لن أستطيع أن أنسى هذا المشهد، عندما سقطت مجموعة من أسياخ الحديد على ساق أخي الأصغر، وعند رفع هذه الأسياخ عنه، إذا بساقه تنثني بشكل مروع؛ وذلك نتيجة حدوث كسور العظام وعلى الفور حُمل أخي إلى الطبيب المختص، وجبّس رجله، واستغرق العلاج عدة أشهر.
نتعرف معكم في هذا المقال من تمكين على كسور العظام، وأنواعها، وأسبابها، وكيفية علاجها.
ما هي أهمية العظام؟
يتكون الهيكل العظمي للإنسان من العظام، التي تتيح لنا القدرة على التفاعل مع بيئتنا، وتكمن أهمية العظام في أنها:
- نقاط ارتباط للعضلات، تسمح لنا بالجري والقفز والجلوس والركوع والإمساك والرفع.
- تحمي الأعضاء من التلف.
- يوجد بها النخاع العظمي المسئول عن إنتاج خلايا الدم.
- مكان تخزين الجسم للكلسيوم.
ما أسباب حدوث كسور العظام؟
تحدث كسور العظام إما لأسباب خارجية مثل:
- الصدمة: وتشمل السقوط أو الالتواء، أو حوادث السيارات، أو حتى المعارك.
- الإجهاد والضغط المتكرر: ويحدث للرياضيين نتيجة الحركات المتكررة، والضغط المستمر.
- التعرض لضربة قوية.
وقد تحدث كسور العظام نتيجة لأسباب مرضية ويسمى الكسر المرضي وتشمل هذه الأسباب:
- هشاشة العظام، أو العدوى.
- أورام العظام، أو بعض أنواع السرطان.
أنواع كسور العظام
تنقسم كسور العظام إلى عدة أنواع من حيث:
- حالة الجلد
- الكسور المغلقة: ويسمى بالكسر البسيط؛ لأن العظم المكسور لا يخترق الجلد.
- الكسور المفتوحة: ويطلق عليه أيضًا الكسر المُركب، إذ يخترق العظم المكسور الجلد.
- حالة العظام
- كسر كامل: إذ ينكسر العظم تمامًا إلى قطعتين أو أكثر، ويشمل:
- ويكون إما كسر واحد وينكسر العظم إلى قطعتين، أو كسر مفتت إذ ينكسر إلى ثلاث قطع أو أكثر.
- ويمكن أن يكون الكسر غير النازح أي تبقى الأجزاء في محاذاتها الطبيعية، أو كسرًا مُزاحًا وتخرج الأجزاء عن محاذاتها الطبيعية.
- كسر غير كامل: وهو تشقق العظم، بمعنى أن العظم لا ينكسر تمامًا، ويشمل:
- الكسر الشعري: ينكسر بشق رقيق في العظم.
- كسر الغصن النضير: ينكسر العظم من جانب وينثني الجانب الآخر، وهذا يعد أكثر شيوعًا في الأطفال.
- كسر الإبزيم أو الحلقة: ينكسر العظم من جانب وينمو نتوء أو إبزيم على الجانب الآخر.
- اتجاه الكسر
يكون الكسر إما طولي أو مستعرض أو مائل أو حلزوني.
- سبب الكسر
- الكسر القلعي: كسر العظم بسبب سحب مفاجئ وقوي لوتر أو رباط متصل بالعظم، وتحرك العظم في الاتجاه المعاكس.
- كسر ناتج عن خلع: إذ يصاب أحد عظام المفصل بالكسر، نتيجة خلع المفصل.
- الكسر المرضي: نتيجة مرض أو ضعف في العظام، مثل هشاشة العظام.
- كسر الإجهاد: وهو أكثر شيوعًا بين الرياضيين، ويحدث بسبب الإجهاد.
أعراض كسور العظام
تختلف أعراض الكسر باختلاف العظام المتأثرة، وعمر المريض، وصحته العامة، فضلًا عن شدة الإصابة، وتشمل الأعراض ما يلي:
- ألم شديد.
- تورم حول مكان الكسر.
- كدمات على منطقة الكسر.
- تغير لون الجلد حول المنطقة المصابة.
- انحناء المنطقة المصابة بزاوية غير عادية.
- عدم تحمل المريض لأي ضغط على المنطقة المصابة.
- عدم القدرة على تحريك الجزء المصاب.
- حدوث نزيف إذا كان الكسر مفتوحًا.
الخُلوع
المفصل هو مكان تلتقي فيه عظمتان أو أكثر، ويحدث الخَلع عندما ينزلق العظم من المفصل، وهذا يعني أن العظم لم يعد في مكانه الصحيح.
ما الذي يسبب الخَلع؟
يحدث الخلع عندما يتعرض المفصل لتأثير قوي مفاجئ، وغير متوازن، ويحدث عند السقوط أو التعرض لضربة قاسية.
ما هي أعراض الخَلع؟
عند حدوث خلع في المفصل تظهر الأعراض الآتية:
- تورم المنطقة المصابة.
- احمرار، وكدمات.
- تشوه في شكل المفصل، أو يكون خارج المكان.
- فقدان حركة المفصل.
- ألم أثناء الحركة.
- الشعور بالوخز.
علاج الخُلوع
من الصعب التمييز بين الكسور والخُلوع عند حدوثها؛ لذا فإن زيارة الطبيب المختص أمر مهم للغاية، وقد يستخدم الطبيب العلاجات الآتية:
- التلاعب أو إعادة التموضع.
- التجميد أو التثبيت.
- الدواء.
- إعادة التأهيل.
التئام العظام
التئام العظام هو إعادة العظام المصابة إلى حالة ما قبل الكسر، ويمر عادةً بثلاث مراحل:
- المرحلة الالتهابية
هي المرحلة الأولى من الشفاء، وتحدث بتكوين تورم دموي صحي حول منطقة الكسر، وتبدأ الجلطة الدموية في التكون.
يرسل الجهاز المناعي خلايا تعمل مثل جامعي القمامة، يتخلصون من قطع العظام الصغيرة، ويقتلون أي جراثيم.
يحدث تنمية للأوعية الدموية في هذا المكان للمساعدة في عملية الشفاء، وتستغرق هذه العملية من أسبوع إلى أسبوعين.
- مرحلة الإصلاح
تبدأ مرحلة الإصلاح خلال الأيام الأولى بعد حدوث كسور العظام، وتستمر لمدة ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
يكون الجسم الغضاريف والأنسجة داخل وحول موضع الكسر، إذ يشكل النسيج طوقًا ناعمًا عند نهايات العظام المكسورة.
ينمو النسيج حتى يلتقي الطرفان؛ إذ يعمل النسيج على تثبيت الكسر، وبعد ذلك يحل مسمار عظمي مصنوع من عظم إسفنجي يسمى عظم التربيق، محل هذه الأنسجة.
- مرحلة إعادة بناء العظام
وهي المرحلة الأخيرة في عملية التئام الكسور، إذ تحل العظام الصلبة محل العظم الإسفنجي؛ لتكتمل عملية الشفاء.
يظل السطح الخارجي للعظم منتفخًا قليلًا لبعض الوقت، ويزول من تلقاء نفسه.
مدة شفاء كسور العظام
تعتمد مدة شفاء كسور العظام على شدة الكسر، ومدى اتباع الشخص المصاب لتوصيات الطبيب، ويمكن أن تستغرق من أسابيع إلى عدة أشهر.
لماذا يجب إصلاح كسور العظام؟
إذا لم تعالج كسور العظام بواسطة الطبيب المختص؛ فهناك احتمال أن يلتئم العظم في وضع غير معتاد.
وقد تحدث مضاعفات مستقبلية مثل الشفاء غير الطبيعي، وفقدان الوظيفة التي يقوم بها هذا الجزء من الجسم، أو ضعف العظام.
مضاعفات كسور العظام المعالجة بشكل غير صحيح:
- تكون جلطة دموية في الأوعية الدموية القريبة من الكسر.
- عدوى من الإصابة.
- تلف الجلد أو الأنسجة أو العضلات حول مكان الكسر.
- تورم مفصل قريب بسبب نزيف في حيز المفصل.
كسور العظام
لا يمكن منع جميع كسور العظام، ولكن يمكن الحفاظ على قوة العظام؛ حتى تكون أقل عرضة للكسر وذلك باتباع النصائح التالية:
- اتباع نظام غذائي صحي، وذلك بتناول:
- الأطعمة الغنية بالكلسيوم.
- الأطعمة الغنية بفيتامين ج، د.
- مكملات البروتين.
- مضادات الأكسدة.
- المكملات المعدنية، بما في ذلك الكلسيوم، والماغنسيوم، والفوسفور، والسيليكون، والزنك.
- ممارسة الرياضة.
- تجنب التدخين.
- حمل الأثقال يساهم في تقوية الهيكل العظمي.
وأخيرا، أنعم الله علينا بهيكل عظمي، يمنحنا شكلًا ممشوقًا، إذ أننا نمشي منصوبي القامة، رأسنا في السماء، وهذه هبة الله لنا؛ لذا علينا حماية أنفسنا من كسور العظام واتباع نظام غذائي صحي لتقوية هيكلنا العظمي.
