فحص الزواج | ما هو؟ ولماذا؟

بقلم د.إلهام عقبل (طبيبة أمراض النساء والتوليد)
فحص الزواج هو مجموعة من الفحوصات الطبية يجريها المقبلون على الزواج، للحصول على استشارة طبية حول احتمالات انتقال بعض الأمراض إلى الطرف الآخر (الزوج أو الزوجة)، أو من أحدهما إلى الأطفال في المستقبل، وإعطاء الخيارات والبدائل للتخطيط لزواج صحي؛ بهدف تكوين أسرة سليمة وإنجاب أطفال أصحاء.

أهمية فحص ما قبل الزواج

تُعد الأسرة اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، لذا تحرص المجتمعات المتحضرة على سلامة البناء الأسري في جوانبه المختلفة، ومن أهم هذه الجوانب الجانب الصحي؛ ومن ثم يعد فحص ما قبل الزواج عاملًا أساسيًا للوصول إليه. 

وتكمن أهمية فحص ما قبل الزواج في أنه يساعد على:

  1. الأمراض الوراثية، مثل: أنيميا الخلايا المنجلية، والثلاسيميا. 
  1. الأمراض المعدية، مثل: الالتهاب الكبدي الوبائي، والإيدز. 

ما الفحوصات الطبية المطلوبة قبل الزواج؟

يخضع الراغبون في إجراء الفحص الطبي قبل الزواج لعدة اختبارات، منها:

  1. فحص فصيلة الدم واختبارات التوافق 

من أهم الفحوصات التي تُجرى قبل الزواج؛ إذ قد يؤدي عدم توافق عامل ريسس بين الزوجين -خاصة عندما يكون سالبًا لدى الزوجة- إلى كثير من المشكلات لدى الأجنة، بل وقد يؤدي إلى فقدان الجنين، لا سيما إذا لم يعرف الزوجان ذلك من أول الزواج ويتخذا الاحتياطات الطبية اللازمة قبل الحمل وفي أثنائه وبعد الولادة. 

  1. اختبارات التركيب الچيني

يُعد فحص التركيب الجيني من الفحوصات المهمة قبل الزواج، إذ ينعكس التركيب الجيني للأم والأب على أطفالهما في المستقبل. 

ومن أهم الفحوصات الجينية: فحص أنيميا الخلايا المنجلية «Sickle Cell Anemia» وبيتا ثلاسيميا «Beta Thalassaemia»، وهما من الأمراض التي قد يكون الشخص حاملًا لها دون أن يظهر عليه أي أعراض، لكن إذا كان الزوجان حاملين للمرض فإن واحدًا من كل أربعة أطفال لديهما قد يكون مصابًا بالمرض. 

تُعد أنيميا الخلايا المنجلية وبيتا ثلاسيميا من الحالات المرضية التي تحتاج إلى عناية طبية مدى الحياة، والتي قد تسبب ضررًا كبيرًا للأطفال؛ لذلك فإن فحوصاتهما توضع ضمن أهم فحوصات الزواج. 

وجدير بالذكر أن ألفا ثلاسيميا لا يسبب مشكلات طبية عنيفة، لذا فإن فحص الزواج يقتصر على بيتا ثلاسيميا. 

  1.  فحص الأمراض المنقولة جنسيًا 

مثل: السيلان والزهري والهربس، التي يوفر اكتشافها وعلاجها قبل الزواج الحماية للزوجين. 

  1. الإيدز (AIDS)

ينتقل فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب للإيدز (HIV) من خلال: 

  1. التهاب الكبدي الوبائي «ب» و«ج» 
  1. اختبارات الخصوبة 

يحتاج المقبلون على الزواج إلى إجراء بعض فحوصات الخصوبة، خاصة من لديهم تاريخ مرضي لحالة تؤثر في الخصوبة، أو تاريخ عائلي لمشكلات خاصة بالخصوبة. 

وتشمل هذه الفحوصات: 

  1. تحليل البول لاكتشاف تعاطي المخدرات 

يدخل هذا التحليل ضمن فحوص الزواج في بعض الدول، ويهدف إلى الكشف عن تعاطي المخدرات أو الأدوية التي قد تؤدي إلى الإدمان، مثل: 

ما الوقت المناسب لإجراء الفحص الطبي قبل الزواج؟

يفضل إجراء فحص الزواج في أسرع وقت ممكن قبل الموعد المحدد للزواج، لتجنب الصدمات النفسية والإحباط إذا كانت النتائج غير مُرضِية. 

هل يلزم الصيام لفحص ما قبل الزواج؟

تحتاج بعض الفحوصات المعملية -عامة- أن يكون الشخص صائمًا عدة ساعات قبل إجرائها. 

أما في حال المقبلين على الزواج فلا يلزمهم الصيام قبل إجراء فحص ما قبل الزواج. 

يُنصح بتجنب الإكثار من شرب السوائل في اليوم السابق لإجراء تحليل الكشف عن أدوية الإدمان، فلا تزد على ٢٥٠ ميللي في الساعة، حتى لا تتأثر نتيجة التحليل. 

هل هذه الفحوصات اجبارية؟

اتجهت معظم الدول حديثًا إلى تقنين فحص الزواج، وصارت نتائج هذه الفحوصات ضمن الشهادات الطبية اللازمة للزواج، فلا تتم الإجراءات الرسمية للزواج دونها.

وأخيرًا، كانت هذه نبذة مختصرة عن فحص الزواج؛ أهميته وما يشمله من فحوصات، وعن أهمية توثيق نتائج هذه الفحوصات، بصفتها جزءًا مهمًا من الشهادات الطبية اللازمة للزواج.

متعكم الله بالصحة والعافية، ورزقكم زواجًا صحيًا وأسرة سليمة وأطفالًا أصحاء.

مراجعة/ د.شيماء مصباح

المصدر
healthlinestitestmoh.gov.sa
Exit mobile version