مَرَّ ما يقرب من العام، ومازال العالم يعاني جائحة الكورونا، التي تسببت في خسائر هائلة في الأرواح، لذا اتجهت المنظمات الصحية في العالم إلى فرض إجراءات وقائية مثل الحجر الصحي للحد من انتشار الفيروس.
يُطبق الحجر الصحي للحفاظ على سلامة أفراد المجتمع ولمحاولة تقليل انتشار الفيروس والسيطرة عليه.
في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن الحجر الصحي والعزل الذاتي وكيفية تطبيقهما.
الحجر الصحي (Quarantine)
هو فصْل الأشخاص الذين يشتبه تعرضهم لعدوى معينة ولا توجد لديهم أعراض أو نتيجة إيجابية؛ وذلك للحد من انتشار تلك العدوى.
ويكون الحل هو فصلهم وتقييد نشاطهم لفترة زمنية معينة تختلف حسب اختلاف نوع العدوى المشكوك أنه قد تعرض لها، إذ إنه من الممكن أن يكون الشخص حاملًا للعدوى أو في فترة حضانة المرض ولم تظهر عليه أعراض بعد.
قد يكون الحجر الصحي في منشأة صحية أو في المنزل مع تَوفر اشتراطات معينة.
الحالات التي تستدعي الحجر الصحي
متى تنتقل للحجر الصحي؟
- إذا كُنت على اتصال وثيق بشخص ثبتت إصابته بمرض معدي -في حالتنا هذه فيروس الكورونا- والاتصال الوثيق يشمل:
- كنتَ على بعد أقل من متر ونصف من شخص مصاب لأكثر من ربع ساعة.
- قدّمتَ الرعاية المنزلية لشخص مصاب.
- كانَ لديكَ اتصال مباشر مع المصاب (قَبـّلته أو عانقته).
- شاركتَ أدوات الطعام مع شخص مريض.
- تعرّضتَ لرذاذ عطس أو سعال شخص مصاب.
- إذا كنتَ عائدًا من بلد متفشي فيها عدوى، فإنك ستنتقل إلى الحجر الصحي مباشرة من المطار لحين انتهاء فترة الحضانة المقررة للعدوى والتأكد من عدم إصابتك وأنك غير حامل للمرض.
ينتهي الحجر الصحي إذا لم تظهر أعراض على الشخص المشتبه به في فترة الحضانة المحددة للعدوى ويعود لممارسة حياته الطبيعية مرة أخرى، أما إذا ظهرت عليه أعراض فيتحول للعزل الطبي.
العزل الذاتي
هو فصل الشخص المصاب أو المشتبه بإصابته بمرض معدي في المنزل بطريقة تحد من انتشار العدوى.
وتتابع الجهات المختصة الشخص والاطمئنان على حالته والتأكد من التزامه بتعليمات العزل المنزلي التي زوده بها المختصون.
يختلف العزل الذاتي عن التباعد الاجتماعي أو البقاء في المنزل للحماية.
فالتباعد الاجتماعي نصيحة لكل المجتمع في أوقات الأوبئة بأن يتجنبوا الاتصال المباشر قدر الإمكان ويلتزموا بمسافة لا تقل عن متر ونصف؛ وذلك للحد من انتشار الوباء وعدم تعرضهم للإصابة.
أما العزل الذاتي فهو للأشخاص الأكثر عرضه لخطر الإصابة.
الحالات التي تستدعي العزل الذاتي
- إذا كانت لديكَ أعراض العدوى (الكورونا) وكانت حالتك لا تستدعي المكوث في المشفى مثل:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- سعال جديد ومستمر.
- فقدان في حاستي الشم والتذوق.
- إذا كنتَ تعيش مع شخص مخالط أو حامل للعدوى.
- كنتَ على اتصال وثيق بشخص تم تشخيصه إيجابيًا للعدوى.
كيفية الحجر الصحي/ العزل الذاتي؟
بعض التعليمات الأساسية لتطبيق الحجر الصحي:
- ابق في المنزل ولا تخرج إلا للحصول على الرعاية الطبية.
- لا تذهب إلى العمل أو إلى المدرسة أو إلى المناطق العامة، كذلك لا تستخدم المواصلات العامة ولا سيارات الأجرة قدر الإمكان.
- يجب عليك البقاء في غرفة منفصلة ومنعزلة تمامًا عن القاطنين بنفس المنزل وخاصةً كبار السن والحوامل وذوي الأمراض المزمنة وكذلك عدم الاختلاط بالحيوانات.
- لا تستقبل زوار بالمنزل.
- ارتدِ الكمامة عند الخروج من المنزل للحصول على الرعاية الطبية.
- غطِّ الفم والأنف في أثناء السعال كما يجب التخلص من المناديل وتطهير القمامة.
- نظِّف يديك جيدا وذلك بغسلها بالماء والصابون لمدة 40 ثانية، وإذا لم يتوفر الماء والصابون استخدم مطهر لليدين يحتوي على نسبة 60% من الكحول في الأقل.
- تجنَّب مشاركة الأدوات المنزلية الشخصية مثل الأطباق، والأكواب، والمناشف، والمفارش.
- نظف الأسطح متكررة اللمس مثل الأبواب ومفاتيح الكهرباء باستخدام المعقمات.
- تأكد من وجود مصادر تهوية جيدة في الغرفة بشكل خاص وفي المنزل عمومًا.
اشتراطات الخضوع للاختبار وما بعده
- يجب إجراء الاختبار في أقرب وقت ممكن إذا كانت لديك الأعراض السابق ذكرها.
- لا تحتاج إلى إجراء الاختبار إذا مرت مدّة العزل دون ظهور أعراض.
- إذا ثَبتت إصابتك بالعدوى فلابد من إخبار الأشخاص الذين تعاملت معهم خلال 48 ساعة
الوقت المحدد للحجر الصحي/ العزل الذاتي
يختلف الوقت المحدد للعزل الذاتي باختلاف نوع العدوى:
- تقدّر مدّة العزل في عدوى الكورونا التي نحن بصدد مواجهتها بـ 10 إلى 14 يوم.
- إن لم تظهر أي أعراض خلال مدّة العزل ينتهي العزل وتعود لممارسة حياتك الطبيعية في اليوم التالي مباشرةً.
- إذا ظهرت أعراض ستستمر في العزل الطبي إلى حين انتهاء الأعراض.
المعايير الخاصة بالعزل الذاتي للحالات الإيجابية
عند عزل المريض في المنزل لا بد من توافر بعض الشروط مثل:
- يجب التأكد من أن المريض بحالة جيدة لا تستدعي المكوث في المشفى.
- يُزوَّد المريض ومن يعتني به بجميع التعليمات والإرشادات اللازم اتباعها في أثناء العزل بالمنزل.
- يُوقِّع المريض التعهد بالتزام العزل المنزلي وعدم الخروج إلا للضرورة.
اشتراطات العزل الذاتي
- وجود غرفة نوم منفصلة للمريض أو المخالط تكون جيدة التهوية.
- وجود من يرعى المريض ويساعده بالمنزل.
- تُوفر لدى الشخص المساعد أدوات الوقاية الشخصية مثل الكمامة والقفازات.
- يُقلل عدد الأشخاص الذين يتعاملون مع المريض مباشرة.
إرشادات وقائية للقاطنين مع المريض أو المخالط في العزل المنزلي
إذا كنت مرافقًا للمريض أو المخالط فيُنصح باتباع البرتوكول العلاجي للمخالط، وأن تُولي اهتمامًا خاصًا لهذه الإرشادات الوقائية حتى لا تصاب بالعدوى:
- ابق على مسافة لا تقل عن متر ونصف وتجنب الاتصال الجسدي إلا للضرورة.
- ارتدِ الكمامة في أثناء التواجد مع المريض على مسافة قريبة.
- ارتدِ الكمامة والقفازات في أثناء تنظيف الأماكن التي يستخدمها المريض مثل غرفته الشخصية أو المرحاض الخاص به.
- اهتم بالنظافة ويشمل هذا عدم مشاركة أدوات المائدة التي يستخدمها المريض، واستخدام المناديل الورقية، وتطهير الأسطح المعرّضة للملامسة بكثرة مثل مقابض الأبواب ومفاتيح الكهرباء.
- اغسل يديك قبل وبعد التعامل مع المريض.
- اغسل ملابس المريض وأغطيته الخاصة بالماء الدافئ وتجفيفها باستخدام مجفف الملابس.
مخالفين الحجر الصحي
في ظل جائحة الكورونا تحاول كل الجهات المسئولة وبكل طاقتها الحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه وتشدّد على كل شخص الالتزام بدوره ليساعد نفسه ومجتمعه.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت وبشدة من خطورة مخالفة تعليمات الحجر الصحي وأثر ذلك على سلامة أفراد المجتمع؛ وذلك لأن شخص واحد مصاب قد ينقل العدوى لعدد كبير جدا من الأشخاص؛ لذا لابد لكل شخص أن يلتزم بتعليمات الحجر الصحي والعزل الذاتي.
يتعرض مخالفو الحجر الصحي للمساءلة القانونية والتغريم من قِبَل السلطات القضائية؛ لعدم التزامهم بالحجر الصحي وتعريض المجتمع لكارثة وبائية تضر بالجميع.
العزل الطبي
يختلف العزل الطبي عن الحجر الصحي إذ يقتصر فقط على عزل المرضى المؤكد إصابتهم بمرض معدي (الكورونا).
ويتخذ الأطباء أو الدوائر الصحية قرارًا بعزلهم في منشأة طبية أو في المنزل.
إذا كانت الأعراض طفيفة وليس هناك خطر على حياة المريض يعزل نفسه في المنزل، أما إذا كانت الأعراض شديدة أو كانت الحالة معرضة للانتكاس سواء لضعف مناعة أو لمرض مزمن؛ يُتخذ قرار عزلهم في منشأة صحية مثل المشفى أو مكان مهيئ مسبقًا لاستقبال المرضى.
وفي الختام عزيزي القارئ، برجاء الالتزام بالحجر الصحي حرصًا على سلامتك وسلامة أسرتك.
