هل حدث وانتفض رأسك؟ أشعرت يومًا بأن عقلك ينبض بما فيه؟ هل كاد الألم أن يفتك بك؟ إذا كانت إجابتك هي نعم فأنت تعاني الصداع النصفي أو ما يطلق عليه migraine.
وفي هذا المقال أضع بين يديك -عزيزي القارئ- كل ما تريد أن تعرفه عنه.
ما هو الصداع النصفي؟
هو حالة عصبية من الممكن أن تُسبب أعراضًا عدّة، وكثيرًا ما تتسم بالألم الشديد، وتتضمن الأعراض القيء والغثيان والصعوبة في التحدث.
ربما يبدأ في مراحل الطفولة، وربما لا يحدث حتى سن البلوغ.
يختلف الصداع النصفي عن غيره من الأنواع الأخرى؛ إذ يستمر من ساعات قليلة إلى عدة أيام.
تظهر بعض الأعراض التحذيرية قبل حدوث الصداع، وتشمل هذه الأعراض اضطرابات الرؤية، وألم الرأس، وألم الذراع والساق.
مراحله وأعراضه
يمر الصداع النصفي بعدة مراحل تتمثل في:
- مرحلة البادرة (Prodromal Phase)، وتحدث هذه المرحلة قبل حدوث الصداع بساعات أو أيام، ويُعاني فيها المريض:
- الإمساك.
- الاكتئاب.
- كثرة التثاؤب.
- الإرهاق.
- العطش الشديد.
- الانتفاخ.
- الحساسية المفرطة للضوء.
- مرحلة النوبة (aura phase)، وفي هذه المرحلة سيعاني المريض:
- رؤية نقاط سوداء.
- رؤية أشياء غير موجودة.
- فقدان مؤقت للرؤية.
- هلوسة.
- آلام الجسد.
- صعوبة في التحدث والنطق.
- مرحلة الهجوم (attack phase)، هذه المرحلة أكثر المراحل صعوبة؛ إذ يعاني المريض الكثير من الآلام والأعراض تتمثل في:
- آلام الرأس.
- القيء.
- الغثيان.
- الدوار.
- الحساسية الشديدة تجاه الضوء.
- مرحلة ما بعد الصداع (Postdromal phase)، تستمر هذه المرحلة لعدة أيام وتشمل
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- آلام العضلات.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو فقدان الشهية.
- الارتباك.
وصف ألم الصداع النصفي
يعد ألم هذا الصداع واحدا من أشد أنواع الصداع آلامًا، وإزعاجًا؛ إذ وصفه كثير من الناس بـالآتي:
- النبض.
- الخفقان.
- الثبات.
- يؤثر بشكل مباشر على الجبهة.
- حـــاد.
يستمر الألم لعدة ساعات، ويمتدّ لأيام في حالة عدم العلاج.
أسبابه
لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى السبب الرئيسي لحدوث، وعلى الرغم من ذلك تشير بعض البحوث إلى أنه يحدث نتيجة إلى:
- التغيرات الهرمونية عند النساء: يؤدي التغير في مستوى هرمون الإستروجين (estrogen) في الدم إلى حدوثه لدى بعض السيدات.
- الضغط العصبي: يُعد الضغط العصبي أحد أشهر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الصداع النصفي. إذ يُرسل المخ مجموعة من النواقل العصبية التي تعمل على مواجهة الضغط العصبي، والقلق، والتوتر؛ فيؤدي ذلك إلى حدوث الصداع الحاد.
- بعض الأطعمة: الأطعمة المالحة والأجبان المالحة تزيد من احتمالية حدوث الصداع.
- تغير المناخ: يؤدي التغير في المناخ إلى حدوث الصداع.
- التحفيز الحسي: تتسبب الأضواء الساطعة، والأصوات العالية في حدوثه.
- بعض الأدوية: من الممكن أن تؤدي أدوية منع الحمل الفموية، والأدوية الموسعة للأوعية الدموية، إلى تفاقمه.
- بعض المشروبات: يؤدي تناول بعض المشروبات مثل الكحوليات إلى زيادة معدل حدوث الإصابة بالصداع.
- اضطراب النوم: من الممكن أن يؤدي عدم النوم لفترة كافية، أو كثرة النوم لفترات طويلة إلى الصداع.
أماكن الصداع النصفي
يستمر الصداع النصفي تقريبًا من 72:6 ساعة إذا لم يُعالج، ويختلف عدد المرات التي تحدث فيها نوبة الصداع من شخص للآخر، وفي حالات نادرة يصاب الإنسان بالصداع عدة مرات في الشهر.
وخلال نوبة الصداع، ربما تشعر بـألم نابض في:
- مقدمة الرأس أو الجبهة.
- جانب واحد من جانبي الرأس.
- حول العينين.
الصداع النصفي للحامل
يرتبط الصداع النصفي ارتباطًا وثيقًا بالاستعداد الوراثي لحدوث المرض. إذ تُرجح البحوث إلى أنه إذا كنت تعاني الصداع، فإن معظم أفراد عائلتك يعانون أيضا هذا النوع من الصداع.
ولكن! عادة يكون هناك محفزًا آخرًا يتسبب في حدوث هذا الصداع. وأحد أهم هذه المحفزات هي التغيرات الهرمونية التي تحدث عند السيدات، ولا سيما التذبذب في مستوى هرمون الإستروجين بالارتفاع أو الانخفاض.
في كثير من الأحيان تشتكي الأمهات خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل من حدوث نوبات الصداع بصورة متكررة. وذلك بسبب عدم استقرار وتذبذب مستوى الهرمونات في أثناء هذه الفترة من الحمل؛ لذلك يُعد الصداع النصفي أحد أهم علامات الحمل بالنسبة للكثير من النساء.
وفي خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل يزداد حجم الدم، فتتمدد الأوعية الدموية وتزداد اتساعًا؛ لتحوي الزيادة في تدفق الدم، بما في ذلك الأوعية الدموية في الدماغ. فيؤدي ذلك إلى الضغط على النهايات العصبية الحسية؛ مما يُسبب حدوث الصداع النصفي.
الصداع النصفي وكورونا
يُعاني مصاب فيروس كورونا (covid-19) صداعًا شديدًا يشبه إلى حد ما ذلك الصداع النصفي.
لكن! على الرغم من احتمالية حدوث مضاعفات شديدة الخطورة عند الإصابة بفيروس كورونا، إلا أن الصداع لا يزيد من مدى خطورة المرض.
وطبقاُ لمنظمة الصحة العالمية، فإن أعراض فيروس كورونا تظهر في خلال يومين إلى 14 يومًا من الإصابة بالفيروس، وتشمل أعراض الإصابة الآتي:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- السعال الجاف.
- ضيق التنفس.
- الإرهاق.
- احتقان الحلق.
- سيلان الأنف.
- الرعشة.
- القيء.
- الغثيان.
- الإسهال.
أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرًا شاملًا عن أعراض فيروس كورونا، ولاحظت أنه ما يقرب من 14% من إجمالي المصابين ظهر عليهم الصداع الشديد. لذلك من الممكن أن يكون الصداع النصفي عرضًا من أعراض الإصابة بفيروس كورونا.
التشخيص
يبدأ الطبيب المعالج في سؤالك بعض الأسئلة الهامة واللازمة للوصول للتشخيص الصحيح لحالتك، ومن هذه الأسئلة:
- ما هي الأعراض التي تعانيها؟
- كم عدد المرات التي تأتيك فيها نوبة الصداع؟
- ما هي مدة بقاء نوبة الصداع معك؟
- هل تعاني أفراد العائلة الصداع؟
- هل تتناول أي عقارًا دوائيًا؟
في بعض الأحيان يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوص للوقوف على سبب الصداع مثل فحوص الدم، واختبار الرنين المغناطيسي (MRI)، والتخطيط الكهربي للدماغ (EEG).
علاج الصداع النصفي
يهدف علاج الصداع النصفي إلى علاج الأعراض، ومنع نوبات الصداع المتكررة، وصنعت الكثير من العقارات التي من شأنها أن تعالج الصداع النصفي.
وتنقسم هذه الأدوية إلى:
- أدوية تخفف الألم: تُتناول هذه الأدوية عند التعرض لنوبات الصداع، وتعمل هذه الأدوية بشكل أفضل عن عند تناولها بمجرد ظهور الأعراض. من هذه الأدوية الأسبرين (aspirin)، وإيبوبروفين (ibuprofen)، والمشتقات الإرجوتية (Dihydroergotamines).
- أدوية وقائية: تؤخذ هذه الأدوية بانتظام، مرة واحدة إلى مرتين يوميًا؛ للحد من تكرار نوبات الصداع النصفي.
- أدوية مضادة للقيء: تساعد هذه الأدوية في علاج نوبة الصداع إذا كان مصحوبًا بالشعور بالقيء والغثيان، مثل كلوربرومازين (chlorpromazine).
لا شك أن الصداع النصفي يعُد أحد أسوأ أنواع الصداع؛ لما يسببه من آلام عنيفة، فينبغي لنا الابتعاد عن أسبابه، والحرص كل الحرص على التداوي منه. فالصحة تاج فوق رؤس الأصحاء لا يراها إلا المرضى.