يطلق على مرض النقرس داء الملوك، أو مرض الأغنياء منذ القدم، وذلك لأنه كان يصيب الملوك، وطبقة الأغنياء الذين كانوا يفرطون في تناول اللحوم الحمراء.
ولكن هل هناك أسباب أخرى لهذا المرض؟ وهل يمكن علاجه؟
سوف نجيب عن هذه التساؤلات خلال السطور القليلة القادمة، ولكن هيا بنا نتعرف أولًا إلى طبيعة هذا المرض، فتابع معي القراءة.
ما هو مرض النقرس؟
النقرس هو أحد أنواع التهابات المفاصل الشائعة الذي يسبب ألمًا شديدًا بالمفاصل، خاصة مَفصل إصبع القدم الكبير.
وعادة يسبب نوبات مفاجئة أثناء الليل، فتوقظ المريض من النوم من فرط الألم، ويصف المريض ألمًا في إصبعه الكبير كأنه يشتعل، من شدة الألم والالتهاب.
أعراض النقرس
عادة تحدث على شكل نوبات مفاجئة أثناء الليل، وتشمل الأعراض الآتية:
- ألم شديد بالمفاصل:
يمكن أن يصيب أي مَفصل، ولكن غالبًا ما يصيب مَفصل الإصبع الكبير بالقدم، ويستمر الألم من 4 إلى 12 ساعة.
- استمرار الشعور بعدم الراحة في المفاصل المصابة:
يتراوح ذلك الشعور ما بين عدة أيام إلى عدة أسابيع.
- التهابات المفاصل:
احمرار، وتورم، وارتفاع درجة حرارة المفاصل المصابة.
- صعوبة في الحركة:
يحدث ذلك في المراحل المتقدمة من المرض بسبب تلف المَفصل، وتمزق الأربطة، والتهاب الجلد، والأنسجة المحيطة بالمَفصل.
- تراكم رواسب صلبة:
تتراكم هذه الرواسب التي تكون مؤلمة وتشبه الحصوات (tophi) على المَفصل، وقد تؤدي إلى تلفه بشكل دائم.
كيف يحدث النقرس؟
يحدث النقرس عندما تتراكم بلورات اليورات بالمفاصل؛ نتيجة ارتفاع نسبة حمض البوليك (uric acid) في الدم، وينتج حمض البوليك من تكسر البيورينات الموجودة بشكل أساسي في اللحوم الحمراء والأسماك والمشروبات الكحولية.
تُخلص الكلى الجسم من حمض البوليك الزائد، ولكن إذا ارتفعت نسبته بشكل كبير فإنه يترسب في المفاصل ويسبب النقرس.
أسباب النقرس
- تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات
الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على البيورينات مثل: اللحوم الحمراء، وبعض المأكولات البحرية، والمشروبات المحلاة بسكر الفركتوز، فهناك علاقة وثيقة بين النقرس والأكل.
- إنتاج الجسم كمية كبيرة من حمض اليوريك
هذا يحدث في بعض الحالات مثل: تعرض الجسم للجفاف، أو اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي بالجسم.
- عدم قدرة الجسم على التخلص من حمض البوليك الزائد
هذا يحدث بسبب أمراض الكلى، وأمراض الغدة الدرقية، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكر، وتوقف التنفس أثناء النوم.
- أسباب أخرى مثل
- بعض الأدوية مثل: مدرات البول، والسيكلوسبورين.
- الإفراط في شرب الكحول ومشروبات الشعير.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة به، فالنقرس يُعد مرضًا وراثيًا.
- تزداد نسبة الإصابة بين الرجال في منتصف العمر، والنساء بعد سن اليأس.
التشخيص
يشخص الطبيب هذا المرض عن طريق:
- التاريخ المرضي للمريض، والأعراض السابق ذكرها.
- سحب عينة من السائل المتراكم حول المَفصل المصاب، وفحص نسبة حمض البوليك بها.
- الأشعة السينية على المَفصل المصاب.
علاج النقرس
تختلف خُطة العلاج طبقََا لشدة المرض، والمرحلة التي يمر بها المريض، وإليك بعض الطرق التي يجب اتباعها:
- تجنب شرب الكحول، والتدخين، وممارسة الرياضة لفقدان الوزن.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات السابق ذكرها.
- تناول الأدوية:
- الأدوية المسكنة للألم مثل:
- الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAID) مثل:
- الأسبرين، والإيبوبروفين.
- الكولشيسين.
- الكورتيزون.
- أدوية تمنع حدوث النوبات المستقبلية مثل:
- ألوبيورينول.
- بروبينسيد.
- العمليات الجراحية:
تُجرى في الحالات المتقدمة عندما يحدث تلف بالمَفصل وتشمل:
- عملية إزالة الرواسب، أو الحصوات من المَفصل.
- دمج المَفصل.
- عملية استبدال المَفصل.
الفرق بين النقرس والنقرس الكاذب
كلاهما نوع من أنواع التهابات المفاصل يتشابهان إلى حد كبير في الأعراض، والأسباب، وطرق العلاج.
يرجع وجه الاختلاف إلى أن النوع الكاذب ينتج عن تراكم بلورات بيروفوسفات الكلسيوم على المَفصل، وليس بلورات اليورات.
عادة ما يصيب مفاصل الركبة، ولكنه قد يصيب أيضََا مفاصل الكاحلين والمعصمين والمرفقين.
إذا شعرت بأي من الأعراض السابقة عليك بسرعة التوجه إلى الطبيب المختص، والبدء في خُطَّة العلاج على الفور، وذلك لتجنب تحول النقرس إلى مرض مزمن، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الألم، وتلف المَفصل بشكل دائم.