هل تعلم -عزيزي القارئ- أن علامات وأعراض الإنفلونزا الموسمية الخفيفة قد تكون مؤشرًا لحالة مرضية خطيرة تعرف بالتهاب الدماغ (encephalitis)؟
التهاب الدماغ هو التهاب حاد أو تورم في أنسجة الدماغ، له عدة أسباب أكثرها شيوعًا العدوى الفيروسية، وقد لا ينتج عنه أي أعراض، وقد يتسبب في مضاعفات خطيرة تؤدي إلى الوفاة.
هل التهاب الدماغ خطير؟ وهل هو معدي؟ سوف نجيب عن هذه التساؤلات تباعًا، ولكن هيا بنا نتعرف أولًا على أسبابه، فتابع معي القراءة.
أسباب التهاب الدماغ
قد يكون السبب الرئيسي غير معروف، وقد ينتج عن الأسباب الآتية:
- عدوى فيروسية
- الهربس: وأشهرها فيروس الهربس البسيط (HSV).
- فيروسات معوية، مثل: فيروس شلل الأطفال، والروتا، وكاواساكي.
- ينقل البعوض بعضها (arboviruses)، مثل: فيروس غرب النيل، وفيروس زيكا.
- التي ينقلها القراد.
- داء الكلب.
- منها ما يُصيب الأطفال، مثل: الحصبة، والحصبة الألمانية، والنكاف.
- عدوى بكتيرية
○ الميكوبلازما (mycoplasma).
○ مرض خدش القطة (cat scratch disease).
أنواع التهاب الدماغ
- التهاب الدماغ الأولي
يحدث هذا النوع عندما تصيب العدوى المخ مباشرةً، أو عند حدوث إعادة تنشيط لفيروس خامل، كان متواجدًا في الجسم مُسببًا عدوى سابقة.
- التهاب الدماغ الثانوي
يُطلَق عليه أيضًا التهاب ما بعد العدوى، فعادةً يحدث بعد الإصابة بالعدوى الأولية بمدة تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وينتج عن رد فعل خاطئ للجهاز المناعي، فبدلًا من مهاجمة الخلايا المصابة بالعدوى يهاجم خلايا المخ السليمة.
هل التهاب الدماغ معدي؟
هو مرض غير معدي، فلا ينتقل من شخص لآخر بطريقة أو بأخرى، ولكن يمكن انتقال العدوى الفيروسية أو البكتيرية من شخص لآخر، وتؤدي بدورها إلى الإصابة به.
أعراض التهاب الدماغ
قد لا تظهر أى أعراض خاصة للنوع الذي تسببه العدوى الفيروسية، وقد تظهر علامات وأعراض خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا مثل:
- الصداع والحمى.
- آلام في العضلات أو المفاصل.
- تعب وإرهاق.
قد تكون الأعراض أكثر حدةً في بعض الأحيان وتشمل:
- تشوش في التفكير.
- نوبات الصرع.
- الهلاوس السمعية أو البصرية.
- فقدان الإحساس، أو الشلل في بعض المناطق من الوجه، أو الجسم.
- ضعف في العضلات.
- مشكلات في السمع أو الكلام.
- قلة درجة الوعي وقد تصل إلى غيبوبة.
قد تختلف الأعراض عند الأطفال والرضع،وتشمل:
- غثيان وقيء.
- تصلب الجسم.
- فقدان الشهية، أو عدم الاستيقاظ من أجل الرضاعة.
- التهيج المفرط والبكاء.
العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب الدماغ
- الفئة العمرية: الأطفال وكبار السن هم الفئة الأكثر عرضةً للإصابة به.
- ضعف الجهاز المناعي: المصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، أو المرضى الذين يتناولون أدوية تضعف جهاز المناعة.
- النطاق الجغرافي: ينتشر في المناطق التي يكثر بها البعوض، والقراد الناقل للعدوى.
- فصول السنة: تكثر الأمراض التي ينقلها البعوض في فصل الصيف.
- عدم تلقي بعض اللقاحات: الأطفال الذين لم يحصلوا على التطعيمات ضد الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية.
هل التهاب الدماغ خطير؟
يُعد التهاب نسيج الدماغ حالة مرضية خطيرة جدًا قد تترتب عليها مضاعفات خطيرة، وقد تؤدي إلى الوفاة، ولكن توجد عدة عوامل تزيد من خطورة الحالة وحدوث المضاعفات، وهي:
- العمر.
- سبب الإصابة.
- حدة المرض.
- الوقت المستغرق من بداية الإصابة إلى العلاج.
مضاعفات التهاب الدماغ
يستغرق الأشخاص المصابون بعدوى غير شديدة عادةً أسابيع قليلة حتى تمام الشفاء دون حدوث مضاعفات، أما المضاعفات الخطيرة فقد تستمر لعدة أشهر، وربما تصبح دائمة، وتتمثل في:
- الإرهاق المستمر.
- اضطرابات في السلوك.
- فقدان في الذاكرة.
- الشلل.
- مشكلات في السمع والرؤية.
- صعوبة في الكلام.
- غيبوبة، وقد يؤدي إلى الوفاة.
تشخيص التهاب الدماغ
يُشخص الطبيب المرض بعدة عوامل، وتشمل:
- التاريخ المرضي والأعراض.
- الفحص البدني.
- تصوير المخ بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي.
- البزل الشوكي، وهو سحب عينة من السائل الذي يحيط بالمخ والحبل الشوكي للكشف عن وجود عدوى فيروسية أو بكتيرية بها.
- الاختبارات المعملية، لفحص عينات من الدم والبول وإفرازات الحلق للكشف عن وجود فيروسات أو بكتريا بها.
- رسم المخ الكهربائي.
- عينة من نسيج المخ، وتُؤخذ في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج.
علاج التهاب الدماغ
علاج الالتهاب ذي الأعراض الخفيفة:
- الراحة في السرير.
- شرب الكثير من السوائل.
- تناول الأدوية المضادة للالتهاب لتخفيف الصداع والحمى، مثل: الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين.
- الأدوية المضادة للفيروسات إذا كان السبب عدوى فيروسية، مثل: أسيكلوفير (زوفيراكس)
- تناول المضادات الحيوية المناسبة إذا كان السبب عدوى بكتيرية.
قد يحتاج الأشخاص المصابون بالتهاب حاد إلى:
- مراقبة التنفس ووظائف القلب.
- إعطاء السوائل بالمحاليل الوريدية.
- الأدوية المضادة للالتهابات والتورم، مثل: الكورتيكوستيرويدات.
- أدوية للسيطرة على نوبات الصرع -إن وُجِدَت- مثل: فينيتوين.
الدعم والتأهيل
قد يحتاج المريض بعد رحلة العلاج إلى إعادة التأهيل للتكيف مع المضاعفات، والمشكلات الناتجة عن التهاب نسيج الدماغ، فقد يحتاج إلى:
- أخصائي علاج طبيعي.
- أخصائي تخاطب.
- طبيب أمراض نفسية وعصبية.
علامات الشفاء من التهاب الدماغ
تتمثل علامات الشفاء في غياب الأعراض، واستعادة وظائف الجسم، والنشاط العقلي بشكل تدريجي، وتختلف مدة الشفاء من مريض لآخر طبقًا لعدة عوامل نذكر منها حدة المرض، وسبب الإصابة، والفئة العمرية للمريض.
طرق الوقاية
تتمثل في اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من العدوى الفيروسية والبكتيرية، وتشمل:
- العناية بالنظافة الشخصية
أهمها غسل الأيدي جيدًا بالماء والصابون، وبانتظام خاصةً بعد استخدام المرحاض، وقبل الأكل وبعده.
- عدم مشاركة الأدوات الشخصية
مثل: أدوات الطعام وأدوات النظافة الشخصية.
- تعليم الأطفال العادات الصحية السليمة
تعليم الأطفال الطريقة الصحيحة لغسل الأيدي، وعدم مشاركة الأدوات الشخصية بالمنزل أو المدرسة.
- الاهتمام بتطعيم الأطفال
التطعيمات الروتينية، والتطعيمات المُوصى بها قبل السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها العدوى الفيروسية.
- مقاومة الناموس بعدة طرق، نذكر منها:
تغطية أجزاء الجسم بالكامل.
– استخدام طارد للناموس.
– رش المبيدات الحشرية (مع مراعاة عدم وجود أطفال بالمكان).
– التخلص من المياه الراكدة بالمنزل أو خارجه.
– الإبلاغ عن الطيور أو الحيوانات المريضة التي يشتبه في إصابتها بمرض ناقل للعدوى.
وأخيرًا، لا تتردد في زيارة الطبيب عند الشعور بأي أعراض قد تُشير إلى الإصابة بالتهاب الدماغ، مثل: الصداع الشديد والحمى، فقد تحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، لتجنب حدوث المضاعفات الخطيرة، فالتشخيص والعلاج المبكر يساعدان بشكل كبير على ذلك.