نتفاجأ بين الحين والآخر بإصابة أحد الأقارب، أو الأصدقاء بمرض السكري، أو ارتفاع الضغط، أو مرض القلب أو إحدى الأمراض المزمنة الأخرى.
إذ يصف له الطبيب المختص العلاج المناسب، ويحذر من إيقاف تناول العلاج، حتى لو تحسنت حالة المريض الصحية؛ إذ إنه مرض مزمن.
دعونا نتجول معًا في هذا المقال لمعرفة كل ما يخص الأمراض المزمنة.
ماهو المرض المزمن؟
للإجابة عن هذا السؤال، دعونا نتعرف على معنى كلمة مزمن.
تعني كلمة مزمن: مستمر، ودائم.
تصنف الأمراض المزمنة بأنها أمراض طويلة الأمد ومستمرة أو متكررة، ويطلق عليها كذلك أمراض غير سارية، أو الأمراض غير المعدية.
وهناك فرق بين الأمراض المزمنة طويلة الأمد، وبين المتكررة.
- المرض المزمن: هو حالة مرضية مستمرة للأبد.
- الأمراض الحادة: إذ تتباين حالة المريض الصحية بين ظهور الأعراض واختفائها مرارًا.
تعريف الأمراض المزمنة
هي حالة مرضية تستمر لمدة عام أو أكثر، وتتطلب عناية ومتابعة طبية مستمرة، وفي كثير من الأحيان تحد من نشاطات الحياة اليومية.
وإليك عزيزي القارئ أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا:
أمراض القلب
طبقًا للإحصائيات فإن مرض القلب ليس مرضًا مزمنًا فقط؛ ولكنه سبب رئيسي من أسباب الوفاة، ومن أهم أسباب أمراض القلب، مرض ضغط الدم المرتفع، وارتفاع مستوى الدهون الضارة في الدم.
- ضغط الدم المرتفع:
من أكثر العوامل خطورة المسببة لأمراض القلب والسكتة الدماغية؛ إذ إنه يدمر الطبقات المبطنة للشرايين ويساعد في تكوين رواسب على جدران الشرايين مما يؤدي إلى ضيقها.
وتشير الإحصائيات أن فرد من بين ثلاثة أفراد يعانون ارتفاع ضغط الدم، ويستطيع نصف هذا العدد تقريبًا التحكم في المرض سواء بالغذاء أو بالدواء أو بكليهما.
يعد تناول الكثير من أملاح الصوديوم (ملح الطعام) عاملًا رئيسيًا في ارتفاع ضغط الدم، ليس فقد لإضافته على الطعام مباشرة، بل لأنه يضاف في أغلب المنتجات الغذائية المعدة خارج المنزل.
- ارتفاع نسبة الدهون الضارة بالدم :
إذ تترسب تلك الدهون الضارة على جدران الشرايين؛ مما يحد من تدفق الدم إلى القلب، والدماغ، والكلى، والأعضاء الأخرى.
ولمعرفة كيفية الوقاية من أمراض القلب علينا باتباع تلك الإرشادات.
طرق الوقاية من أمراض القلب
- المتابعة مع الطبيب المختص.
- قياس ضغط الدم بشكل روتيني، والتأكد من الوصول إلى المعدل الطبيعي، مع تناول العلاج اللازم بانتظام.
- المتابعة المستمرة، وقياس نسبة الدهون الضارة في الدم، وتناول العلاج اللازم.
- متابعة الوزن.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الامتناع عن التدخين، والمشروبات الكحولية.
- ممارسة أسلوب حياة صحي.
مرض السكري:
يعد مرض السكري من الأمراض المزمنة الشائعة، ويصنف إلى:
- سكري من النوع الأول: يبدأ في سن مبكر، إذ إنه مرض وراثي، ويقتصر العلاج هنا على الحقن بالأنسولين تحت الجلد، تبع توصية الطبيب المختص.
- سكر من النوع الثاني، يظهر غالبًا في سن متأخر، ويعالج بالأدوية وأحيانًا يتطلب الأمر العلاج بحقن الإنسولين، تبعًا لتوصية الطبيب المختص.
كيفية الحد من مضاعفات مرض السكري:
- متابعة نسبة السكر في الدم باستمرار؛ لضبطه في المعدل المسموح به.
- تناول العلاج اللازم طبقًا لتوصية الطبيب المختص.
- تعديل نمط الحياة إلى نمط حياة صحي.
- الحد من النشويات والسكريات، والإكثار من الخضروات الغنية بالألياف.
- شرب الماء بكثرة.
الأورام السرطانية:
تعد الأورام السرطانية من ضمن قائمة الأمراض المزمنة، وبالرغم من توفر العلاج له، فهو مرض لا يشفى والعلاج يكون للتحكم في الأعراض، وينقسم إلى عدة أنواع مختلفة لكل نوع علاجه، وهو يصيب أجزاء مختلفة من الجسم.
للوقاية من الأورام السرطانية
- تعزيز الجهاز المناعي.
- تجنب الوجبات السريعة.
- تناول الغذاء الصحي.
- تناول الفيتامينات المضادة للأكسدة.
الأمراض الصدرية:
تعد من الأمراض المزمنة الأكثر شيوعًا؛ نظرًا لشيوع العادات الصحية الخاطئة بين أفراد المجتمع، مثل التدخين، ومن أمثلة أمراض الصدر الأكثر انتشارًا:
مرض الانسداد الرئوي المزمن، والربو، وغيرها.
طرق الوقاية من الأمراض الصدرية
- تجنب التدخين وغيره من العادات الصحية الخاطئة.
- المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص.
- تناول الأدوية لتخفيف حدة الأعراض.
مرض السكتة الدماغية:
تحدث نتيجة وجود جلطة دموية في إحدى الأوعية الدموية في المخ، وتؤثر الجلطة في كثير من الأحيان على بعض الوظائف الحيوية وتسبب الشلل النصفي.
لذلك ينصح الطبيب المريض بالتالي:
- العلاج الطبيعي.
- تجنب العادات الصحية الخاطئة.
- تناول العلاج المناسب.
طرق الوقاية من السكتة الدماغية
- قياس ضغط الدم بشكل روتيني
- متابعة نسبة الدهون الضارة في الدم
- قياس معدل سيولة الدم
مرض ألزهايمر:
يؤثر مرض ألزهايمر على ذاكرة المريض وإدراكه، وإلى الآن لم يتوصل العلماء إلى أسبابه، ويحتاج مريض الزهايمر إلى عناية مستمرة ومتابعة دائمة.
مرض الكلى المزمن:
من أكثر الأمراض المزمنة المسببة للوفاة، ويعد الإكثار من تناول المسكنات من الأسباب الرئيسية في مرض الكلى المزمن.
ويتناول المريض الأدوية بعضها تعويضي، والبعض الآخر لتخفيف حدة الأعراض، وتتدهور حالة المريض تدريجيًا، وغالبًا يتطلب الأمر جلسات من الغسيل الكلوي، إلى أن ينتهي الأمر بزرع الكلى.
أمراض مزمنة أخرى
كذلك هناك العديد من الأمراض المزمنة الأخرى مثل:
- الأمراض المناعية مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي (Rheumatoid arthritis).
- بعض الأمراض الجلدية مثل البهاق.
- أمراض المخ والأعصاب مثل الصرع.
النظام الغذائي لمرضى الأمراض المزمنة
يختلف النظام الغذائي باختلاف المرض المزمن، ولكن هناك خطة غذائية صحية ينصح باتباعها لكل الفئات سواء مرضى أو أصحاء، تعدل هذه الخطة تبعًا لنوع المرض المزمن.
وإليكم بعض الأنظمة الغذائية الصحية:
نظام غذائي قليل السكريات
يعتمد هذا النظام على الحفاظ على مستوى ثابت من السكر في الدم، وبذلك تقل الحاجة إلى إفراز الإنسولين، وعدم تخزين الدهون في الجسم، ويناسب هذا النظام مرضى السكري، والسمنة.
من أمثلة هذه الأطعمة:
- الخضراوات.
- دقيق الشوفان.
- الخبز الأسمر… وغيرها.
نظام غذائي نباتي
تشير الإحصائيات إلى أن النباتين هم أقل عرضة لأمراض القلب، والسمنة، والضغط، والسكري.
يحتوي هذا النظام على نسبة قليلة من الدهون المشبعة الضارة، ونسبة كبيرة من النشويات المفيدة، مثل الخضروات المحتوية على الألياف والفواكه، كما يحتوي على نسب كبيرة من الفيتامينات الضرورية للجسم.
نظام داش (DASH) الغذائي
يرمز هذا النظام إلى نظام غذائي للوقاية من مرض ارتفاع ضغط الدم.
يعتمد على وجبات بها نسب مرتفعة من الألياف والفواكه والخضراوات، والأسماك والحبوب الكاملة،
ونسب منخفضة من الدهون والنشويات الضارة، وأملاح الصوديوم.
نظام غذائي خالي من الجلوتين (gluten free diet)
الجلوتين هو بروتين يوجد في الحبوب الكاملة مثل القمح والشعير.
يوصف هذا النظام للمرضى المصابين باضطرابات في الجهاز الهضمي (الداء البطني) (celiac disease)، إذ إنه مرض مناعي من الأمراض المزمنة.
وفيه يهاجم الجهاز المناعي الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلى تلفها، وعدم قدرتها على امتصاص مواد غذائية هامة مثل الفيتامينات والكلسيوم والبروتين والنشويات والدهون، ويؤدي بدوره إلى سوء التغذية.
وكذلك هناك بعض الأقاويل النظام الغذائي الخالي من الجلوتين يُحسن سلوك مرضى التوحد، ألا إنه لم يثبت بعد.
للوقاية من مضاعفات هذا المرض يجب الحد من تناول أي أطعمة تحتوي على مادة الجلوتين.
نظام الكيتون الغذائي (ketogenic diet)
لا يناسب هذا النظام الغالبية العظمى من مرضى الأمراض المزمنة، ولكن قد يوصف لبعض المرضى تبعًا للحاله الصحية.
فقد يوصف لمرضى الصرع – مرض من الأمراض المزمنة- وخاصة الأطفال، إذا لم يستجيبوا للعلاج بالأدوية.
ولوحظ أن اتباع الأطفال المصابون بالصرع لحمية الكيتون، يحد من عدد نوبات الصرع بنسبة أكبر من الثلث.
يحتوي هذا النظام على نسب محددة من المكونات الغذائية:
- ٨٠% دهون
- ١٥% بروتين.
- ٥% نشويات.
لا يتناول المريض الخضروات أو الفواكه أو أي مصدر للسكريات، وكذلك يحذر اتباع هذا النظام مع مرضى القلب.
هناك بعض الآثار الجانبية لنظام الكيتون مثل:
- الإمساك.
- الجفاف.
- الضعف.
- الجوع.
ما هي أدوية الأمراض المزمنة؟
تعالج الأمراض المزمنة بأدوية تستمر مع المريض طول العمر، ولا يسمح له بوقفها وقد تعدل مع الطبيب المختص؛ لتجنب المضاعفات.
ويختلف العلاج حسب:
- الحالة المرضية
إذ إن علاج مريض القلب يختلف عن علاج مريض السكري، ويختلف تبعًا لعدد الأمراض المزمنة عنده.
- سن المريض
ينبغي ضبط جرعة كل دواء لكل مرحلة عمرية، فمريض في مرحلة الطفولة يختلف عن آخر في سن الشباب وآخر في سن الشيخوخة.
الأمراض المزمنة في مرحلة الشيخوخة
تتعدد الأمراض المزمنة في هذه المرحلة أكثر من غيرها.
يعاني المريض أكثر من مرض مزمن؛ ولذا عند علاج هذا المريض ينبغي الأخذ في الاعتبار نوع وعدد الأمراض التي يعانيها المريض.
وأخيرا عزيزي القارئ، ينبغي التعامل مع المرض المزمن على إنه رفيق لك في رحلة عمرك القادمة، بيدك الاختيار إما أن تجعل منه صديق ودود أو عدو لدود.