عانى والدي ألم مفاجئ في البطن، وعند الذهاب إلى الطبيب وبعد إجراء الفحص الشامل، والعديد من التحاليل؛ وجد فشل كبدي حاد، وصف له دواء، تناول بعض الأدوية؛ ولكنها لم تفيده وكان الحل الأمثل زراعة الأعضاء، كان ذلك صعبًا في أول الأمر ولكن بعد البحث عن زراعة الأعضاء، وأنواعها، وفوائدها أجراها.
ماذا تعني زراعة الأعضاء؟ خاصةً زراعة الكبد وهل هي آمنة؟ سوف نعرف ذلك في هذا المقال.
زراعة الأعضاء
يحتاج المريض إلى زراعة الأعضاء إذا فشل أحد أعضائه، يزيل الطبيب عضو شخص آخر، ونقله إلى جسدك وقد يكون الشخص الآخر متبرع حي أو مُتوفي.
تحسنت عمليات زراعة الأعضاء في القرن الأخير، ولا غنى عنها لأنها المنقذة لحياة المرضى، الذين يعانون أمراض الكبد، أو القلب، أو الرئة، أو الكلى التي لا شفاء لها.
ما هي الأعضاء الممكن زراعتها
1.زراعة القلب
استخدام القلب السليم من المتبرع ليحل محل قلب المريض التالف.
2.زراعة الكلى
من أكثر الأنواع انتشارًا إذ يمكنك العيش بكلية واحدة عن طريق الزراعة عند حدوث فشل كلوي للكليتين.
3.زراعة الكبد
يزرع فص سليم من متبرع مكان كبد المريض وينمو في غضون أسابيع.
4.زراعة الرئة
تُستخدم رئة واحدة أو كلتا الرئتين من متبرع مُتوفي؛ لاستبدال رئة المريض.
5.زراعة البنكرياس
تُجرى عادةً لمرضى السكر من النوع الأول، والذين لا يعمل البنكرياس لديهم بشكل صحيح.
6.زراعة الأمعاء
ولكن نادرًا ما تحدث.
7.زراعة القرنية
يُتبرع بها لمن هو أعمى بسبب مرض القرنية، ويعد ذلك بمنزلة حياة جديدة للمريض.
8.زرع القصبة الهوائية
تساعد المرضى الذين يعانون تصلب وضيق في القصبة الهوائية.
9.زراعة الجلد (ترقيع الجلد)
يُعد ترقيع الجلد علاجًا فعالًا في حالات الحروق الشديدة؛ إذ يعمل كمضاد مؤقت ويسمح ويعزز الشفاء، وإصابة الجلد بعدوى صعبة الالتئام، وسرطان الجلد.
متى نلجأ إلى زراعة الأعضاء؟
يحتاج العديد من الأشخاص إلى زراعة الأعضاء بسبب العدوى مثل التهاب الكبد، أو الأضرار الناجمة عن الأمراض المزمنة، وأمراض الكلى، وعيوب القلب.
تختلف عملية الزراعة باختلاف العضو؛ ولكن الحاجة إلى متبرع مطابق حاجة أساسية.
فوائد زراعة الأعضاء
هناك فوائد عدّة من العضو الذي يتلقاه الشخص المريض منها:
- تجنب الغسيل الكلوي المتكرر في مرضى الكلى.
- يعيشون حياة أطول.
- تعيش حياة أكثر صحة وأقل إيلامًا.
- تصحيح الإعاقات الخلقية التي تعرض حياة الشخص للخطر.
- تناول أدوية أقل.
زراعة الكبد
تكون الزراعة هي الخيار الأمثل عند استبعاد جميع العلاجات الأخرى لحالتك، وعندما تكون بصحة جيدة.
الحالات المرضية التي تتطلب زراعة الأعضاء
- التهاب الكبد المزمن مع تليف كبدي.
- تصلب القنوات الصفراوية.
- رتق القناة الصفراوية.
- سرطان الكبد
- داء ترسب الأصبغة الدموية.
إذا اقترح عليك طبيبك زراعة الكبد كما في حالة والدي، سيرشدك إلى المركز المناسب لحالتك لتبدأ مرحلة البحث عن المتبرع بالعضو.
يوجد بالمركز فريق مخصص لك يتكون من:
- طبيب الكبد.
- جراح زرع.
- منسق الزرع.
- اختصاصي اجتماعي للتعرف على عائلتك للمساعدة في العناية بك بعد الزراعة.
- استشارات مالية لمساعدتك في معرفة تكلفة الزراعة.
- اختصاصي نفسي لمساعدتك في المشكلات التي تصاحب عملية الزرع مثل القلق، والاكتئاب، وتجنب مخاطر زرع الكبد.
الاختبارات المطلوبة قبل إجراء عملية زراعة الأعضاء
- اختبارات معملية: اختبارات الدم للتحقق من كفاءة عمل الكبد.
- اختبارات التصوير: التصوير المقطعي للكبد، والصدر، والقلب.
الموجات فوق الصوتية لمعرفة إذا كانت الأوعية الدموية من وإلى الكبد مفتوحة أم لا.
- اختبارات القلب: مخطط صدى القلب لفحص قلبك.
- فحص عام للصحة: دراسة وظائف الرئة، واختبارات فحص السرطان الروتينية، وفحصك كاملًا والتحقق من أي أمراضٍ أخرى.
الموضوع ليس سهلًا ويحتاج منك جهدًا كبيرًا وصبرًا، والتخطيط المالي، والخبرة من الفريق الطبي؛ ليس من السهل الحصول على متبرع قد يستغرق العثور على متبرع أسابيع، أو شهور، أو أكثر.
يمكن لأي شخص انتظار المتبرع ليصبح متاحًا في قائمة الزرع.
يُسرد المرضى في قائمة الزرع على حسب: نوع الدم، وحجم الجسم، والحالة الطبية، وحجم العضو المطلوب، المسافة بين المتبرع والمتلقي المحتمل.
المرضى الذين لديهم أعلى درجات الفشل الكبدي الحاد، لديهم الأولوية القصوى لزرع الكبد إذا ساءت حالتهم.
المتبرع من يكون؟
التبرع بالأعضاء يكون من:
متبرع مُتوفي
المتبرع يكون مات نتيجة حادث أو إصابة في الرأس، ولا يزال قلبه ينبض، ولكن حدث الموت الدماغي، عادةً ما يكون المتبرع في وحدة العناية المركزة.
يقوم الفريق بنزع أجهزة الدعم خلال عملية الزرع.
متبرع حي
سيأخذ الطبيب جزءًا من كبد الشخص السليم، ويزرعه في مريض الكبد؛ سينمو كل جزء من الكبد إلى حجمه الطبيعي في غضون أسابيع.
المتبرع عادة ما يكون أحد أفراد العائلة، أو صديق قريب منك.
بعض الأشخاص على استعداد للتبرع لأشخاص من غير الأقارب، حتى في بعض الأحيان يعلنون ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي.
عملية نقل الأعضاء البشرية
عملية جراحية كبيرة محفوفة بالمخاطر لهذا السبب تحتاج إلى جمع أكبر قدر من المعلومات حول العملية منها:
قبل إجراء العملية
- تتبع نظام غذائي سليم
- المتابعة الدورية مع طبيبك لتنظيم الأدوية والجرعات قبل العملية.
- ممارسة الرياضة.
- الاسترخاء وقضاء وقت أكثر مع العائلة لتقليل القلق والخوف.
خلال العملية
عند توفر العضو من متبرع متوفي يجب على المريض أن يهرع على الفور إلى المستشفى، وإحضار كامل الأشعة والاختبارات معه، وتسليمها للفريق الطبي قبل الجراحة.
تجرى بعض التحاليل للتأكد من صحة المريض قبل البدء في العملية.
تحضر للعملية بسرعة لأن العضو لا يمكن أن يعيش خارج الجسم لفترة طويلة.
تستمر العملية من 4-8 ساعات تحت التخدير العام؛ حيث يُزال العضو المصاب ويوضع العضو السليم في مكانه ويخيط بشكل صحيح ثم يُنتظر عمل العضو.
بعد الجراحة ينقل المريض للعناية المركزة ويراقب حالته للبحث عن أي إصابة أو رفض العضو في أول 3 أيام ويظل تحت المراقبة لمدة شهر خلالها يتم عمل اختبارات مختلفة للتقييم.
يستمر التعافي بعد ذلك في المنزل مع الاستمرار في عمل الاختبارات والمتابعة لأكثر من 6 أشهر مع طبيبك.
المخاطر المرتبطة بجراحة زراعة الأعضاء
- مضاعفات التخدير.
- الإفاقة.
- رفض العضو.
- فشل الجهاز.
- عدوى.
وفي النهاية تعد زراعة الأعضاء علاجًا مهمًا، وآمنًا، وخطًا أخيرًا للمرضى، وهي إلى ذلك تمنح الأمل والحياة الجديدة وأثبتت نجاحها.
