يُعد تورم الكاحل هو الأكثر شيوعًا عند كبار السن، وقد تتأثر منطقة أو أكثر في الجزء السفلي من الجسم.
يحدث على جانبي الجسم أو على جانب واحد فقط، وقد يُشير تورم الكاحل إلى مشكلة صحية يجب علاجها على الفور.
دعنا نأخذك في جولة لمعرفة أهم الأسباب الشائعة لتورم الكاحل والعلاجات المناسبة لذلك.
كيف يحدث تورم الكاحل؟
يُعد الكاحل من الأماكن الشائعة لحدوث التورم بسبب تأثير الجاذبية على السوائل في جسم الإنسان، ومع ذلك فإن احتباس السوائل بسبب الجاذبية ليس السبب الوحيد لتورم الكاحل.
أسباب تورم الكاحل
هُناك العديد من الأسباب المحتملة:
- تورم الكاحل نتيجة تغير في نمط الحياة
1- زيادة الوزن
تؤدي زيادة كتلة الجسم إلى انخفاض الدورة الدموية، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في القدمين.
2- الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة
عندما تكون العضلات غير نشطة فإنها لا يمكنها ضخ سوائل الجسم مرة أخرى نحو القلب، فيتسبب ذلك في تورم القدمين نتيجة احتباس الماء والدم.
3- تورم الكاحل بعد المشي
يؤدي المشي لفترات طويلة إلى سحب الجاذبية للدم إلى أوردة الساقين، ويدخل بعض الماء الموجود في الدم إلى أنسجة الساقين مما يسبب التورم.
4- تورم الكاحل بعد الالتواء
قد يعاني بعض الأشخاص الإصابة في الكاحل نتيجة الالتواء، مما يسبب انتفاخ الأنسجة وتورم القدم.
5- تورم الكاحل بعد الجبس
قد يتسبب وجود الجبس في الساق لفترات طويلة إلى تورم الكاحل، لذا يجب دائمًا رفع القدم لتجنب تورمها بعد إزالة الجبس.
6- الحمل
عادةً ما يحدث تورم الكاحلين للحامل خاصةً في الثلث الثالث من الحمل، وذلك لأن الجسم ينتج المزيد من الدم والسوائل لدعم نمو الجنين.
يعد هذا التورم الخفيف غير ضار ولكن إذا ازداد سوءًا يتسبب فيما يعرف بتسمم الحمل وهي حالة خطرة تهدد الحياة.
قد تشعر الحامل بالراحة إذا اتبعت النصائح التالية:
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.
- تقليل تناول الملح.
- تجنب الكافيين.
- ارتداء الأحذية المريحة.
- تجنب الوقوف فترات طويلة.
- رفع القدمين ووضع كمادات باردة.
7- الآثار الجانبية لبعض الأدوية
يمكن لبعض الأدوية أن تسبب تورم الكاحلين كأثر جانبي، وتشمل هذه الأدوية:
- بعض مضادات الاكتئاب مثل: مثبطات أحادي الأوكسيديز (MAOIs).
- حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين.
- الإسترويد (Steroids).
- مضادات الالتهاب غير الإستيرويدية (NSAIDs).
- حاصرات قنوات الكالسيوم لعلاج ارتفاع ضغط الدم (Calcium channel blocker).
- تورم الكاحل بسبب الإصابة ببعض الأمراض:
1- تجلطات الدم
قد تتكون بعض الجلطات الدموية في الساقين، مما قد يعيق تدفق الدم وتسبب عدم الراحة وتورم الكاحل، ويتطلب ذلك عناية طبية عاجلة.
يجب على الأشخاص الذين يعانون الإصابة بتجلطات الأوردة العميقة في الساقين الآتي:
- رفع القدمين.
- ارتداء الجوارب الضاغطة لتعزيز تدفق الدم.
- تناول الأدوية المضادة للتخثر.
2- القصور الوريدي المزمن (Chronic venous insufficiency)
تصبح الأوردة غير قادرة على ضخ الدم بالقدر الكافي، مما يتسبب في تجمع الدم في الساقين، وهذا ما يعرف بالقصور الوريدي المزمن.
3- السكتة القلبية
يحدث قصور في القلب عندما يتعذر على القلب ضخ الدم بفاعلية كما ينبغي إلى جميع أنحاء الجسم.
يؤدي ذلك إلى عودة الدم إلى الأوردة وتراكم السوائل في الأنسجة وخاصة الساقين.
4- أمراض الكُلى المزمنة
قد لا يعاني لشخص أي أعراض حتى يكون في المراحل المتأخرة من المرض (الداء الكلوي بمراحله الأخيرة).
خلال فترة الداء الكلوي تكافح الكُلى لإزالة الفضلات والسوائل الزائدة، مما قد يؤدي إلى بعض الأعراض مثل: تورم الكاحلين.
تساعد بعض هذه العوامل على الحفاظ على وظائف الكُلى لأطول فترة ممكنة:
- تقليل الملح والدهون في النظام الغذائي.
- الحفاظ على وزن صحي.
- مراقبة ضغط الدم.
- السيطرة على مستوى السكر في الدم.
- ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا.
- الامتناع عن التدخين.
5- أمراض الكبد
يمنع الألبومين الذي ينتجه الكبد السليم السوائل من التسرب من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة.
قد تتسبب أمراض الكبد إلى خفض مستوى الألبومين مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الساقين والكاحلين والبطن.
6- قصور هرمون الغدة الدرقية
يُؤثر نقص هرمون الغدة الدرقية على العضلات والمفاصل مما يسبب الآلام والتصلب والتورم.
تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يكون هناك صلة بين اضطراب هرمون الغدة الدرقية والتهاب المفاصل الروماتويدي، الذي يسبب تورمًا مؤلمًا في المفاصل.
7- التهاب النسيج الخلوي
تُؤدي العدوى البكتيرية في الجلد إلى الإصابة بالتهابات النسيج الخلوي، والأشخاص المصابون بداء السكري هم أكثر عرضة للإصابة بذلك.
ويتسبب هذا الالتهاب بتورم الجلد واحمراره في الكاحلين، وعادةً ما يتضمن العلاج تناول المضادات الحيوية تحت إشراف الطبيب.
متى يجب زيارة الطبيب؟
عادةً ما تزول الأعراض بالعلاجات المنزلية، ولكن يجب زيارة الطبيب في الحالات الآتية:
- سخونة أو احمرار في منطقة التورم.
- ازدياد التورم سوءًا دون التحسن.
- وجود حمى.
- زيادة مفاجئة في التورم في أثناء فترة الحمل.
- وجود تاريخ مرضي من أمراض القلب أو الكُلى او الكبد.
كيفية التشخيص
سيفحص الطبيب الكاحل والقدم وأسفل الساق فحصًا كاملًا، مع لمس الجلد لتحديد مواضع الألم والانتفاخ، مع أخذ في الاعتبار التاريخ المرضي.
قد يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات لتقييم مدى تلف الأربطة واستبعاد كسور العظام مثل:
- الأشعة السينية (X-ray).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- الأشعة المقطعية (CT).
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound).
وقد يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات الأخرى لاستبعاد التورم الناتج عن بعض الحالات المرضية مثل:
- تحاليل الدم.
- تحليل البول الكامل.
علاج تورم الكاحل
تتضمن طرق العلاج ما يأتي:
العلاج المنزلي
- شرب من 8 إلى 10 أكواب من الماء.
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم والمغنسيوم.
- الراحة ورفع القدمين لتجنب زيادة التورم.
- وضع الثلج على القدم لمدة 20 دقيقة وكرر ذلك كل أربع ساعات.
- استخدام الجوارب الداعمة للف الكاحل.
- التخلص من الوزن الزائد.
العلاج الدوائي
قد يتضمن العلاج الدوائي معرفة سبب التورم لتقديم العلاج المناسب، فعادةً تزول أعراض تورم الكاحل بإزالة السبب.
قد يصف الطبيب بعض مسكنات الألم ومضادات الالتهاب مثل: إيبوبروفين (Ibuprofen) ونابروكسين (Naproxen).
أما إذا كان السبب في التورم الإصابة ببعض الأمراض فيجب تلقي العلاج المناسب لكل حالة تحت إشراف الطبيب مثل:
- مضادات التجلط في حالات الإصابة بجلطات الدم.
- مدرات البول في حالات قصور القلب للتخلص من السوائل الزائدة.
- الألبومين في حالات أمراض الكبد.
- هرمون الغدة الدرقية البديل في حالة قصور الغدة.
- المضادات الحيوية في حالة التهاب النسيج الخلوي.
علاج تورم الكاحل بالأعشاب
تُستخدم بعض النباتات الطبيعية لعلاج تورم القدمين مثل:
1- زيت نبات الجريب فروت
يُستخدم بنقع القدم في الماء الفاتر مع بعض القطرات من زيت الجريب فروت.
إذ أنه يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب تُساعد على تقليل التورم.
2- بذور الكزبرة
يُضاف ملعقتين من بذور الكزبرة إلي كوب من الماء وتُغلى وتُصفى ويُشرب مرتين يوميًا، إذ أنه يقلل من تورم القدم.
3- الماء مع شرائح الخيار والليمون
يُساعد تناول الماء مع الخيار والليمون على إطلاق الماء الزائد من الجسم، مما يقلل من حدة التورم.
في النهاية -عزيزي القارئ- عليك مراقبة أسباب تورم الكاحل إذا تعرضت إلى هذا الأمر، ومعرفة طرق العلاج المختلفة ومتى يجب عليك زيارة الطبيب إذا ازداد الأمر.
