التولاريميا (Tularemia) مرض معدٍ نادر، يصيب عادةً الحيوانات ولكن يصيب البشر أيضًا، لذلك يُعد من الأمراض حيوانية المنشأ.
يُعرف بحمى الأرانب (Rabbit Fever) أو حمى ذبابة الغزلان (Deer Fly Fever).
أمثلة الحيوانات التي تصاب بالمرض:
- الأرانب.
- السناجب.
- الطيور.
- القوارض البرية.
- الأغنام.
- الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب والقطط والهامستر.
اكتسب المرض اهتمامًا في السنوات الأخيرة؛ لإمكانية استخدامه في الحرب البيولوجية.
يعتمد نوع التولاريميا الذي تُصاب به على كيفية دخول البكتيريا إلى جسمك، لذلك سنتحدث عن أشكاله.
أشكال التولاريميا
يوجد عدة أشكال للمرض، ومنها:
- التولاريميا الغدية التقرحية (Ulceroglandular Tularemia)
الشكل الأكثر شيوعًا ويحدث بعد لدغة الذبابة، أو بعد تسليم حيوان مصاب، وتكون العدوى عبر الجلد.
- التولاريميا الرئوية (Pneumonia Tularemia)
أخطر أشكال المرض وينتج عند استنشاق الغبار الذي يحتوي على البكتيريا.
ينتج عندما تترك القرحة الغُدية دون علاج وتنتشر البكتيريا عبر الدَّم إلى الرئتين.
- التولاريميا الغدية (Glandular Tularemia)
تحدث نتيجة لدغة الذبابة المصابة، أو التعامل مع الحيوانات المصابة.
- التولاريميا العينية الغدية (Oculoglandular Tularemia)
تحدث عندما تدخل البكتيريا عبر العين، أو في أثناء ذبح حيوان مصاب يلامس عينيه.
- التولاريميا الفموي البلعومي (Oropharyngeal Tularemia).
يحدث نتيجة أكل طعام، أو شرب ماء ملوث.
- التولاريميا التيفية (Typhoidal Tularemia).
أسباب تولاريميا
يحدث داء توليري في جميع أنحاء العالم، وخاصةً المناطق الريفية، وهو ناجم عن الإصابة ببكتيريا الفرنسيسيلة التولارية (Francisella Tularensis).
تتصف البكتيريا بأنها شديدة المرونة قادرة على البقاء على قيد الحياة في البيئة لأسابيع.
تُسبب الجرعة المنخفضة من البكتيريا العدوى نتيجة سهولة انتشاره وارتفاع حدته، لذلك تستخدم في الإرهاب البيولوجي.
تدخل جسم الإنسان عبر الجلد، أو العينين، أو الفم، أو الرئتين، ولا ينتقل من إنسان لإنسان.
طرق انتقال العدوى
تنتقل معظم الأمراض المعدية عبر مسار واحد ولكنه يمتلك عدة طرق، منها:
- لدغات القراد أو ذبابة الغزلان.
- ملامسة جلد أو شعر أو لحم الحيوانات المصابة.
- شرب الماء الملوث.
- استنشاق الرذاذ الملوث أو غبار الزراعة والحدائق الملوثة.
- الإرهاب البيولوجي.
- التعرض للبكتيريا في المختبر.
- أكل لحم حيوان مصاب غير مطهي جيدًا.
- من خلال العض والخدوش والجروح في الجلد.
عوامل الخطر
- العيش في أماكن يكثر بها القراد.
- الصيد أو التعامل مع الشرك.
- تنسيق الحدائق.
- العاملين في المجازر أو الحياة البرية والأطباء البيطريين.
أعراض تولاريميا
تختلف الأعراض باختلاف شكله، البعض دون أعراض أو خفيفة إلى مهددة للحياة، وتظهر الأعراض في غضون 3-5 أيامًا من الإصابة بالبكتيريا، ومن هذه الأعراض تبعًا لكل شكل:
الغدية التقرحية (Ulceroglandular Tularemia)
تشمل الأعراض ما يلي:
- قرحة جلدية مكان اللدغة أو مكان ملامسة الحيوان المصاب.
- تضخُم الغدد الليمفاوية القريبة من مكان الإصابة.
- صداع وحمى.
- قشعريرة وإعياء.
الغدية (Glandular Tularemia)
تتشابه أعراضها مع أعراض الغدية التقرحية أو العدوى من خلال الجلد، ولكن دون تقرحات جلدية.
الرئوية (Pneumonia Tularemia)
تُعد أخطر أشكال المرض وتنتقل من خلال الاستنشاق، ومن أعراضها:
- ألم الصدر وصعوبة التنفس.
- سعال جاف.
- حمى شديدة.
- الارتشاح البلوري (الانصباب الجنبي) (Pleural effusion).
- خراج الرئة.
التيفية (Typhoidal Tularemia)
تُعد أندر أشكال المرض. ومن أعراضها:
- القيء والإسهال.
- التعب الشديد وآلام العضلات.
- حمى شديدة جدًا.
يمكن أن تؤدي العدوى بالتيفية إلى التهاب رئوي وتضخم الكبد والطحال.
الفموي البلعومي (Oropharyngeal Tularemia)
تشمل حدوث العدوى ابتلاع البكتيريا الأعراض التالية:
- التهاب اللوزتين.
- تقرحات الفم.
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- القيء والإسهال.
- التهاب الحلق.
العينية الغدية (Oculoglandular Tularemia)
تشمل أعراض عدوى العين ما يلي:
- قرح داخل الجفن.
- ألم العين وتورمها.
- إفرازات العين واحمرارها.
- تورم الغدد الليمفاوية حول الأذن والرقبة والفك.
- الحساسية ضد الضوء.
مضاعفات تولاريميا
بجانب الأعراض السابق ذكرها، توجد مضاعفات المرض، ومنها:
- الالتهاب الرئوي (Pneumonia).
- التهاب السحايا (Meningitis).
- تهيج القلب (التهاب غشاء التامور) (Pericarditis).
- التهاب العظم والنقى (Osteomyelitis).
- الموت (Death).
تشخيص تولاريميا
تشخيص المرض ليس بالأمر السهل، لأنه قد يُظهر أعراض مماثلة للأمراض الأخرى. يعتمد التشخيص على تاريخ المريض الشخصي والطبي.
يُستخدم اختبار الأمصال للكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا الموجودة في الدم، ولكنها لا تنمو إلا بعد عدة أسابيع من الإصابة.
قد يطلب الطبيب إجراء أشعة سينية على الصدر للتحقق من علامات الالتهاب الرئوي.
علاج تولاريميا
تُعالج كل حالة وفقًا لشكلها وشدتها، ويساعد التشخيص المبكر على العلاج الفوري بالمضادات الحيوية.
تشمل المضادات الحيوية المستخدمة للعلاج التالي:
- سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin).
- دوكسيسايكلين (Doxycycline).
- جنتاميسين (Gentamicin).
- ستربتوميسين (Streptomycin).
يتطلب التدخل جراحيًا لتصريف الغدد الليمفاوية المتورمة، أو لقطع الأنسجة المصابة من قرحة الجلد، يستمر العلاج من 10-21 يومًا حسب مرحلة المرض والدواء المستخدم.
ستتلقى علاجًا إذا تعرضت لأي من مضاعفات المرض، مثل التهاب السحايا أو الالتهاب الرئوي.
طرق الوقاية
تتضمن الوقاية اتخاذ احتياطات السلامة الأساسية لتجنب الإصابة بالمرض، ومنها:
- تجنب الحيوانات المريضة أو النافقة.
- ارتداء الملابس التي تُغطي الجلد المكشوف.
- استخدام طارد الحشرات.
- شرب الماء النظيف.
- طهي اللحوم جيدًا.
- تجنُب ترك حيوانك الأليف بالخارج دون مراقبة.
- غسل اليدين جيدًا بعد مسك حيوان.
- ارتداء سراويل طويلة وأكمامًا في الغابة لتجنب لدغ القراد.
ختامًا -عزيزي القارئ- مرض التولاريميا نادر ولكن يجب الحرص منه، لذلك اتبع طرق الوقاية لتنعم بصحة جيدة.
اقرأ أيضًا
حمى الببغاء | أسبابها وعلاجها وطرق الوقاية
حمى الوادي وحمى الوادي المتصدع
فيروس حمى النيل الغربي | مضاعفاته وأعراضه الخطرة