- مبارك سيدتي، أنتِ حامل.
- حقًا! لا أصدق نفسي يا لها من فرحة كبيرة بعد طول انتظار.
مضت الشهور ووصلت إلى الشهر السادس الذي لم أكن أعلم أنه سيعكر فرحتي بالحمل حينما طلب مني الطبيب إجراء تحاليل روتينية لمتابعة الحمل، وهنا كانت الصدمة! حين أخبرني الطبيب أنني مصابة بسكر الحمل.
أشعر بالإحباط وينتابني الخوف من الغد، هل أصبح بخير؟ هل يتأثر طفلي؟
سنستعرض في هذا المقال من تمكين سكر الحمل وأسبابه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، ومضاعفاته وطرق الوقاية منه.
ما هو سكر الحمل؟
يُعَرف سكر الحمل أو Gestational diabetes بأنه حالة صحية تصيب بعض النساء الحوامل نتيجة ارتفاع نسبة السكر(الجلوكوز) في الدم، ويحدث عادةً في الثلث الثاني أو الثلث الثالث من الحمل.
ينقسم سكر الحمل إلى فئتين وهما:
- الفئة الأولى A1:
وهنا تستطيع المرأة الحامل التحكم فيه وعلاجه من خلال اتباع نظام غذائي سليم وبعض التمارين الرياضية.
- الفئة الثانية A2:
وفيها تحتاج المريضة إلى تناول الأنسولين -وهو الهرمون المسؤول عن التحكم في مستوى السكر بالدم- أو بعض الأدوية الأخرى.
ما هو هرمون الأنسولين؟
يُنتج هرمون الأنسولين في عضو البنكرياس وهي غدة تقع خلف المعدة، يساعد الأنسولين في تنظيم مستوى الجلوكوز بالدم عن طريق إرسال إشارات إلى الخلايا لتمتص الجلوكوز من الدم وتحويله إلى طاقة.
أسباب سكر الحمل
يعمل عضو البنكرياس داخل جسم الإنسان على إفراز هرمون الأنسولين الذي يساعد بدوره على نقل جزيئات الجلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم، ومن ثَم إمداد الجسم بالطاقة المطلوبة.
أما في أثناء الحمل فلا يوجد حتى الآن سبب علمي يصف حقيقة حدوث المرض، ولكن قد يرجعه البعض إلى الأسباب التالية:
- حدوث تغيرات في مستويات الهرمونات داخل الجسم وأثناء الحمل؛ إذ تفرز المشيمة بعض الهرمونات الخاصة بتثبيت الحمل، وتعمل تلك الهرمونات على مقاومة الأنسولين، ثَمّ زيادة نسبة السكر في الدم.
- زيادة وزن المرأة الحامل.
- عدم الالتزام بنظام غذائي سليم خلال مدّة الحمل.
- العامل الوراثي، إذ إن وجود تاريخ عائلي للمرض قد يزيد من فرصة الإصابة به خلال فترة الحمل.
هناك عوامل قد تزيد من فرص الإصابة بداء السكري في أثناء الحمل، مثل:
- حدوث زيادة في الوزن في فترة ما قبل الحمل.
- لديك تاريخ عائلي لمرض السكري.
- سبق لكِ إنجاب طفل وزنه 4 كجم أو أكثر عند الولادة.
- إذا تعرضت للإجهاض مسبقًا.
- الإصابة بمرض السكري في حمل سابق.
أعراض سكر الحمل
قد لا تشعر المرأة بأعراض عند إصابتها بسكر الحمل، وقد تكتشفه فقط عند إجراء فحوص الحمل الدورية، لكن في حالات ارتفاع السكر في الدم بشكل كبير فقد تظهر بعض الأعراض، مثل:
- زيادة العطش.
- جفاف الفم.
- تعب وإرهاق عام.
- الحاجة المُفرطة للتبول.
- عدم وضوح الرؤية.
- الميل إلى الأكل بكثرة.
والجدير بالذكر أن هذه الأعراض تتشابه كثيرًا مع أعراض الحمل، وليس ضروريًا أنها تعني إصابتك بداء السكري؛ لذا ينبغي لكِ استشارة طبيبكِ الخاص؛ إذا انتابك الخوف من أحد الأعراض السابقة.
تشخيص سكر الحمل
يفحص الطبيب مرض السكري لدى الحوامل عادةً في الثلث الثاني من الحمل، أما إذا كنتِ معرضة لخطر الإصابة بمرض السكري على سبيل المثال: إذا كنتِ تعاني زيادة الوزن أو السمنة قبل الحمل، أو لديك أم أو أب أو شقيق أو طفل مصاب بداء السكري، فقد يوصي طبيبكِ بإجراء اختبار السكري في وقت مبكر من الحمل.
يتضمن اختبار السكر في الحمل الآتي:
- اختبار تحدي الجلوكوز الأَولي
تتناول الحامل في هذا الاختبار محلول يحتوي على كمية محددة من الجلوكوز، وبعد مرور ساعة واحدة ستخضع لفحص سكر الدم، فإذا كان مستوى السكر في الدم مرتفع (أعلى من 200 مجم/ديسيلتر)، فقد يحتاج الطبيب إلى اختبار آخر لتحديد ما إذا كنت مصابة أم لا.
- اختبار تحمل الجلوكوز
يشبه ذلك الاختبار الأول باستثناء أن المحلول هنا يحتوي على كمية أكبر من السكر، كما يتطلب أن تكون المرأة صائمة، ويُفحص سكر الدم كل ساعة لمدة ثلاث ساعات، إذا كانت قراءات نسبة السكر في الدم أعلى من المتوقع، فتُشخص الإصابة بداء السكري.
علاج سكر الحمل
يعتمد علاج سكر الحمل على مدى ارتفاعه في الدم، وفي معظم الحالات سيطلب منكِ الطبيب إجراء اختبار سكر الدم قبل وبعد تناول الوجبات، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
أما في بعض الحالات الأخرى قد يضيف الطبيب حقن الأنسولين إلى الخِطَّة العلاجية، إذا احتاج الأمر إلى ذلك، كما سيخبركِ الطبيب بما يجب فعله إذا انخفض مستوى السكر في الدم بشدة، أو إذا استمرت أعلى من معدلها الطبيعي.
التغذية السليمة لمريضة سكر الحمل
يمثل النظام الغذائي المتوازن حلًا مثاليًا للحد من مرض السكري في أثناء الحمل، وفي خطوات بسيطة يمكنك تحقيق هذا النظام كالتالي:
- توزيع الوجبات على مدار اليوم ليكون الفرق بين الوجبة والأخرى ساعتين على الأقل.
- عدم الإفراط في تناول النشويات ويفضل أن تكون نشويات صحية، مثل: الأرز البني والخضراوات النشوية.
- استبدال الدهون الضارة بالدهون الصحية التي تتمثل في زيت الزيتون والمكسرات غير المملحة وثمرة الأفوكادو.
خطورة سكر الحمل على الأم والجنين
إذا أديرت أزمة سكر الحمل بشكل خاطئ، سيؤدي حتمًا إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل غير طبيعي، ويسبب مضاعفات للأم وقد يؤثر على صحة الجنين.
من المضاعفات التي قد تتعرض لها الأم:
- ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل
يزيد سكر الحمل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى تسمم الحمل، وكلاهما قد يهدد حياة الأم والطفل.
- الولادة المبكرة
يتسبب داء السكري في زيادة المياه حول الجنين، مما يدفع الطبيب إلى إجراء ولادة مبكرة.
- الإصابة بمرض السكري في المستقبل
قد تصاب الأم بمرض السكري في الحمل المقبل، وقد تزداد فرص إصابتها بمرض السكري من النوع الثاني مع تقدم العمر.
أما عن الطفل فقد يولد وهو يعاني الآتي:
- زيادة في الوزن.
- صعوبات في التنفس.
- انخفاض سكر الدم.
- عسر ولادة الكتف.
قد يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك وقد يكون الطفل عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من حياته، لذا يستلزم أخذ الحذر والالتزام بالخطة العلاجية.
الوقاية من سكر الحمل
لا توجد أي ضمانات فيما يتعلق بالوقاية من سكر الحمل، لكن الالتزام بتعليمات الطبيب واتباع نمط حياة صحي يقلل من خطر الإصابة به.
وفيما يلي بعض الأنظمة التي يفضل اتباعها قبل أو خلال فترة الحمل:
- اتباع نظام غذائي صحي
احرصي على تناول أطعمة غنية بالألياف، وتحتوي على القليل من الدهون ذات سعرات حرارية منخفضة، مثل: الخضار والفواكه والحبوب الكاملة ومراعاة التقليل من السكريات.
- الحفاظ على النشاط البدني
تساعد ممارسة الرياضة بشكل دوري قبل الحمل وأثناءه في حمايتك من الإصابة بداء السكري، كممارسة رياضة المشي.
- بدء الحمل بوزن صحي ومثالي
بادري إلى إنقاص وزنك الزائد إذا كنتِ تخططين للحمل، فقد يساعد فقدان الوزن الزائد في الحصول على حمل أكثر صحة.
وفي ختام المقال -عزيزتي القارئة- اعلمي أنه من الممكن تجنب إصابتك بسكر الحمل خلال فترة الحمل، لكن إذ حدثت الإصابة، عليكِ باتباع تعليمات الطبيب والمحافظة على النظام الصحي ليصل طفلك بسلام.
