طب عامطبي

مرض السكر | مرضي المزمن هل توقفت حياتي؟

 أشعر منذ أسابيع ببعض الأعراض الغريبة، ولم أكن انتبه لها، فكنت أشعر بالعطش الشديد، وأيضََا أصبحت أجوع كثيرََا، ومع ذلك خسرت كثيرََا من وزني، نصحني أحد أصدقائي بالتوجه للطبيب للاطمئنان على صحتي، فأخبرني الطبيب بعد إجراء بعض الفحوصات بأني مصاب بمرض السكر، صدمني وقتها، وسألته متعجبا كيف هذا وأنا لم أتجاوز الثلاثين من عمري؟ ولا أعاني أمراضًا أخرى؟! وهل سأظل ما بقي من عمري مريضًا؟  استشعر كأن قلبي أُنتزع من مكانه.

هدأ الطبيب من روعي كثيرََا، وأخبرني أنه باتباعي نظام صحي أستطيع ممارسة حياتي بصورة طبيعية، ونصحني بقراءة هذا المقال لمزيد من المعرفة عن مرض السكر، وإليكم المقال:

ما هو مرض السكر

 مرض السكر من الأمراض المزمنة التي يرتفع فيها مستوى سكر الدم (الجلوكوز) عن المستوى الطبيعي، ولا يستطيع الجسم التعامل الصحيح معه مما يؤدي إلى زيادته في الدم.

أسباب مرض السكر:

لا يستطيع الجسم في مرض السكر التعامل مع سكر الدم، لعدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين بكمية كافية أو عدم كفاءة هرمون الإنسولين في تخزين جلوكوز الدم.

النسبة الطبيعية للسكر في الدم:

  • لا ينبغي أن تزيد قراءة السكر في الطبيعي عن 140 مجم/ ديسي لتر.
  • وإذا كانت القراءة بعد ساعتين من تناول الطعام أعلى من 200 مجم/ ديسي لتر فإنها تشير إلى الإصابة بمرض السكر.
  • ولو كانت النسبة بين 140_199 مجم/ ديسي لتر فتكون احتمالية الإصابة بالسكر أكثر.

أعراض مرض السكر:

تختلف الأعراض تبعًا لنسبة ارتفاع الجلوكوز في الدم، ولا تظهر غالبََا أعراض على مريض السكر من النوع الثاني، بينما تظهر الأعراض سريعََا وتكون أكثر حدة على مريض السكر من النوع الأول.

من الأعراض الشائعة:

  1. زيادة العطش (من أهم الأعراض لمريض السكر).
  2. كثرة التبول.
  3. الجوع الشديد.
  4. فقدان الوزن المفاجئ.
  5. الإعياء والتعب المستمر.
  6. عدم وضوح الرؤية.
  7. حدوث قرح لا تلتئم في أماكن مختلفة في الجسم.
  8. التهابات متكررة في اللثّة، أو الجلد، أو المهبل.
  9. رائحة البول الكيتونية، لظهور الكيتونات الناتجة من تكسير العضلات لعدم توفر الأنسولين الكافي.
  10. ضعف القدرة الجنسية لدى الرجال.
  11. التهابات المسالك البولية في السيدات.

والآن دعونا نتعرف على أنواع مرض السكر وأسبابه وكيفية التعامل معه.

 أنواع مرض السكر:

  1. مرض السكر النوع الأول (السكري المعتمد على الإنسولين):
  • غالبا يحدث هذا النوع في مرحلة الطفولة، نتيجة خلل في المناعة الذاتية، إذ تهاجم الخلايا المناعية خلايا البنكرياس مما يمنعه من تكوين الأنسولين.
  •  يكون الأشخاص المصابون بهذا النوع أكثر عرضة لأمراض القلب والسكتة الدماغية.

كيفية التعامل مع النوع الأول:

  • عن طريق حقن الإنسولين في الأنسجة الدهنية تحت الجلد مباشرة، أو قلم الإنسولين.
  • عمل الفحوصات الدورية للاطمئنان على مستوى السكر في الدم.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • ممارسة الرياضة.
  1.  مرض السكر من النوع الثاني (غير معتمد على الإنسولين):
  • عادة ما كان يصيب كبار السن ولكنه في الأعوام الماضية أصبح أكثر انتشارََا بين الشباب والأطفال، نتيجة لزيادة الوزن والعادات الغذائية غير الصحية.
  • في هذا النوع ينتج البنكرياس الإنسولين ولكنه ليس كافيا، أو لا يستطيع الجسم استخدامه، أي يحدث مقاومة الإنسولين.
  • يؤثر على الأوعية الدموية في الأعصاب والعينين والكلى وربما يؤدي إلى أمراض القلب أو السكتة الدماغية.
  • يكون الأشخاص الذين يعانون السمنة أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع ومقاومة الإنسولين، إذ ينتج البنكرياس المزيد من الإنسولين ويظل غير كافيا للحفاظ على مستوى السكر في الدم.

كيفية التعامل مع هذا النوع:

  • الحفاظ على الوزن الصحي.
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
  • ممارسة الرياضة يوميا.
  • ربما يحتاج مريض هذا النوع بعض الأدوية للحفاظ على مستوى السكر في الدم.
  • عمل الفحوصات الدورية.
  1. مرض السكر في الحمل:
  • يظهر في منتصف أو في أواخر الحمل إذ يسبب الحمل مقاومة الإنسولين.
  • ينتقل سكر الدم إلى الجنين عبر المشيمة لذا يجب التحكم فيه للحفاظ على نمو الجنين وتطوره.
  • عادة ما يختفي بعد الولادة ولكن ربما تصاب بعض الأمهات بمرض السكر النوع الثاني بعد أسابيع أو سنوات من الولادة.

من العوامل التي تساعد على ظهور سكر الحمل:

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسكر الحمل.
  • زيادة الوزن أو السمنة.
  • الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.

خطر سكر الحمل على الجنين:

  • زيادة غير طبيعية في الوزن قبل الولادة مما يؤدي إلى صعوبة في الولادة.
  • صعوبة في التنفس أثناء الولادة.
  • زيادة الوزن واحتمال الإصابة بمرض السكري في المستقبل.

كيفية التعامل مع سكر الحمل:

  • تناول وجبات غذائية متكاملة مع قليل من الدهون والسعرات الحرارية.
  • ممارسة رياضة المشي.
  • الحفاظ على الوزن الصحي المناسب في الحمل.
  • تناول الإنسولين إذا لزم الأمر.

غيبوبة السكر:

تُعد من المضاعفات الخطيرة لمريض السكري، وتسبب فقدان الوعي والإغماء، ولا يفيق المريض إلا بعد تلقي الرعاية الطبية.

 أسبابها:

  1. انخفاض حاد في سكر الدم:

يحدث نقص شديد في جلوكوز الدم، والأشخاص الذين يتناولون الإنسولين أكثر عرضة للخطر، إهمال علاج نقص السكر في الدم يؤدي إلى الانخفاض الشديد للسكر مما يؤدي إلى الغيبوبة.

  1. الحمض الكيتوني السكري:

 عندما يستخدم الجسم الدهون كمصدر للطاقة بدلا من الجلوكوز نتيجة لنقص الإنسولين، فتتراكم الأجسام الكيتونية في الدم، وهذا أكثر شيوعََا في سكري النوع الأول، وإهمال علاجها يؤدي إلى الغيبوبة.

  1. متلازمة فرط الأسمولية اللاكيتوني:

تحدث غالبا في كبار السن نتيجة الزيادة الشديدة في سكر الدم التي قد تصل إلى 600 مجم/ ديسي لتر.

أعراض غيبوبة السكر:

إذ يرسل الجسم علامات تحذيرية تشير إلى ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم، وإذا كان الشخص مصاب بالسكري منذ فترة طويلة فيدخل في غيبوبة بدون ظهور أي أعراض.

أعراض ارتفاع السكر في الدم:

  • التعب.
  • وجع بطن.
  • ضيق في التنفس.
  • زيادة التبول.
  • ضعف النبض.
  • النعاس.
  • المشي بغير اتزان.
  • زيادة العطش.
  • سرعة دقات القلب.
  • جفاف الفم.
  • رائحة الفواكه في أنفاسك.
  • الجوع.

أعراض نقص السكر في الدم :

  • التعرق.
  • التعب.
  • سرعة التنفس. 
  • العصبية.
  • الغثيان.
  •  مشاكل في التواصل.
  • الشعور بالدوار والدوخة.
  • الجوع.

 لا يصل أي إمداد للمخ عند النقص الشديد في الإنسولين؛ نتيجة عدم تناول الطعام، أو ممارسة الرياضة لفترة طويلة، أو حَقن الكثير من الإنسولين.

السكر الوراثي:

 يختلف مرض السكر النوع الأول عن الثاني، فلكل منهما أسبابه المختلفة، عندما يكن لديك الاستعداد الوراثي للمرض، مع وجود عوامل بيئية تساعد في ظهوره.

اكتشف الباحثون بعض العوامل التي تساعد على ظهور النوع الأول وهى:

  • يظهر أكثر في فصل الشتاء وخاصة المناطق الباردة.
  • الإصابة بالفيروسات ولكنه احتمال ضعيف.
  • إدخال الطعام مبكرََا للرضع وعدم الاعتماد على الرضاعة الطبيعية.
  • وجود أجسام مناعية تهاجم خلايا الجسم قبل تشخيص السكر بسنوات عدّة.

بينما يرتبط النوع الثاني أكثر بالوراثة ومن العوامل التي تساعد في ظهوره:

  • السمنة وعادات الأكل الخاطئة. 
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكر.
  • العمر: إذ يظهر أكثر في الأعمار الكبيرة نتيجة لقلة الحركة وزيادة الوزن.
  • سكر الحمل: معظم من أصبن بسكر الحمل أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع.
  • متلازمة تكيس المبايض.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية.

وأخيرََا عزيزي مريض السكر، مرضك ليس نهاية ولكنه بداية حياة صحية جديدة.

المصدر
medicalnewstodaydiabetes.niddk.nih.gov

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى