كورونا الموجة الثانية | هل تتوقف حياتنا مرة أخرى؟

يمكننا الجزم أن عام 2020 كان عامًا قاسيًا؛ إذ اجتاح العالم وباء عالمي أصاب كل شيء بالشلل، حظر وموت ومنع من ممارسة أبسط تفاصيل الحياة اليومية، ثم كان للاقتصاد الكلمة الأقوى، فامتلأت الشركات والمصانع وأصبح ارتداء الكِمامة وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي أقل أهمية، دون خوف من كورونا الموجة الثانية.

وعادت الشعوب بنهم إلى حياتهم الطبيعية، تجمعوا واحتفلوا في الأماكن العامة.

ومن رحم هذا الصخب تعالت الصيحات محذرة من كورونا الموجة الثانية!

الموجة الثانية في أوروبا: 

 

عند إجراء مقارنة بين الدول سنجد ارتفاع عداد المصابين بفيروس كورونا في أوروبا بشكل ملحوظ كما يلي: 

 سجلت إسبانيا في الثاني من نوفمبر من العام الجاري 55.019 حالة إصابة جديدة.

ومن الجدير بالذكر أن إسبانيا لم تشهد هذه الأعداد في الموجة الأولى من فيروس كورونا. 

 وإذا اتجهنا إلى ألمانيا سنجد 23.399 حالة إصابة في السابع من نوفمبر عام 2020.

أما فرنسا فسجلت 86.852 حالة إصابة في الثامن من نوفمبر 2020.

وذهابًا إلى المملكة المتحدة سنجد 33.470 حالة إصابة في نوفمبر 2020.

ولا ننسى أن بوريس جونسن -رئيس وزراء المملكة المتحدة- كان أشار في سبتمبر 2020 أن بلاده بصدد مواجهة موجة ثانية من فيروس كورونا.

وأنه لا يريد تطبيق حظر تَجْوال شامل أو إغلاق كامل لبلاده. ولكن الالتزام بالإجراءات الاحترازية وفرض قيود التباعد الاجتماعي ضرورة لا غنى عنها.

إيطاليا

نرى فيها جانبًا مشرقًا نسبيًا؛ إذ نجد التزامًا صارما بارتداء الكِمامة وعمل المسحات التشخيصية للمشتبه فيهم.

وربما يعود الفضل الأكبر في هذا إلى الوضع المأساوي الذي شهدته إيطاليا في الموجة الأولى. 

وعلى صعيدِ آخر فهناك دول حققت نجاح في مواجهة فيروس كورونا منذ موجته الأولى مثل استراليا وكوريا الشِّمالية.

إذ أكدت هذه الدول أن الحياة لن تعود إلى طبيعتها حتى تقوى مناعة الأفراد تجاه فيروس كورونا، وتصبح جاهزة لتطبيق مبدأ مناعة القطيع. 

كورونا الموجة الثانية والولايات المتحدة الأمريكية: 

بالرغم من الأرقام السابق ذكرها في أوروبا إلا أن الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية أسوأ بكثير.

إذ وصل معدل الإصابة في أمريكا إلى 4.8% مقابل 2.7% في ألمانيا و1.9% في إيطاليا. 

عند قراءة هذه النسب يمكننا توقع مدى خطورة كورونا الموجة الثانية في أمريكا، وأن الوضع يحتاج إلى إجراءات احترازية عنيفة والتزام بها بشكل صارم.

قد يصل الأمر إلى تكرار الغلق التام في جميع الولايات مرة أخرى، تمامًا مثلما فعلت إيطاليا. 

كورونا والشتاء: 

حذر الباحثون من خطورة الوضع الوبائي لفيروس كورونا في شتاء 2021، وخصوصًا في الدول التي لم تسيطر على معدل انتشار الفيروس حتى الآن. 

كذلك أشار David Relman -الباحث في علم الميكروبيولوجي في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا- أن الشهور القادمة ستكون الأصعب وستشهد ذروة جديدة لانتشار الفيروس.

التجارِب المعملية

أثبتت التجارب المعملية أن درجة الحرارة المنخفضة في الشتاء مع عدم التعرض لأشعة الشمس ظروف تزيد من نشاط فيروس كورونا المستجد.

إذ أوضح Dylan Morris الباحث في علم البيولوجي أن بيوتنا محكمة الغلق وقليلة التهوية في فصل الشتاء تُشكل بيئة مفضلة لفيروس كورونا. 

كذلك أوضحت دراسة نشرت في 13أكتوبر عام 2020 أن معدل انتشار الفيروس في شهوره الأولى كان أسرع في الدول التي تغيب عنها أشعة الشمس لوقت طويل.

 وبتحييد جميع العوامل الاحترازية كان مقرر للفيروس أن يزيد انتشاره في الشتاء.

ثم عاد Cory Merow -الباحث في علم البيئة والمشارك في هذه الدراسة، ليوضح لنا أن السلوك العام للشعوب هو العامل الأهم.

أما الطقس فما هو إلا نقطة في بحر العوامل التي تؤثر على الفيروس وانتشاره!

ومن ناحية أخرى أشارت Francois Cohen -الباحثة في علم الاقتصاد والبيئة في جامعة برشلونة بإسبانيا.

إلى أن إجراء المسحات التشخيصية في بداية الوباء كان محدود، مما يعني أن الأرقام المسجلة في الشتاء الماضي غير واقعية،

لذا ليس من الممكن حتى الآن رصد تأثير الطقس على انتشار الفيروس.

إن كورونا كغيره من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي ينتشر بشكل أكبر في الشتاء،

ولكن لا نستطيع تأكيد إذا كان العالم سيواجه فيروس كورونا بشكل موسمي مثل الإنفلونزا أم لا.

والآن هل نحن بصدد مواجهة كورونا الموجة الثانية أم بصدد الوصول إلى لِقاح يخلصنا من هذا الكابوس؟

يبقى العلم هو الأمل في مواجهة هذا الوباء،

من خلال الوصول إلى لِقاح مناسب يساعد أجسامنا على محاربة العدوى، مما يقلل من معدل الإصابة وبالتبعية يقلل من معدل الوفاة. 

 تَمثل الأمل في شركة فايزر Pfizer. التي أعلنت في يوم العاشر من نوفمبر 2020 عن ميلاد أول لِقاح فعال ضد فيروس كورونا،

إذ وصلت نسبة فاعليته إلى 90% بعد إجراء اختبارات معملية على 43.500 شخص من ست دول مختلفة. 

 يحتاج هذا اللِّقاح إلى درجة حرارة منخفضة جدا لتخزينه،

تصل إلى -70 درجة مئوية،

مما يجعل الأمر صعبًا خلال التخزين والشحن. 

ما الحل؟

للتغلب على هذه النقطة قامت الشركة بتوفير صناديق نقل خاصة مزودة بالثلج الجاف وتقنية التتبع لتحديد مكان الصناديق خلال الشحن والتوزيع. 

أوضحت الشركة أنه يمكن حفظ 5000 جرعة من اللِّقاح في هذه الصناديق تحت ظروف تبريد مناسبة لمدة 10 أيام، بشرط عدم فتح الصناديق خلال هذه المدة. 

كما أعلنت شركة مودرنا Moderna عن التوصل إلى لِقاح فعال بنسبة 95% ويحتاج إلى -20 درجة مئوية لضمان ثبات فاعليته خلال التخزين والشحن. 

أخيرًا نحن الآن على أعتاب عام 2021 آملين ألا تحصد كورونا الموجة الثانية مزيدًا من الأرواح، وأن يكون عامًا شاهدًا على إصدار العديد من اللقاحات ضد هذا الوباء.

المصدر
euronewsnature.comhealthline.combbc.com
Exit mobile version