بالجهاز التناسلي والعوامل التشريحية ذات التأثير المباشر على النزيف المهبلي.
علاج النزيف المهبلي
يعتمد علاج النزيف المهبلي بشكلٍ أساسي على علاج العوامل المسببة له ومنها:
- في حالة ارتفاع ضغط الدَّم: يعطى العلاج المناسب لضبط ضغط الدَّم، ومن ثم يسهل علاج النزيف المهبلي.
- اضطرابات الغدة الدرقية: يعالج الطبيب هذه الاضطرابات التي تؤثر على انتظام الدورة الشهرية.
- بعض الأدوية: أخبري طبيبك إذا كنت تتناولين أدوية معالجة لتخثر الدَّم.
- الحالة النفسية: تجنبي الضغط العصبي فإن له أضرارًا نفسية وجسدية وقد يكون سببًا أوليًا للنزيف المهبلي.
- وسائل منع الحمل: في حالة استخدام وسيلة منع حمل جديدة؛ اعلمي أن جسمك يحتاج لبعض الوقت لكي يتأقلم عليها، ولكن اللولب من أشهر الأسباب المعروفة المسببة للنزيف المهبلي مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى.
- نزول دَم بعد الجماع: في هذه الحالة ستزورين طبيبك لإجراء كشف على عنق الرحم وعمل مَسْحَة.
- ألياف رحمية (Myoma): إذا اكتشفتِ أن سبب النزيف هو وجود لوفة رحمية؛ عالجيها بما يناسبها من إجراء طبي مناسب.
- تضخم بطانة الرحم: في هذه الحالة -بعد أخذ موافقتك- يأخذ الطبيب عينة من بطانة الرحم، ويطلب تحليلها لمعرفة التشخيص ومن ثم العلاج المناسب.
- سرطان الرحم: إذا أظهرت الفحوص إصابتك بسرطان الرحم سوف يطرح عليك الطبيب خيارات العلاج المناسب لحالتك فتحلي بالقوة والصبر وسرعة اتخاذ القرار.
- أما في حالة النزيف المهبلي خلال أي فترة من الحمل؛ يُنصح بالكشف الطبي واستشارة طبيبك لاتخاذ اللازم.
وأخيرًا سيدتي،
الآن وبعد أن شرحنا الأسباب الشائعة للنزيف المهبلي يمكنك عزيزتي الإجابة على ما يقلقك من استفساراتٍ لطالما احترتِ أمامها؛ فلا داعي للذعر إن حدث اضطراب في دورتك الشهرية؛ راجعي الأسباب مرةً أخرى واستشيري طبيبك؛ فلكل داءٍ دواء وفي الاستشارة شفاء.