شاع استخدام عقار رانيتيدين (Ranitidine) في بيوتنا جميعًا خلال السنوات الماضية، حتى أنه صار يُستخدم دون استشارة الطبيب.
ما هو تأثيره العلاجي وما هي أعراضه الجانبية ومحاذيره؟ هذا ما سنتطرق إليه في مقالنا، فقط تابع معنا.
استخدامات رانيتيدين
اُستخدم الرانيتيدين في علاج العديد من الأمراض مثل:
- قرح المعدة والأمعاء، كذلك يمنع عودة القرح مرة أخرى بعد علاجها.
- التهاب المريء التآكلي.
- داء الارتداد المعدي المريئي (GERD).
- متلازمة زولينجر إليسون، التي تتسم بنمو أورام على البنكرياس والجزء العلوي من الأمعاء.
تفرز هذه الأورام هرمون الجاسترين الذي يؤدي إلى زيادة حموضة المعدة.
90 % من المرضى المصابين بهذه المتلازمة يعانون قرح المعدة.
كيفية عمل دواء رانيتيدين (Ranitidine)
يُفرز هرمون الجاسترين (Gastrin) بعد الوجبات من خلايا المعدة ليُحفز إفراز الهيستامين.
يرتبط الهيستامين مع المستقبلات الخاصة به (H2 Receptors)، ما يؤدي إلى إفراز حمض المعدة.
ينتمي الرانيتيدين إلى مجموعة مثبطات مستقبلات الهستامين، إذ إنه يلتصق بمستقبلات الهستامين الموجودة في خلايا المعدة، ما يُعطل ارتباط الهستامين بالمستقبلات الخاصة به ويقلل إفراز حمض المعدة.
بعد تناول الرانيتيدين بحوالي ستون دقيقة، يشعر المريض بارتياح من الأعراض المرتبطة بزيادة إفراز حمض المعدة مثل: حرقان فم المعدة وصعوبة البلع.
يستمر هذا الارتياح لمدة تتراوح من أربع إلى عشر ساعات.
الأعراض الجانبية لدواء رانيتيدين
قد يُسبب رانيتيدين (Ranitidine) مجموعة من الأعراض الجانبية، مثل:
- الصداع.
- الإمساك.
- الإسهال.
- الغثيان والقيء.
- آلام المعدة.
غالبًا ما تكون هذه الأعراض طفيفة وتختفي تلقائيًا بعد عدة أيام، ينبغي لك استشارة الطبيب إذا استمرت هذه الأعراض أو زادت حدتها.
هناك آثار جانبية أكثر خطورة، وتُلزمك أعراضها باستشارة الطبيب فورًا، تشمل هذه الآثار ما يلي:
التهاب الكبد وما يصاحبه من أعراض مثل:
- اصفرار الجلد أو اصفرار بياض العين.
- تغير لون البول ليصبح داكنًا.
خلل في وظائف المخ، وتشمل أعراضه ما يلي:
- الانفعال غير المبررة.
- ضبابية الرؤية.
- الاكتئاب ومعاناة الهلاوس السمعية أو البصرية.
عدم انتظام معدل ضربات القلب ما يؤدي إلى:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- الإجهاد العام.
- ضيق التنفس.
ننوه عزيزي القارئ إلى أن هذا المقال يعرض جميع الأعراض الجانبية المحتمل حدوثها، بعد تناول الرانيتيدين باختلاف نسبتها وحدتها.
لذلك استشر طبيبك الخاص في الأعراض الوارد حدوثها لك بناءً على حالتك وتاريخك المرضي.
ما هي التداخلات الدوائية الخاصة بدواء رانيتيدين؟
قد يتداخل عمل الرانيتيدين مع أدوية أخرى، ما يعني أن يؤثر إحداهما على طبيعة عمل الآخر.
هذا التداخل قد يُعرض الجسم للأذى أو يمنع الدواء من تنفيذ وظيفته على أكمل وجه.
فيما يلي أمثلة لبعض الأدوية التي قد تتفاعل مع الرانيتيدين.
ديلافيردين (Delavirdine)
يُستخدم هذا الدواء في علاج فيروس نقص المناعة البشري من نوعه الأول (HIV1).
يُنصح بعدم تناول الرانيتيدين مع هذا الدواء، وذلك لأنه يقلل من نسبة الديلافيردين في الدم ما يؤثر على وظيفته في علاج الفيروس.
اتازانافير (Atazanavir)
يحتاج هذا الدواء لحمض المعدة لكي يتم امتصاصه في الجسم، وبما أن الرانتيدين يقلل حمض المعدة، يقل امتصاص دواء اتازانافير، فينبغي مناقشة الطبيب لتحديد مواعيد منفصلة لتناول الأدوية.
مضادات الفطريات مثل الكيتوكونازل (Ketokonazol)
يقل امتصاص الكيتوكونازول مع استخدام مضادات الحموضة، فيقل تأثيره العلاجي.
دواء جفيتينيب (Gefitinib)
يستخدم لعلاج بعض أنواع سرطانات الثدي والرئة، عند تناوله مع أدوية مضادات الحموضة يقل تركيز المادة الفعالة في الدم، وبالتالي يقل التأثير العلاجي للدواء.
كذلك هناك تفاعلات دوائية تزيد من حدة الأعراض الجانبية بمعنى أن تناول الرانيتيدين مع أدوية معينة، يُزيد من خطورة الأعراض الجانبية الخاصة بهذه الأدوية.
نذكر من هذه الأدوية ما يلي:
بروكايينميد (Procainamide)
يُساعد هذا الدواء على علاج اضطراب ضربات القلب، لكن تناول جرعات عالية من الرانيتيدين مع هذا الدواء يزيد حدة الأعراض الجانبية الخاصة بالبروكايينميد.
وارفارين (Warfarin)
تفاعل هذا الدواء مع الرانيتيدين يزيد احتمالية حدوث النزيف أو جلطات الدم.
جليبيزايد (Glipizide)
يعمل هذا الدواء على خفض نسبة السكر في الدم، فهو يستخدم في علاج داء السكري النوع الثاني.
هذا التفاعل الدوائي قد يُعرض المريض إلى انخفاض معدل السكر في الدم بشكل مبالغ فيه.
جرعات دواء رانيتيدين
تختلف جرعة دواء رانيتيدين (Ranitidine) من شخص لآخر بُناءً على ما يلي:
- العمر.
- حالة المريض، وحدتها.
- استجابة المريض للجرعة الأولى.
- السجل المرضي، وما إذا كان الشخص يُعاني أمراضًا أخرى.
يُعد عقَّار زانتاك (Zantac) هو العلامة التجارية المسجلة لمادة الرانيتيدين، بعد ذلك تبعته أدوية أخرى لنرى أن (Ranitidine) هو أول دواء مُكافئ لزانتاك بنفس المادة الفعالة.
يتوفر عقّار زانتاك على هيئة أقراصًا تُؤخذ بالفم، بتركيزات 150 مجم و300 مجم.
جرعة الرانيتيدين لعلاج قرحة الأمعاء والمعدة
بالنظر إلى البالغين ممن يتراوح عمرهم بين 17 إلى 64 عامًا، نجد الجرعة 150 مجم مرتين يوميًا أو 300 مجم مرة واحدة يوميًا.
إذا أخذت جرعة واحدة فيُفضل أن تؤخرها لوقت النوم.
تُستخدم هذه الجرعات لعلاج حالات القرح النشطة.
بعد ذلك تُقلل الجرعة إلى 150 مجم مرة واحدة يوميًا وقت النوم، كعلاج وقائي.
أما بالنظر إلى الجرعة الموصى بها للأطفال ممن يتراوح عمرهم بين ثلاثين يومًا إلى 16 عامًا، نجد الجرعة 2 إلى 4 مجم لكل كجم من وزن الطفل، مرتين يوميًا، بحد أقصى 300 مجم يوميًا.
تُؤخذ الجرعة الوقائية بنفس المقدار لكن مرة واحدة يوميًا، وبحد أقصى 150 مجم يوميًا.
حتى الآن لم تتوفر لنا معلومات كافية عن مدى فاعلية وأمان هذا الدواء للأطفال الأقل من عمر الثلاثين يومًا.
جرعة الرانيتيدين لعلاج الارتداد المعدي المريئي
بالنسبة للبالغين: تتساوى الجرعة مع الجرعة الخاصة بعلاج قرح المعدة والأمعاء.
بالنسبة للأطفال: تزيد الجرعة لتصبح من 5 إلى 10 مجم لكل كجم من وزن الجسم، تُقسم هذه الجرعة إلى جرعتين على مدار اليوم.
جرعة الرانيتيدين لعلاج التهاب الحلق التآكلي
في البالغين: 150 مجم أربع مرات يوميًا، ثم تُقلل الجرعة إلى مرتين يوميًا كعلاج وقائي.
في الأطفال: تتساوى الجرعة مع جرعة علاج الارتداد المعدي المريئي.
تحذيرات خاصة بمادة الرانيتيدين
الأشخاص الذين يعانون خلل في وظائف الكلى
إذا كان لديك تاريخ مُسبق مع أحد أمراض الكلى فهذا يؤثر في تخلص الجسم من مادة الرانيتيدين.
قد يلجأ الطبيب إلى خفض الجرعة الأولى أو تغيير بروتوكول العلاج الخاص بك، ما يمنع تراكم المادة الفعالة بالدم.
راني للحامل
لا يوجد دراسات أكيدة تمنع تناول الرانيتيدين في أثناء الحمل، لكن يُفضل إقصار تناوله عند الضرورة القصوى فقط.
يُصنف الرانيتيدين تبعًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية ضمن فئة B، ما يعني أن الدراسات التي أُجريت على الحيوانات لم تُثبت وقوع الضرر على الجنين في حالة تناول الأم هذا العقّار.
لذلك يوصي الأطباء بمحاولة التعامل مع حموضة المعدة في أثناء الحمل بطرق أخرى غير الدواء كتقليل كمية الوجبات، وتجنب الأطعمة الحارة.
مرحلة الرضاعة
يصل دواء الرانتيدين للرضيع من خلال حليب الأم، لذلك ينبغي استشارة الطبيب قبل البدء بتناول هذا الدواء، لتحديد درجة أمان الاستخدام، أو البحث عن بدائل أكثر أمنًا.
علاقة راني بالسرطان
عثر الباحثون على مادة ثنائي ميثيل نيتروزامين (NDMA) كأحد مكونات عقار راني، وهذه المادة قد تسبب السرطان للإنسان.
كذلك أثبتت الدراسات أن التعرض لهذه المادة سواء في الطعام أو الدواء، يُزيد من احتمالية الإصابة بسرطان المعدة.
حتى الآن تنقصنا الدراسات بشأن عَلاقة مادة الرانيتيدين نفسها بالسرطان، وما إذا كانت هذه المادة مسرطنة للبشر؟
كذلك أدت هذه الدراسات إلى منع تداول الرانيتيدين في الأسواق حتى يومنا هذا.
موانع استعمال رانيتيدين
يُمنع أخذ هذا الدواء إذا كنت تعاني أحد الأمراض الآتية:
- سرطان المعدة.
- الاعتلال الشديد في وظائف الكبد أو الكلى.
- البُرفيرية (Porphyria) وهي مجموعة من أمراض الدم الوراثية النادرة.
استشر طبيبك حول إمكانية تناول الرانيتيدين إذا كنت مُصابًا بأحد من الأمراض السابقة.
ختامًا عزيزي القارئ، تذكر دائمًا أن تبتعد عن العادات الضارة بجهازك الهضمي، فأي دواء مثل رانيتيدين (Ranitidine) مهما بلغت فاعليته سنجد له العديد من الأعراض الجانبية.
اقرأ أيضًا
الارتجاع المعدي المريئي | أسبابه وطرق علاجه
باي الكوفان | وداعًا للصداع والتهابات المفاصل