متلازمة بولاند | الأسباب والأعراض وطرق العلاج

كانت بداية اكتشاف متلازمة بولاند في القرن التاسع عشر،
ويُعزى الفضل في اكتشافها إلى الجراح البريطاني السير ألفريد بولاند؛ لذلك نُسِب إليه اسم المرض.

كان الدافع لهذا الاكتشاف هو ملاحظة هذا الطبيب لشخص بالغ يعاني قصورًا في النمو العضلي في أحد جانبي الجسم،
بينما الجانب الآخر التكون العضلي فيه طبيعيًا، فبدا ذلك شيئًا ملفتًا يستحق الدراسة.

إذًا لنتابع في السطور القادمة المعلومات التي استطاع بولاند والعلماء من بعده التوصل إليها،
وساعدتنا على معرفة أبعاد هذا المرض النادر وأهمها أسبابه المُحتمَلة وطرق العلاج.

ما المراد بمتلازمة بولاند (Poland syndrome)؟

تُسمَى كذلك باسم تشوه بولاند (Poland anomaly) أو متوالية بولاند (Poland sequence)،
تتميز بنقص التطور العضلي أو ضموره في أحد جانبي الجسم بالأخص جدار الصدر في العضلة الصدرية الكبرى.

يترتب على ذلك تشوهات أخرى بنفس الجانب في الكتف والذراع، وتمتد إلى اليد مسببةً ما يُسمى بتكفف الأصابع،
وتختلف خطورة التشوهات وشدتها من شخص لآخر.

وقد صنَّف المعهد القومي لبحوث الجينوم البشري متلازمة بولاند من الأمراض النادرة؛
لذا فكان من الصعب الجزم بصحة التفاصيل الدقيقة عنها، مثل: الفئات المُستهدَفة، وكذلك أي من جانبي الجسم أكثر عرضةً للإصابة؟

أسباب متلازمة بولاند

تُعد الأسباب وراء الإصابة بمتلازمة بولاند غير معروفة حتى الآن، ولكن يُرجِّح معظم الباحثين أن ذلك مرتبط بخلل في الأوعية الدموية خلال الأسبوع السادس من عمر الجنين.

نظرًا لاعتماد الجنين في هذه المرحلة على تدفق الدم إلى الأنسجة لعملية النمو؛ لذا فإن توقف هذا التدفق الدموي للأنسجة المحيطة بالصدر والقفص الصدري يُسهم في ظهور هذا المرض.

أما عن دور العامل الوراثي في حدوث هذا المرض، فلا توجد أدلة قاطعة بهذا الشأن، فهذه المتلازمة تحدث للأشخاص بصفة فردية ونادرًا ما يُصاب أكثر من شخص من نفس العائلة بالمتلازمة.

أعراض متلازمة بولاند

بالرغم من أن متلازمة بولاند تنشأ قبل ولادة الطفل، إلا أن أعراضها لا تظهر بوضوح إلا في مرحلة البلوغ؛ فحينها يبدو النمو العضلي غير متماثل في شقي الجسم.

لاحظ الباحثون مؤخرًا أن نسبة الإصابة بمتلازمة بولاند في الأولاد أكثر من الإناث، ولكن لم يتوصلوا لسبب ذلك، وكانت الأعراض ما يلي:

كما وُجد مع الدراسة والأبحاث ارتباط الإصابة بمتلازمة بولاند بعدة أمراض أخرى، مثل:

مضاعفات متلازمة بولاند

يترتب على إهمال علاج المتلازمة بعض المضاعفات الخطرة كما هو الحال في معظم الأمراض، منها على سبيل المثال:

تشخيص متلازمة بولاند

لا مجال للشك أن التشخيص المبكر لأي مرض يساعد على الاستجابة السريعة للعلاج،
ففي حالة متلازمة بولاند هناك بعض الأعراض الواضحة التي تحسم التشخيص منذ لحظة الولادة، مثل: تشوهات الأصابع.

ربما تظهر أعراض أخرى في مرحلة الطفولة إذا كانت الحالة شديدة؛ فيكون التشخيص أسهل،
بينما الغالبية العظمى من الحالات البسيطة كما ذكرنا سابقًا فلا تتيقن من إصابتها إلا في مرحلة البلوغ.

يعتمد الطبيب في التشخيص الأولي على الفحص الجسدي؛ للكشف عن علامات متلازمة بولاند،
ثم يسأل المريض عن بداية ظهور هذه الأعراض، ثم يوصي الطبيب بإجراء بعض الأشعة.

يطلب الطبيب إجراء هذه الأشعة بغرض تحديد مدى الضرر الناتج عن المرض على العضلات والعظام، وتشمل ما يلي:

تستخدم الأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد العضلات المُتأثرة بالإصابة، بينما تخترق الأشعة السينية العظام المصابة، التي يمكن أن تكون:

علاج متلازمة بولاند

تختلف الطرق المستخدَمة في العلاج من شخص لآخر، وذلك وفقًا لشدة الحالة وبعض الأعراض المعينة،
فيمكن استخدام واحدة من هذه الطرق أو أكثر، التي تنقسم إلى:

1الوشم العلاجي 

تُستخدَم هذه التقنية لعمل شكل ثلاثي الأبعاد لحلمة الثدي وهالتها؛ وذلك بديلًا للحلمة الضامرة في الجانب المصاب.

2الجراحة التجميلية

لا يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي في مريض متلازمة بولاند إلا عندما تتوقف عملية التطور الجسدي؛ كذلك لتجنب عدم التماثل الذي ربما يحدث في الصدر بعد إجراء العملية، خاصةً في النساء.

يعتمد الطبيب على عضلات الصدر الموجودة فعلًا، أو عضلات من أماكن أخرى بالجسم لإعادة بناء جدار الصدر،
كذلك تساعد الجراحة على تصحيح تشوهات اليدين والذراعين.

تُعد الجراحة حلًا مثاليًا للنساء اللائي ينزعجن من مظهر الثدي غير المكتمل النمو بسبب متلازمة بولاند؛
وذلك بإعادة بناء نسيج الثدي الضامر بزرع مُوسِّع للأنسجة، ويمكن إجراء هذه الجراحة بالتزامن مع جراحة إعادة بناء الصدر.

يُحتمَل أن تحدث بعض المضاعفات بعد إجراء زراعة موسع أنسجة الثدي، وتشمل التالي:

يمكن استخدام تقنية زراعة الغضاريف المُعدَّلة بيولوجيًا؛ لترميم الضلوع الضامرة أو غير مكتملة النمو حتى يبدو المظهر الخارجي للصدر طبيعيًا.

ينبغي للمريض المتابعة المنتظمة مع الجَراح بعد إجراء العملية؛ وذلك للتأكد من سلامة الجرح،
ثم بعد حوالي أسبوعين إذا كان التئام الجرح جيدًا دون التهابات؛ حينها يُزيل الطبيب الغرز الطبية.

أما عن تكلفة إجراء هذه العملية فهذا يتوقف على عدة عوامل، مثل:

يجب أن تتكفل شركات التأمين الصحي الخاصة بتكاليف إجراء عمليات إعادة بناء الجدار الصدري وجراحات الثدي لمرضى المتلازمة؛
لأنها ضرورة طبية تستدعي العلاج.

تختلف نسبة مساهمة التأمين الصحي في العمليات التجميلية من بلد لآخر، ولكنها غالبًا لا تتعدى 80% من إجمالي التكلفة.

3- العلاج الطبيعي

يحتاج المرضى الذين خضعوا لجراحات ترميم تجميلية إلى جلسات علاج طبيعي؛
إذ إنه يساعد على تقوية بنية العضلة وتحسين أدائها الحركي، وتكون تكلفة الجَلسة الواحدة 100 دولار تقريبًا.

إذًا بهذا نصل إلى ختام هذا الموضوع عن متلازمة بولاند،
الذي حاولنا به قدر المستطاع أن يكون شاملًا للمعلومات التي توصل إليها الأطباء والباحثين عن هذا المرض.

للأسف كون الأسباب الكامنة والمؤكدة للإصابة ليست واضحةً بعد؛ فهذا يدفعنا ألا نتهاون في إهمال أي عرض غير مألوف يبدو علينا، ونسعى للوصول إلى تشخيص مبكر لهذه الأعراض.

اقرأ أيضًا 

متلازمة مورغاني | أسبابها وطرق علاجها

ومتلازمة اليد الغريبة | احذر من يدك فربما تقتلك

متلازمة التراجع الذيلي (Caudal regression syndrome)

مراجعة د.غادة هيكل

المصدر
healthline.medicinenetrarediseasesmedicalnewstoday
Exit mobile version