يشكو صديقي من نوبات الصرع التي أورثته خوفًا من ممارسة رياضته المفضلة السباحة، وكيف أن حياته تغيرت كثيرًا بعد الإصابة بهذا المرض.
فما الصرع؟ وما أنواع نوبات الصرع؟ خصصنا هذا المقال للإجابة على تلك الأسئلة.
ما الصرع (Epilepsy)؟
هو مرض شائع ومزمن ينتج عن خلل بالجهاز العصبي المركزي، فيزداد النشاط الكهربائي للمخ مما يتسبب في أعراض مختلفة تبدأ بمجرد التحديق في الفراغ بضعة ثوانٍ إلى التشنجات اللاإرادية التي تستمر دقائق معدودة وقد تؤدي إلى الوفاة المفاجئة.
أسباب نوبات الصرع
لتشخيص مرض الصرع يجب أن يسجل المريض الإصابة بالنوبات غير المبررة لمرتين في السنة في الأقل.
إذ قد تحدث نوبات لأسباب أخرى غير الإصابة بالمرض نفسه مثل الحالات الآتية:
- الحمى الشديدة.
- إصابات الرأس.
- انخفاض شديد بالسكر بالدم.
أما بالنسبة لنوبات الصرع نفسها فمن أسبابها الآتي:
- السكتة الدماغية.
- ورم بالمخ.
- نقص نسبة الأكسجين بالمخ.
- داء ألزهايمر.
- أمراض معدية مثل الالتهاب السحائي ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة (AIDS).
- الجينات إذ يتصور العلماء أنها قد تساهم في الإصابة عند بعض المرضى.
عوامل الخطورة
مرض الصرع ليس نادرًا وقد يصيب أي شخص، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة به مثل:
- السن: يُعد الأطفال وكبار السن (الذين يتعدون الستين عامًا) أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
- الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة من النساء.
محفزات نوبات الصرع
إذا تعرض المريض إلى أحد العوامل الآتية، فقد يحفز هذا نوبات الصرع على الحدوث، ومن محفزاتها الآتي:
- التوتر.
- عدم النوم عدد ساعات كاف.
- الحمى.
- عدم تناول الطعام مدة طويلة أو تناوله بشكل زائد عن الحد.
- تناول القهوة والكحول.
- تناول بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب.
- رؤية ضوء شديد.
- الاستيقاظ من النوم.
أعراض نوبات الصرع
تختلف الأعراض تبعًا لاختلاف أنواع نوبات الصرع، لكن تُعد التشنجات أكثر الأعراض شيوعًا.
قد لا يتذكر المريض مروره بنوبة صرع، وأحيانًا يشعر المريض بالتعب والضعف بعد انتهاء النوبة لبعض الوقت.
أنواع نوبات الصرع وأعراضها
هناك نوعين رئيسين للنوبات وهما:
نوبات الصرع البؤرية (Focal seizures):
تنتج عن تأثر منطقة واحدة بالمخ، وتنقسم النوبات البؤرية إلى نوبات بسيطة ونوبات معقدة.
النوبات البسيطة (Simple focal seizures)
يشكو المريض الآتي:
- الشعور بالدوخة دون أن يفقد وعيه.
- يلاحظ المريض تغيرات في حواس التذوق والسمع والرؤية والشم واللمس.
- شعور بالخدر بالأطراف وتشنجها.
- شعور عام غريب لا يستطيع المريض وصفه.
- اختبار ظاهرة الديجافو.
- شعور غريب بالمعدة شبيه بما نشعر به عند ركوبنا لقطار الملاهي.
- شعور قوي بالبهجة أو الخوف.
يكون المريض مدركًا للأعراض، وتسمى أيضًا أورة (Aura) لأنها أحيانًا تحدث قبل حدوث نوبة للصرع من نوع آخر.
النوبات المعقدة (Complex focal seizures)
تشمل أعراضها الآتي:
- تحديق المريض في الفراغ.
- عدم استجابة المريض إلى المثيرات الخارجية.
- قد يؤدي بعض الحركات اللاإرادية مثل لعق الشفاه وفرك اليدين وحركات المضغ والبلع.
- إصدار أصوات عشوائية.
- قد يفقد المريض وعيه وينسى الأعراض التي اختبرها بعد انتهاء النوبة.
نوبات الصرع المعممة (Generalized seizures):
هنا يتأثر المخ كُلََّه وتنقسم إلى ستة أنواع.
نوبات الغيبة (Absence seizures)
تسمى كذلك بنوبات الصرع الصغرى (Petit mal seizures) وأعراضها:
- التحديق في الفراغ.
- يبدو على المريض وكأنه في حلم يقظة.
- يصدر عن المريض حركات متكررة مثل لعق الشفاه ورمش العينين.
- قد يفقد المريض الوعي لمدة قصيرة.
نوبات الصرع التوتري (Tonic seizures)
أعراضها:
- تصلب العضلات.
نوبات الصرع الارتخائي (Atonic seizure)
أعراضها:
- قد يسقط المريض فجأة أرضًا لفقدانه السيطرة على عضلاته.
النوبات الرمعية (Clonic seizure)
أعراضها:
- تشنجات متكررة بالوجه والرقبة والذراعين.
نوبات الرمع العضلي (Myoclonic seizures)
أعراضها:
- يصدر عن المريض ارتعاشات سريعة بذراعيه وساقيه التي تحدث عادةً بعد الاستيقاظ من النوم.
النوبات الارتجاجية (Tonic-clonic seizures)
تسمى نوبات الصرع الكبرى (Grand mal seizures) وأعراضها:
- تصلب الجسد وارتعاشه.
- فقدان السيطرة على المثانة.
- قد يعض المريض لسانه.
- فقدان الوعي.
نوبة صرعية (Status epilepticus)
وهي ما نطلقه على أي نوبة من أنواع نوبات الصرع السابقة إذا استمرت لمدة طويلة أو حدثت نوبات متتالية دون أن يستعيد المريض وعيه بينها، وهي حالة مميتة وتحتاج إلى الاتصال الفوري بغرفة الطوارئ.
تشخيص نوبات الصرع
يخضع المريض للفحص السريري، ويختبر الطبيب قدراته الحركية ووظائف مخه.
ذكرنا سابقًا أن الصرع قد يحدث كعرض بسبب أمراض أخرى، لذا يطلب الطبيب فحص الدَّم ليستبعد أي حالات أخرى كالأمراض المعدية أو أمراض الكبد والكلى أو انخفاض السكر الشديد بالدم.
قد يطلب الطبيب أيضًا تصوير المخ بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد ما إذا كان هناك ورم بالمخ أم لا.
يخضع المريض أحيانًا للتخطيط الكهربائي للمخ (EEG) إذ تُلصق أقطاب كهربائية بفروة رأس المريض، وتُفحص الإشارات الكهربائية الصادرة عن المخ في أثناء نوم المريض أو تأديته لعمل ما، فإذا لوحظ نشاطًا زائدًا للمخ شُخص المريض بالصرع.
علاج نوبات الصرع
لا يوجد علاج لهذا المرض، لكن هناك بعض الأدوية التي تساهم في السيطرة على الأعراض مثل:
مضادات الصرع (Antiepileptic drugs)
تُعد هذه الأدوية خط الدفاع الأول ضد نوبات الصرع، إذ تقلل هذه الأدوية عدد النوبات وحدتها، لكنها لا تستطيع السيطرة عليها أو إيقافها في أثناء حدوثها، ومن هذه الأدوية:
- ليفيتيراسيتام (Levetiracetam).
- لاموترجين (Lamotrigine).
- توبيراميت (Topiramate).
- حمض الفالبرويك (VALPROIC ACID).
- كاربامازپين (Carbamazepine).
قد يصف الطبيب دواءً واحدًا أو أكثر من دواء معًا، ويتناول المريض جرعات قليلة في البداية ثم يزيد الجرعات تدريجيًا.
يجب على المريض الالتزام بتناول الأدوية بالجرعات المحددة في مواعيد ثابتة حتى تأتي بمفعولها. وعدم تناول أي أدوية دون وصفة طبية.
قد يختبر المريض الأعراض الجانبية الآتية:
- الشعور بالتعب والدوخة.
- مشكلات بالذاكرة.
- الطفح الجلدي.
- الاكتئاب.
- التهاب الكبد.
محفز العصب المبهم (Vagus nerve stimulator)
هو جهاز يُزرع تحت جلد صدر المريض، ويحفز العصب المبهم المار بالرقبة عن طريق إصدار إشارات كهربائية فيقلل نوبات الصرع.
جراحة المخ (Brain surgery)
أحيانًا لا يستجيب المرضى للعلاج الدوائي، فينصح الطبيب بالحل الجراحي، ويخضع المريض لعملية جراحية، يزال فيها الجزء النشيط كهربائيًا والمتسبب في نوبات الصرع.
عادة يزال الفص الصدغي (Temporal lobe) وتسمى العملية حينئذ (Temporal lobectomy)، وبعد العملية الجراحية يلتزم المريض بتناول الأدوية المضادة للصرع.
من الأضرار الجانبية للجراحة الآتي:
- النزيف.
- بعض التغيرات بإدراك المريض.
- التعرض للعدوى.
نصائح عامة
ينصح المريض بالآتي:
- اللجوء إلى الطبيب فورًا في الحالات الآتية:
- إذا اختبر نوبة صرع للمرة الأولى.
- عند معاناة المريض نوبة صرع مدة تتجاوز الخمس دقائق.
- إذا عانى المريض نوبات متتالية دون أن يستعيد وعيه بينها.
- في حال تسبب النوبات في مشكلات بالتنفس أو جروح وإصابات خطرة.
- الحذر عند تأدية أنشطة معينة مثل قيادة السيارة أو ممارسة السباحة.
- الانضمام لمجموعات الدعم النفسي لتعلم كيفية التعايش مع نوبات الصرع.
- اتباع نظام كيتو الغذائي (Ketogenic diet)
هو نظام غذائي غني بالدهون ويحتوي على نسبة قليلة من الكربوهيدرات، وثبت أن هذا النظام له دور في تحسين الحالة الصحية لبعض مرضى الصرع، لكنه ليس علاجًا فعالًا لكل أنواع نوبات الصرع، ومن أضراره الجانبية الإصابة بالإمساك.
- الاحتفاظ بمفكرة ليسجل بها
- كل مرة أصيب بنوبة صرع مع ذكر الآتي:
- الوقت.
- النشاط الذي كان يؤديه.
- المحفزات التي قد يكون تعرض لها.
- مدى شعوره بالنشاط أو التعب قبل حدوث النوبة.
- آخر وجبة تناولها المريض.
- معدل تكرار النوبات.
- الأدوية التي تناولها لعلاج النوبات مع ذكر الآتي:
- أي أعراض جانبية يشعر بها المريض.
- حال المريض قبل وبعد تناوله للأدوية.
وختامًا، لا يزال العلماء يبحثون عن مزيد من الحلول التي تساعد مرضى الصرع على الحياة بشكل أفضل، فقط على المريض المتابعة مع الطبيب واتباع تعليماته والتفاؤل أن المستقبل يعد دائمًا بكل ما هو جديد.
اقرأ أيضًا
الكيتو | هل هو النظام الأمثل لإنقاص وزنك؟