يسير مُتعباً، يعاني آلامًا لا تنقطع بمفاصله، عيناه تؤلمه… يخبره الطبيب بضرورة إجراء بعض التحاليل الضرورية للاطمئنان على صحته خاصة أنه يعاني سكر الدم المرتفع… تأتي الصاعقة نسبة السكر التراكمي في الدم ١١٪! يتساءل: كيف أخفض السكر التراكمي المرتفع؟
لذا في هذا المقال سوف نجيبه عن هذا السؤال، ونتعرف أيضًا عزيزي القارئ على مفهوم السكر التراكمي في الدم، وما هي معدلاته؟ وما الفرق بين معدل السكر التراكمي وبين تركيز السكر في الدم؟
مفهوم السكر التراكمي
هو معدل جزيئات الهيموجلوبين المرتبطة بالسكر في الدم، يطلق عليه الهيموجلوبين السكري أو الجليكوهيموجلوبين (HbA1c)، إذ تزداد نسبة الهيموجلوبين المرتبط بالجلوكوز بازدياد تركيز السكر في الدم، ويستدل به على معرفة معدل السكر التراكمي في الدم في الثلاثة أشهر الماضية.
هل تعلم إذاً عزيزي القارئ معدلات السكر التراكمي في الدم؟
تمثل النسبة (٤٪ إلى ٥,٦٪) المعدل الطبيعي للسكر التراكمي في الدم، أما إذا كانت (٥,٧٪ إلى ٦,٤٪) هذا يعني أن هذا الشخص لديه قابلية عالية للإصابة بمرض السكري، بينما النسبة (٦,٥٪) فما فوق يدل على أن الشخص مصاب بمرض السكري.
ما المعدل الآمن للسكر التراكمي لدى مريض السكري؟
توصي جمعية السكري الأمريكية بالحفاظ على المعدل (٧٪ فما أقل) للمرضى المصابين بمرض السكر؛ إذ إنه يعد المعدل الآمن لحمايتهم من مضاعفات المرض، إذ إن زيادة معدل السكر التراكمي في الدم تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات السكري التي تتضمن:
- أمراض القلب.
- أمراض الكلى.
- تلف الأعصاب.
- تلف الأوعية الدموية في العين مما يؤثر على الرؤية.
لماذا يجب إجراء تحليل السكر التراكمي؟
يستخدم هذا التحليل في عدة حالات هي:
- تشخيص مرض السكري.
- متابعة معدلات السكر التراكمي في مرضى السكري.
ينبغي أن يخضع مريض السكري لهذا التحليل كل ثلاثة أشهر؛ إذ إن هذه المدة تمثل عُمر خلايا الدم الحمراء التي تتجدد كل ثلاثة أشهر.
أما إذا كانت معدلاته تحت السيطرة فينصح بعمل تحليل السكر التراكمي مرتين على الأقل خلال العام لمتابعة معدلات السكر لديه.
هل هناك حالات لا يمكن إجراء هذا التحليل لها؟
نعم هناك بعض الحالات التي يكون فيها التحليل أقل دقة منها:
- في حالة سكر الحمل الذي قد يصيب بعض النساء.
- تشخيص السكري لدى الأطفال.
- إذا كان الشخص يعاني فقر الدم.
ما الفرق بين السكر التراكمي ونسبة السكر في الدم؟
يمثل السكر التراكمي (HbA1c) متوسط معدلات السكر في الدم على مدار فترة زمنية طويلة (٣ شهور)، ويُجرى هذا التحليل في المختبرات.
أما نسبة السكر في الدم (Blood glucose level) تعني تركيز الجلوكوز في الدم لحظة الاختبار، يمكن إجراؤه باستخدام عينة دم في المختبر أو أجهزة القياس العادية التي أصبحت متوفرة في المنازل.
إذاً كيف أخفض السكر التراكمي المرتفع؟
ينبغي اتباع مجموعة من التوصيات لضبط معدل الجلوكوز في الدم وتخفيض معدلات السكر التراكمي وهي:
- المحافظة على أخذ الإنسولين وضبط جرعاته، وفي حالة تناول أدوية أخرى ينبغي الانتباه، والمحافظة على تناولها في أوقاتها المحددة وأيضاً ضبط جرعاتها.
- تحدث إلى الطبيب عن جرعة الإنسولين سريع المفعول، والتي يمكن أخذها في حالات الارتفاع المفاجئ للسكر في الدم، وكذلك متابعة وقياس معدل السكر بعد نصف ساعة من أخذ الجرعة الموصى بها.
- تعد ممارسة الرياضة من أفضل الطرق لخفض مستويات السكر في الدم؛ لأن الدم ينقل الجلوكوز إلى العضلات للحصول على الطاقة، كذلك تساعد على تحسين حساسية الإنسولين والتحكم في نسبة السكر لمدة ٢٤ ساعة بعد الانتهاء من التمارين.
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن والبعد عن الأغذية المصنعة قدر الإمكان وتناول الأطعمة الغنية بالبروتين والألياف والحبوب الكاملة.
- اختيار أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض التي لا تسبب ارتفاع شديد في نسبة السكر في الدم مثل: البروتين والخضروات غير النشوية وبعض الأنواع من الفاكهة واللحوم والمكسرات والبقوليات.
- كذلك الألياف لها فائدة عظيمة إذ تُبطئ معدل تكسير الكربوهيدرات فتقلل من معدل امتصاص الجسم للسكريات.
- الحد من التوتر وذلك لأنه قد يؤدي لزيادة نسبة السكر في الدم.
- الحفاظ على شرب الماء.
- أخذ قسط كافٍ من الراحة.
- التحكم في وزن الجسم.
- يمكن استخدام بعض الأعشاب للتحكم والتقليل من سكر الدم مثل: الشاي الأخضر والقرفة والحلبة.
في الختام إذا اتبعت توصيات الطبيب فسوف تتحكم في معدلات السكر التراكمي بشكل جيد وتتجنب عواقب ارتفاعه الوخيمة.