“أعاني منذ عدة أيام ألمًا مبرحًا في أذني لا أدري سببه!
ظهر هذا الألم مباشرة بعد عودتي من الخارج عن طريق رحلة جوية.
استشرت صديقي المقرب وهو طبيب أيضًا، فأخبرني بضرورة الذهاب لاختصاصي أنف وأذن وحنجرة لفحص أذني لمعرفة سبب الألم! وهل يوجد ثقب في طبلة أذني هو الذي تسبب بهذا الألم أم لا!”
هذا الحدث قد يتعرض له أي منا، لذا في هذا المقال من الضروري أن نتعرف _عزيزي القارئ_ إلى أسباب ثقب طبلة الأذن، وهل يوجد علاج له؟ وما علاقته بالرحلات الجوية؟
في البداية، ما وظيفة طبلة الأذن؟
طبلة الأذن عبارة عن غشاء رقيق شبيه بالجلد، يقف حاجزًا بين القناة الأذنية الخارجية والأذن الوسطى.
نتقل الموجات الصوتية من صوان الأذن في الخارج، ومن خلال القناة الأذنية الخارجية تصل إلى طبلة الأذن، وحين ترتطم بها، تحدث بها مجموعة من الذبذبات.
بعد ذلك، تحول الأذن الوسطى والأذن الداخلية هذه الذبذبات إلى إشارات، حتى يستطيع الدماغ فهمها والتعامل معها، ومن ثم تُفهم الأصوات.
في حال كانت طبلة الأذن مثقوبة، حينها لا تستطيع الاهتزاز كما ينبغي استجابًة للموجات الصوتية، ومن ثم تحدث مشكلة مؤقتة في السمع، إلى أن تلتئم طبلة الأذن مرةً أخرى.
كيف يحدث ثقب طبلة الأذن؟
توجد عدة أسباب لثقب طبلة الأذن، منها:
التهاب الأذن الوسطى:
يتسبب التهاب الأذن الوسطى في تجمع إفرازات وسوائل بداخلها نتيجة لمخلفات الالتهاب.
تضغط هذه السوائل ضغطًا شديدًا على طبلة الأذن، ما يتسبب بثقبها في نهاية الأمر.
تغيرات مفاجئة في الضغط الجوي (الرضح الضغطي):
يحدث الرضح الضغطي حين يختل التوازن بين ضغط الهواء في الأذن الوسطى، وضغط الهواء في البيئة الخارجية.
تُثقب طبلة الأذن حين يزيد هذا الضغط عليها.
يرتبط الرضح الضغطي غالبًا بالتغيرات التي تحدث في ضغط الهواء في الرحلات الجوية.
يتغير ضغط الهواء أيضًا بالغطس بالرئة المائية، وتعرض الأذن لضربة مباشرة، مثل: صفع الأذن مباشرة باليد كاملة وانفتاح الوسادة الهوائية فجأة في المركبات.
الأصوات العالية والانفجارات:
قد تسبب الأصوات العالية والانفجارات مثل الطلقات النارية ثقب طبلة الأذن.
دخول أجسام غريبة داخل الأذن:
دخول أجسام غريبة وصغيرة مثل: المسحات القطنية، ودبابيس الشعر، من الممكن أن تثقب طبلة الأذن.
وفي الأطفال، وجود ألعاب صغيرة الحجم قد تسبب خطر انسداد الأذن إذا وضعوها داخل أذنهم.
تعرض الرأس لصدمات خطيرة:
الإصابات الخطيرة للرأس مثل: كسر قاع الجمجمة، تسبب تلفًا لمكونات الأذن الوسطى والأذن الداخلية، من ضمن المكونات المتضررة: طبلة الأذن.
حسنًا… ما الأعراض التي تظهر على المصاب؟
تتشابه أعراض ثقب طبلة الأذن للأطفال مع الأعراض عند البالغين، وتشمل الأعراض التالية:
- ألم بالأذن، مستواه متوسط إلى شديد، وقد يصل الألم إلى الذروة ثم يقل فجأةً.
- خروج إفرازات من الأذن، هذه الإفرازات قد تكون صافية أو مليئة بالقيح أو دموية.
- صوت رنين أو طنين في الأذن.
- الشعور بالدوخة والدوار.
- غثيان وقيء نتيجة للدوخة والدوار.
- ونادرًا ما تضعف عضلات الوجه.
وقد تحدث بعض المضاعفات بسبب فقدان وظيفة طبلة الأذن نتيجة لثقبها.
حيث تقوم طبلة الأذن بوظيفتين أساسيتين:
- السمع.
- حماية الأذن الوسطى.
وحين تعتل، يحدث اثنان من المضاعفات:
- ضعف السمع.
- فقدان حماية الأذن وحدوث الالتهابات.
كيف يُشخص ثقب طبلة الأذن؟
يفحص طبيب الأنف والأذن والحنجرة طبلة الأذن ليتحقق منها بعد سماع شكوى المريض.
يستخدم الطبيب منظار الأذن المزود بالإضاءة ليساعده على فحص أفضل وأدق لأذن المريض.
يستطيع الطبيب رؤية تمزق طبلة الأذن في أغلب الأحيان، وربما يستطيع أيضًا رؤية العظام الصغيرة للأذن الوسطى.
في أحيان أخرى، قد يعيق وجود إفرازات داخل الأذن رؤية التمزق، وحينها يكون الكشف عنه صعبًا.
قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء بعض الفحوصات الإضافية للطفل المصاب منها:
- إجراء قياس للسمع لمعرفة إلى أي مدى تضرر السمع.
- إجراء قياس لطبلة الأذن ليختبر استجابتها لتغيرات ضغط الهواء المختلفة.
- إرسال عينة من إفرازات الأذن لتحليلها بحثًا عن نوع العدوى.
نأتي الآن للسؤال المهم… هل يلتئم ثقب طبلة الأذن؟
في أغلب الحالات، يلتئم ثقب طبلة الأذن من تلقاء نفسه، في غضون أسابيع قليلة، ودون حاجة إلى علاج.
قد يصف الطبيب نوعًا من المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات أو لمنع تكون التهابات جديدة.
وحينها يكون علاج طبلة الأذن بدون جراحة.
في حالة لم يلتئم الثقب في غضون أسابيع قليلة، يلجأ اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة إلى رقع طبلة الأذن.
حيث يقوم الطبيب بوضع رقعة شبيهة بالورقة على فتحة طبلة الأذن.
قد تستغرق هذه العملية من ١٥ إلى ٣٠ دقيقة، وتحتاج هذه العملية البسيطة إلى تخدير موضعي، ويجريها الطبيب في عيادته.
وقد يحتاج الطبيب إلى تغييرها عدة مرات حتى يلتئم الثقب.
لكن هل يمكن علاج ثقب طبلة الأذن بالليزر؟
في حالة الثقب المتسع، الذي لا يلتئم مع مرور الوقت، يلجأ الطبيب إلى رأب طبلة الأذن جراحيًا.
حيث يستخدم الطبيب الليزر أولًا لإزالة أي أنسجة زائدة من الممكن أن تكون قد تكونت.
ثم يُطَعَّم الثقب باستخدام أنسجة من جسد المريض كوريد أو غمد العضلات لإغلاق الثقب.
ويكون المريض في هذع العملية تكون تحت التخدير العام.
توجد بعض النقاط المهمة التي يجب أن تنتبه لها:
- لا تستخدم قطرات الأذن بدون استشارة الطبيب، لأن بعض أنواع قطرات الأذن قد تسبب ضررًا للأذن الوسطى في حالة ثقب طبلة الأذن.
- حافظ على القناة الأذنية الخارجية جافة لمنع المزيد من الالتهابات، باستخدام سدادات الأذن مثلًا في أثناء الاستحمام.
ولأن الوقاية خيرٌ من العلاج… تجنب ثقب طبلة الأذن بالنقاط التالية:
- عالج التهابات الأذن مبكرًا قبل أن يتطور المرض.
حيث يجب أن تنتبه لأعراض وعلامات التهاب الأذن الوسطى، مثل: ألم الأذن، والحمى، واحتقان الأنف، وضعف السمع.
- احم أذنك من تغيرات ضغط الهواء في أثناء الرحلات الجوية.
حاول ألا تسافر وأنت تعاني من نزلة برد أو حساسية.
وحافظ على ضغط الهواء داخل أذنك في أثناء الإقلاع والهبوط، من خلال سدادات الأذن المعادلة لضغط الهواء، أو مضغ علكة، أو التثاؤب.
- تجنب إدخال أي أجسام غريبة داخل أذنك، وابتعد عن استخدام المسحات القطنية أو الأقلام أو دبابيس الشعر لإخراج شمع الأذن.
- احم أذنك من أي أصوات عالية باستخدام سدادات الأذن.
اقرأ أيضًا
طبلة الأذن | ناقل الصوت الرقيق!
متلازمة رامسي هانت (الهربس النطاقي الأذني)
التهاب الأذن الوسطى | لماذا يشد صغيري أذنه؟
مراجع عام د.حنان أحمد
مراجع طبي د.سمر البدري
