“هل ترين هذا الغطاء المستدير؟ حسنًا، دون النظارة أراه بيضاوي الشكل”. بهذه الكلمات البسيطة شرحت لي أمي سبب ارتدائها للنظارة، وأشعلت خيالي قدرة هذه الأداة البسيطة في تغيير الأشكال. ما لم أعلمه وقتها هو أن هذا هو ما يراه مريض الاستجماتيزم. فما هو هذا المرض؟ وما علاجه؟
ما هو الاستجماتيزم؟
يُعد أحد عيوب انكسار الضوء في العين، وهو ينتج من عدم انتظام سطح العين الأمامي (القرنية)، أو سطح العدسة داخل العين، مما يؤدي إلى انكسار الضوء بدرجات متفاوتة على سطح العين، وعدم تركيز الضوء في نقطة واحدة، وينتج عنه عدم وضوح الرؤية.
أعراض الاستجماتيزم
هي أعراض عامة، لا تعني بالضرورة أنك تعاني هذا المرض. وقد تزداد حدة هذه الأعراض تدريجيا.
- تشوش أو اعوجاج الرؤية القريبة والبعيدة.
- ازدواج الرؤية في العين المصابة.
- آلام العين بصفة خاصة مع الأنشطة التي تحتاج التركيز بالنظر، مثل القراءة، ومشاهدة التلفاز.
- الصداع.
- مشكلات بالرؤية الليلية.
- الحول.
قد يصاب المرء بقصر أو طول النظر بالإضافة إلى الاستجماتيزم.
أنواع الاستجماتيزم
ينقسم هذا المرض تبعًا لمصدره إلى:
- استجماتيزم القرنية (انحراف القرنية).
- استجماتيزم العدسة.
ويُقسم أيضًا إلى:
- منتظم.
- غير منتظم، وهو ما يحدث في حالة القرنية المخروطية، وبعد إصابات وعمليات العين.
وترجع أهمية هذه التصنيفات إلى أنها قد تساعد في اختيار وسيلة العلاج المناسبة.
أسباب الاستجماتيزم
- عوامل وراثية: بعض الناس يولدون بالاستجماتيزم.
- بعض أمراض العين.
- قد ينتج من بعض جراحات العين.
- إصابات العين.
- القرنية المخروطية.
ما لا يسبب الاستجماتيزم
- القراءة في إضاءة خافتة.
- كثرة مشاهدة التلفاز، أو الجلوس بالقرب منه.
- الحول.
عوامل تزيد احتمال حدوث المرض
- وجود تاريخ مرضي لبعض أفراد العائلة بالإصابة بانحراف القرنية، أو بعض أمراض العين الأخرى، مثل القرنية المخروطية.
- انخفاض سمك القرنية.
- وجود ندوب في القرنية.
- وجود درجة عالية من قصر أو طول النظر.
- عمليات العين مثل إزالة العدسة المعتمة.
مضاعفات الاستجماتيزم
- كسل العين في حالة وجود المرض في عين واحدة، إذ يهمل المخ هذه العين؛ للحصول على رؤية واضحة.
- انخفاض معدل التحصيل الدراسي للطلاب المصابين.
تشخيص الاستجماتيزم
يجب عليك الذهاب إلى الطبيب في حالة وجود الأعراض السابق ذكرها؛ للوقوف على أسبابها، خاصة إذا كانت تحول دون استمتاعك بمختلف أنشطة حياتك.
يقوم الطبيب بالآتي:
- سؤالك عن الشكوى، والأعراض، والتاريخ المرضي لك ولعائلتك.
- قياس النظر.
- فحص كل أجزاء العين.
- قياس انكسار الضوء بالعين.
- قياس درجة تقوس القرنية.
- دراسة سطح القرنية (طوبوغرافيا القرنية): وهي مهمة لاستبعاد القرنية المخروطية، وأحيانًا لضبط مقاس العدسات اللاصقة.
في حال تشخيصك بهذا المرض، سوف يعرض لك الطبيب الحلول المتاحة، وميزات، وعيوب كل منها؛ لمساعدتك على اختيار الوسيلة المناسبة لعلاج المرض.
الاستجماتيزم في الأطفال والمراهقين
يولد كثير من الأطفال بانحراف القرنية، ويتحسن غالبًا خلال العام الأول من عمر الطفل، ولكن يظل المرض موجودًا في قليل من الأطفال بعد عمر ٥-٩ سنوات.
قد لا يدرك الطفل وجود مشكلة ما بنظره؛ لذا يجب أن يفحص طبيب العيون الطفل في الأوقات التالية:
- خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل.
- عند عمر ستة اشهر، وعلى فترات منتظمة بعد ذلك.
- في بداية المرحلة الابتدائية، وكل عام أو عامين بعد ذلك.
يجب أن يخضع المراهق المصاب بالاستجماتيزم للفحص الدقيق؛ لاحتمال إصابته بالقرنية المخروطية.
علاج الاستجماتيزم
النظارات
تُصمم عدسات النظارات لتعادل تأثير الشكل غير المنتظم للقرنية أو العدسة، المسبب للاستجماتيزم، كما تصحح عيوب انكسار الضوء الأخري، مثل طول أو قصر النظر. وتتطلب أن تنظر دائمًا للأمام بواسطة النظارة؛ ولذا يفضل بعض الناس العدسات اللاصقة على النظارة. قد يسبب ارتداء النظارات ظهور الصورة بشكل مائل، لكن المريض يتعود مع الوقت على استخدامها. ولكي يسهل عليك استخدامها، يجب فعل الآتي:
- ارتداء النظارة فور الاستيقاظ من النوم.
- ارتداء النظارة لوقت قصير في البداية، ثم زيادة المدة تدريجيا.
العدسات اللاصقة
يستخدم نوع خاص من العدسات اللاصقة اللينة، مصممة خصيصًا؛ لتصحيح زاوية الاستجماتيزم. ويتوفر عدسات لاصقة تصلح للاستخدام فترات طويلة، وكذلك عدسات ثنائية البؤرة، تصلح للمرضي المصابين بطول النظر الشيخوخي. ومن عيوب العدسات اللاصقة أن استخدامها فترات طويلة قد يعرض المريض للإصابة بالتهابات العين الميكروبية.
تقويم القرنية
وفي بعض الحالات، قد يقترح الطبيب استخدام عدسة لاصقة صلبة نافذة للغاز، تعمل على تغيير تقوس القرنية، وجعلها أقرب للشكل الطبيعي.
جراحات تصحيح الإبصار
جراحات القرنية
- الليزك التقليدي LASIK.
- اقتطاع القرنية تحت الظهارية بمساعدة الليزر LASEK.
- الجراحة الانكسارية بالقرنية PRK.
تعتمد فكرة العمليات السابقة على استخدام الليزر في تشكيل القرنية، بحيث تزيل تأثير الاستجماتيزم، وإن كانت الجراحة الانكسارية تفضل في حالة انخفاض سمك القرنية.
- جراحة سمايل (Small incision lenticule extraction (SMILE
تقوم على استخراج شريحة رقيقة من القرنية بسمك محسوب عن طريق الليزر، وتصلح في الحالات التي يوجد بها درجة بسيطة من قصر النظر، بالإضافة إلى الاستجماتيزم.
- بضع القرنية اللابؤرية astigmatic keratotomy
جراحات العدسة
ولأن هذا النوع من العمليات يستلزم التدخل الجراحي داخل العين، وليس على سطحها كجراحات القرنية؛ فهي ليست الاختيار الأول.
- تصحيح الاستجماتيزم مع إزالة العدسة المعتمة (المياه البيضاء).
تصلح إذا كان المريض كبير السن، أو مصابا بعتامة في القرنية أو العدسة، إذ تزال العدسة، ويضع الطبيب عدسة اصطناعية بدلًا من عدسة العين الطبيعية. وهنا إما أن يضع الطبيب عدسة خاصة، أو أن يحدث الطبيب شقوقًا عند أطراف القرنية لعلاج الاستجماتيزم.
- إزالة عدسة العين غير المعتمة، مع زرع عدسة اصطناعية.
- زرع عدسة لاصقة داخل العين.
مضاعفات جراحات تصحيح الإبصار
- التصحيح غير الكافي أو الزائد عن المطلوب وقد يحتاج جراحة تصحيحية أخرى.
- انخفاض جودة الرؤية الليلية.
- جفاف العين.
- احتمال إصابة العين بالعدوى الميكروبية بعد العملية.
- حدوث ندبة بالقرنية.
- فقدان البصر في أحوال نادرة.
الوقاية من انحراف القرنية
لا توجد وسيلة معروفة للوقاية من هذا المرض، ولكن إن كنت معرضًا للقرنية المخروطية، فمن الأفضل تجنب دعك العينين.
القرنية المخروطية
من أهم أسباب انحراف القرنية وهي خلل في تركيب القرنية، يؤدي إلى تناقص سمكها، وبروزها للأمام، مما يسبب استجماتيزم غير منتظم، وتحدث ببطء على مدار سنوات عدة. وتحدث غالبًا للمراهقين في سن ١٠-٢٥ سنة. أهم أعراضها الاستجماتيزم المتزايد، والحاجة المتكررة لتغيير مقاسات النظارة. وقد يحدث بسببها فقدان حاد للنظر وعتامة القرنية. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الحالة لا يصلح معها جراحات تصحيح الإبصار السابق ذكرها، بل إنها قد تزيد الحالة سوءًا، ويحدد الطبيب العلاج حسب درجة تأثر القرنية، وطرق العلاج هي:
- العدسات اللاصقة اللينة.
- العدسات اللاصقة الصلبة.
- تثبيت القرنية باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.
- زراعة حلقات القرنية.
- زرع القرنية.
وختامًا، عندما ترى ما حولك على غير ما تحب، ابحث جيدًا فربما العيب في عينك أنت.
اقرأ أيضًا
الكسل البصري | استعمل نظرك أو اخسره