كلنا نحلُم بابتسامة هوليود، وأسنان بيضاء برّاقة، ولكن يقف جير الأسنان حائًلا بيننا وبين ذلك الحلم!
قد تخجل من ابتسامتك أمام الكاميرات، وبين الأهل والأصدقاء؛ نظراً لتراكم جير الأسنان الذي يُفقد الأسنان بريقها، وفي هذا المقال من تمكين هيا بنا لنتخلص من ذلك اللص.
كيف يتكون جير الأسنان؟
مهما تكن حريصًا على نظافة فمك وأسنانك، تظل بعض البكتيريا موجودة داخل فمك، وتختلط مع بقايا الطعام خاصًة الأطعمة النشوية والسكرية، وتكوّن طبقة شديدة الالتصاق تُسمى جير الأسنان، تلك الطبقة تغلف سطح الأسنان، وتتغلغل تحت اللثَة، وقد تصل إلى الحشو الداخلي للأسنان.
تفرز تلك البكتيريا الأحماض؛ التي تسبب تآكل طبقة المينا، التي تعد أقوى مكون في أسنانك فلك أن تتخيل ما يمكن تدميره بعد ذلك!
مع استمرار وجود جير الأسنان دون إزالة دورية؛ فإنه يتصلب، ويصبح كطبقة خشنة مثقبة، لا تفلح معها وسائل التنظيف التقليدية، ويجب إزالتها عند طبيب الأسنان، بأداة خاصة هي جهاز إزالة الجير.
أضرار جير الأسنان
يتجمع جير الأسنان فوق اللثَة؛ مسببًا تهيج وتورم، وأحيانًا نزيف اللثَة، وهذا ما يطلق عليه التهاب اللثَة.
ويعد التهاب اللثة بداية لأمراض أخرى أشد خطرًا، لأن إهمال علاجه يؤدي إلى تكون جيوب بين اللثَة والسن.
تلتهب تلك الجيوب، وتصاب بالبكتيريا فيُرسل جهاز المناعة مواد كيميائية؛ لمحاربة تلك البكتيريا؛ فيتسبب ذلك في تلف العظام والأنسجة المحيطة بالسن، وتؤدي إلى سقوط الأسنان في النهاية.
وهذا ما يطلق عليه التهاب دواعم السن أو Periodontitis، الذي ينتشر بين مرضى السكر بصفة كبيرة.
ذلك المرض يعد سببًا في 16نوعًا من الأمراض، التي تصيب أجهزة الجسم المختلفة ومنها القلب.
هل يمكن تلميع الأسنان بالمنزل؟
يعتقد البعض أنه من السهولة، أن يستخدم بعض المواد والمستحضرات المتاحة بالمنزل؛ لتلميع الأسنان مثل: المضمضة، ومعاجين الأسنان، وأنواعٍ من العلكة، وكربونات الصوديوم، أو الفحم النشط أو السيليكا.
ولكن استعمال تلك المواد بطريقة خاطئة لا يزيل جير الأسنان؛ بل يسبب كشط طبقة المينا بصورة زائدة؛ وينتج عنها حساسية الأسنان، والتسوس أحيانًا، وما تفقده من تلك الطبقة لا يمكن استرجاعه ثانيًة.
وطبقًا للجمعية الأمريكية لطب الأسنان، لا ينصح بتلميع الأسنان في المنزل، إذا كنت تعاني:
- حساسية الأسنان.
- تَصّبُغ الأسنان والجير الأسود.
- وجود الكثير من الحشو والتيجان.
- وجود أسنان تعويضية.
فالأفضل لك أن تزور طبيب الأسنان الذي سيتولى تلميع أسنانك بأمان.
يفحص الطبيب فمك كالتالي:
- فحص الأسنان، لتحديد الأجزاء الضعيفة بالمينا، وهل يوجد تسوس أم لا؟
- إزالة الجير وتنظيف سطح الأسنان.
- صقل الأسنان، وتلميعها؛ لإزالة الصبغة، ثم تغطيتها بطبقة واقية من الفلورايد.
تلميع الأسنان يأتي بعد مرحلة إزالة جير الأسنان، والتنظيف، وليس قبل ذلك.
وفيها يستخدم طبيب الأسنان، مثقاب الأسنان بطيء السرعة، وله غطاء من المطاط الذي سبق غمسه في عجينة من مادة الصقل، مثل كربونات الصوديوم.
دور مضمضة الفم في منع تكون جير الأسنان
المضمضة لا تزيل الجير الذي تكوّن بالفعل، ولكنها تمنع تكون المزيد منه، إذا استعملت بانتظام مع الفرشاة والمعجون، وخيط الأسنان مرتان يومياً كما ينصح الأطباء.
فوائد مضمضة الفم
هناك نوعان من المضمضة، مضمضة تجميلية، وأخرى علاجية. التجميلية يقتصر دورها على تعطير رائحة الفم، أما العلاجية فإنها:
- تقتل البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة، وتمنحك نفس منتعش، وذلك لاحتوائها على (Cetyl pyridinum chloride).
- تقلل التهاب اللثَة لاحتوائها على زيوت أساسية(Essential oils).
- تمنع التسوس لاحتوائها على الفلورايد.
- تبييض الأسنان لاحتوائها على(Hydrogen peroxid).
- تزيل بقايا الطعام التي لا تصل إليها الفرشاة، وتمنع تكون الجير لاحتوائها على الكلورهيكسيدين.
- تعالج المضمضة قرحة الفم، التي تعرف ب(Canker sores) خلال أيام.
أهم التعليمات عند استعمال مضمضة الفم
استعملها قبل غسل الأسنان بالمعجون وليس بعده، لأن معجون الأسنان يحتوي على هيدروكسيد الكالسيوم، وهيدروكسيد الألومنيوم. وكلاهما يتفاعل مع الفلورايد الموجود في المضمضة، ويقلل فاعليتها.
لا تستعمل للأطفال أقل من 6 سنوات، إلا بأمر الطبيب منعًا لحدوث التسمم؛ لأن الأطفال لا يتحكمون في البلع بصورة جيدة.
في دراسة أوروبية حديثة، وجد أن هناك ترابط بين ارتفاع ضغط الدَّم، وأمراض القلب، واستعمال مضمضة بها كلورهيكسيدين باستمرار ولمدة طويلة.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، لا تصرف المضمضة إلا باستشارة الطبيب. ويستعاض عنها بضمضمة تحتوي (بوفيدون أيودين) ما لم يكن هناك موانع.
جهاز إزالة الجير
هناك أدوات يدوية لإزالة جير الأسنان، بالإضافة إلى الأجهزة الكهربائية، التي تصدر الموجات فوق الصوتية بتردد عالٍ يصل إلى 35000 ميجا هرتز في الثانية.
ولذلك يسمى الجهاز (سونيك أو التراسونيك سكيلر)، تلك الموجات فوق الصوتية تسحق الطبقة المتكلسة من سطح وجذور الأسنان، وتزيل الصبغة، والبقع وتقتل البكتيريا، وذلك لأن الجهاز مزود بمخرج يسمح بخروج تيار من الهواء؛ فيقتل البكتيريا اللاهوائية، التي تموت في وجود الأكسجين.
بعض الأجهزة يحتوي على مخرج لسائل مطهر؛ لتنظيف الأسنان بعد اكتمال إزالة الجير.
وجهاز الألتراسونيك له مزايا عدّة:
- يساعد على التخلص من رائحة الفم الكريهة.
- يوقف تفاقم أمراض اللثَة.
- يزيل جير الأسنان بلطف أكثر من الأدوات اليدوية.
- يعالج العدوى الموجودة ويسرع الالتئام.
- حماية جذور الأسنان.
بعد إزالة الجير، يسقى جيب اللثَة بمطهر؛ ليمتد عمله لمدة أطول من تلك المدّة التي توفرها المضمضة، التي يزول أثرها بمجرد طرحها من الفم.
قد يضع الطبيب مضادًا حيويًا موضعيًُا؛ كعامل مساعد لتسريع التئام اللثَة بعد إزالة جير الأسنان.
وأشهر المضادات الحيوية المستخدمة، هو (مينوسيكلين) الذي يُقلل جيب اللثَة بمقدار 1 ملليمتر.
كل هذا يُوفره الرأس المتحرك بجهاز إزالة الجير الكهربي الحديث. ولكل جهاز ماله وما عليه.
أضرار إزالة الجير بجهاز الالتراسونيك
تتسبب الذبذبات العالية التي يُصدرها الجهاز في ما يلي:
- الحساسية وآلام ما بعد التنظيف.
- انحسار اللثَة.
- سقوط الحشو خلال التنظيف.
- نزيف اللثة.
- تدمير العصب.
- الإصابة بأمراضٍ مُعديةٍ، خاصة مع الأشخاص ضعفاء المناعة؛ بسبب الرذاذ المتطاير من فوهة الجهاز.
ولكن أطمئن إذ إن أكثر الأضرار شيوعًا، هو الحساسية، والألم، والأضرار الأخرى نادرًا ما تحدث.
وتزول هذه الأضرار، في غضون 5-7 أيام، وأحياناً تمتد لأسابيع قليلة في الحالات الشديدة.
أخيراً أود أن أقول أن صحة جسمك تبدأ من صحة فمك، فاحرص على زيارة طبيب الأسنان بصفة دورية، واحرص على إزالة جير الأسنان مرة كل ستة أشهر لتحظى بفم صحي وابتسامة جميلة لا تخجل منها.
