بقلم د.إيمان سلام
يعاني كثير من السيدات قرح عنق الرحم،
أحياناً ما يحدث جروح وقرح في منطقة عنق الرحم، عندما تخرج الخلايا الرخوة (الخلايا الغدية) التي تبطن قناة عنق الرحم إلى السطح الخارجي لعنق الرحم.
يتكون الجزء الخارجي من عنق الرحم في الحالات الطبيعية من خلايا صلبة تعرف باسم (الخلايا الظهارية).
نظرًا لكون تلك الخلايا الرخوة أكثر حساسية من الخلايا الموجودة في خارج عنق الرحم (الخلايا الظهارية)، فهي تنتج مزيداً من المخاط وتميل إلى النزف بسهولة.
هذا الاختلاف في طبيعة الخلية يسبب أعراض مزعجة لدى كثير من السيدات، من أشهرها:
- النزيف.
- إفرازات مهبلية مزعجة.
- ألم ونزيف في أثناء الجماع أو بعده.
- ألم ونزيف أثناء فحص الحوض أو بعده.
- النزيف خلال الأشهر الأخيرة من الحمل.
تعرف الحالة طبيًا بانقلاب عنق الرحم أو التآكل.
يعد شائعًا إلى حد ما بين النساء في سنوات الخصوبة والإنجاب، لكنه لا يؤثر في معدل الخصوبة ولا يعتبر مؤشرًا لأي ورم سرطاني.
من الممكن ألا يكون لدى المريضة أي أعراض على الإطلاق، إذ لا يكتشف كثير من السيدات أن لديهن قرح فى عنق الرحم حتى يزورون طبيب أمراض النساء ويجرين فحصًا لمنطقة الحوض.
طرق كي قرحة عنق الرحم
من أشهر طرق كي قرحة عنق الرحم
- كي قرحة عنق الرحم بالحرارة.
- وكي قرحة عنق الرحم بالتبريد.
كي قرحة عنق الرحم بالحرارة
يعتمد تكنيك الكي بالحرارة على استخدام أداة صغيرة (المسبار)، وهو جهاز ذو رأس كروي ساخن يعمل كمصدر لحرارة عالية، تسُلّط على الخلايا الرخوة، لإزالة الطبقات العليا من الخلايا الحساسة فى عنق الرحم.
يسمح هذا العلاج للخلايا السليمة والأكثر صلابة بالنمو مرة أخرى، ويتخلص من الخلايا الرخوة، وذلك بعد تخدير المنطقة المصابة.
كذلك تستغرق العملية حوالي 5 – 10 دقائق.
يعزز العلاج بالكي الحراري المنطقة الموجودة على عنق الرحم لنمو الأنسجة الأكثر صلابة .
يعد هذا النسيج الأكثر صلابة أقل عرضة للنزيف والإفرازات المهبلية زائدة، مما يساعد على التخلص من تلك الأعراض المزعجة لكثير من السيدات.
كي قرحة عنق الرحم بالتبريد
يعتمد كي قرحة عنق الرحم بالتبريد على استخدام غاز التجميد (النيتروجين السائل) في درجة حرارة حوالي 50- درجة مئوية، لتدمير الخلايا غير المرغوب فيها في عنق الرحم.
فيخلق “كرة جليدية” على عنق الرحم، وتقتل كرة الثلج هذه الخلايا غير الطبيعية.
قد تشعر المريضة ببعض القشعريرة أو التقلصات.
عند تدمير هذه الخلايا غير الصحية ، يمكن للجسم استبدالها بخلايا صحية جديدة، ربما لن تحتاج إلى أي مسكنات، حيث تستغرق العملية 10 دقائق تقريبًا.
نظرًا لكون جراحة كي عنق الرحم بالتبريد أقل توغلًا للخلايا المجاورة من أنواع الجراحات الأخرى، فهي تجنب المريضة كثيراً من الألم وفرص النزيف إذ تتجنب احتمالات خطيرة لحدوث مضاعفات أخرى.
تعد كذلك أقل تكلفة ووقتًا من كل أنواع الجراحات الأخرى.
كذلك لا تؤذي الأنسجة المجاورة، فيمكن تكرارها أو دمجها مع علاجات أخرى إذا لزم الأمر.
الحصول على أفضل النتائج
- التجميد مدة 3 دقائق.
- التوقف حتى يسمح عنق الرحم بالذوبان مدة 5 دقائق.
- يتكرر التجميد مدة 3 دقائق أخرى.
كما يمكن أن يترتب على هذا العملية بعض المضاعفات البسيطة، مثل:
- الدوخة
لكن بضع دقائق من الراحة ستخفف هذه الأعراض.
- إفرازات مائية.
لذا يجب التنويه بضرورة إحضار فوط صحية للمريضة.
كذلك في الأسبوع أو الأسبوعين الأول بعد الكي بالتبريد، قد تعاني المريضة إفرازات مهبلية مائيّة أو مختلطة بالدم. لكن لا داعي للقلق فهذا يعني أن الجسم يتخلص من مخلفات الخلايا القديمة.
إذ تبلغ نسبة نجاح الجراحة البردية حوالي 85 إلى 90 بالمائة .
يعد التشنج الخفيف أثناء العملية هو أكثر مخاطر الكي بالتبريد شيوعًا.
كما تتضمن بعض المضاعفات النادرة للكي بالتبريد ما يلي:
- نزيف مهبلي.
- عدوى.
- إغماء.
- تجميد الحروق على المهبل.
كذلك يجب علينا التنويه بوجوب التوجه إلى المستشفى إذا تعرضت المريضة إلى أيًا من الأعراض التالية:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- قشعريرة.
- إفرازات مهبلية غير عادية كريهة الرائحة.
- وجع البطن.
في حالات نادرة قد يسبب الكي بالتبريد ندوبًا في عنق الرحم، ويعرف أيضًا باسم تضيق عنق الرحم.قد تجعل هذه الحالة من الصعب الحمل أو الاستمرار في الحمل أو الولادة الطبيعية، كذلك قد يؤدي تضيق عنق الرحم أيضًا إلى زيادة التقلصات أثناء نزيف الحيض الطبيعي.
نصائح بعد كي قرحة عنق الرحم
تؤخذ مسحة من عنق الرحم بعد مدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر بعد الإجراء للتأكد من تدمير الخلايا غير الطبيعية وعدم تكرارها.
قد يلزم إجراء مسحه سنويًا أو بشكل متكرر بعد ذلك.
كما يجب علينا التنويه أن المريضة ستتمكن من العودة إلى أنشطتها العادية بمجرد انتهاء العملية، باستثناء:
- الاستحمام.
- استخدام السدادات القطنية.
- ممارسة الجماع.
وذلك لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد الجراحة . فهذا يعطي عنق الرحم الوقت المناسب للشفاء.
بالنسبة لتناول حبوب منع الحمل ، فلا حرج في استمرار تناولها في الموعد المحدد.
كما يجب علينا التوضيح بتعارض العملية مع حالات الحمل أو فترة وجود الدوره الشهريه
مضاعفات كي قرحة عنق الرحم بالحرارة
يعد معدل المضاعفات لهذا النوع من العمليات ضعيف جدا، ولكن المضاعفات الأكثر شيوعًا هي:
- تضييق فتحة عنق الرحم.
- الإصابة بالعدوى.
والتي يمكن علاجها بسهولة بالمضادات الحيوية
- ألم مماثل لألم الدورة الشهرية أو حرقان طفيف.
الذي يمكن تجاوزه بقليل من المسكنات، مثل: الباراسيتامول والإيبوبروفين.
- إفرازات مائية غزيرة في الأيام القليلة التالية للعملية.
قد تستمر هذة الإفرازات المائية مدة تصل إلى 4 أسابيع.
لكن يجب على المريضة الاهتمام بأن في حالة تغيير لون تلك الإفرازات من اللون الوردي إلى البني، أو في حالة وجود إفرازات صفراء أو كريهة الرائحة؛ فهذا مؤشر لوجود عدوى بكتيريا مما يتطلب استخدام إحدى المضادات الحيوية المناسبة، وذلك تحت إشراف الطبيب المختص.
لتجنب خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية خلال الأسابيع الأربعة الأولى، يجب الالتزام بما يأتي:
- استخدم المناشف الصحية وليس السدادات القطنية.
- تجنب الجماع.
- وتجنب السباحة.
- تجنب الكريمات المهبلية.
بينما يتوجب التوجه للمستشفى في حالات
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- نزيف مهبلي غزير.
- ألم شديد في البطن.
- قيء ذو رائحة كريهة.
للاسف تحاط أمراض النساء بكثير من الشائعات والتصورات الخاطئة، لذا يجب علينا اللجوء لمتخصص والاهتمام بوصف الأعراض واتباع تعليمات الطبيب بدقة.
أخيرًا يجب أن ننوه بأن قرح عنق الرحم لا يصنف كمرض خطير.
بل عادةً ما يكون عرضًا لعدة أمراض أخري.
لذا علينا سرعة الكشف والتشخيص.