د. مروة وجيه
متى يمكنني أن أبدأ في إطعام طفلي الرضيع؟ ما هي أنواع الطعام التي يمكن إعطائها له؟ وكيف يمكن إعداد الطعام له؟ أريد أن أعرف كل ما يخص تغذية الرضع خلال السنة الأولى.
كل هذا يدور في ذهن كل أم جديدة. فعندما يحين موعد البدء بتغذية الطفل بالأطعمة الصلبة، تجدين النصائح تنهال عليك من الجميع وكل منهم يمنحك خلاصة تجربته الشخصية.
لذلك، ولأن تغذية الرضيع تغذيةً صحيحةً هو أمر هام للغاية، ففي هذه المقالة سنقدم لك التغذية السليمة للطفل الرضيع في عامه الأول.
هل طفلك مستعد لتناول الأطعمة الصلبة؟
في الشهور الأولى من عمر الطفل، يعد حليب الثدي أو بدائله هو الطعام الوحيد للطفل.
لذلك، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وخبراء التغذية بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية المطلقة خلال 4-6 أشهر الأولى من عمر الطفل.
وبحلول هذا العمر، عادة ما يكون طفلك الرضيع قد أصبح جاهزًا لبدء تناول الطعام الصلب، بالإضافة إلى الرضاعة.
يقصد بذلك أن الرضيع أصبح قادرًا على نقل الطعام من الجزء الأمامي من فمه إلى الخلف حتى يبلعه، بدلا من دفع الطعام بلسانه خارج فمه.
بطريقة أكثر سهولة، عندما يتضاعف وزن الولادة يصبح من الممكن البدء في تغذية الرضع.
كيف أعرف أن طفلي أصبح مستعدًا لتناول الطعام؟
هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن طفلك الآن جاهز لبدء التغذية بالأطعمة الصلبة بالإضافة إلى الحليب.
من هذه الدلائل:
- أصبح الطفل قادر على رفع رأسه وتثبيتها في وضع مستقيم.
- يحاول الرضيع وضع يده أو ألعابه في فمه.
- يستطيع الطفل الآن الجلوس مع وجود دعم أو ساند له.
- يظهر الطفل الاستعداد لتناول الطعام والإقبال عليه فيميل إلى الأمام ويفتح فمه إذا ما حاولت عرض الطعام عليه.
إذا أظهر طفلك هذه العلامات وكان قد وصل إلى العمر المناسب، يمكنك سؤال الطبيب حول البدء في تغذية الرضع خلال السنة الأولى وفقا للإرشادات الصحيحة.
الطريقة الصحيحة لبدء تغذية الرضع خلال السنة الأولى
قبل البدء في إطعام طفلك بالأطعمة الصلبة، لا تنسي أنها -في هذه المرحلة- ليست بديلًا عن حليب الثدي أو الحليب المكمل الذي تعطينه إياه.
لذلك، استمري في إعطائه الحليب مع إضافة الأطعمة بكمية صغيرة حتى يصبح معتادًا على تناول الغذاء الصلب، وبذلك تصبحين قادرة على استبدال وجبة من الحليب بوجبة من الطعام الصلب.
البدء بشكل تدريجي
جربي نوع واحد من الطعام في كل مرة، وقدميه لطفلك خالي من الملح أو السكر.
ابدئي بملعقة واحدة ثم زيدي الكمية تدريجيًا على مدار 3-5 أيام لمعرفة ما إذا كان طفلك يتحسس لهذا الطعام.
لذلك ينصح بالابتعاد عن الوجبات الجاهزة التي تحتوي على أكثر من مكون، لأنك لن تستطيعي معرفة أي من هذه المكونات قد سبب رد فعل لدى طفلك.
تظهر ردة الفعل أو الحساسية في صورة طفح جلدي أو الإسهال أو القيء.
بمرور الوقت ستعرفين الأطعمة المناسبة لطفلك ويصبح بإمكانك تقديمها له معًا دون ضرر.
عادة ما ينصح بالبدء في تغذية الرضع خلال السنة الأولى بالخضروات مثل البطاطا الحلوة والكوسا والجزر، أو الفواكه مثل التفاح.
بينما لا يجب تقديم الحليب البقري واللحم وبياض البيض إلا بعد إتمام الطفل عامه الأول.
جهزي طفلك لوجبة الطعام
ننصحك باختيار الوقت المناسب لبدء إطعام الطفل. إذا حاولت إطعامه بينما هو جائع أو متعب، فقد يصبح مرهقًا بشدة ويرفض الطعام.
لذلك، ننصحك بإعطائه ملعقة أو ملعقتين من طعام الرضع بعد انتهاء وجبة الرضاعة المعتادة، فالهدف هنا هو تدريبه على تناول الطعام وليس استبدال الرضاعة بالطعام.
أجلسي طفلك في حضنك أو في كرسيه، كما يمكنك وضعه في كرسي الطعام أو الكرسي المرتفع إذا كان عمره أكبر من 6 أشهر، ثم ابدئي بإطعامه الطعام الذي جهزته له.
ضعي الملعقة بالقرب من فمه أولاً واتركيه ليشم رائحة الطعام التي تثير شهيته، ثم ابدئي بإطعامه.
إذا رفض طفلك الطعام لا تيأسي. انتظري لمدة دقيقة ثم حاولي من جديد.
وبالطبع لا تنسي استخدام أدوات قابلة للتعقيم والتأكد من نظافتها وتعقيمها جيدا قبل استخدامها في إطعام الطفل.
استعدي لبدء تغذية الرضع خلال السنة الأولى
في هذه المرحلة العمرية، لا يستطيع طفلك مضغ الطعام بشكل جيد، لذلك عليك طهي الطعام جيدًا ثم هرسه حتى يصبح الطفل قادرًا على بلعه.
إذا كنت تستخدمين الأطعمة المجهزة للرضع أو تركيبات الحبوب، اختاري نوع يحتوي على نوع واحد من الحبوب ويفضل البدء بالأرز وليس القمح.
نظرا لأن القمح يحتوي على الجلوتين ويرتبط نوعا ما بحساسية الطعام، فيفضل مراقبة رد فعل طفلك عند تناول الطعام الذي يحتوي عليه.
جهزي كمية صغيرة من الطعام حتى يمكنك التخلص من الفائض منها بعد الانتهاء من إطعام طفلك، وقدميها لطفلك بالملعقة وليس بواسطة الزجاجة.
ينبغي أن يكون قوام الطعام قابلا للمضغ والبلع وليس سائلًا، حتى يعتاد طفلك القيام بهذه العملية وتصبح عضلاته قادرة على إحداث التناسق بينها لبلع الطعام.
إليك هذه النصائح لإعداد طعام مناسب لتغذية الرضع خلال السنة الأولى
- قبل إطعام طفلك الخضروات والفواكه الصلبة، اطهيها حتى تصبح قابلة للهرس بسهولة.
- أزيلي العظام والدهون والجلد من الدجاج والسمك واللحوم قبل طهيها لطفلك، حتى لا تبقى بعض القطع في طعام طفلك وتسبب له الاختناق.
- لا تنسي إزالة البذور والأجزاء الصلبة من الفاكهة والخضروات قبل تقطيعها إلى قطع صغيرة وطهيها للطفل.
- قطعي الطعام للطفل على شكل شرائح بدلا من القطع الدائرية، لأنها قد تعلق في مجرى الهواء وتسبب الاختناق.
- لا تطعمي طفلك الأطعمة الكروية الصغيرة كاملة مثل العنب والكرز والطماطم، بل قطعيها أولًا إلى قطع صغيرة حتى لا يبلعها وتعلق في مجرى الهواء.
- شجعي طفلك على تناول الطعام ببطء، وراقبيه دائمًا في أثناء تناول الطعام.
ما هي الأطعمة التي يحتاج إليها طفلك؟
يحتاج طفلك إلى العناصر الغذائية الهامة للجسم، وخاصة تلك الأنواع التي يفتقر إليها حليب الثدي مثل الحديد والزنك، لذلك لا بد من إمداده بها. وهذا هو الهدف الأساسي للبدء في تغذية الرضع خلال السنة الأولى.
توجد هذه العناصر في طعام الرضع المدعم بالحديد، كما توجد في اللحوم التي تقدم للطفل مع اقتراب إنهاء عامه الأول بصورة مهروسة.
يمكنك إعطاء طفلك الحبوب الكاملة مثل الأرز والشوفان والشعير، وتدريجيًا قدمي له الخضروات المهروسة والفواكه.
اختاري نوع واحد من الطعام في كل مرة تبدئين فيها بتجربة نوع جديد، وقدميه بدون سكر أو ملح حتى يعتاد طفلك على طعمه دون إضافات.
ومع بلوغ طفلك شهره الثامن، عادة ما يصبح قادرًا على مضغ قطع صغيرة من الطعام بدلًا من الطعام المهروس.
لذلك، يمكنك تقطيع بعض أنواع الطعام على شكل أصابع، مثل الخضروات والجبن والفواكه الناعمة وبسكويت الأطفال.
سوف يستمتع طفلك بإمساك الطعام بيده وتناوله مما يحفز شهيته ويجعله أكثر إقبالا على الطعام.
طعام الطفل في عمر 4-6 أشهر
يمكنك إطعام طفلك بأي من هذه الأطعمة، مع مراعاة طريقة إدخال الطعام التي سبق ذكرها:
- الفاكهة مثل التفاح والكمثرى والأفوكادو والموز.
- الخضروات مثل البطاطا الحلوة والكوسا.
- الحبوب مثل الأرز والشعير والشوفان.
الأطعمة المسموحة في عمر 6-8 أشهر
في هذه المرحلة يمكن إضافة أصناف جديدة من الطعام إلى تغذية الرضع مثل:
- الفواكه مثل المشمش والخوخ والمانجو واليقطين.
- الخضروات مثل الجزر والفاصوليا والبازلاء.
- لحم الدجاج والديك الرومي.
تغذية الرضع في عمر 8-10 أشهر
بعد بلوغ طفلك شهره الثامن، يمكنك تجربة هذه الأصناف من الطعام:
- الحبوب مثل الكينوا والحنطة والمعكرونة.
- الفواكه مثل التين والكيوي والبرتقال.
- الخضروات مثل الخيار والباذنجان والبروكلي.
- اللحم المفروم وصفار البيض.
- مشتقات الألبان مثل الجبن القريش والزبادي.
الأطعمة المسموحة في عمر 10-12 شهر
مع اقتراب طفلك من إتمام عامه الأول، تزداد أصناف الطعام التي يمكنه تناولها لتشمل:
- البقول مثل العدس والفول.
- الخضروات مثل الطماطم والسبانخ والذرة.
- اللحم البقري وحليب البقر.
يفضل عدم إعطاء الطفل الحليب البقري وبياض البيض قبل عمر السنة، لأنها من الأطعمة التي تسبب الحساسية.
كما ينصح بعدم إضافة عسل النحل إلى تغذية الرضع خلال السنة الأولى، فقد يحتوي على نوع من البكتيريا التي لا يستطيع الجهاز الهضمي للرضع القضاء عليها.
هل طفلي بحاجة إلى شرب الماء أو العصير؟
مع البدء في تغذية الرضع خلال السنة الأولى، يمكنك أيضا البدء في إعطائه الماء للشرب.
لا يحتاج طفلك إلى ماء إضافي في الشهور الأولى بينما يعتمد على الرضاعة الطبيعية المطلقة.
يحتوي حليب الأم أو بدائله على كمية كافية للطفل من الماء، ولذلك فهو يلبي احتياجات طفلك من الماء في هذه المرحلة.
أما عندما تبدئين في إطعام طفلك مع بلوغه عمر 4-6 أشهر، لا بأس بإعطائه القليل من الماء خاصة إذا كان الطقس حار.
استخدمي كوب مناسب للأطفال يسمح بشرب الماء عندما يمتص طفلك الفوهة، ولا تزيدي كمية الماء الممنوحة للطفل عن كوب واحد يوميًا.
يساعد الماء على حماية طفلك من الجفاف لا سيما مع ارتفاع الحرارة، كما أن المياه المعالجة بالفلورايد تحارب تسوس الأسنان لدى الأطفال.
أما العصير فلا داعي لإعطائه للطفل قبل عمر السنة، فهو يقلل من شهية الطفل للأطعمة الأخرى بما في ذلك الحليب.
كما أنه يسبب زيادة الوزن غير المرغوبة ويجعل الطفل أكثر عرضة لطفح الحفاضات.
لذلك، لا ينصح الأطباء بإضافة العصير إلى جدول تغذية الرضع خلال السنة الأولى.
يمكنك إعطاء طفلك نصف كوب فقط من العصير بعد عمر السنة، ولكن لا تعطيه للطفل في أثناء الليل بل يجب أن تكون الزجاجة الليلية تقتصر على الماء فقط، لحماية أسنان الطفل من التسوس.
العادات الغذائية الصحيحة تبدأ في عمر مبكر
إذا كنت قد بدأت في إطعام طفلك، فهذا هو الوقت المثالي لغرس العادات الغذائية الصحيحة مع تغذية الرضع.
عندما يعتاد طفلك على عادات الأكل الجيدة مثل الجلوس وتناول الطعام بالملعقة، ومضغ الأكل ببطء والتوقف عند الشعور بالشبع، فهذه العادات الجيدة سوف يستمر تأثيرها طوال حياته.
شجعي الوجبات العائلية بقدر الإمكان، فجلوس الأسرة سويًا لتناول الطعام له تأثير إيجابي على نمو أطفالك.
كما ننصحك بالحرص على أن يكون طعامكم متوازن وغني بالعناصر الغذائية الهامة والمتنوعة.
تابعينا في موقع تمكين للمزيد من المعلومات عن تغذية الرضع وصحة الطفل.
