بقلم د.منى السيد مجاهد
إذا وجدت طفلك قد عاد إليك من الخارج وعيناه حمراواتان، فهناك عديد من الأسباب التي من شأنها أن تؤدي به إلى هذه الحالة.
احمرار العيون عند الأطفال أمر لا يدعو إلى القلق، ويزول عادة من تلقاء نفسه، لكن في بعض الأحيان يكون الأمر أكثر خطورة ويتطلب زيارة الطبيب.
في هذا المقال سنوضح لك ما هو احمرار العيون عند الأطفال؟ وما أسبابه وكيف يمكن تجنبه ؟
احمرار العيون عند الأطفال
حالة يبدو فيها بياض العين محتقنًا بالدم، يحدث ذلك بسبب تغيرات في الأوعية الدموية التي تغذي الملتحمة (الغشاء الذي يغطي الجزء الأمامي من العين ويبطن الجفون)، يمكن أن تتمدد الأوعية الدموية لهذا الغشاء، مما يؤدي إلى احمرار العين.
قد يكون من الصعب تشخيص العيون الحمراء عند الأطفال لأنها عرض يصاحب عديد من الحالات، وكل حالة لها سببها.
أسباب احمرار العيون عند الأطفال
تتعدد أسباب احمرار العيون عند الأطفال كما ذكرنا من قبل، وإليك أبرزها:
- الحكة.
- المهيجات والحساسية.
- التهاب بسبب عدوى (بكتيرية أو فيروسية).
- تآكل القرنية.
الحكة
إذا كان طفلك يفرك عينيه، فستتحول إلى اللون الأحمر بسهولة، إذ إن الجلد المحيط بالعين هو الجلد الأكثر حساسية في الجسم.
الحكة – في حد ذاتها- ليست مدعاة للقلق، إلا إذا كان ما يجعل طفلك يفرك أكثر خطورة. (ضع في اعتبارك أن الأصابع + العيون = طريق للعدوى)
المهيجات
المهيجات مواد تؤذي العين أو الجلد عند ملامستها، ومنها:
- دخان السجائر.
- العطور.
- الكريم الواقي من الشمس.
- الصابون.
عادة ما تسبب المواد المهيجة احمرارًا موضعيًا يزول بمجرد إخراج طفلك من المنطقة التي يوجد بها المهيج أو إزالته.
الحساسية
تحدث الحساسية عندما تتفاعل العين (أو جزء آخر من الجسم) مع مادة مسببة للحساسية.
عادة ما تكون مسببات الحساسية مادة غير ضارة، لكنها تحفز استجابة مناعية لدى بعض الأشخاص، وتشمل مسببات الحساسية الشائعة ما يلي:
- الغبار.
- العطور في مستحضرات التجميل.
- الأدوية.
- الأطعمة.
- وبر الحيوانات الأليفة.
- حبوب اللقاح من الأشجار والنباتات
- سم الحشرات.
إذا كان طفلك يعاني حساسية لأي منهم؛ فإنه عندما يواجهها، تفرز عيناه الهيستامين لمحاربة مسببات الحساسية؛ فتصبح الملتحمة حمراء وتسبب الحكة.
الالتهابات
تنتج بسبب حدوث عدوى للعين عندما تدخل الفيروسات أو البكتيريا إليها، كذلك تعد أكثر الأسباب شيوعًا لاحمرار العين.
يجب معرفة أي منهما السبب في الالتهاب؛ إذ يتطلب علاج التهاب الملتحمة البكتيري المضادات الحيوية بينما لا يحتاج الالتهاب الفيروسي إلى مضاد حيوي.
التهاب الملتحمة الفيروسي
يسمى أيضًا بالعين الوردية، مع أن العين الوردية قد تكون فيروسية أو بكتيرية، عادةً ما يصاب الأطفال المصابون بنزلات البرد بعدوى فيروسية بالعين، وتكون أعراضها:
- جفون حمراء منتفخة.
- احمرار الجزء الأبيض من العين.
- عيون دامعة.
التهاب الملتحمة البكتيري
يعد أكثر خطورة من التهاب الملتحمة الفيروسي، وله الأعراض نفسها التي تلاحظها في عدوى العين الفيروسية لكن بالإضافة إلى:
- إفرازات صفراء لزجة من العين.
- التصاق الرموش والجفون ببعضها البعض.
التهاب ملتحمة الأطفال حديثي الولادة
يمكن أن يحدث الاحمرار في عين المولود بسبب انسداد القناة الدمعية أو التهيج أو العدوى، كذلك قد يكون التهاب ملتحمة الأطفال حديثي الولادة خطرًا، لذا تحدث مع طبيب الأطفال في الحال.
أعراض تصاحب احمرار العيون عند الأطفال
عادةً ما يصاحب احمرار العيون بعض الأعراض -من خلالها يمكن التعرف على الحال- وإذا استمرت في بعض الأحيان لا بد من استشارة الطبيب.
نظرًا لأن الأطفال قد لا يستطيعون التعبير عن حالتهم ومما يشكون؛ فينبغي على الآباء والأمهات معرفة هذه الأعراض والانتباه إليها، وتلك أبرزها:
- عيون جافة وحكة.
- عيون دامعة.
- شعور كأن شيء عالق في العين.
- الحساسية للضوء أو تغطية العين بكثرة.
- انتفاخ الجفون.
- إفرازات من العين.
- ألم في العين أحيانًا
إذا استمرت العيون حمراء ولم تختف من تلقاء نفسها، أو صاحبها ألم، أو رهاب الضوء، أو رؤية ضبابية ، فإن ذلك يشير إلى وجود مرض خطر في العين ويجب الإسراع إلى الطبيب لأنها قد تحتاج إلى علاج في الحال.
علاج احمرار العيون عند الأطفال
كما ذكرنا سابقًا فالأسباب الأكثر شيوعًا لاحمرار العيون عند الأطفال هي إما العدوى (بكتيرية أو فيروسية) أو الحساسية (بسبب المهيجات) ولكل منها علاجها على حده وهو كالآتي:
أولاً العدوى
يختلف العلاج باختلاف سبب العدوى:
1- العدوى البكتيرية
تُعالج العدوى البكتيرية بالمضادات الحيوية التي تستخدم موضعيًا.
قد يلاحظ بعض التحسن في عيون الطفل في غضون أيام قليلة، مع ذلك يجب التأكد من أخذ الدواء كاملًا.
وقد يصف الطبيب قطرة مضاد حيوي للعين، ويمكن إسقاطها في زاوية العين وهي مغلقة، لتتدفق القطرات بشكل طبيعي إلى العين عندما يفتحها الطفل.
قد يكون من الأنسب استخدام مرهم مضاد حيوي عند علاج الطفل، يمكنك وضع المرهم على جوانب العين، وسوف يشق المرهم طريقه ببطء إلى العين ويذوب.
2- العدوى الفيروسية
قد يوصي الطبيب بالعلاجات المنزلية لعلاج العدوى الفيروسية، لا توجد مضادات حيوية أو أدوية أخرى يمكنها علاج العدوى الفيروسية.
تشمل العلاجات المنزلية: تنظيف العين بانتظام بقطعة قماش مبللة، واستخدام كمادات دافئة أو باردة على العين لتهدئة الأعراض.
ثانياً الحساسية
يُعامل احمرار العين الناتج عن الحساسية معاملة مختلفة عن العين الوردية البكتيرية أو الفيروسية.
قد يوصي الطبيب بمضادات الهيستامين للطفل أو دواء آخر حسب الأعراض، قد تؤدي الكمادات الباردة أيضًا إلى تهدئة الأعراض، كذلك ينصح بغسل العين إذا دخل فيها شئ أثار تهيجها.
التهاب الجفن
عند الإصابة بالتهاب الجفن، فإنه يصبح أحمر ومنتفخ، وتشمل أعراض التهاب الجفن ما يلي:
- قرحة في الجفن.
- حكة في العين.
- قشور حول جذور الرموش.
- احمرار العين أو الجفن.
- تلتصق الجفون ببعضها البعض في الصباح عند الإستيقاظ.
غالبًا ما تظهر أعراض التهاب الجفن وتختفي، هذه الحالة ليست خطرة في حد ذاتها لكنها قد تؤدي إلى مشكلات أخرى، مثل: جفاف العين، أو التكيسات والتهاب الملتحمة، خاصةً إذا لم تعالج.
طرق الوقاية من احمرار العيون عند الاطفال
- تجنب الدخان وحبوب اللقاح والغبار وأي محفزات أخرى.
- عدم ارتداء العدسات اللاصقة حتى يختفي احمرار العين.
- تنظيف العدسات اللاصقة تنظيفًا صحيحًا، ولا تعد استخدام العدسات التي تستخدم مرة واحدة.
- داوم على غسل يديك وتجنب ملامسة العينين لمنع العدوى.
- اغسل الملابس وأكياس الوسائد والمناشف بانتظام.
- الاستحمام قبل النوم أو بعد العودة من الخارج إذا كنت تعاني الحساسية الموسمية.
- ارتداء النظارات الشمسية لحماية العين من حبوب اللقاح أو الغبار عندما تكون بالخارج.
- امنع طفلك من الفرك في عينيه بأيدي متسخة، فإنه قد ينقل البكتيريا إلى عينيه
أخيرًا، يهم كل أم أو أب صحة ابنهم، احرصوا على أن ينال أطفالكم قسطًا وافرًا من الراحة، وغلق أعينهم دون الفرك بهما وذلك عند القراءة أو مشاهدة التلفاز واستخدام الكمبيوتر وغيرهم.
ضعوا كمادات دافئة ورطبة على جفون أطفالكم كل صباح مدة 5 دقائق، ثم دلك الجفون برفق؛ فذلك يساعد على زيادة الترطيب الطبيعي للعينين، أطفالكم أمانة لديكم فحافظوا عليهم.
حفظ الله أطفالكم ورزقهم دوام الصحة والعافية