انتشر الحديث في الآونة الأخيرة عن نقص الأكسجين، لكونه من المضاعفات الخطيرة لمرضى فيروس كورونا (Covid-19) فما هو وماهي أضراره؟
نقص الأكسجين هو عدم حصول خلايا الجسم على كفايتها من الأكسجين، وربما يحدث هذا مع أن تدفق الدَّم طبيعي.
في حالات نقص الأكسجين في الدَّم (Hypoxemia) لا يوجد ما يكفي من الأكسجين في الدَّم والشرايين مما يؤدي إلى قلة الأكسجين الواصل إلى الأنسجة والخلايا، ويُعد نقص الأكسجين في الدَّم، ونقصه في الأنسجة حالتان خطرتان.
ربما يُسبب نقصه ضررًا بالغًا للدماغ والكبد والأعضاء الأخرى بعد بضع دقائق فقط من حدوثه.
دعنا نأخذك -عزيزي القارئ- في رحلة للبحث عن نقص الأكسجين وأضراره، وأسبابه وكيف نعالجه؟ فكن معنا.
في هذا الوقت يتساءل الكثير من الناس التنفس الطبيعي كم نسبته؟
يُعد قياس معدل التنفس الطبيعي أحد أهم العلامات الحيوية، التي يعتمد عليها الطبيب، وهو عدد مرات الشهيق والزفير، التي يتنفسها الشخص في الدقيقة.
يُقاس المعدل عادةً عندما يكون الشخص في حالة راحة، وهو ببساطة حساب عدد الأنفاس لمدة دقيقة واحدة عن طريق حساب عدد مرات ارتفاع الصدر.
ربما تزداد معدلات التنفس مع الحمى والمرض والحالات الطبية الأخرى، وعند فحص التنفس، ينبغي مراعاة ما إذا كان الشخص يعاني صعوبة في التنفس.
وتتراوح معدلات التنفس الطبيعي للشخص البالغ عند الراحة من 12 إلى 16 نفسًا في الدقيقة.
ترتفع معدلات التنفس عند الأطفال عن البالغين، إذ تبلغ في حديثي الولادة من 30-60 نفس في الدقيقة وتقل كلما تقدم العمر لتصل إلى النسبة الطبيعية عند البالغين.
تختلف نسبة التنفس الطبيعي عن نسبة تشبع الأكسجين في الدَّم أو المعدل الطبيعي لتشبع الأكسجين في الدَّم SPO2، وهي تعني نسبة الهيموجلوبين المرتبط بالأكسجين من إجمالي نسبة الهيموجلوبين في الدَّم، وتتراوح النسبة الطبيعية من 95% إلى 100٪ ويُقاس بجهاز قياس الأكسجين.
تشخيص نقص الأكسجين
تشير مستويات الأكسجين في الدَّم (الأكسجين الشرياني) التي تتدفق عبر شرايين الجسم.
يستخدم اختبار ABG الدَّم المأخوذ من الشريان، إذ يمكن قياس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون قبل دخولها إلى أنسجة الجسم.
يُوضع الدَّم في جهاز ABG (محلل غازات الدَّم) الذي يوفر مستويات الأكسجين في الدَّم على شكل ضغط جزئي للأكسجين (PaO2).
قياس ضغط الأكسجين الشرياني الطبيعي (PaO2) باستخدام اختبار غازات الدَّم الشرياني (ABG) هو ما يقرب من 75 إلى 100 ملليمتر من الزئبق (75-100 مم زئبق).
عندما ينخفض المستوى عن 75 مم زئبق، تسمى الحالة عمومًا بنقص تأكسج الدَّم.
تعد المستويات الأقل من 60 مم زئبق منخفضة جدًا وتشير إلى الحاجة إلى أكسجين إضافي.
يمكن قياس مستويات الأكسجين في الدَّم باستخدام أداة تُعرف باسم مقياس التأكسج النبضي (pulse oximeter).
تتراوح مستويات الأكسجين الطبيعية في مقياس التأكسج النبضي عادةً من 95٪ إلى 100٪.
تعد مستويات الأكسجين في الدَّم أقل من 90٪ منخفضة (نقص تأكسج الدَّم).
أنواع نقص الأكسجين
هناك أربعة أنواع من نقص الأكسجين وتشمل:
- نقص الأكسجين في الدَّم، إذ يكون ضغط الأكسجين في الدَّم المتجه إلى الأنسجة منخفضًا جدًا بحيث لا تحصل الأنسجة على كفايتها من الأكسجين.
- فقر الدَّم، حيث تكون كَمّيَّة الهيموجلوبين الوظيفي قليلة جدًا، لذا تكون قدرة الدَّم على حمل الأكسجين منخفضة.
- النوع الراكد، في هذا النوع يكون الدَّم طبيعيًا وكذلك نسبة الهيموجلوبين ولكن تدفق الدَّم إلى الأنسجة منخفض.
- نقص التأكسج النسيجي، أو نقص التأكسج بالتسمم النسيجي، في هذا النوع يحدث تسمم لخلايا الأنسجة، ولا تستطيع الاستفادة من الأكسجين.
أسباب نقص الأكسجين
- يمكن أن تسبب نوبة الربو الشديد نقص الأكسجين لدى البالغين والأطفال.
في أثناء النوبة، تضيق الممرات الهوائية، مما يسبب نقص الهواء في الرئتين، ويؤدي ذلك لحدوث السعال لتنظيف الرئتين وهذا يجعل الجسم يستخدم كَمّيَّة أكبر من الأكسجين ويزيد من سوء الأعراض.
- يمكن أن ينتج نقص الأكسجين كذلك عن تلف الرئة بسبب صدمة شديدة.
من الأسباب الأخرى لنقص الأكسجين:
- أمراض الرئة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
يؤدي مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى التهاب وتورم المسالك الهوائية، وهو يتسبب في تدمير أنسجة الرئة المسماة الحويصلات الهوائية، لذا يتسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن في تقليل تدفق الأكسجين في جسمك أيضًا.
- انتفاخ الرئة (Emphysema).
- التهاب الشعب الهوائية (Bronchities) أو الالتهاب الرئوي (Pneumonia).
- الوذمة الرئوية (استسقاء الرئة) (Pulmonary edema).
- أدوية الألم القوية والأدوية الأخرى التي تعيق التنفس.
- مشكلات القلب.
- فقر الدَّم (قلة عدد كرات الدَّم الحمراء التي تحمل الأكسجين).
- التسمم بالسيانيد.
أعراض نقص الأكسجين
يؤدّي الأكسجين دورًا مهمًا لجميع أنسجة وخلايا الجسم والطريقة الوحيدة للحصول عليه هي من خلال الرئتين.
غالبًا ما تشمل أعراض نقص الأكسجين التالي وهي تنقسم إلى أعراض حادة، وأعراض شديدة.
الأعراض الحادة:
- ضيق التنفس.
- سرعة معدل التنفس.
- زيادة ضربات القلب.
الأعراض الشديدة:
- عدم القدرة على التواصل.
- الالتباس.
- حدوث غيبوبة.
يمكن أن تكون الأعراض لدى المرضى الأطفال مماثلة لما سبق وربما تشمل كذلك الأعراض التالية:
- الخمول.
- الانفعال.
- القلق.
- الجلوس والانحناء إلى الأمام لتحسين التنفس الحجابي.
- ربما يسيل لعاب الأطفال المصابين بالتهاب لسان المزمار وتضيق مجرى الهواء ويتنفسون عن طريق الفم بشكل رئيسي.
نقص الأكسجين في المخ
يحدث نقصه في المخ عندما يتعرض الشخص لما يعوق وصول الأكسجين إلى الدماغ ويحدث هذا في عدة حالات منها:
- حوادث الغرق.
- الاختناق.
- السكتة القلبية.
- إصابات الدماغ والسكتة الدماغية.
- التسمم بأول أكسيد الكربون.
يمكن أن تكون هذه الحالة خطيرة لأن الدماغ من الأعضاء التي تحتاج إلى الأكسجين كي تعمل بشكل صحيح.
أعراض نقص غازات المخ
تتراوح أعراض قلة الأكسجين في الدماغ من خفيفة إلى شديدة، وتشمل الأعراض الخفيفة:
- فقدان الذاكرة المؤقت.
- انخفاض القدرة على تحريك الجسم.
- صعوبة في الانتباه.
- صعوبة اتخاذ قرارات سليمة.
تشمل الأعراض الشديدة ما يلي:
- التشنج.
- غيبوبة.
- الموت الدماغي.
مضاعفات قلة الأكسجين وأضراره
يؤدي نقص الأكسجين في مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى صعوبة التنفس، ويؤثر على صحة القلب والمخ.
فرط ثاني أكسيد الكربون
تحدث هذه الحالة بسبب صعوبة التنفس وتحتفظ الرئتان بكميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وهذه الحالة ربما تكون مميتة، لذلك يهدف العلاج لرفع مستويات الأكسجين، ونقص مستوى الكربون في الجسم.
مضاعفات أخرى
ربما يؤدي نقص الأكسجين المزمن لمرض الانسداد الرئوي المزمن غير المُعالج أيضًا إلى:
- الاكتئاب واضطرابات المِزَاج الأخرى.
- الضعف والإرهاق.
- صداع الرأس.
- الارتباك.
- ارتفاع ضغط الدَّم.
- ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- السكتة القلبية.
- فشل الجهاز التنفسي الحاد
- كثرة الحمر الثانوية، وهي زيادة غير طبيعية في عدد كرات الدَّم الحمراء.
علاج نقص الأكسجين وأضراره
العلاج الرئيسي لنقص الأكسجين وأضراره أو قلة الأكسجين في الدَّم هو إعطاء أكسجين إضافي للمريض وإلى الجسم (الدَّم) في أسرع وقت ممكن، خاصة إذا كان هناك شك في نقص الأكسجين في الدماغ.
سيستجيب العديد من المرضى للأكسجين الإضافي الذي توفره قنية الأنف.
كلما نجح مقدمو الرعاية الصحية في تعديل مستوى الأكسجين إلى المستوى الطبيعي، كان ذلك أفضل للمريض.
ومع ذلك، فإن التوقيت مهم للغاية، لأن نقصه في الدماغ يمكن أن يحدث بعد بضع دقائق، وفي كثير من المرضى، ربما يُسبب ضررًا دائمًا.
ربما يُعالج بعض المرضى في غرفة الضغط العالي التي تزيد من تركيزات الأكسجين في الدَّم، وتستخدم في حالات التسمم بأول أكسيد الكربون، بينما يحتاج البعض الآخر إلى تهوية ميكانيكية (التنبيب) مع توفير الأكسجين بتركيزات أعلى من الطبيعي في الغلاف الجوي.
الأدوية
إلى جانب تزويد المريض بالأكسجين الإضافي والعلاج المعتاد لمرض الانسداد الرئوي المزمن، ربما يحتاج بعض المرضى إلى أدوية للسيطرة على مشكلات التنفس التي تسببها الأمراض الأخرى وتشمل هذه الأدوية التالي:
- أدوية ضغط الدم التي تقلل التورم.
- علاجات القلب التي تتحكم في قصور القلب أو أدوية القلب التي تتحكم في ألم الصدر.
- أدوية الحساسية.
من المهم كذلك الابتعاد عن المحفزات البيئية التي تشمل:
- التدخين أو التدخين السلبي.
- تلوث الهواء.
- المواد الكيميائية أو الغبار في الهواء.
إذا كنت مصابًا بمرض الانسداد الرئوي المزمن، فستحتاج إلى علاج مدى الحياة لمنع مضاعفات الحرمان من الأكسجين.
يمكن أن يساعد العلاج بالأكسجين على التنفس بسهولة ويسمح للمريض بأداء المهام اليومية.
ربما يساعدك العلاج بالأكسجين على النوم بشكل أفضل في الليل.
كيفية الوقاية من نقص الأكسجين وأضراره
يمكن الوقاية من نقص الأكسجين أو قلة الأكسجين في الدَّم لدى بعض الأفراد عن طريق تجنب الظروف التي تقلل تركيز الأكسجين في البيئة أو عن طريق توفير الأكسجين عبر قنية الأنف أو أقنعة الأكسجين قبل نقصه.
يمكن عمل ذلك عن طريق معرفة التاريخ المرضي وقابلية الشخص لنقصه وتزويده بالأكسجين إذا ظهرت عليه أي من الأعراض المبكرة.
هناك كذلك بعض الأدوية التي يمكن أن توفر الوقاية أو التخفيف من الأعراض الناتجة عن بعض الحالات الطبية مثل الربو.
ختامًا نقص الأكسجين مرض خطر فهو يجعل المريض يشعر بالاختناق وكأنه يغرق على الأرض، فالأكسجين من العناصر المهمة جدًا لجميع الأعضاء، والخلايا والعمليات الحيوية.
اقرأ أيضًا
استسقاء الرئة (Pulmonary edema) | أسبابه وطرق علاجه
العلامات الحيوية للجسم | ماذا تعني؟
ضربات القلب غير المنتظمة | أسبابها وعلاجها وعلاقتها بالتدخين