تخصصات التغذية | طريقنا نحو حياة أفضل

يعد الغذاء أهم شيء في حياة الإنسان، فلا يستطيع أي فرد أن يعيش بدون تناول الطعام والماء، كذلك تعد التغذية السليمة مهمة جدًا لجسم الإنسان، فيمكن أن تسبب التغذية السيئة أمراضًا كثيرةً للجسم. لذا ظهرت الحاجة لدراسة تخصصات التغذية.

تمثل معرفة طريقة التغذية الصحيحة شيئًا مهمًا، كذلك أصبحت دراسة مجال التغذية وتخصصات التغذية محط اهتمام بعض الناس.

الآن أصبح مجال التغذية مجالًا واسعًا منفصلًا يُدرّس على يد متخصصين، ويؤهل طلابه ليصبحوا متخصصين تغذية بعد انتهاء دراستهم.

أرجو منك عزيزي القارئ أن تعيرني انتباهك لبعض الدقائق لكي تعلم ما هو مجال التغذية وما هي تخصصات التغذية، حتى تتناول طعامك بشكل صحي وتحافظ على صحتك.

ما هي تخصصات التغذية؟ 

تهدف دراسة التغذية إلى معرفة الأغذية والمواد الغذائية المناسبة للجسم، وكيفية تأثير هذه المواد على الجسم، فهي حلقة الربط بين نظام الغذاء والصحة.

كذلك تركز على كيفية اختيار النظام الصحي المناسب لكل فرد طبقًا للمواد الغذائية التي يحتاج إليها، إذ إن قلة أو زيادة بعض المواد تسبب أمراضًا.

يدرس طلاب تخصصات التغذية كل المواد الغذائية الموجودة في الطعام، التي يحتاج إليها الجسم ومنها:

من هو اختصاصي التغذية وماذا يفعل؟

يختص اختصاصي التغذية باختيار أنواع الأغذية المناسبة للمريض، ويقدم النصيحة له فيما يخص نظامه الغذائي مما يساعده في الحفاظ على صحته ونشاطه.

يضع اختصاصي التغذية النظام الغذائي المناسب لأصحاب الأمراض المزمنة مثل:

  1. الضغط المرتفع.
  2. داء السكري.
  3. أمراض القلب.
  4. السمنة المفرطة.
  5. ارتفاع الكوليسترول.

أقسام تخصصات التغذية

تنقسم تخصصات التغذية إلى قسمين وهما التغذية العامة والتغذية العلاجية:

1- التغذية العامة:

يعتمد هذا النوع من تخصصات التغذية على إسداء النصيحة للعامة حول الأكلات الصحية والمفيدة للجسم.

كذلك يأخذ على عاتقه مهمة تعليم الأفراد المواد الغذائية المختلفة التي يحتاج إليها الجسم بوجه عام، وكيفية الحصول عليها، والكمية الواجب تناولها يوميًا.

إذ يهتم بحصول الأفراد على نظام صحي يومي متكامل، من شأنه أن يحافظ على صحتهم.

2- التغذية العلاجية:

تسمى أيضًا التغذية الإكلينيكية أو التغذية السريرية، وتعد من أفضل تخصصات التغذية، تختص التغذية السريرية باستخدام الغذاء مع الأدوية لعلاج بعض الأمراض. 

ما دور اختصاصي التغذية السريرية؟

يقوم اختصاصي التغذية السريرية بوضع النظام الغذائي الصحي للمريض، الذي من شأنه أن يساعد في علاجه، كذلك يقلل من فرص حدوث المضاعفات.

يعمل اختصاصي التغذية الإكلينيكية مع الفريق الطبي في المستشفيات، إذ يستدعيه الطبيب حتى يدرس الحالة معه ويصف نظام الغذاء المناسب الذي يساعد في العلاج.

لا يتوقف عمل اختصاصي التغذية على المستشفيات فقط، بل من الممكن أن يتابع المريض بعد خروجه للتأكد من تحسن حالته، ولتغيير الحمية تبعًا لتغير حالته الصحية أو تغير الأدوية. 

أمثلة للأمراض التي تساعد فيها التغذية السريرية

مرض السكري

تساعد التغذية السريرية مع العلاج في حماية مريض السكري من المضاعفات، مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب وأمراض الكلى وتلف البصر والأعصاب. كما تساعد في ضبط سكر الحمل.

أثبتت بعض الدراسات أن نتيجة بعض التحاليل الدالة على مرض السكري تنخفض بسبب النظام الغذائي العلاجي، مثل الهيموجلوبين السكري HBA1C.

تعتمد التغذية السريرية على حساب كمية الكربوهيدرات والتحكم بها بناءً على حالة المريض، وذلك للحفاظ على كمية الجلوكوز في الدم ثابتة.

أمراض القلب

يتسع مصطلح أمراض القلب ليشمل العديد من الأمراض التي تؤثر على وظائف القلب، منها عدم انتظام ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.

تؤدي أمراض القلب إلى مضاعفات شديدة مثل تمدد الأوعية الدموية والسكتة الدماغية والنوبة القلبية، وقد تصل إلى الموت. 

التغذية السريرية تساعد على منع حدوث هذه المضاعفات، كذلك لا غنى عنها في خطة علاج المريض.

يعتمد النظام الغذائي الذي يوفره تخصص التغذية السريرية على خفض نسبة الأغذية الغنية بالكوليسترول والصوديوم والدهون المشبعة، والاعتماد على الخضروات والفواكه أكثر.

أثبتت بعض الأبحاث أن هذا النظام الصحي قد ساعد على خفض نسبة الكوليسترول في الدم وخفض ضغط الدم، وبالتالي يقلل خطر حدوث أمراض القلب.

يوصي اختصاصي التغذية بخفض الوزن والحفاظ على الوزن المثالي باتباع نظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة، إذ إن الوزن الزائد قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب. 

الورم الخبيث

هو مجموعة من الخلايا التي تتكاثر وتنقسم بطريقة سريعة جدًا، ولا يمكن التحكم بها.

يؤثر العلاج الكيميائي والإشعاعي -الذي يستخدم في التخلص من هذا المرض- على المعدة ويسبب فقدان الشهية عند المريض.

لهذا السبب يستعين الأطباء باختصاصي التغذية لمساعدتهم في وضع خطة التغذية المناسبة لحالة المريض.

يعتمد عادة النظام الغذائي على الأطعمة المحتوية على سعرات حرارية عالية وغنية بالدهون والبروتينات، وتكون سهلة البلع والهضم.

قد يلجأ اختصاصي التغذية إلى إطعام المريض وريديًا في بعض الحالات الصعبة.

أمراض الجهاز الهضمي

مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون والاضطرابات الهضمية.

تسبب أمراض الجهاز الهضمي سوء التغذية وسوء امتصاص المواد الغذائية التي يتناولها المريض، وكثرة السموم والالتهابات في القولون.

يتبع المريض نظام صحي علاجي للحد من هذه المضاعفات، وتقليل أعراض المرض وتحسين حالة المريض.

فمثلًا يتبع المريض ما يسمى بحمية الإقصاء، وهي حمية تعتمد على إقصاء بعض أنواع الأغذية من النظام الغذائي للمريض ثم إضافتها بعد فترة تدريجيًا.

أمراض الكلى

يسبب المرض الكلوي سوء ترشيح الدم، مما يؤدي إلى اختلاف نسب المعادن داخل الجسم مثل ارتفاع نسبة الكالسيوم والبوتاسيوم في الدم وقلة الحديد، مما يؤدي إلى تدهور حالة العظام والفشل الكلوي.

يتابع اختصاصي التغذية أنواع الأطعمة المستخدمة لهذا المريض، حتى لا تؤدي إلى تدهور حالته ولمساعدته في الحفاظ على صحته.

يعتمد اختصاصي التغذية السريرية على حمية تحتوي على نسبة قليلة من بعض المواد الغذائية مثل البروتينات والبوتاسيوم والفسفور والصوديوم، كذلك قد يلجأ الطبيب إلى خفض نسبة السوائل التي تُعطى للمريض.

تختلف الحمية المتبعة من مريض لآخر طبقًا لحالة المريض، وقد تتغير من وقت لآخر أيضًا.

ماذا ندرس في تخصصات التغذية؟ 

تتنوع تخصصات التغذية كثيرًا، ولكن كل التخصصات تحتاج إلى دراسة أكاديمية قبل العمل كاختصاصي.

تعتمد الدراسة في مجال التغذية على معرفة:

المهارات الواجب توافرها في اختصاصي التغذية 

يجب أن تتوافر بعض الصفات الشخصية والمهارات في الأفراد العاملين في تخصصات التغذية، ومنها:

  1. الاهتمام والشغف بالعلم والبحث في مجال الأغذية.
  2. القدرة على تشجيع الأفراد ومنحهم الطاقة الإيجابية.
  3. سهولة التواصل مع المرضى.
  4. القدرة على شرح الأمور الطبية الصعبة.
  5. امتلاك مهارات تنظيمية حتى يستطيع أن ينظم مواعيد عمله بمهارة.

مجالات العمل في تخصصات التغذية

تتنوع مجالات العمل كاختصاصي تغذية مثل:

أ- اختصاصي التغذية السريرية:

يتعاون اختصاصي التغذية السريرية في المستشفيات مع الأطباء والتمريض في التحسين من صحة المرضى المصابين بالأمراض المزمنة.

ب- خبراء التغذية في الصحة العامة:

يعمل خبير التغذية في الوكالات الحكومية ومنظمات المجتمع، لتعليم كافة الفئات وأفراد المجتمع طريقة التغذية الصحيحة.

يوفر الاختصاصي هذه المعلومات عن طريق تنظيم ورش عمل والفصول التعليمية، التي عادة تناسب جميع فئات المجتمع ماديًا.

ج- اختصاصي التغذية في مجال الإدارة:

هو المسئول عن الاطلاع ووضع الخطة الغذائية الشاملة للأفراد في المؤسسات الكبيرة مثل المدارس والسجون والمستشفيات.

يدير اختصاصي التغذية -في هذا المجال- المهام الإدارية مثل: 

د- استشاريون تغذية:

يعمل الاستشاريون على تقديم المعلومات والنصائح حول التغذية عن طريق عقد ندوات أو كتابة مقالات خاصة بهذا المجال.

كذلك يمكن أن يعمل في الشركات الخاصة كمقدم للمعلومات الخاصة بتغذية الأفراد.

ه- خبراء التغذية الرياضية:

يساعد خبراء التغذية الرياضيين في الحصول على حمية تناسب مجهودهم المبذول، وتساعدهم في الحفاظ على صحتهم ومستواهم الرياضي.

يقتصر عمل الاختصاصي في صالات الألعاب الرياضية والنوادي الرياضية، وقد يعمل مع الفرق الرياضية.

و- اختصاصي التغذية الحيوانية:

يهتم اختصاصي التغذية الحيوانية بالاحتياجات الغذائية للحيوان، وتوفير نظام غذائي له، كذلك يوجه نصائح لمالكي الحيوانات الأليفة والمزارعين.

يعمل الاختصاصي في حدائق الحيوان ومع الأطباء البيطريين.

لا يزال العمل في تخصصات التغذية غير منتشر حتى الآن حول العالم، ولكن بدأ العمل به وقد يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ سؤالًا حول هل اختصاصي التغذية طبيب أم لا.

إذا كان مفهومك عن الطبيب إنه من يصف الدواء فاختصاصي التغذية لا يصف الدواء، فإذًا هو ليس طبيبًا، لكنه يشارك في الخطة العلاجية للمريض.

أصبحت دراسة تخصصات التغذية من الدراسات المهمة التي تبشر بمجالات عمل مختلفة ومتقدمة ومن شأنها الرفع من قيمة المجتمع. 

أقرأ أيضًا

تغذية الرياضيين | سر القوة والنشاط! 

الأطعمة المقوية للمناعة | الجيش الأشهى

ماذا تعرف عن السعرات الحرارية؟

المصدر
my.uq.eduwork.chronhealthcareersmedicalnewstoday
Exit mobile version