انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الفيروسات والأمراض، وأحدثها فيروس كورونا المستجد (COVID 19) الذي احتلّ العالم، وأجبر الجميع لمراجعة نفسه في عاداته اليومية، وأصبح البحث عن وسائل الوقاية التي يجب على الإنسان اتباعها لحماية نفسه وأسرته، أكثر ما يشغل باله.
وبات استخدام الكمامة والكحول وغيره من المطهرات عند دخولك أي مكان أمرًا طبيعيًا.
ما هي أدوات الوقاية الشخصية (personal protective)
تستخدم هذه الأدوات التالية كوسيلة من وسائل الوقاية من الفيروسات، ولذلك أصبح استخدامها أمرًا ضروريًا.
أولًا: الكمامات الطبية
تُوصي منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، بارتداء الكمامة الطبية.
فهي واحدة من أهم وسائل الوقاية التي تساعد على إبطاء انتشار الفيروسات والحد منها.
وهناك أنواع مختلفة من الكمامات التي يمكن استخدامها ومنها:
- الكمامات الجراحية
هي أقنعة تغطي الفم والأنف، قابلة للاستخدام مرة واحدة فقط، وتحمي مرتديها من التعرض للرذاذ والسوائل المتطايرة التي قد تحتوي على الجراثيم.
وكذلك تمنع نشر الفيروسات المنطلقة من الشخص المصاب عن طريق العطس أو السعال.
- كمامات N95
تُعد كمامات N95 هي الخيار الأفضل في وسائل الوقاية حاليًا، وتُعتمد من قبل المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية (NIOSH).
فهي جهاز حماية تنفسي فعال في ترشيح الجسيمات المحمولة جوًا.
تتطلب كمامات N95 اختبار ملاءمة من قِبل مرتديها؛ إذ أنها تُصمم لتلائم الأنف والفم بإحكام، مما يمنع أي جزيئات أو هواء من الدخول عبر جوانب الكمامة.
ويرجع تسميتها N95 إلى قدرتها المختبرة على تصفية 95% من الميكروبات، لذا فهي توفر حماية أعلى من الكمامات الجراحية.
وعلى غرار الكمامات الجراحية، فإن كمامات N95 غير مخصصة لإعادة الاستخدام، لذا يجب التخلص منها بمجرد أن تصبح مبتلة أو متسخة.
- كمامات القماش
هي أقنعة بسيطة مصنوعة عادة من القطن، إذ يمكن غسلها وإعادة استخدامها، ويقتصر عملها على حبس الرذاذ المنطلق من السعال أو العطس.
وظهر هذا النوع كبديل للكمامات الطبية التي يجب أن يقتصر استخدامها على مقدمي الرعاية الصحية، خاصةً بعد انتشار كورونا الموجة الثانية.
أثبتت الدراسات التي أجريت للمقارنة بين فاعلية الكمامات الجراحية والقماشية، ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض الشبيهة بالإنفلونزا مع الكمامات القماشية.
وبلغ تغلغل الجسيمات حوالي 97% بالنسبة للقماش، فقد تتزايد نسبة الخطر للإصابة بالعدوى في هذا النوع نتيجة احتباس الرطوبة، وسوء الترشيح، وإعادة استخدامها يوميًا.
لذا أجمع الخبراء على أن كمامات القماش ليست فعالة في وسائل الوقاية مثل الجراحية، ومع ذلك فهي تعد أفضل من عدم ارتداء أي حماية على الإطلاق.
ما هي الطريقة الصحيحة لارتداء الكمامة؟
يعد ارتداء الكمامة واستخدامها بشكل صحيح أمرًا أساسيًا، لضمان عملها كأهم وسائل الوقاية المطلوبة، لذا عليك اتباع الآتي:
- قبل ارتدائها: عليك بتنظيف يديك بمطهر يدين يحتوي على الكحول، أو الماء والصابون
- عند ارتدائها: عليك تغطية فمك وأنفك، وتحقق عدم وجود فجوات بين وجهك والكمامة، وتجنب لمسها.
- عند إزالتها: عليك إزالتها من الخلف أو من أربطة الأذن دون لمس الجزء الأمامي، وتخلص منها فورًا في حاوية مغلقة، ثمّ نظّف يديك بالماء والصابون أو المطهر.
ثانيًا: القفازات ذات الاستخدام الواحد
القفازات هي نوع آخر شائع الاستخدام من وسائل الوقاية، ومن أنواعها المطاطي أو ذات الاستخدام الواحد.
عليك اتباع وسائل الوقاية قبل ارتداء القفازات، طهِّر يديك بالمطهر أو الماء والصابون، وتأكد من عدم لمس وجهك في أثناء ارتدائك لها.
وعند نزع القفازات يجب عليك التخلص منها في سلة مغلقة، ثم نظف يديك فورًا.
علينا الحذر فقد تصبح القفازات مصدرًا للتلوث؛ إذ أنها لا تقضي على الفيروسات أو البكتيريا، بل تمنعها فقط من ملامسة يديك.
فهي تعطي شعورًا كاذبًا بنظافة الأيدي؛ إذ إن الفيروس يمكن أن يلوث القفاز بنفس الطريقة التي يلوث بها اليدين.
لذلك يفضل غسل اليدين باستمرار بدلًا من القفازات، إضافة إلى ذلك النتائج العكسية التي يتسبب بها القفاز وهي:
– السعال أو العطاس على القفازات، مما يخلق سطحًا جديدًا للفيروس ليعيش عليه.
– تلوث اليدين عند خلعها.
– عدم التمكن من غسل اليدين أو تعقيمها في أثناء ارتدائها.
ثالثًا: غسل اليدين
يُعد غسل اليدين هو أول وسائل الوقاية في الحماية من كورونا، لحماية نفسك وعائلتك من الإصابة بالأمراض، والقضاء على الجراثيم.
لذلك عليك الحفاظ على غسلها جيدًا واتباع الخطوات الخمس التالية:
1.بلِّل يديك بالماء الجاري النظيف، ثم استخدم الصابون.
2.أرغِ الصابون وافركه جيدًا على يديك وعلى ظهرها، وبين أصابعك وتحت أظافرك.
3.افرك يديك جيدًا لمدة 20 ثانية على الأقل.
4.اشطف يديك تحت الماء.
5.جفِّف يديك بمنشفة نظيفة أو بالهواء.
شجّع طفلك أيضًا على غسل يديه، وعلمه كيف ومتى يجب غسل يديه، والحفاظ عليها كعادات وسلوكيات تلزمه للحفاظ على صحته.
رابعًا: المعقمات (Disinfectants)
تعد المعقمات من أهم وسائل الوقاية، تستخدم في تطهير المنزل والأسطح التي تُلمس بكثرة، مثل مقابض الأبواب، والأثاث ومفاتيح الإضاءة وغيرها.
هناك لائحة أساسية من المواد عليك توفرها للتنظيف والتعقيم ومنها:
– الصابون العادي.
– منظف ومعقم للأدوات المنزلية.
– معقم (مثل الكلور).
– مطهر (البوليفيدون اليودي10% أو كلوروهكسيدين).
يمكنك عمل محلول مطهر منزلي، عن طريق مزج 4 ملاعق صغيرة من مستحضر التبييض المنزلي مع واحد لتر من الماء الفاتر في وعاء غير معدني.
واحذر من خلط مستحضر التبييض مع الأمونيا أو أي منظف آخر، إذ ينتج عنه أبخرة سامة، تضر بالعين والتنفس خصوصًا لمرضى الربو.
خامسًا: المطهرات (antiseptic)
تُعد المطهرات من أهم وسائل الوقاية لقتل الميكروبات، وتعطيل نشاط الفيروسات في الأنسجة الحية (الجلد السليم أو المصاب أو الأغشية المخاطية).
كما تساعد على علاج التهابات الجلد، والتهابات الحلق والفم.
ويتجه بعض الأفراد لاستخدام المطهرات كمعقم لليدين (Hand gel)، كبديل في حين لا يتوافر استخدام الماء والصابون.
كما يفضل وضع كمية قليلة من المعقم على اليدين، إذ إن وضع كمية كبيرة منه تؤدي إلى بطء تبخره أو تسربه من على اليد.
وينصح بفركها بين اليدين لمدة 30 ثانية للوصول للتأثير المبيد للجراثيم، كما تفضل المعقمات ذات الرغوة لأنها تسرع من جفافها.
وإذا كانت الأوساخ على اليد مرئية بالعين، يصبح معقم اليدين عديم الفائدة، ويتطلب غسلها بالماء والصابون.
ويجب عليك التأكد من احتوائها على الكحول بنسبة لا تقل عن 60%، وقد تستخدم بعض المواد كمطهر ومعقم سويًا.
ويظل غسل اليدين بالماء والصابون أكثر الطرق فعالية للقضاء على الجراثيم.
وختامًا…
الوقاية خير من العلاج، فاتباع وسائل الوقاية مسؤلية كل فرد في المجتمع، للنهوض بمجتمع صحي.