الأكوافوبيا | أنقذوني إني أغرق!

ثريا لنفسها: “أيعقل أن يكون مصابًا بالأكوافوبيا!، كلا إنه ما زال صغير وبالطبع قد يخاف من الماء، فأخيه كان يخاف من الكلاب أيضًا.”

علا: “ماذا بك يا ثريا؟ أتحدثين نفسك؟! وجهك يبدو عليه القلق والتعب”

ثريا: “لم أنم البارحة جيدًا، لقد استيقظت في منتصف الليل على صراخ صغيري، لقد عاوده ذلك الحلم مرة أخرى، منذ رأى حادثة غرق أحد الأشخاص أمام عينه، وما يزال يحلم إنه يغرق هو الآخر”

علا: “حقًا، يا إلهي، لقد أخبرتك بضرورة ذهابك للطبيب، فربما يعاني صغيرك رهاب الماء”

ثريا: “لقد أخبرت والده بضرورة الذهاب به للطبيب النفسي، ولكنه رفض بشدة متحججًا بأن هذا خوف طبيعي لدى جميع الأطفال”

علا: “حقًا، إن الخوف من الماء طبيعي لدى معظم الأطفال ولكن صغيرك تعرض لأزمة نفسية، إنه لم يكن كذلك السنة الفائتة، وكل ما ترويه لي دلالات على الأكوافوبيا أو رهاب الماء”

ثريا: “أخبريني يا علا ما هو الأكوافوبيا (رهاب الماء)؟”

ما المقصود بالأكوافوبيا؟

علا: “هو شعور غير عقلاني بالخوف الدائم من الماء والإحساس بالقلق والذعر فور رؤيته، وتختلف حدة الخوف من شخص إلى آخر تبعًا لمصدر الخوف.

وقد يتطور ذلك الخوف حتى يصل الأمر لخوف بعض الناس من مياه الصنبور، وقد يدفعه ذلك إلى عدم الاستحمام فيؤثر على نظافته الشخصية وحمايته من الأمراض.”

ثريا: “أيعقل أن يخاف الإنسان من مياه الصنبور، إنه يستطيع إغلاقه والتحكم به، فلماذا كل ذلك الخوف؟”

علا: “إنه الشعور بالخوف والذعر عزيزتي، يهيئ للعقل أمورًا غير حقيقة ويمنعه من التفكير المنطقي.”

ثريا: “لكن هل كل من رأى حادثة غرق، يصاب برهاب الماء؟”

-علا: “بالطبع لا، فذلك يعتمد على مدى مناعته النفسية وقدرته على التعامل مع الصدمات والأزمات، كذلك هناك بعض الأسباب الأخرى للإصابة بالمرض.”

أسباب الأكوافوبيا

ثريا:”وما هي تلك الأسباب؟”

علا: تتعدد الأسباب وتختلف من شخصٍ إلى آخر، ولكن يمكن حصرها في التالي:

ثريا: صَدقت، فمنذ يوم الحادثة، بدأت ألاحظ عليه بعض التغييرات، بات يرفض الذهاب لتمرين السباحة متحججًا بأعذار مختلفة.

وعندما ناقشنا البارحة الذهاب لإحدى القرى السياحية لقضاء يوم عائلي والاستمتاع بيوم صيفي على الشاطئ، رفض تمامًا.

ربما تلك المناقشة هي السبب في حلم أمسِ”.

علا:”لذلك يجب عليكِ معالجة الأمر في بدايته، والإسراع بالذهاب إلى الطبيب”.

ثريا:”لكني لا أخفيك سرًا، إني أخاف من العلاج النفسي، يقولون أن من يبدأ في ذلك الطريق لا ينتهي منه أبدًا”.

علا: “يا ثريا إنها إشاعات تُطال الطب النفسي منذ القدم، فبعض المفاهيم والمعتقدات الراسخة في المجتمع خَلقت مجموعة خرافات حول الطب النفسي، تُصعب الأمر على الطبيب والمريض”.

لكن المرض النفسي مرض مثل أي مرض عضوي، كلاهما يحتاجان لطبيب من أجل التداوي والعلاج، بل في بعض الأوقات قد يكون المرض النفسي أشد، فمن الصعب سبر أغوار النفس والعقل وفهمهما”.

ثريا: “هل تظنين أن الطبيب سيصف علاجًا دوائيًا له؟، فهو يكره تناول الأدوية وطالما عانيت ذلك الأمر معه منذ صغره.”

علاج الأكوافوبيا

علا: “بالطبع لا يمكنني الجزم بشيء كذلك، فأنا لست متخصصة. لكن كما قرأت من قبل على أحد المواقع الطبية، فإن العلاج يعتمد على 3 محاور أساسية. يلجأ الطبيب إلى كل منها تبعًا لدرجة المرض ومدى تأثير ذلك الرهاب على حياة الفرد.

فقد يتبع الطبيب أحد الطرق التالية:

ثريا: “آمل من الله أن يتبع الطبيب أول محورين في علاج الولد وأن يبتعد تمامًا عن العلاج الدوائي”

علا: “إن شاء الله، سيكون الأمر هينًا ويمر بسلام دون دواء.”

ثريا: “اليوم، سأتناقش مع والده في كل تلك المعلومات التي أطلعتني عليها، وأطلب منه أن يحجز له ميعادًا عند الطبيب.”

علا: “عندي لكِ فكرة، أرسلي إلى زوجك رابط المقال الذي قرأته على الموقع الطبي “تمكين“، سيجد فيه شرحًا وافيًا لذلك المرض وكذلك مصادرًا طبيةً لكل معلوماته، دعي العلم يقنعه وأريحي نفسك من هم إقناعه.”

ثريا: “صدقت يا علا، أرسلي لي الرابط وسوف أرسله له، دمتِ لي سندًا يا صديقتي العزيزة.”

لمزيد من المعلومات اقرأ أيضًا

رهاب الماء (أكوافوبيا) | عندما تخشى سر الحياة!

اقرأ أيضًا في القسم القصصي

فرط الحركة وتشتت الانتباه في عيون المحيطين

كيف أجعل طفلي استثنائيًا؟

Exit mobile version