الوذمة الوعائية كان تشخيص الطبيب لحالتي المرضية، بعد وصف الحالة والأعراض التي أشعر بها.
بعد مغادرة العيادة تساءلت كثيرًا عن الوذمة الوعائية وأنواعها وأسبابها.
في مقالنا هذا سوف نتحدث عنها بالتفصيل هيا بنا.
الوذمة الوعائية (Angioedema)
تورم في الأدمة العميقة والأنسجة تحت الجلد والغشاء المخاطي، بسبب تسرب السوائل من داخل الأوعية الدموية وزيادة نفاذيتها.
تُؤثر في أجزاء أخرى من الجسم، منها الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، وتورم الحَنْجَرة مهدد للحياة، لأنه يؤثر في التنفس.
تحدث نتيجة رد فعل على محفز، مثل دواء، أو طعام لديك حساسية تجاهه.
الوذمة الوعائية والشرى (Hives)
الوسائط المشتقة من الخلايا البدينة مثل الهيستامين، تؤثر على الطبقات السطحية للأنسجة تحت الجلد تؤدي إلى حدوث الطفح الجلدي والحكة.
عادةً ما يُصاحب الوذمة الوعائية الشرى الجلدي.
أنواع الوذمة الوعائية
توجد أربعة أنواع وهي:
- الوذمة الوعائية التحسسية
أكثر الأنواع شيوعًا، وتصيب الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه طعام، أو دواء، أو حبوب اللِّقاح، أو وبر الحيوانات.
في حالة رد الفعل التحسسي الشديد، ينتفخ الحلق فيصعب التنفس، وينخفض ضغط الدَّم فجأةً.
هذا النوع ليس مزمنًا، مجرد معرفة المسبب للرد الفعل التحسسي يمكن إزالته، وتتحسن الحالة.
- الوذمة الوعائية سببها الأدوية
تُسببها بعض الأدوية وتشمل أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitor)، التي تُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدَّم.
%30 من الحالات تظهر في قسم الطوارئ نتيجة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب ضمن الأدوية المسببة لها، الإيبوبروفين والأسبرين.
- الوذمة الوعائية مجهولة السبب
يطلق على الوذمة مجهولة السبب عندما لا يستطيع الطبيب الوصول لسبب الحالة مع التشخيص الكامل.
- الوذمة الوعائية الوراثية والوذمة الوعائية المكتسبة
اضطرابات تتميز باستجابات غير طبيعية نتيجة خلل وظيفي في مثبط البروتين سي 1 (C1- inh).
يمتلك المريض مستوى منخفض من مثبط البروتين سي 1، يؤدي إلى انتقال السوائل من الأوعية الدموية إلى الأنسجة.
أسباب الوذمة الوعائية
ترجع الأسباب إلى الأنواع
- يهاجم الجهاز المناعي المواد غير الضارة في الدَّم، وتُسبب تمدد الأوعية الدموية في المنطقة وتورم الجلد.
- بعض الأدوية مثل: الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- لدغات الحشرات.
- بعض الأطعمة مثل: المحار، والأسماك، والمكسرات، والحليب.
- التطعيمات
- وراثة الجين المسبب لانخفاض مستويات بروتين معين في الدَّم.
- محفزات أخرى منها الحمل، أو حبوب منع الحمل، أو الصدمة، أو العدوى.
أعراضها
تظهر الأعراض على هيئة:
- ورم في أماكن عدَّة من الجسم مثل: اليدين، والأقدام، ومناطق حول العين، والشفاه واللسان، والأعضاء التناسلية.
- ألم وسخونة المناطق المصابة.
- انتفاخ الحلق والقصبة الهوائية، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس.
- تسبب الوذمة المعوية ألم في البطن، والدوخة، والقيء، والإسهال.
- الحساسية المفرطة تكون مهددة للحياة.
- مشكلات المثانة وصعوبة التبول بسبب تورم المثانة ومجرى البول.
يُصاحبها الشرى الجلدي (Hives) وأعراضه:
- طفح جلدي لونه أحمر متعدد الأشكال، ويختلف في الحجم.
- حكة جلدية.
تظهر الأعراض فجأة ً وسريعةً وتظل مدة ٣ أيام.
مضاعفات الوذمة الوعائية
- تورم الحلق والمجرى الهوائي.
- الاختناق.
- الإغماء والدوخة.
- الانهيار.
إذا ظهرت أي من المضاعفات يتطلب ذلك التدخل الفوري واستشارة الطبيب.
تشخيص الوذمة الوعائية
يبدأ الطبيب بفحص التورم الجلدي ومعرفة سبب الحالة، ومن خلال الأعراض والتاريخ المرضي هذه المعلومات تُعطي الطبيب فكرة جيدة عن سبب الوذمة.
نتيجة اختلاف الأسباب تختلف الفحوصات والاختبارات لتحديد النوع الذي تعانيه.
في حالة الوذمة الوعائية التحسسية يكون السبب تناول دواء أو طعام أدى إلى رد الفعل التحسسي، لذلك يطلب إجراء الاختبارات الآتية:
اختبار وخز الجلد
يُوخز الجلد بكمية صغيرة من مسببات الحساسية المشتبه بها ومن خلال رد الفعل التحسسي يحدد السبب.
فحص الدَّم
يُفحص الدَّم لعدة أسباب ومنها:
- معرفة مسببات الحساسية.
- للتأكد من وجود مثبط استريز سي 1 الذي ينظم جهاز المناعة.
يشير المستوى المنخفض من مثبط استريز سي 1 إلى خلل جيني موروث، ويؤثر على كمية إنتاج البروتين، لذلك يستخدم فحص الدم أيضًا للتأكد من الوذمة الوعائية الوراثية.
بعض إجراء جميع الاختبارات وعدم معرفة السبب، تشخص إلى الوذمة الوعائية مجهولة السبب.
علاج الوذمة الوعائية
يعتمد علاج الوذمة على سببها، فهناك عدة أنواع مختلفة منها ولكل منها سبب مختلف.
قبل الحديث عن كل نوع وعلاجه هناك إجراء أكثر أهمية لضمان حرية مجرى الهواء، وهذا يحدث في الحالات الطارئة إذ يوضع أنبوب تنفس للأمان.
التحسسية ومجهولة السبب
يعالج كلًا منهما نفس الطريقة، ويساعد تجنب أي مواد مثيرة أو تؤدي إلى ظهور الأعراض على تقليل التورم.
إذا كنت تعاني حساسية تجاه نوع معين من الطعام تجنب تناوله.
يمكن علاج رد الفعل التحسسي الخطر باستخدام الإبينفرين (Epinephrine).
مضادات الهيستامين تساعد على منع تأثير الهيستامين أحد المواد الكيميائية المسؤول عن التورم.
بعض مضادات الهيستامين تسبب الشعور بالنعاس لذلك تجنب الآتي:
- القيادة.
- شرب الكحول.
- تشغيل الآلات الخطرة.
يفضل تناول مضادات الهيستامين التي لا تسبب النعاس إذا شعرت بالتورم في أثناء النهار مثل سيتريزين (Cetirizine)، لوراتادين (Loratadine).
هناك بعض الآثار الجانبية لمضادات الهيستامين منها:
- الصداع.
- جفاف الفم.
- أنف جاف.
إذا شعرت بأي من هذه الأعراض استشر طبيبك.
قد يصف لك طبيبك الستيرويدات لفترة قصيرة، إذا كان التورم شديد، مثل بريدنيزولون (Prednisolone)، لأنه يمكن أن يكون له آثار جانبية مزعجة أيضًا منها:
- غثيان ودوخة.
- ألم المعدة.
- القلاع الفموي.
سببها الأدوية
تعالج باستخدام دواء بديل عن الدواء المسبب للأعراض، كما في حالة أدوية مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين
الوراثية
لا يمكن علاجها ولكن أدوية تقليل التورم تساعد على تحسن الحالة مثل دانازول (Danazol)، أوكساندرولون ( Oxandrolone)، وتساعد على زيادة مستويات مثبط بروتين سي 1.
تسبب بعض هذه الأدوية آثار جانبية إذا استخدمت على المدى الطويل مثل:
- ضغط الدَّم المرتفع.
- زيادة الوزن.
- مشكلات في الكبد.
- الكآبة.
يعد مثبط سي1 المشتق من البلازما (C1-INH) خيارًا علاجيًا للوذمة الوعائية الوراثية، على الرغم من الدراسات الجارية لإثبات فاعليته.
الرعاية المنزلية
- تجنب الشمس لتخفيف الشعور من الانزعاج.
- ارتداء ملابس فضفاضة من القطن الناعم.
- استخدام دواء مضاد للحكة.
- تجنب المثيرات من طعام، أو دواء، أو وبر الحيوانات.
- تلطيف الجلد باستخدام مِنشفة باردة.
في نهاية المقال الوذمة الوعائية ليست بالمرض المميت، ولكن إذا أخذت حذرك من الدواء والطعام الذي تتناوله، إذا كنت تعاني أي نوع من الحساسية تقي نفسك منها.
اقرأ أيضًا
متلازمة كثرة الخلايا البدينة وعلاقتها بالحساسية