يركض العالم للوصول إلى لقاح يقي من الإصابة بفيروس كورونا. وبينما تتسابق شركات الأدوية العالمية لتصنيع لقاح آمن، يقع معظمها في دائرة الاتهام بتسبُّب لقاحها في مضاعفات وأعراض جانبية خطيرة للغاية. ولعلّ أحد أكثر اللقاحات إثارة للجدل هو لقاح أسترازينيكا.
فلقد أذيع عن لقاح أسترازينيكا تسببه في حدوث تخثر الدم والجلطات للذين تلقوه بغرض الوقاية.
ما بين الشك واليقين!
تَرجع تداعيات الشك في مدى أمان لقاح أسترازينيكا المصنع بالتعاون مع جامعة أكسفورد إلى حقيقة إصابة العديد ممن تلقوه بجلطات في المخ، وجلطات بالعديد من الأوردة، الأمر الذي أودى بحياة بعض الناس.
كان الأطباء من هؤلاء الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لهذا العرض الخطير.
دفع هذا حكومات دولِ مثل ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأسبانيا، والنرويج، لوقف استخدامه لحين تبيّن حقيقة الأمر.
استمر تعليق إعطاء اللقاح لما يقارب الثلاثة أشهر، لتعلن اللجنة الطبية الأوروبية يوم السابع عشر من مارس ٢٠٢١، أنه آمن للاستعمال.
كما صرَّحت اللجنة بأنه سيوضع تحذير على اللقاح بهذا الشأن، لعدم غض الطرف عن إمكانية تسبُّبه في حدوث جلطات.
تقبّلت الدول الأوروبية هذا التصريح بتباينِِ في ردود الأفعال.
فصرّحت دول مثل فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، الذين يواجهون موجة ثالثةً من فيروس كورونا، باستئناف التطعيم بعد إعلان اللجنة الطبية الأوروبية.
وتحفّظت السويد والنرويج، ولم تبديا اهتمامًا في استئناف التطعيم، معلنين حذرهم ورغبتهم في إجراء مزيد من الأبحاث.
اللقاحات العالمية وماراثون السبق الطبي
لم يهنأ للعالم بالًا منذ لحظة انتشار الفيروس وإعلانه جائحة فتَّاكة من قـِبل منظمة الصحة العالمية في بدايات عام 2020، وبـَدأ سباقٌ ضد الزمن لتصنيع لقاح يوفر الوقاية من العدوى وينقذ ملايين الأرواح في أسرع وقت.
كان من ضمن شركات الأدوية العالمية التي هبّت للإنقاذ شركات فايزر، ومودرنا، وأسترازينيكا التي تعاونت مع باحثين من جامعة أوكسفورد.
خرجت لقاحات شركتي فايزر ومودرنا للنور بفاعلية تقترب من 95%، بينما أُحيط لقاح أسترازينيكا بجدل واسع.
بفحص المتوفين من هذا اللقاح، أرجع بعض الأطباء سبب الوفاة إلى حدوث رد فعل مناعّي شديد من الجسم تجاه اللقاح.
تشمل الأعراض الجانبية للقاح أسترازينيكا، حمى، وألم في المفاصل، ورعشة، وغثيان وألم في موضع الحقن.
لم يُربط بدليلِِ قاطع بين اللقاح والجلطات المتسببة في الوفاة، مما دعا العالم في أشد لحظات يأسه لتقبُّل عودة استخدامه نظرًا لعدم كفاية الأدلة وضيق الوقت.
الجائحة وما ينتظرنا في المستقبل
يدخل العالم اليوم في ما يقترب من العام ونصف من الوقوع تحت سطوة عدوِِ متناهي الصغر يحصد الآلاف من الأرواح بحبس أنفاسهم.
تؤكد بعض التقارير إصابة 250 مليون شخص حول العالم ووفاة 1.7 مليون آخرين.
يأمل الباحثون انخفاض معدل الإصابة بحلول الصيف، وفي الوقت الذي يعود فيه استخدام لقاح أسترازينيكا، تخضع معظم الدول مرة أخرى للحجر الصحي والإغلاق الكامل لتواجه مصيرها مع الموجة الثالثة.
ويتوقع بعض الخبراء استمرار الجائحة لعدة سنوات أخرى، ذلك لكون عملية تصنيع لقاح لفيروس متغير بهذا الشكل مرهقة للغاية.
فلنحرص جميعًا على الالتزام بوسائل الوقاية المعروفة مثل لبس الكمامات واستخدام المطهرات الكحولية. لنحمي أنفسنا من خطر الموجة الثالثة القادمة بقوة للشرق الأوسط، مع عودة المسافرين من الخارجين، وانتشار الفيروس في شكل أشد بطشًا.
ولنعلم أن الوصول للقاح آمن بالكامل يستغرق الكثير من الوقت، حتى نتجنب الأعراض الجانبية الخطيرة المصاحبة للقاحات.
اقرأ أيضًا
فيروس جديد يشبه كورونا بنسبة 94% وتنقله الخفافيش
فيروس الإيبولا |تعرف إلى شبيه كورونا الدموي
العدوى المحملة بالهواء | كورونا وأمراض أخرى