نحن نعيش على هذه الأرض متساوين في كافة الحقوق، وجميع الشرائع السماوية ومعاهدات حقوق الإنسان تكفل مبدأ عدم التمييز، وضمان حقوق الإنسان دون تفرقة من أي نوع أو على أي أساس يؤدي بنا إلى حياة أفضل.
في هذا المقال سنتعرض إلى التعريف بالتمييز وأنواعه وإلقاء الضوء على التمييز على أساس الإعاقة وكيفية الحد منها لخلق مجتمع صحي.
ما هو التمييز؟
هو المعاملة غير العادلة لشخص أو مجموعة بشكل مختلف عن الأشخاص الآخرين نتيجة اختلافات معينة.
للتمييز أوجه كثيرة في المجتمعات، أبرزها:
- التمييز على أساس السن.
- تمييز بسبب الإعاقة.
- التمييز الديني.
- الأصل العِرقي.
- اللون والجنس.
الإعاقة والمجتمع
الإعاقة هي أي حالة في الجسم أو العقل، تجعل من الصعب على الشخص المصاب القيام بأنشطة معينة (تقييد النشاط) والتفاعل مع العالم من حوله (قيود المشاركة).
يقدَّر عدد ذوي الهمم في العالم بحوالي مليار شخص، لهم كافة الحقوق كسائر البشر، ولكنهم يواجهون الكثير من التحديات في الحياة، هناك من يتخطاها بنجاح، والكثير يقف مكتوف الأيدي أمامها، لكن من المؤكد أنهم ليسوا بحاجة لبذل مزيد من الجهد للحصول على أبسط حقوقهم في الحياة.
من أهم التحديات التي قد يواجهها ذوو الهمم هي الحياة بشكل طبيعي والحصول على حقهم في التعليم، والعمل، والتنقل، والانخراط في الحياة الاجتماعية وتكوين أسرة.
عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن تلك التحديات تبدو لك من أبسط الحقوق، لكن هي في حقيقة الأمر من أصعب الأمور التي يواجهها ذوو الهمم يوميًا.
التمييز على أساس الإعاقة
إن التمييز على أساس الإعاقة من أخطر المشكلات التي قد يواجهها ذوو الهمم والإرادة في مجتمعنا.
وللتمييز على أساس الإعاقة وجهان.
التمييز المباشر
هو عندما يُعامل شخص من ذوي الإعاقة معاملة أقل تفضيلًا من شخص لا يعاني من إعاقة، في نفس الظروف أو ظروف مشابهة.
على سبيل المثال، عند التقدم لوظيفة معينة قد يقرر صاحب العمل أن المتقدم لا يصلح لها لمجرد أنه من مستخدمي الكرسي المتحرك اعتقادًا منه بعدم مقدرة هذا الشخص القيام بهذه الوظيفة دون النظر لإمكانياته من الأساس.
التمييز غير المباشر
هو أن يكون لمكان معين سياسة تعامل قد تجعل الأمور أصعب على ذوي الهمم عن الآخرين.
على سبيل المثال، قد يكون تمييزًا غير مباشر بسبب الإعاقة إذا كانت الطريقة الوحيدة لدخول مبنى عام هي مجموعة من السلالم، لأن حينها لن يتمكن مستخدمو الكراسي المتحركة من دخول المبنى.
أسباب التمييز على أساس الإعاقة
توجد أسباب عديدة مرتبطة بالمجتمع وبذوي الهمم أيضًا، من أهمها:
- عدم توافر المعرفة المجتمعية بالإعاقة وكيفية التعامل معها.
- قلة الآليات المتاحة لتسهيل التعاملات اليومية لذوي الهمم.
- عدم توافر التوعية الكافية لذوي الهمم بحقوقهم وتهيئتهم نفسيًا للانخراط في المجتمع.
- نقص الدمج، وهو عزل واستبعاد الأفراد ذوي الإعاقة بشكل غير عادل في مجالات العمل المختلفة وعدم تهيئة أماكن العمل لاستقبال ذوي الهمم وخلق حواجز إدارية لهم.
معًا لمجتمع متكامل
مما لا شك فيه أن عدم التمييز والمساواة بين الجميع يجعل من المجتمع بيئة أفضل للتعايش بين أفراده، ولكن في ظل هذه التحديات السابق ذكرها، تقع مسؤولية الوصول لمجتمع متكامل على عاتقي الدولة والأفراد.
أولًا: دور الدولة
- زيادة التوعية للأطفال في المدارس، وكذلك الأهل، بأضرار التمييز وخطورته على المجتمع.
- توفير الإتاحة في وسائل النقل والمواصلات وكذلك المباني لجعلها أسهل في التعامل لذوي الاحتياجات الخاصة.
- متابعة ذوي الهمم بشكل أكبر من قِبل منظمات حقوق الإنسان وتهيئتهم نفسيًا للحياة بصورة طبيعية وتهيئة ذويهم للتعامل معهم.
ثانيًا: دور الأفراد
- يجب على الأفراد إدراك أن الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ما هم إلا بشر مثلهم. ومعاملتهم بلطف زائد عن الحد يؤثر بشكل سلبي عليهم كما المعاملة الجافة أيضًا، لذلك التعامل بصورة طبيعية هي الطريقة الأمثل.
- تنشئة الأطفال على مبادئ المساواة، وتوعيتهم بخطورة التمييز لخلق مجتمع مترابط.
- لأصحاب الأعمال دور مهم في توظيف ذوي الكفاءة دون تفرقة على أساس الإعاقة ما دام المتقدم للوظيفة يمتلك المؤهلات المطلوبة.
في النهاية كلنا هنا لدينا الحق في حياة بسيطة بدون تعقيدات، وليكمل بعضنا بعضًا دون النظر إلى أي اختلاف.