يُعد ارتفاع ضغط الدم للحامل من المشكلات الشائعة التي تحدث للسيدات أثناء حملهن، والتي تهدد صحة الأم والجنين؛ إذ تبلغ نسبة الإصابة بين النساء الحوامل 6-8%.
قد يعود ضغط الدم إلى طبيعته بعد الولادة، وقد يظل مرتفعًا مسببًا حدوث مضاعفات خطيرة للأم، والطفل بعد الولادة.
لكن لا داعي للقلق، فالخبر السار هو أن ارتفاع ضغط الدم يمكن الوقاية منه، وعلاجه.
وسوف نستعرض في هذا المقال أهم 10 أسباب تؤدي إلى الإصابة به، وكيفية تجنبها، فتابعي معي القراءة.
تعريف ارتفاع ضغط الدم للحامل (gestational hypertension)
تحدث هذه الحالة عند ارتفاع ضغط الدم في نهاية الحمل أكثر من 140/90 مليمترًا زئبقيًا مسجلًا في مرتين مختلفتين بفاصل زمني 6 ساعات على الأقل.
عادةً يختفي ارتفاع ضغط الدم للحامل خلال 12 أسبوعًا من الولادة، ومع ذلك تزداد لدى هؤلاء النساء نسبة الإصابة بضغط الدم المزمن في المستقبل.
ما هو ضغط الحامل الطبيعي؟
يبلغ متوسط ضغط الدم الطبيعي للحامل 120/80 ملم زئبق.
يجب أن يقيس الطبيب ضغط الدم للحامل في أول زيارة، ومن ثم يقيس ضغط الدم في كل زيارة لملاحظة أي تغير في ضغط الدم أكثر من المعدل طبيعي.
10 أسباب تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم للحامل
- زيادة الوزن، أو السمنة المفرطة قبل الحمل: من أهم اسباب ارتفاع ضغط الدم للحامل.
- عمر الحامل أكثر من 35 عامًا.
- الحمل أول مرة.
- الحمل في أكثر من جنين واحد.
- كثرة عدد مرات الحمل.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بضغط الدم.
اقرأ المزيد عن الأمراض الوراثية من هنا. - أمراض الكلى ومرض السكري.
- شرب الكحول والتدخين.
- أصحاب البشرة السوداء.
- طرق الحمل في المختبر مثل: الحقن المجهري، وأطفال الأنابيب.
ما هي المضاعفات التي يسببها ارتفاع ضغط الدم للحامل؟
قد لا يكون هناك أي أعراض لارتفاع ضغط الدم للحامل، وقد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة تؤدي إلى الوفاة، وسوف نذكرها فيما يلي:
■ مضاعفات ارتفاع ضغط الدم للأم:
- تسمم الحمل (preeclampsia).
- انفصال المشيمة: يحدث ذلك عند زيادة ضغط الدم الانبساطي أكثر من 110 ملم زئبق، وقد يؤدي ذلك إلى النزيف المهبلي.
- الولادة المبكرة: لتجنب حدوث المضاعفات للأم، والجنين.
- زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل.
- تضرر الأعضاء الحيوية بالجسم مثل: القلب، والرئتين، والإصابة بالجلطة الدماغية.
- فشل كلوي حاد.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن بعد الولادة.
- متلازمة هيلب (HELLP syndrome).
- قد يؤدي إلى الوفاة:
تسبب ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل في 7.4% من وفيات الأمهات في الولايات المتحدة بين عامي 2011 و 2013.
■ مضاعفات ارتفاع ضغط الدم للطفل:
- الولادة المبكرة (قبل 36 أسبوعًا من الحمل): بسبب صعوبة وصول الأكسجين، والمواد الغذائية إلى الجنين، فيضطر الطبيب إلى إجراء ولادة مبكرة للحفاظ على حياة الجنين.
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة: وذلك بسبب عدم نمو الجنين بشكل صحي أثناء الحمل بسبب نقص الأكسجين، والمواد الغذائية.
- التأخر العقلي، ومشكلات في التنفس بسبب الولادة المبكرة، وعدم اكتمال نمو الجنين بشكل طبيعي.
- من الممكن أن تؤدي المضاعفات السابق ذكرها إلى وفاة الجنين.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم للحامل
- ارتفاع في ضغط الدم أكثر من 140/90 ملم زئبق.
- يحدث ذلك بعد مرور 20 أسبوعًا من الحمل (الشهر الخامس).
- عدم وجود زيادة في بروتينات البول، وذلك لاستبعاد أسباب ارتفاع ضغط الدم الأخرى.
- عدم وجود أمراض بالكلى، والرئتين، لاستبعاد أسباب ارتفاع ضغط الدم الأخرى.
أعراض انخفاض الضغط للحامل
أما عن أعراض انخفاض الضغط للحامل، فهي تختلف عن أعراض ارتفاع الضغط، وتشمل:
- الصداع.
- الدوار.
- غثيان.
- الشعور بالإعياء.
- برودة الجلد، والتعرق.
هل يمكن الاكتشاف المبكر لارتفاع ضغط الدم للحامل؟
أثبتت الدراسات أن قياس متوسط ضغط الدم على مدار ٢٤ ساعة أثناء الحمل ليس دقيقًا في التنبؤ بارتفاع ضغط الدم للحامل.
لذا يجب على الحامل متابعة، وقياس ضغط الدم طوال فترة الحمل، وذلك لأن ضغط الدم المرتفع ليس له أعراض إلا إذا كان مرتفعًا للغاية.
ماذا تفعلين إذا كنتِ تعانين ارتفاع ضغط الدم؟
■ إذا كنتِ تعانين ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل:
- يجب استشارة الطبيب إذا كنتِ تخططين للحمل، وإخباره بأي مشكلات صحية لديكِ، والأدوية التي تتناولينها، حتى يصف لكِ أدوية مناسبة للحمل.
- الحفاظ على وزن صحي، وذلك بممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي سليم.
■ إذا كنتِ تعانين ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل:
- يجب زيارة الطبيب، والتردد عليه بانتظام، لمتابعة ضغط الدم.
- يجب تناول الأدوية الآمنة أثناء الحمل، وعدم تناول أي أدوية دون الرجوع إلى الطبيب.
- متابعة ضغط الدم بالمنزل باستخدام جهاز قياس الضغط بالمنزل، وعليكِ إبلاغ طبيبك فورًا إذا كان ضغط دمك أعلى من المعتاد، أو إذا شعرتِ بأعراض تسمم الحمل، وسوف نذكرها فيما بعد.
- الاستمرار في تناول الأطعمة الصحية، والحفاظ على وزن صحي.
- تجنب التدخين وشرب الكحول.
■ إذا كنتِ تعانين ارتفاع ضغط الدم بعد الحمل:
عليكِ الانتباه، فإذا كنتِ تعانين ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، فأنتي أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات بعد الولادة، لذا إذا استمر ضغط دمك مرتفعًا، أو إذا شعرتِ بأعراض تسمم الحمل، فعليكِ استشارة طبيبك فورًا، فقد تحتاجين إلى رعاية طبية طارئة.
يتعرض حوالي ثلثي النساء المصابون بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل لخطر الإصابة بتسمم الحمل.
أعراض تسمم الحمل
يُعد تسمم الحمل من أخطر المضاعفات التي تنتج عن ارتفاع ضغط الدم للحامل، وقد يترتب عليه مشكلات خطيرة قاتلة للأم، والجنين إذا تُرك دون علاج.
قد يحدث تسمم الحمل دون أعراض، وقد ينتج عنه الأعراض التالية:
- زيادة البروتينات في البول، أو وجود أعراض لمشكلات بالكلى.
- صداع شديد.
- تغيرات في الرؤية مثل: تشوش الرؤية، وربما فقدان مؤقت للرؤية.
- الغثيان، أو القيء.
- نقص إنتاج الجسم للبول.
- انخفاض نسبة الصفائح الدموية بالدم.
- خلل بوظائف الكبد.
- ضيق بالتنفس ناتج عن تراكم السوائل في الرئة (pulmonary edema).
- قد يؤدي إلى زيادة مفاجئة في وزن الجسم، وتورم خاصة بالوجه، والقدمين.
علاج ارتفاع الضغط عند الحامل
- إذا كانت السيدة الحامل تعاني ارتفاع ضغط الدم فقد يصف لها الطبيب جرعة منخفضة من الأسبرين بدءًا من الشهر الرابع، وذلك للوقاية من تسمم الحمل، والجلطات التي قد تصيب الدماغ، والقلب، والأوعية الدموية.
- قد يلجأ الطبيب إلى إجراء ولادة مبكرة إذا كان هناك خطرًا على صحة الأم، والجنين، لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة بالمخ والقلب والكلى.
- تناول الأدوية الخافضة لضغط الدم :
- إذا كان معدل ضغط الدم أقل من 140/90: لا داعي لاستخدام الأدوية الخافضة للدم.
- إذا كان معدل ضغط الدم أكثر من 140/90: يمكن استخدام الأدوية الخافضة للضغط الآمنة في الحمل مثل: ميثيل دوبا، ولابيتالول.
الأدوية الخافضة للضغط التي يجب تجنبها أثناء الحمل
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسنين (ACE).
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2.
- مثبطات الرينين.
ختامًا؛ لا داعي للقلق عزيزتي الأم، فضغط الدم المرتفع للحامل يمكن الوقاية منه، وعلاجه، فقط عليكِ اتباع تعليمات طبيبكِ وقياس ضغط دمك بانتظام طوال فترة الحمل، لتجنب حدوث المضاعفات.
