مرض الجمرة الخبيثة | أعراضه وكيفية تجنب الإصابة به

مرض الجمرة الخبيثة (Anthrax) من أكثر الأمراض النادرة وشديدة الخطورة في العالم. استخدم من قبل في الإرهاب البيولوجي، وأدى إلى إصابة عددٍ كبير من الأشخاص في مختلف بلدان العالم.

فما هو مرض الجمرة الخبيثة؟ وكيف تحدث الإصابة به؟ هذا ما سنتعرف إليه في السطور القليلة القادمة فتابع معنا هذا المقال.

تعريف مرض الجمرة الخبيثة

يصنف كمرض بكتيري، وتسببه بكتيريا عصوية الشكل موجبة الجرام تعرف باسم عصيات الجمرة الخبيثة (Bacillus anthracis).

يصيب المرض عادةً الماشية والحيوانات البرية عن طريق بلع واستنشاق أبواغ البكتيريا الموجودة في التربة.

نادرًا ما يصاب به الإنسان، وتحدث الإصابة عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر بحيوان مصاب بالمرض، أو بالمنتجات الحيوانية الملوثة بالبكتيريا المسببة للمرض.

تجدر الإشارة إلى أن مرض الجمرة الخبيثة لا يمكنه الانتقال من شخصٍ إلى آخر، ,كما هو الحال في نزلات البرد والإنفلونزا، لكن وجد أنه في بعض الحالات يمكن أن يصاب الشخص عن طريق ملامسة التقرحات الجلدية أو الإفرازات الخاصة بالمريض.

كيف ينتقل مرض الجمرة الخبيثة؟

تتميز أبواغ البكتيريا (Spores) المسببة لمرض الجمرة الخبيثة بقدرتها على مقاومة الظروف البيئية المختلفة؛ إذ تنتشر في الهواء في صورة خاملة، وتظل عالقة في التربة لفترة طويلة تصل لعشرات السنين، ويكون من الصعب تدميرها. 

تنشط أبواغ البكتيريا فقط عند دخولها الجسم، ومن ثمّ تتضاعف وتنتشر عن طريق الدَّم إلى أجزاء الجسم المختلفة مفرزة سموم مميتة.

تتكون تلك السموم من ثلاث أنواع من البروتينات، لا يعد أي منها سامًا من تلقاء نفسه، ولكن عند اتحاد تلك البروتينات تصبح غاية في السمّية وتؤثر على الخلايا.

تدخل بكتيريا الجمرة الخبيثة إلى جسم الإنسان عن طريق:

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الجمرة الخبيثة

كما ذكرنا سابقًا أن مرض الجمرة الخبيثة مرض شائع الحدوث في الحيوانات لا سيّما حيوانات المزرعة، كذلك قد يصيب الإنسان عند التعرض المباشر للبكتيريا المسببة للمرض.

فيما يلي نذكر الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة:

تكمن مخاطر الجمرة الخبيثة في قدرتها على نشر السموم إلى أجزاء الجسم المختلفة، ويفشل الجهاز المناعي في التصدي لها، كذلك ينتج حدوث التهاب للأغشية التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي، مؤديًا إلى نزيف حاد ومن ثم الوفاة.

أعراض الجمرة الخبيثة

تعتمد أعراض الجمرة الخبيثة على كيفية الإصابة بها؛ إذ إن هناك أربع طرق شائعة للإصابة.

الجمرة الخبيثة الجلدية (Cutaneous anthrax)

تعد أكثر أنواع الجمرة الخبيثة شيوعًا وأقلها خطورة. تحدث الإصابة عند دخول أبواغ البكتيريا عن طريق الجروح الموجودة في الجلد في أثناء حمل الحيوان المصاب أو المنتجات الحيوانية الخاصة به.

تبدأ الأعراض في الظهور خلال 7 أيام من حدوث الإصابة، وغالبًا ما تحدث في الوجه والرقبة والذراع. 

تظهر في شكل نتوء مرتفع ومثير للحكة يشبه لدغة الحشرات، ويتطور بسرعة إلى قرحة غير مؤلمة وسوداء في المنتصف، بالإضافة إلى حدوث تورم في القرحة والغدد الليمفاوية المجاورة.

الجمرة الخبيثة الاستنشاقية (Inhalation anthrax)

تعد أكثر الأنواع خطورة، وتحدث الإصابة عند استنشاق الهواء الملوث بأبواغ البكتيريا.

تدخل أبواغ البكتيريا الرئتين، وتصيب الغدد الليمفاوية الموجودة في القفص الصدري، ومن ثمّ تبدأ في التضاعف وإنتاج السموم، مسببة أعراض تنفسية شديدة الخطورة نادرًا ما ينجو منها المريض.

تبدأ الأعراض في الظهور في مدة تتراوح من أسبوع إلى شهرين من تاريخ الإصابة، وتتمثل في:

الجمرة الخبيثة المَعدية المعوية (Gastrointestinal anthrax)

نادرًا ما يصاب بها الإنسان، ويحدث عند تناول لحوم نيّة أو غير مطبوخة جيدًا لحيوان مصاب بالمرض، وهذا بدوره سيؤدي حتمًا إلى اضطراب حاد في الجهاز الهضمي، وظهور الأعراض التالية:

الجمرة الخبيثة عن طريق الحقن (Injection anthrax)

غالبًا ما يحدث في أثناء الحقن بالمواد المخدرة كالهيروين وغيره.ونتيجة لذلك تظهر الأعراض تحت الجلد أو في العضلات في منطقة حقن الدواء.

تتشابه الأعراض مع أعراض الجمرة الخبيثة الجلدية، ولكنها تتميز بسرعة الانتشار، ويصبح من الصعب تشخيصها، وتظهر تلك الأعراض في صورة:

مرض الجمرة الخبيثة ودوره في الإرهاب البيولوجي

تُعد الجمرة الخبيثة واحدة من أخطر الأسلحة البيولوجية التي يمكن أن يستخدمها الجنس البشري ويرجع السبب وراء ذلك إلى:

في عام 2001 أُرسلت بعض الخطابات الملوثة ببكتيريا الجمرة الخبيثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مما أسفر عن إصابة 17 شخص ومقتل 5 آخرين.

تشخيص مرض الجمرة الخبيثة

يمكن تشخيص المرض عن طريق إجراء عدة اختبارات معملية للكشف عن عصيات الجمرة الخبيثة منها:

علاج الجمرة الخبيثة

لا شك أن الاكتشاف المبكر للمرض وتلقي العلاج المناسب يساعدان في ارتفاع نسب الشفاء.

وفي المراحل المبكرة من المرض الذي لم تظهر فيه الأعراض بعد، يُعالج المريض باستخدام المضادات الحيوية كالبنسيلين، والسيبروفلوكساسين لمدة 60 يومًا.

غالبًا ما يحتاج الأشخاص المصابين بالجمرة الخبيثة الرئوية إلى استخدام المحاليل، وأجهزة التنفس الصناعي إلى جانب المضادات الحيوية اللازمة.

في المراحل المتأخرة من المرض وبعد انتشار تلك البكتيريا للسموم في الجسم يصبح مضاد السموم هو الخِيار الأنسب.

يُراعى استشارة الطبيب المختص قبل تناول الدواء.

الوقاية من مرض الجمرة الخبيثة

يُعد لِقاح بيوثراكس (Biothrax) هو اللِقاح الوحيد لمرض الجمرة الخبيثة. عند استخدامه كإجراء وقائي يؤخذ اللِقاح على شكل 5 جرعات متتالية على مدار 18 شهرًا، ولكن عند تناوله بعد التعرض للإصابة يأخذ المريض ثلاث جرعات فقط.

لِقاح الجمرة الخبيثة متاح فقط للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة كالأطباء البيطريين، والباحثين، والجنود في أثناء الحرب البيولوجية.

من الضروري التعامل بحرص مع الحيوانات ومنتجاتها خاصةً في المناطق التي يُشاع فيها المرض.

ختامًا، مرض الجمرة الخبيثة يحمل الكثير من المخاطر وإن كانت نادرة الحدوث؛ لذلك من الضروري إبلاغ السلطات المسئولة على الفور عند الاشتباه في حدوث المرض.

اقرأ أيضًا

الأمراض حيوانية المنشأ | كيف تنقل الحيوانات الأمراض؟

حمى الوادي وحمى الوادي المتصدع

المصدر
cdchealthlinemayoclinic
Exit mobile version