عند تشخيص المريض بداء السكري النوع الأول أو الثاني ينتابه كثير من الهواجس والقلق! لا تقلق سنزيل كل ذلك.
من المعروف أن البنكرياس ينتج هرمون الأنسولين الذي بدوره يساعد الجسم على تخزين واستخدام الدهون والسكر. عند حدوث خلل في إنتاج هرمون الأنسولين، يزيد مستوى السكر بالدم، ويعرف الشخص بمريض داء السكري.
لذلك هيا بنا نتعرف أكثر إلى مرض الداء السكري، وأنواعه، وطرق الوقاية منه.
الأسماء الشائعة
الداء السكري أو السكري أو مرض السكر أو البول السكري (Diabetes mellitus).
لنتعرف أكثر على داء السكري ينبغي أولًا أن نعرف كيف يعالج الجلوكوز بالجسم بشكل طبيعي؟
آلية عمل الأنسولين
يُنتج هرمون الأنسولين من غدة تقع خلف المعدة وأسفلها البنكرياس، التي بدورها تُفرز الأنسولين في الدم.
ينتقل الأنسولين مع الدورة الدموية، ويسمح ذلك للسكر بالدخول إلى خلايا الكائن الحي.
يقلل الأنسولين كمية السكر في الدم، ويؤدي ذلك إلى انخفاض إفراز الأنسولين من البنكرياس.
دور الجلوكوز
يُعرف الجلوكوز أنه من أحد أنواع السكر، فهو يُعد المصدر الرئيسي للطاقة وتتشكل منه الخلايا، والأنسجة، والعضلات.
إن المصدر الرئيسي للجلوكوز هما الطعام والكبد، إذ يخزن الكبد الجلوكوز ويعمل على تكوينه.
عندما تكون مستويات الجلوكوز في الجسم منخفضة، في حالة عدم تناول الطعام لمدة، يقوم الكبد بتفتيت الجليكوجين (Glycogen) لجلوكوز ليحافظ على مستوياته في الدم بنسبته الطبيعية.
أنواع داء السكري
ينقسم إلى نوعين رئيسين وهما النوع الأول، والنوع الثاني، ويوجد نوع ثالث يُعرف بسكر الحمل.
الفرق بين داء السكري النوع الأول والثاني
يتشابه النوعان في العديد من الخصائص والأعراض، ولكن يوجد بعض الاختلافات بينهما أيضًا مثل:
يصيب النوع الثاني 90% من الأشخاص، بينما النوع الأول يصيب 8% فقط من المرضى.
يشتركان النوعان في خطورة ارتفاع السكر بالدم وينبغي معالجته.
المسبب الرئيسي للنوع الأول والثاني هو الإنسولين.
ومن أبرز الفروقات بين النوع الأول والثاني هو معرفة أسباب الإصابة بهما.
1- داء السكري النوع الأول (المعتمد على الأنسولين)
هو يصيب الأطفال والبالغين إذ أن الجهاز المناعي يُتلف خلايا بيتا التي توجد بالبنكرياس، لأسباب مجهولة ولم تُحدد إلى الآن.
تُتلف في حالة الأطفال بسرعة وتمتد من بضعة أسابيع لبضع سنين، أما البالغين، ربما تستمر إلى سنوات عدة.
يظهر هذا النوع في سن الطفولة أو المراهقة، ويُشخص خطأ عند الأشخاص المصابين به في سن متقدم على أنه النوع الثاني.
2- سكري النمط (النوع الثاني)
هو الأكثر شيوعًا، فهو مرض يحدث فيه تدمير وإتلاف خلايا بيتا في البنكرياس لأسباب وراثية، متأثرًا بعوامل خارجية، عملية الإتلاف هذه بطيئة جدًا وتمتد عشرات السنين.
يمكن أن يظهر في أي مرحلة عمرية، وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع عدد المصابين بمرض السكري النوع الثاني إلى نحو 150 مليون مريض.
سكري الحمل
تنتج المشيمة أثناء مدة الحمل هرمونات تساعد الحمل وتدعمه، تلك الهرمونات تجعل الخلايا أكثر مقاومة للأنسولين.
تكبر المشيمة في الثلثين الثاني والثالث من الحمل وتنتج كميات أكثر من هذه الهرمونات التي تعيق عمل الإنسولين.
يُصدر البنكرياس في الحالة الطبيعية ردة فعل تتمثل في إنتاج كمية أكثر من الأنسولين ليتغلب على مقاومة الخلايا له.
لكن قد يعجز البنكرياس أحيانا، ويؤدي ذلك إلى وصول كمية قليلة من السكر إلى الخلايا، وتتراكم كمية أكبر منه في الدورة الدموية، ويحدث السكري أثناء مدة الحمل.
ربما تتعرض أي سيدة حامل للإصابة به، لكن بعض النساء هن أكثر عرضة في حالة:
- النساء فوق سن 25.
- التاريخ العائلي.
- الوزن الزائد.
الأسباب
- السمنة.
- قلة النشاط البدني.
- التغذية غير الصحية مثل: المأكولات الجاهزة فهي غنية بالسكريات والدهون التي تُمتص في الدم بسهولة.
عوامل خطر لداء السكري النوع الأول
بالرغم من أن السبب الرئيسي بالإصابة بالنوع الأول غير معروف حتى الآن، ولكن توجد عوامل ربما تشير إلى خطر أكبر مثل:
تاريخ العائلة
تزيد فرصة الإصابة إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا بالسكري من النوع الأول.
عوامل بيئية
ربما تلعب الظروف دورًا في الإصابة بالسكري من النوع الأول في حالة الإصابة بمرض فيروسي.
المستضدات الذاتية
إذا كانت لديك المستضدات الذاتية (خلايا مدمِّرة في جهاز المناعة)، فانت أكثر عرضه للإصابة بالداء السكري من النوع الأول.
ليس كل من لديه المستضدات الذاتية مُعرض للإصابة بالداء السكري.
الجغرافيا
بعض الدول لديهم معدلات أكثر من الإصابة بالداء السكري النوع الأول مثل فنلندا والسويد.
الأعراض
تختلف الأعراض تبعًا لنوع السكري، فأحيانًا لا يشعر الأشخاص بأية أعراض على الإطلاق، والبعض الأخر يشعر ببعض التغيرات مثل:
- التبول كثيرًا وفي أوقات متقاربة.
- العطش.
- التعب والإرهاق.
- انخفاض الوزن لأسباب غير معروفة.
- الجوع الشديد.
- تشوش الرؤية.
- التئام الجروح ببطء.
مضاعفات داء السكري النوع الأول
تزداد فرصة حدوث مضاعفات على المدى الطويل، فكلما طالت مدة الإصابة بمرض الداء السكري، كلما زادت فرصة حدوث المضاعفات.
ربما تهدد تلك المضاعفات الحياة، ومن هذه المضاعفات:
أمراض القلب الوعائية
إذا كنت مصابًا بمرض الداء السكري، فأنت أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل:
- الذبحة الصدرية.
- السكتة الدماغية.
- تصلب الشرايين.
- النوبات القلبية.
تَلَف الأعصاب
يؤدي ارتفاع معدلات السكر بالدم إلى:
إصابة الشعيرات الدموية الدقيقة التي بدورها تغذى الأعصاب وخاصة في الساقين، ويتسبب ذلك في ألم يبدأ من أطراف أصابع القدم أو اليدين.
إذا لم يتم معالجته، ربما يؤدي إلي فقدان الإحساس في الأطراف المصابة.
وكذلك يمكن أن يسبب مشكلات القيء، الإسهال أو الإمساك.
يؤدي إلى ضعف الانتصاب بالنسبة للرجال.
تلف الكلى
تحتوي الكليتان على مجموعات من الأوعية الدموية الدقيقة، التي بدورها تفلتر الفضلات من الدم.
ربما يَضر الإصابة بالسكري نظام الفلترة بالكليتين، ويمكن أن يؤدي التلف إلى الفشل الكلوي أو أمراض الكلى في المرحلة النهائية، التي تحتاج إلى غسيل أو زرع الكلى.
تلف العينين
يؤدي الإصابة بالسكري إلى تلف الأوعية الدموية في شبكية العين، مما قد يتسبب ذلك في الإصابة بالعمى.
يَزيد السكري كذلك من حدوث حالات أخرى خطيرة مثل إعتام عدسة العين، والمياه الزرقاء.
تلف القدم
يؤدي تلف الأعصاب في القدم إلى زيادة خطر الإصابة بالمضاعفات الخطر والالتهابات قد تنتهي ببتر الإصبع أو الساق إذا لم تعالج.
الحالات الجلدية
مريض الداء السكري عرضة أكثر للإصابة بمشكلات الجلد مثل الالتهابات البكتيرية والفطرية.
ضَعْف السمع
الإصابة بمشاكل ضعف السمع أمر شائع لمريض السكري.
الاكتئاب
تعد أعراض الاكتئاب أكثر شيوعًا عند المرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني.
كيف يُشخص مريض السكري
من المعروف أن نسبة السكر الطبيعية بالدم من 80-120 ملغ/دل، ويشخص عادة الداء السكري بإحدى الطرق:
- الأعراض السريرية مثل:
- العطش.
- كثرة التبول.
- نقص الوزن.
- التعب.
- زيادة الشهية.
- الفحوصات مثل:
اختبار سكَّر الدم العشوائي
إذا زاد عن 200 ملغ/دل، يشير ذلك إلى الإصابة بالسكري.
كشف السكر في البول
يظهر في البول عندنا يزيد عن 180 ملغ/دل.
اختبار سكَّر الدم الصائم
تعد مرحلة الخطر إذا كان أكثر من 126 ملغ/دل مرتين متتاليتين.
هيموجلوبين A1c
إذا كان أكثر من 6.5٪ فأنت مصاب بالسكري، أما إذا كان ما بين 5.7 – 6.4% فتعرف بمرحلة ما قبل السكري.
العلاج
الهدف من العلاج هو المحافظة على نسبة السكر بالدم طبيعية، وكذلك بالموازنة بين الغذاء والرياضة مع الأدوية.
يختلف العلاج المُستخدم من مريض إلى آخر باختلاف نوع الداء السكري المصاب به، وينبغي استشارة الطبيب قبل البدء في العلاج.
قد يكون العلاج بإحدى الطرق مثل:
- الميتفورمين.
- السلفونيل يوريا والميغليتنيد.
- الإنسولين.
يعدّ الإنسولين العلاج الأول للأشخاص المصابين بداء السكّري النوع الأول، وذلك بتحديد الجرعة والوقت المُناسبين.
بالنسبة لمريض السكّري من النوع الثاني، فمن الممكن أن تتم السيطرة على حالته بإجراء التغييرات المُناسبة بنمط الحياة، ولكن أحيانًا يفضل استخدام الإنسولين في العديد من حالات الإصابة في حال استدعى الأمر ذلك.
الوقاية
النوع الأول من الداء السكري لا يمكن منع الإصابة به، ولكن التغيير من نمط الحياة إلى النمط الصحي يساهم في معالجة مرحلة ما قبل السكري.
بالنسبة للنوع الثاني والسكري الحملي يمكننا المساهمة في الوقاية منه أو منعه وذلك بإتباع الخطوات التالية:
- الحرص على التغذية الصحية.
- التخلص من الوزن الزائد.
- زيادة النشاط الرياضي.
- أحيانًا نلجأ إلى استعمال بعض الأدوية لعلاج السكري، التي تتناول فمويا، فهي تقلل من خطر الإصابة بالداء السكري النوع الثاني.
ولذلك عزيزي القارئ يبقى الحفاظ على أسلوب حياة صحي هو الحل الأمثل لمحاولة الحد، والتقليل من الإصابة بالداء السكري، ومضاعفاته.
اقرأ أيضًا
الهبات الساخنة | كيف نتغلب عليها؟