ينتشر كل مدة موضوع جديد للبحث في وسائل التواصل الاجتماعي، ويصبح محلًا للجدل بين الناس ويطلقون عليه “تريند”.
تزامنًا مع شهر رمضان الكريم ومشاهدة الجمهور للعروض التلفزيونية، انتشر بقوة البحث عن ماهية متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه.
كثر تساؤل الأمهات حول كيف يتعلم مصاب متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه؟ خاصةً بعد عرض المسلسل التلفزيوني -الأشهر مؤخرًا- “خلي بالك من زيزي”.
هل تجدين صعوبة في التعامل مع كثرة حركة طفلك؟
دائمًا يشتكي معلمو طفلك من قلة تركيزه؟
هل سبق وتعاملت مع شخص متوتر دائمًا يصيبك بسياط كلماته أغلب الوقت؟
في هذا المقال سنفهم معًا أسباب التصرفات السابقة وسنجد الطريقة المثلى للتعامل مع هؤلاء الأشخاص.
متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD
هي اضطراب عقلي يظهر عادة في مرحلة الطفولة، وتمتد مع الشخص المصاب إلى مرحلة البلوغ، تظهر في الأولاد أكثر من الفتيات.
كيف يعمل مخ المصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه؟
أوضحت بعض الدراسات أن حجم المخ لدى المصابين بهذه المتلازمة أصغر منه في غير المصابين.
توجد نواقل عصبية في المخ تنظم وظائفه، أهمها: النور أدرينالين، والدوبامين.
يواجه مريض متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه خللًا في نظام الدوبامين، إذ يقل مستوى الدوبامين في المخ أو لا يعمل بكفاءة.
يقل تدفق الدم إلى الفص الجبهي -المسؤول عن الوظائف التنفيذية مثل: التذكر، والتركيز، والتخطيط، والتنظيم- وبذلك لا يعمل بكفاءة ويحدث خللًا في هذه الوظائف لدى المريض.
أسباب الإصابة بمتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه
لم يجد الخبراء والباحثون سببًا رئيسيًا لهذه المتلازمة، لكن أظهرت الدراسات أن الجينات قد تلعب دورًا في ذلك.
إذ وجد أن هذه المتلازمة تتوارث بين أبناء العائلة الواحدة.
وهناك عوامل أخرى قد تسبب أو تزيد هذه المتلازمة، من أهمها:
- التدخين.
- تلف المخ.
- خلل في النواقل العصبية في المخ، مثل: قلة الدوبامين.
- اضطرابات الدماغ.
- ولادة الطفل غير كامل.
- التعرض للسموم الطبيعية مثل الرصاص خاصة في أثناء الحمل أو في الأعمار الصغيرة.
- كثرة تناول المشروبات الكحولية.
لم تثبت أي دراسة أن كثرة السكريات أو كثرة مشاهدة التليفزيون قد تؤدي إلى الإصابة بهذه المتلازمة.
أعراض متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه
يتميز الأطفال طبيعيًا بكثرة حركتهم، ولكن تزيد هذه الحركة والنشاط لدى الطفل المريض بهذه المتلازمة، وعادةً يصاحبها ضعف شديد في التركيز.
تظهر هذه الأعراض تقريبًا طوال الوقت وبكثرة مع الطفل المصاب، وهذا ما يميزه عن الطفل غير المصاب.
تنقسم الأعراض إلى:
- أعراض خاصة بنقص التركيز والانتباه
- كثرة نسيان الأشياء وفقدانها.
- عدم الالتزام بمهام معينة لوقت طويل لفقدان تركيزه سريعًا مثل: الواجب المدرسي أو مهام العمل.
- نسيان التعليمات الخاصة بأي مهمة والوقت اللازم لتسليمها.
- صعوبة تنظيم مهامه.
- عدم الانتباه والتركيز فيما يُقال له.
- أعراض خاصة بكثرة الحركة
- كثرة التململ على المقعد وعدم الالتزام به.
- القيام بالحركات المندفعة والخطيرة.
- عدم التمسك بهواية معينة.
- مقاطعة غيره في الحديث وعدم انتظار دوره.
- التحدث بسرعة وبدون انقطاع.
- الجواب عن السؤال قبل أن ينتهي.
- كثرة الحركات الجسدية.
تسبب هذه الأعراض صعوبة التفاعل الاجتماعي للمريض مع غيره.
هل يمكن تشخيص متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه؟
إن تشخيص هذه المتلازمة ليس بالأمر الهين، بل يتطلب عدة خطوات:
- التأكد من سلوك الطفل
في حالة شك الوالدين في سلوك طفلهم يجب عليهم التأكد إنه يعاني مشكلة حقيقية قبل الذهاب إلى طبيب مختص.
وذلك بالتحدث إلى معلمي طفلهم عن سلوكه داخل مدرسته، وتعامله مع زملائه.
بعد ذلك في حالة وجود مشكلة يجب التوجه إلى ممارس عام.
- التوجه إلى ممارس عام
في حالة شك الطبيب في إصابة الطفل بهذه المتلازمة ينصح الوالدين بفترة ملاحظة للطفل قد تمتد حوالي 10 أيام، وذلك لملاحظة الأعراض إذا زادت أو قلت.
يبدأ الطبيب بالاستفسار عن عدة أمور وأسئلة، منها:
- الأعراض التي تظهر على الطفل، ومتى بدأت؟
- أين تظهر هذه الأعراض مثلًا في المدرسة أو المنزل؟
- هل تؤثر هذه الأعراض في حياة الطفل اليومية وعلاقاته الاجتماعية؟
- التاريخ المرضى للعائلة، وهل سبق أن أُصيب أحد بهذه المتلازمة؟
- هل يوجد حدثًا جديدًا في العائلة مثل الطلاق؟
- هل يعاني الطفل أي مشكلات أو أعراض تتعلق بمرض معين؟
إذا لم تتحسن الأعراض خلال فترة الملاحظة، يحول الممارس العام الطفل إلى طبيب مختص لتقييم الحالة رسميًا.
- التحويل إلى طبيب مختص
يحول الممارس العام الأطفال إلى طبيب مختص، وكذلك يحول الكبار في بعض الحالات، مثل:
- عدم تشخيصه بمتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه في الطفولة، ولكن ظهرت الأعراض في الطفولة واستمرت حتى الآن.
- الأعراض الظاهرة عليه لا تنتمي لأي مشكلة صحية.
- تأثير الأعراض في حياة الفرد اليومية والعملية وعلاقته بزملائه.
يختلف تخصص الطبيب الذي تُحوَل إليه الحالة تبعًا لعمر المريض والتخصص المتوفر في منطقته، من هذه التخصصات:
- طبيب نفسي.
- طبيب أطفال.
- اختصاصي صعوبة التعلم أو أخصائي اجتماعي ذو خبرة في تشخيص حالات هذه المتلازمة.
يبدأ الطبيب في تقييم الحالة بواسطة:
- الفحص البدني، لاستبعاد أي مرض أخر.
- عقد اللقاءات مع المريض أو الوالدين والأشخاص المحيطة به.
- تشخيص المرض
يشخص الطبيب المرض طبقًا لمعايير تختلف اختلافًا بسيطًا باختلاف عمر المريض.
معايير تشخيص الطفل بمتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه
- ظهور 6 أعراض أو أكثر خاصة بفرط الحركة، و6 أعراض أو أكثر خاصة بنقص التركيز.
- استمرار الأعراض على الأقل 6 شهور.
- تظهر الأعراض قبل عمر 12 عامًا.
- ألا تتعلق الأعراض بشخص معين أو حدث معين، وذلك بظهور الأعراض في مكانين مختلفين على الأقل، مثل: المدرسة والمنزل.
- أن تؤثر الأعراض في حياة الطفل الاجتماعية ومستواه الدراسي.
- ألا تتعلق الأعراض بمرض آخر.
معايير تشخيص متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الكبار
- ظهور 5 أعراض أو أكثر خاصة بفرط الحركة، ومثلهم من أعراض نقص الانتباه والتركيز.
- بداية ظهور الأعراض في الطفولة واستمرارها حتى الآن.
- الإخفاق في العمل أو الدراسة بسبب هذه الأعراض.
- صعوبة تكوين الصداقات أو العلاقات في العمل.
هل يشفى المصاب بمتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه نهائيًا؟
لا يوجد علاج للتخلص نهائيًا من متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الكبار والصغار، ولكن يمكن تخفيف بعض الأعراض بالأدوية والعلاج النفسي.
الأدوية
تستخدم بعض الأدوية لتقليل أعراض هذه المتلازمة، وقد يغير الطبيب الأدوية وجرعاتها في البداية حتى يستقر على الدواء الذي يعطي المفعول المطلوب.
تنقسم هذه الأدوية إلى:
- المنبهات
أكثر الأدوية استخدامًا، وتزيد معدل الدوبامين والنور أدرينالين في المخ مما يساعد على تحسن التفكير والتذكر، من أمثلتها:
- أمفيتامين (Amphetamine).
- ديكسا ميثيل فينيديت (Dexmethylphenidate).
- ديكستروأمفيتامين (Dextroamphetamine).
من الممكن أن تسبب هذه المنبهات ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدل ضربات القلب.
- غير المنبهات
تُوصف مع المنبهات لزيادة الفاعلية، وتستغرق وقتًا أطول في العلاج، من أمثلتها:
- أتوموكستين (Atomoxetine).
- كلونيدين (Clonidine).
- جوانفاسين (Guanfacine).
- مضادات الاكتئاب
أحيانًا تُوصف وحدها أو مع المنبهات، ومن أمثلتها مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
يسبب العلاج بالأدوية عدة أعراض جانبية مثل:
- قلة الشهية.
- اضطرابات النوم.
- الإرهاق.
- الصداع.
- ألم المعدة.
العلاج النفسي
يتكون من أكثر من نوع حتى يساعد المريض ووالديه على تقبل حالته والتعامل معها.
- العلاج السلوكي
يساعد المريض على تنظيم مهامه والتحكم في سلوكياته.
- العلاج السلوكي المعرفي
يحسن التركيز عند المريض ويساعده على تقبل تصرفات الآخرين.
- العلاج الأسري
يساعد الأسرة على التحكم في تصرفات طفلهم التخريبية والتعامل معه.
4. تدريب مهارات الوالدين
يدرب الوالدين على تشجيع طفلهما ومكافأته، للحصول على رد فعل إيجابي منه.
5. مجموعات الدعم
تعتمد على دعم أسر المرضى لبعضهم البعض وتبادل المعلومات وقصصهم مع أطفالهم.
المكملات الطبيعية
أوضحت بعض الدراسات المحدودة أن أوميجا- 3 وأوميجا- 6 قد يساعدان على العلاج.
نظام صحي
يساعد تناول الأكل الصحي مثل: البروتين، والفواكه، وممارسة الرياضة على علاج هذه المتلازمة.
يتأثر المستوى الدراسي لمريض متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه بسبب ضعف تركيزه.
هنا يواجه الأهل تحديات كثيرة منها: ما علاج تشتت الانتباه وضعف التركيز؟ وكيف يتعلم مصاب متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه؟
كيف يتعلم مصاب متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه؟
تعد محاولة جعل الطفل المصاب ناجحًا دراسيًا مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة، يحتاج الأمر إلى قليل من المجهود والتواصل بين أولياء الأمور والمدرسة.
إليكم نصائح لدراسة أفضل لمريض متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه:
- وضع جدولًا يوميًا ثابتًا للأنشطة للطفل.
- تقسيم الاختبارات إلى أقسام وجعلها قصيرة.
- البعد عن الأماكن المشتتة للانتباه عند أداء الامتحانات.
- الاعتماد على المجموعات الصغيرة لممارسة الأنشطة.
- جلوس الطفل بالقرب من المعلم.
- تشجيع الطفل دائمًا ومدح عمله.
- مكافأة الطفل دائمًا بالجوائز الصغيرة أو بإعطاء نقاطًا ودرجات زائدة.
- ضرورة الإشراف الدائم على الطفل، وإرسال تقريرًا يوميًا للوالدين لمتابعة مستواه.
في النهاية، أصبحت متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه معروفة بكثرة بين الناس، وأصبح التساؤل عن هل يشفى مريض تشتت الانتباه؟ وكيف يتعلم مصاب فرط الحركة ونقص الانتباه؟
قدمنا في هذا المقال بعض المعلومات عن العلاج المحتمل والتشخيص لهذه المتلازمة، وبعض المعلومات عن كيف يتعلم مصاب متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه؟
اقرأ أيضًا
العلاج السلوكي المعرفي للأمراض النفسية
تريتيكو | لا تدع الاكتئاب يسرق حياتك
غيرة الأطفال | خطوات سهلة للتغلب عليها
مراجعة عامة د/ مي دياب
مراجعة طبية د/ أحمد فوزي
