الذئبة الحمراء عند الأطفال | الأسباب والأعراض والعلاج

تَسعَد جميع الأمهات بتَورد وِجنَتَيَّ أطفالهم، عداي أنا، فطفلي جميل لكن لأن هناك دائمًا ثمة شيء يَنقُص، فلقد أخبرَنا الطبيب اليوم بأنه مُصاب بمرض الذئبة الحمامية الجهازية. 

ما الذئبة الحمراء عند الأطفال؟  وكيف ستؤثر على حياة طفلي اليومية؟ 

ما أسبابها وأعراضها وعلاجها؟ هذا ما سنتناوله في مقالنا بشيءٍ من التوضيح.

ما الذئبة الحمراء (systemic lupus erythematosus)؟

هي مرض روماتيزمي مزمن يتميز بتكوين أجسامٍ مُضَادَّة موجهة ضد المستضدات الذاتية (self Antigens)، والمُعقَّدات المناعية (immune complexes)، فَتُهاجِم أنسجة الجسم، وَتُحدِث التهابًا بها، مثل الجلد والمفاصل والكلى والرئتين والجهاز العصبي والأعضاء الأخرى.

الذئبة الحمراء عند الأطفال

تُصيب الذئبة الحمراء الأطفال بنفس الطريقة التي تؤثر بها على البالغين، إلَّا أنها نادرة الحدوث وتكون أكثر شدة. 

تظهر غالبًا في سن المراهقة -عند عمر 12 عامًا- ونادرًا ما تبدأ قبل عمر الخامسة.

تُصيب الإناث أكثر من الذكور، وفي مجموعات عرقية معينة، مثل الأمريكيين من أصل أفريقي واللاتينيين وجنوب شرق آسيا.

هناك نوعًا آخر يُسمَّى الذئبة الحمراء الوليدية -نادر الحدوث- يُنقَل إلى الطفل خلال شهور الحمل من الأم المُصابة ويُولَد بطفحٍ جلديِّ ومشكلاتٍ في الكبد أو القلب. 

يزول المرض تلقائيًا عند الشهر السادس من عمر الطفل بخلاف الذئبة الحمراء عند الأطفال.

الأسباب 

لا نستطيع الجزم بسببٍ محدد، فغالبًا ما يكون المرض غير معروف السبب. 

قد يَحدُث نتيجة المزج بين عدة عوامل، وهي:

ما علامات وأعراض الذئبة الحمراء عند الأطفال؟

يَظُن البعض أنَّ مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال معديًا لكون الطفح الجلدي من علاماته المميزة، لكن في الحقيقة هو ليس مُعديًا.

وتشمل علاماته وأعراضه الأخرى ما يلي:

قد تسجِل ١٥٪ من الحالات قراءات عالية من اختبار الأجسام المضادة للنواة (anti-nuclear antibody) أو ( ANA test). 

 مضاعفات الذئبة الحمراء عند الأطفال

تَضع الذئبة الحمامية الجهازية بصمة في معظم أجهزة الجسم.

ومن مضاعفاتها:

١- مشكلات العينين: مثل

 الالتهاب ومع إهمال العلاج قد يصل الأمر إلى الزُرق وإعتام عدسة العين حتى العمى.

يحدث التهاب الأعين دون أعراض عند الأطفال، لذا لا بدَّ من متابعة الأطفال المصابين مِن قِبَل طبيب الرمد. 

٢- التأثير على النمو:

 يتداخل التهاب المفاصل مع تطور العظام ونموها بشكلٍ سليم، كذلك قد يؤثر تناول الكورتيكوستيرويدات على نمو العظام.

٣- الفشل الكلوي. 

٤- التهاب التامور (pericarditis).

٥- أزمات قلبية.

٦- هشاشة العظام.

التشخيص

يصعب تشخيص الذئبة والجزم بها من خلال فحصٍ معين، لذا لا بد من الجمع بين اختباراتٍ عدة مثل فحص الدم الشامل والبول والتصوير بالأشعة السينية، وأخيرًا إجراء خزعة إذا تطلب الأمر. 

أولًا: الفحوصات المعملية

فحص الدم الشامل 

يقيس عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء، وكذلك الصفائح الدموية والهيموجلوبين – بروتين يحمل الأكسجين إلى خلايا الدم-. 

قد تظهِر النتائج نقصًا في كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية والهيموجلوبين.

معدل الترسيب

ترتفع نسبة هذا الاختبار في العديد من الأمراض مثل حالات العدوى والالتهاب وأمراض السرطان، لذا لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده في تشخيص الذئبة.

تحليل البول

قد تظهر فيه نسب عالية من البروتين أو كريات الدم الحمراء، وهذا يشير إلى تأثير المرض على الكليتين.

اختبار الأجسام المضادة للنواة (ANA) 

تشير إيجابيته إلى احتمالية الإصابة بمرض الذئبة لذا لابد من عمل تحليل الأجسام المضادة الأكثر حساسية للذئبة.

التصوير الطبي

تصوير الصدر بالأشعة السينية، لاستبعاد مضاعفات المرض مثل الالتهاب الرئوي.

مخطط صدى القلب، يوضح أمراض الصمامات وتأثر عضلة القلب.

الخزعة 

قد نلجأ إليها إذا أصاب المرض نسيج الكلى وأحدث تلفًا به.

يمكن أخذها بواسطة إبرة أو بعمل شق جراحي صغير.

علاج الذئبة الحمراء عند الأطفال 

مرض الذئبة الحمراء عند الأطفال من الأمراض المناعية المزمنة التي لا تُشفَ، ورغمًا عن ذلك هناك بعض الأدوية التي تُساعد على خفض حِدَّتِهِ وتقليل ذُروَتِه.

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAID)

يعد الالتهاب هو المسار الرئيسي للمرض لذا تستخدَم مضادَّات الالتهاب كخط الدفاع الأول لتُحَسِّن من آلام المفاصل، ومنها:

الآثار الجانبية:

الستيرويدات القشرية (corticosteroids) 

هيَ العلاج السحريِّ والأسرع فاعليةً لمرض الذئبة الحمراء عند الأطفال، إذ أنَّ تناول الجرعة الأولى يحَسِّن الأعراض بشكلٍ ملحوظ. 

من أمثِلَتِها:

تعتمد الجرعة على:

قد يستمر تناول الستيرويدات القشرة لسنينٍ عِدة -تقلَّل الجُرعة فقط مع تَحَسُّن الأعراض- بالرغم من آثاره الجانبية العنيفة، مثل:

لا بدَّ مِنَ تحذير المريض بعدم إيقاف الدواء بصورةٍ مفاجئة حتى لا يحدث قصورًا في الغدة الكَظرية، فيعجَز الجسم عن إنتاج الكورتيزون لمدةٍ معينة؛ مما يسَبِّب أعراضًا عنيفة بالإضافة إلى تَفاقُم المرض.

الأدوية المُضادَّة للملاريا (Anti-malarial drugs) 

استُخدِمَت أول مرة في علاج الذئبة الحمراء منذ مئة عام. 

تعالِج بشكل أساسي الطفح الجلدي وأمراض الكلى وتَقي أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل الهايدروكسيكلوروكوين (Hydroxychloroquine).

الأدوية المُضادة للروماتويد والمُعَدِّلة لطبيعة المرض DMARDs) (Disease-modifying anti rheumatic drugs

تثبِّط الجهاز المناعي وتُقَلِّل الالتهابات من خلال العمل على بروتينات معينة تُسمَّى السيتوكينات (Cytokines).

تستَخدم مع الستيرويدات القشرية لتقليل جرعتها والحد من آثارها الجانبية.

من أمثِلَتِها:

استشيري الطبيب المُعالِج لطفلك في حال ظهور أي أعراض جديدة، مثل القشعريرة والحُمَّى والتهاب الحلق وكذلك التبول المؤلم.

تشير الأعراض السابقة إلى حدوث عدوى ما وهو أمر شائع الحدوث مع هذا المرض، لذا يجب أن يحرص الآباء على تناول أطفالهم اللقاحات المُحددة لهم.

لا بدَّ أن يحدد الطبيب نوع وجرعة كلَّ دواء.

العِلاج النَفسيِّ

مراعاة نفسية الطفل من أساسيات تَحَسُّن الحالة بِجانب العلاج الدوائي.

عَززي ثقة طفلك بنفسه ومرري له -خلال حَديثكما- عبارات التشجيع ومدى كونه بَطلًا وممَيزًا عن أقرانه. 

كيفية الوقاية

سينبهك الطبيب إلى عدة أشياء تخفف من حدة المرض وتمنع تفاقم الحالة لدى طفلك، إذ أنَّه لا يوجد علاج محدد الذئبة الحمراء.

يجب أن يحرص الآباء على عدم تعرض أطفالهم إلى:

ما مصير طِفلي مستقبلًا؟ 

يعَد هذا السؤال من أشهر الأسئلة التي يسألُها الآباء خاصةً حال اكتشافهم مرض أطفالهم. 

لا نستطيع الجزم بمصير كل طفل أصيب بمرض الذئبة الحمامية الجهازية، فكل حالة تختلف عن الأخرى.

لكن البَدء بالعلاج في عمرٍ مبكر يساهم في السيطرة على المرض والتقليل من أعراضه العنيفة، وكذلك تقليل جرعات الستيرويدات القشرية على مدار عمره. 

هل تؤثر على أنشطة طفلي اليومية؟

الطفل المصاب بمرض الذئبة الحمامية الجهازية يَستطيع أن يُمارس حياته بصورةٍ طبيعية، مادام العلاج يُخفف من الأعراض ويُسيطر عليها.

ينصح بممارسة الألعاب الرياضية دون أن يجهِد نفسه حتى لا تتفاقم الأعراض عليه.

كذلك لا بُدَّ من عدم التعرض المباشِر للشمس دون استخدام واقٍ مناسب.

لا يشتَرط اتباع حمية غذائية معينة، لكن من الأفضل المحافظة على نظام صحي وغني بالعناصر الغذائية خاصةً الكالسيوم وفيتامين د. 

في النهاية، لا يوجد داء دون الدواء، لذا لا تجزعي بمرض طفلكِ المزمِن، وكوني له مصدرًا للتشجيع ليحيا بصورةٍ طبيعية.

اقرأ أيضًا

متلازمة رايتر | التهاب المفاصل التفاعلي

فيتامين للأطفال | كيف ينمو أطفالنا بشكل سليم؟

الذئبة الحمامية الجهازية | أسبابها و طرق علاجها

Exit mobile version